ألغت محكمة التمييز من خلال حكمها إلزام شريكين في شركة خاصة بسداد ما يقرب من 180 ألف دولار مستحقات عمالية لمدير مشروع بالشركة، وذلك حسبما ذكره المحامي الدكتور محمد الكوهجي، إذ بيّن أن محكمة التمييز أرست مبدًأ قانونيًا مهمًا على عدم مسؤولية الشركاء في الشركات المساهمة في أموالهم الخاصة عما يقع من أضرار تصيب الشركة أو الشركاء أو المساهمين أو الغير؛ وذلك لأن الشركة تكتسب بمجرد تكوينها الشخصية الاعتبارية والذمة المالية المستقلة عن أشخاص من يمثلونها أو الشركاء فيها، وهي المسؤولة وحدها على التزاماتها، وأن مسؤوليتهم في أموالهم الخاصة مرهون بتحقق شروط أهمها ثبوت تقصيرهم في الإدارة وثبوت العلاقة بين خطئهم وما ترتب على الشركة من مديونيات أو خسائر.

وعن تفاصيل الدعوى، أفاد المحامي الدكتور محمد الكوهجي بأن موكلته ضمن شريكين في الشركة، وصدر حكم لأحد العاملين بمستحقات عمّالية قاربت 180 ألف دولار، ألزم الشركة بسداد المبلغ بالتضامن على سند مسؤولية موكليه طبقًا لقانون الشركات التجارية، وتأسيسًا على وجود خطأ في الإدارة من جانب موكلته نتج عنه تدهور أوضاع الشركة وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها. وتابع الكوهجي بأن موكليه لم يتسبّبا في ديون والتزامات الشركة باعتبارها متمتعة بشخصية اعتبارية إلا إذا كانت هذه الديون نتاج خطأ جسيم أو غش ارتكبه المدير أو الشريك لتكبّد الشركة أو الشركاء أو الغير بهذه الديون، وذلك وفقا لقواعد المسؤولية التقصيرية مع التأكد من ثبوت الخطأ الجسيم الشخصي في حق هذا الشريك. فيما قالت محكمة التمييز في حيثيات حكمها إن الأصل عدم مسؤولية المؤسس أو الشريك أو مالك رأس المال أو عضو مجلس الإدارة في الشركة المساهمة أو شركة المساهمة المقفلة أو الشركة ذات المسؤولية المحدودة، في ماله الخاص عما يقع من أضرار تصيب الشركة أو الشركاء أو المساهمين أو الغير؛ وذلك لأن الشركة تكتسب بمجرد تكوينها الشخصية الاعتبارية والذمة المالية المستقلة عن أشخاص من يمثلونها أو الشركاء فيها، وهي المسؤولة وحدها على التزاماتها. ولما كان ذلك، وكان الحكم المطعون فيه انتهى إلى إلزام الطاعنين بالتضامن بمبلغ المديونية المستحقة استنادا إلى مجرد تحقق صفتهما كشركاء، وترتب على ذلك لزوم علمه اليقيني بعدم قدرتها على الوفاء بالالتزامات التي ترتبت عليها دون استظهار أدلة ثبوت تلك المخالفة ودون استظهار ركن الضرر وعلاقة السببية حتى تتحقق مسؤوليتها عملا بنص المادة 18 مكررا من قانون الشركات التجارية، وكان من المقرر أن إلغاء السجل التجاري للشركة لا ينهض بذاته سببا لقيام مسؤولية الشريك بما يكون معه إلزام الطاعنة بصفتها الشخصية بالتضامن عن المديونية المستحقة قد جاء على غير سند، بما يعيب الحكم المطعون فيه بالقصور المبطل.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا محکمة التمییز

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: العلم والرحمة أساس بناء الشخصية الإسلامية الحقة

(أ ش أ):

أكد فضيلة الدكتور نظير محمد عيّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن العلم في مضمونه وجوهره ليس مجرد تكديس للمعلومات أو حفظ للمتون، بل هو منظومة متكاملة تهدي العقول إلى الرشاد، وتزكي النفوس، وتدفع الإنسان إلى إدراك الحق وتمييزه عن الباطل، مبينا نه إذا تجرد من أثره الأخلاقي والسلوكي، فقد جوهره وقدرته على البناء والإصلاح، مشيرا إلى أن الرحمة ليست طارئة على مسيرة العلم، بل هي ركن من أركانه، وميزان دقيق يحدد وجهته; إذ بها يستقيم أثره، ويتحقق مقصده، وتسمو غايته، فلا علم نافع ولا فقه سديد بلا قلب رحيم.

جاء ذلك خلال كلمة فضيلته بالمعهد العالي للحديث النبوي وعلومه، بمدينة سمرقند على هامش مؤتمر "الماتريدية مدرسة التسامح والوسطية والمعرفة" بجمهورية أوزبكستان.

