رأى الديبلوماسي المصري السابق وأستاذ القانون الدولي والعلوم السياسية في الجامعات المصرية عبد الله الأشعل، أن إسرائيل باغتيالها اليوم لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري ورفاقه من كوادر "حماس"، مارست هوايتها في اغتيال القيادات الفلسطينية أولا، ثم إنها تسعى لتوريط حزب الله وإيران في الحرب ثانيا.



وأوضح الأشعل في تصريحات خاصة لـ "عربي21" أن اتجاه إسرائيل إلى لبنان اليوم واغتيال قيادات "حماس"، هو هروب من غزة التي يتكبد فيها الاحتلال ثمنا باهظا، ثم هو مسعى لتطوير وتنويع أدوات إسرائيل في الحرب من خلال استهجاف قيادات حماس في الخارج، وهو أيضا مسعى لجر حزب الله وإيران إلى الحرب".

وأضاف: "إسرائيل تهدف لإرباك المشهد في غزة والمنطقة.. وتلفت الانتباه إلى ساحات أخرى، وتسعى لتوريط إيران.. فهي تعرف أن حزب الله لن يسكت، وبالتالي إيران ستدخل.. وإيران تتحرش بأمريكا من خلال قواتها البحرية في البحر الأحمر".

وأكد الأشعل أن إسرائيل بنقلها الحرب اليوم إلى العاصمة اللبنانية بيروت لأول مرة منذ العام 2006، تسعى لفتح جبهات جدبيدة من خلال جر حزب الله وإيران إلى الحرب".

ودعا الأشعل حزب الله إلى التنسيق مع "حماس" وباقي القوى السياسية في لبنان في الرد على إسرائيل، ومراعاة الفروق الجوهرية بين المقاومة الفلسطينية والوضع في لبنان..

وذكر الأشعل أن "لبنان هي أكثر دولة عربية دفعت تكلفة الصراع العربي ـ الإسرائيلي.. حيث أن منظمة التحرير الفلسطينية حين بدأت الكفاح المسلحة في العام 1965، فتحت الجبهتين اللبنانية والأردنية ورفض عبد الناصر فتح الجبهة المصرية، وحاول لبنان أن يحمي الفلسطينيين فدفع الثمن".

وأكد الأشعل أن المقاومة الفلسطينية هذه المرة خلصت فلسطين وأهلها من الوصاية العربية، ورفعت الشرعية التي كان الحاكم العربي يأخذها من خلال التظاهر بدعمه للقضية الفلسطينية، وبالتالي فالحاكم العربي اليوم لا شرعية له بين شعبه، وإنما شرعيته مدى نفعه لإسرائيل".

وأشار الأشعل إلى أن اغتيال قيادات من الصف الأول من حجم العاروري ورفاقه، له تأثير من دون شك على المقاومة، وقال: "اغتيال العاروري وهو مهندس عمليات الضفة الغربية، شخصية فلسطينية عامة.. كل الفصائل نعته بما فيها فتح والسلطة.. سياسة الاغتيال موجودة في العقل الإسرائيلي، المحكمة العليا في إسرائيل وافقت قبل سنوات على أن الاغتيال يعتبر أداة فعالة لتحقيق أهداف إسرائيل، أما الاغتيال في القانون الدولي فهو جريمة حرب".

وأضاف: "الحقيقة أن الاغتيال ليس فقط سياسة إسرائيل بل نفذته الولايات المتحدة حين اغتالت رئيس فيلق القدس، وهي عملية تعتبر انتهاكا للقانون الداخلي الأمريكي والقانون والدولي.. أما إسرائيل تمارس سياستها في الاغتيال، وتغتال العناصر الفعالة مثل القادة العسكريين والعلماء وسبق أن اغتالت الأمين العام لحزب الله السابق لنصر الله".

ودعا الأشعل إلى التصدي لهذه السياسة الإسرائيلية عبر آليتين: إما مواجهة الاغتيال بالاغتيال، أو تشكيل جبهة قانونية والذهاب إلى القضاء الدولي لمقاضاة الاحتلال".

وأنهى الأشعل تصريحاته لـ "عربي21"، بالتأكيد على أن "المقاومة تدافع عن الشعب الفلسطيني"، وقال: "لا توجد وظيفة اسمها المقاومة.. وإنما هناك تفاني من المقاومين في عملهم، وهذا يدل على أن الفلسطيني مصر على أن يتحرر.. ونحن بالفعل أمام حرب تحرير، وكان يجب على المحيط العربي أن يحتضن المقاومة، لأن إسرائيل تشعر أن الصراع مع المقاومة هذه المرة هو صراع على الوجود"، وفق تعبيره.

ومساء اليوم الثلاثاء أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بأن مسيرّة إسرائيلية استهدفت مكتبا لـ"حماس" في الضاحية الجنوبية لبيروت؛ ما أسفر عن 6 شهداء بينهم نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الثلاثاء، 22 ألفا و 185 قتيلا و57 ألفا و 35 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

إقرأ أيضا: أول تعليق من حزب الله على اغتيال العاروري بضاحية بيروت الجنوبية.. "تطور خطير"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس اغتيال الفلسطينية الاحتلال احتلال فلسطين حماس اغتيال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله وإیران من خلال على أن

إقرأ أيضاً:

في حال شنّت إسرائيل حرباً على لبنان... هل ستدعم إيران حزب الله؟

ذكر موقع "الميادين"، أنّ رئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران كمال خرازي حذّر من أن تشنّ إسرائيل هجوماً شاملاً ضدّ حزب الله، لأنّها "ستخاطر بإشعال حربٍ إقليمية تدعمه فيها طهران ومحور المقاومة بكل الوسائل".

وقال في تصريحاته لصحيفة "فايننشال تايمز"، إنّ "إيران "غير مهتمة" بحربٍ إقليمية، كما حثّ الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل من أجل منع المزيد من التصعيد".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت إيران ستدعم "حزب الله" عسكرياً في حالة نشوب صراع شامل، قال خرازي: "كل الشعب اللبناني والدول العربية وأعضاء محور المقاومة سيدعمون لبنان ضد إسرائيل".

وتابع: "ستكون هناك فرصة لتوسع الحرب إلى المنطقة بأكملها، وستشارك فيها كافة الدول، بما في ذلك إيران. وفي هذه الحالة، لن يكون لدينا خيار سوى دعم حزب الله بكل الوسائل"، وأضاف: "توسيع الحرب ليس في مصلحة أحد، لا إيران ولا الولايات المتحدة". (الميادين)

مقالات مشابهة

  • في حال شنّت إسرائيل حرباً على لبنان... هل ستدعم إيران حزب الله؟
  • حماس غير معنية بانتقال إسرائيل الى المرحلة الثالثة للحرب: جبهات الإسناد مستمرّة
  • إسرائيل تسعى لمنع «حماس» من ترميم نفسها في شمال غزة
  • مسؤول إسرائيليّ سابق: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله هذا ما سيشهده لبنان
  • بعد شهور من العدوان الجوي والبري.. «فورين أفيرز»: المقاومة الفلسطينية «قوية» وانتصار إسرائيل «يَبْتعد»!
  • "استعدوا لإقامة طويلة".. مستشفيات شمال إسرائيل تتحضر للحرب
  • كيف تستعدّ المستشفيات في إسرائيل للحرب مع حزب الله؟
  • اسرائيل في مشروع “الهنود الحمر”
  • محللون: جيش الاحتلال أدرك أن المقاومة أصبحت واقعا يجب التعايش معه
  • فايننشال تايمز: هل تسعى إسرائيل لإنشاء منطقة ميتة في لبنان؟