يمانيون – متابعات
تُحيي حرائر اليمن في العشرين من جمادى الآخرة، اليوم العالمي للمرأة المسلمة، ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء -عليها السلام- باعتبارها المثال الأسمى للمرأة المسلمة وغير المسلمة، بما تفردت به من صفات ومميزات جعلتها سيدة نساء العالمين.

في هذا التقرير لن نذهب بعيدا عن الواقع بل سنتعمق في دهاليزه بحثا عن الحقيقة منخرطين في الفهم الصحيح لمجريات التاريخ، وواقع المرأة اليمنية التي اتخذت من السيدة الزهراء نموذجا لحياتها ومسيرتها المهنية والاجتماعية.

كثيرة هي البحوث التي تطرقت إلى الحياة المشرقة أو تلك المظلومية التي تعرضت لها سيدة نساء العالمين لتكشف لنا عن شخصية متفردة في كل جوانب الحياة رغم قصر مسيرتها الحياتية والتي لم تتجاوز عشرين سنة، إلا أنها اتقنت دورها المنبثق من بيت النبوة و انخرطت في الأبعاد السياسية والاجتماعية لتكون رمزاً تقتدي به جميع النساء في العالم.

كيف لا وهي التي أمضت حياة الطفولة مع أب تشاركه حالة الجهاد المستمرة لتبليغ الرسالة المحمدية التي آمنت بها إيمانا عميقا فكانت الأبنة المجاهدة التي حققت معنى الدفاع عن الحق لتبليغ رسالة الإسلام مع رسول الله صلوات الله عليه وآله.

اكتسبت فاطمة الزهراء خبرة سياسية من أبيها الرسول عليه الصلاة والسلام، فهي التي لم تفارقه في كل شاردة وواردة إلى جانب الحالة العاطفية لدفاع الأبنة عن أبيها الذي تعرض للأذى في سبيل تبليغ الحق.

حياة فاطمة الزهراء مليئة بالجهاد لم تكل ولم تمل حتى بعد وفاة أبيها صلوات الله عليه وآله وسلم، لتشارك زوجها الإمام علي عليه السلام، حياته الجهادية، فكانت الزوجة العظيمة المضحية، والأم المربية على نهج النبوة، والرؤوفة بالمجتمع تقدم النصح لتثقيف الأمة ونشر الوعي بين أفرادها، فكانت المعلّمة في عصرها خاصّة النساء، مجيبة عن الأحكام الشرعية وتفسير القرآن الكريم.

تغييب متعمد:

تم فصل النساء المسلمات عن القدوات وسيدات نساء العالمين وخاصة الزهراء -عليها السلام- التي غيبت في المناهج التعليمية والتربوية وفي كل الوسائل الفكرية والثقافية والمؤلفات والكتب ووسائل الإعلام، لكي لا يكون للأمة الارتباط الوثيق بمن كن رمز الإيمان بالله، ومحور الارتباطَ بالمنهج والرسالة الإلهية.

هذا التغييب الممنهج ما هو إلا مخطط لتمجيد من لا يستحق، ومحو سيرة من يرون فيه خطراً على مخططاتهم، وأصبحت الزهراء غير معروفة إلا من بعض قصص وعبارات متوارثة بسيطة، فكانت النتيجة تقزيم دور المرأة المسلمة في شراكتها مع الرجل فيما كان من المفترض أن ترتقي معه في سلم درجات الكمال الإنساني والإيماني.

أثبت التاريخ ألا مناص من العودة إلى أعلام الهدى لمواجهة التحديات بوعي وبصيرة وإدراك لطبيعة الصراع والتفاعلات المتربصة بالمجتمع المسلم وخاصة النساء.

جاءت ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة لتصنع التحولات على مختلف الصعد، وتعزز الارتباط بآل بيت رسول الله وأعلام الهدى، ولم تكن المرأة اليمنية استثناء في هذه الثورة، بل اتخذت من الزهراء قدوة ونموذجاً يحتذى به لتؤدي دورها في الحياة من خلال تحركها إلى جانب أخيها الرجل وبما ينفع المجتمع وتساهم في النهوض بمسؤوليتها انطلاقا من هويتها الإيمانية.

وفي ظل مخططات أعداء الأمة لاستهداف المرأة اليمنية ومحاولاتهم لإفسادها عبر الحرب الناعمة، تقف حرائر اليمن في مواجهة هذه الحرب من خلال التمسك بالثقافة القرآنية والهوية الإيمانية والسير على نهج فاطمة الزهراء، وكشف خطط أعداء الأمة الذين يسخرون كل إمكاناتهم لاستهداف المرأة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.

ويؤكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حاجة المرأة المسلمة في هذا الزمن الذي يستهدفها فيه أعداء الإسلام والبشرية للاقتداء بفاطمة الزهراء بما يحقق لها الحماية الفكرية والثقافية والأخلاقية.

لطالما حرص السيد القائد في خطابته بذكرى مولد سيدة نساء العالمين، على التأكيد على أهمية هذه المناسبة لترسيخ المبادئ الإيمانية التي تحقق للمرأة صلاحها وكرامتها ويصونها ويحافظ على عزتها وإنسانيتها ويرفع منزلتها عند الله.

رمزية إحياء اليوم العالمي للمرأة المسلمة:

في اليوم العالمي للمرأة المسلمة ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء -عليها السلام- تُجَدِّدُ حرائرُ اليمن في العشرين من جمادى الآخرة التأكيد على المكانة التي تحتلها الزهراء من خلال حضورهن الكبير لإحياء هذه المناسبة بفعاليات وأنشطة ثقافية وتوعوية وإيصال رسائل عدة للأعداء أهمها مواجهة الحرب الناعمة انطلاقا من مبدأ إيماني مترسخ لدى المرأة اليمنية إلى جانب دورها في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي خلال التسع سنوات.