وقال مفتي الجمهورية، إن السيرة النبوية المطهرة تمثل الأنموذج الأكمل لهذا المزج البديع بين العلم والرحمة، وقد تجلى ذلك في مواقف عديدة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما رواه الصحابة الكرام عن الرجل الذي جاء يستأذنه في الزنا، فلم يواجهه النبي بالزجر أو التوبيخ، وإنما خاطبه بحكمة ورفق، مستنهضا مشاعره الإنسانية، حتى عاد عن طلبه وقد امتلأ قلبه إيمانا ونقاء، كما تتجلى هذه الرحمة أيضا في موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي بال في المسجد، فبينما هم بعض الصحابة بتعنيفه، نهى النبي عن ذلك وتعامل مع الموقف بحكمة بالغة، موضحا للأعرابي بلطف حرمة الأماكن الطاهرة، ليقدم بذلك درسا خالدا في التربية بالرحمة، والتعليم بالحكمة وأشار إلى أن الكذب من أعظم الآفات التي تفسد على الإنسان دينه وعقله، وتهدم جسور الثقة بينه وبين مجتمعه، وهو من أبشع ما تبتلى به القلوب، وأشد ما يفسد به القول والعمل; إذ به تطمس الحقائق، وتلبس المقاصد، وتضيع الحقوق، فهو ليس مجرد انحراف في اللسان، بل هو اعوجاج في الفهم، وخلل في الميزان الأخلاقي، وهو مفتاح لكل شر، كما جاء في الحديث النبوي "وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار" منبها إلى خطورة هذا الجرم لمن يشتغل بالسنة النبوية.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الكذب لا يقتصر على اختلاق الأقوال ونسبتها زورا إلى مقامه الشريف فحسب بل يتسع ليشمل تحريف الفهم، وإخراج النصوص عن سياقها، وتحميلها ما لا تحتمل، و توظيفها لخدمة أهواء وانحرافات فكرية و سلوكية، مبينا أن المشتغل بالسنة النبوية يحمل أمانة عظيمة، لا تقف عند حدود الرواية، بل تمتد إلى صدق الفهم، وسداد التأويل، ومراعاة السياق والإخلاص في النقل والمقصد، فكل إساءة في التأويل، أو استدعاء للنصوص في غير موضعها، أو توظيفها في غير غاياتها، هي في حقيقتها صورة من صور الكذب، بل ربما كانت أشد خطرا; لأن الكذب اللفظي قد يكشف ويرد، أما الكذب في الدلالة فقد يضلل به الناس، وتقلب به الموازين.

هذا المحتوى من

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور نظير محمد عيّاد مفتي الجمهورية السيرة النبوية العلم

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة مفتي الجمهورية يُشيد بعمال مصر ويؤكد: الإخلاص في العمل طريقُ التنمية وسبيلُ أخبار مفتي الجمهورية: الإمام البخاري نموذجًا علميًّا نادرًا أخبار المفتي ومحافظ مطروح يفتتحان رسميًا فرع دار الإفتاء بالمحافظة أخبار المفتي يلتقي نظيرَه الصربي بأبو ظبي لبحث سُبُل تعزيز التعاون أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

مفتي الجمهورية: العلم والرحمة أساس بناء الشخصية الإسلامية الحقة

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

3 ظواهر جوية تضرب البلاد خلال الأيام المقبلة بينها الشبورة والأتربة -(تفاصيل) ننشر تفاصيل اتفاقية نقل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: العلم والرحمة أساس بناء الشخصية الإسلامية الحقة
  • مفتي الجمهورية: العلم والرحمة أساس بناء الشخصية الإسلامية
  • إلزام تقديم شهادة عدم تعاطي المخدرات في ملف مسابقات التوظيف
  • إلزام الأندية بطبيب مشرف وفحوصات إجبارية للكشف عن المخدرات بداية من الموسم المقبل
  • بعد ثبوت إصابتها بعاهة مستديمة.. مصير المتهمين بالاعتداء على الطالبة كارما
  • الأردن يطالب مجلس الأمن إلزام “إسرائيل” بإدخال المساعدات إلى غزة
  • "تعليم مكة" يجري المقابلات الشخصية لـ1886 مرشحًا ومرشحة للوظائف التعاقدية
  • السايح: المؤسسة القضائية هي الشريك الأساسي للمفوضية في إنجاز الاستحقاق الانتخابي
  • تعليم مكة يبدأ إجراء المقابلات الشخصية على الوظائف التعليمية
  • الجردانية لـ"الرؤية": 1257 مستفيدًا من بدلات الأمومة والأبوة بنهاية مارس.. وجهة العمل ملزمة بسداد الاشتراكات الشهرية للمؤمن عليهم