كما تشهد الوزارات والمؤسسات والجهات الحكومية والخاصة فعاليات نسائية احتفاء بذكرى ميلاد الزهراء التي تعد المثل والقدوة الحسنة للمرأة المسلمة وإحياء لقيمها وأخلاقها.

ومن خلال إحياء هذه المناسبة تؤكد المرأة اليمنية للعالم اعتزازها ومحبتها لصانعة العزة والكرامة والعفة ومقاومة الاستكبار والطغيان في عالم مليء بالنفاق يستهدف المرأة على كافة المستويات في وقت يتشدق فيه بحماية حقوقها.

– السياسية| صباح العواضي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المرأة الیمنیة للمرأة المسلمة نساء العالمین فاطمة الزهراء من خلال

إقرأ أيضاً:

ندوة مشتركة بين إعلام قنا وجنوب الوادي حول تأثير العنف ضد المرأة

شاركت وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة جنوب الوادي فى ندوة "العنف ضد المرأة وتأثيره علي الحياة المجتمعية" ، بالتتنسيق مع مجمع إعلام قنا.

قال الدكتور يوسف رجب مدير مجمع إعلام قنا، إن الندوة تأتى في إطار خطة قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، والحملة العالمية للأمم المتحدة والتي تحمل مسمى حملة الـ"16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي"، والتي تنطلق خلال الفترة من 25 نوفمبر حتى 10 ديسمبر، بهدف رفع الوعى المجتمعي العام بأشكال العنف ضد المرأة.

تناولت الدكتورة هالة خير سناري أستاذ الصحة النفسية ومدير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة جنوب الوادي مفهوم العنف ضدالمرأة، وأشكاله المختلفة وأسبابه وآثاره السلبية على المرأةوطرق الوقاية والعلاج. 

وأوضحت سلوي شمروخ مدير المجلس القومي للسكان دور المجلس القومي للسكان في نشر الوعي بمخاطر الزواج المبكر كصورة من صور العنف ضد المرأة وتأثره عليها نفسيا واجتماعيا وصحياً.

أشارت الدكتورة سميرة إبراهيم السيد مدير الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، إلى أن الجمعية لها دور في نشر الوعي بأهمية تنظيم الأسرة ومساعدة السيدات في تنفيذ مشروعات صغيره لتمكين المرأة اقتصاديا كأحد الحلول لمناهضة العنف ضد المرأة.

 كما شاركت فى الندوة الدكتورة حنان صابر مدير وحدة تكافؤ الفرص بديوان محافظة قنا،  وحسناء محمد مدير إدارة المرأة بمديرية العمل بقنا، وأدارات الندوة سهير السيد عبدالرازق مسئول البرامج بمركز اعلام قنا. 

الجدير بالذكر أن فعاليات الندوة تضمنت فحص وتوقيع الكشف الطبي على السيدات، للكشف المبكر عن سرطان الثدي، والأمراض المزمنة، مع تقديم الإرشادات والنصائح الطبية للحالات المستفيدة من الخدمات الطبية المقدمة بالندوة.

ندوة مماثلة: 

وقبل أسابيع،  أقام المجلس القومى للمرأة والأوقاف ووحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة جنوب الوادي، فى تدريب"الآثار النفسية والصحية لختان الإناث" تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة والدكتور محمد سعيد نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. 

وبيّن  فضيلة الشيخ أحمد عبد الرازق إمام وخطيب مسجد ناصر ببندر قنا عن رأى الدين فى هذه القضية، و تناولت الدكتورة هالة خير سنارى أستاذ الصحة النفسية ومدير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة الآثار النفسية لختان الإناث.

 فيما تناولت الدكتورة هدي سعدي محمدين مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بقنا أن هذا التدريب استهدف رائدات المجلس وجميع أعضاء الفرع والقيادات الدينية.

 كما استعرضت دور المجلس القومي للمرأة تجاه هذه القضية مركزة على ضرورة تضافر الجهود للقضاء عليها.

 فى حين تناولت أمال غزالي المحامية بمكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة عرضا للقوانين المختلفة الرادعة لهذه الظاهرة، ويأتي هذا التدريب ضمن حملة لطرق الأبواب تحت عنوان"أحميها من الختان" التى تستهدف التوعية الآثار السلبية المختلفة لختان الإناث.

مقالات مشابهة

  • إطلاق دليل إجرائى لإنشاء وحدات المرأة الآمنة بالمستشفيات الجامعية
  • القومي للمرأة يطلق حملة  بعنوان "حقكِ تعيشي فى أمان"
  • ندوة مشتركة بين إعلام قنا وجنوب الوادي حول تأثير العنف ضد المرأة
  • القومي للمرأة يطلق حملة "حقك تعيشي في أمان"
  • هيئة الجلوس والسجود للمرأة في الصلاة.. تعرفي عليها
  • النساء في الفن.. هل يصنعن ثورة أم يقعن في فخ التمثيل الزائف؟
  • ثلاث فتيات وامرأة غامضة.. ننشر الفصل الأول من رواية «البوشّيه»
  • نهيان بن مبارك: الإمارات ستظل النموذج والقدوة في رعاية وتمكين أصحاب الهمم
  • قومي المرأة يشكر الداخلية لفتح مستشفياتها للكشف بالمجان على النساء
  • القومي للمرأة: نشكر الداخلية لفتح مستشفيات الشرطة للكشف على النساء بالمجان