مأرب برس:
2024-10-05@07:36:10 GMT

هل فشلت اشنطن في تدويل أمن البحر الأحمر؟

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

هل فشلت اشنطن في تدويل أمن البحر الأحمر؟

ليست المرة الأولى التي يؤدي فيها اليمن دوراً مهماً في مسألة أمن البحر الأحمر، وسبق له أن قام خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بإغلاق مضيق باب المندب، وسمح للقوات البحرية المصرية بالتمركز هناك.

 وتشهد المنطقة منذ عدة أسابيع حالة اضطراب كبيرة في حركة السفن المتوجهة إلى إسرائيل وفي الملاحة الدولية، وهو ما ردت عليه الولايات المتحدة بتشكيل التحالف البحري الدولي لمنع هجمات الحوثيين، وتأمين طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وخليج عدن.

 

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعلن، في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من البحرين، عقب زيارة أيضاً إلى إسرائيل، عن إطلاق عملية "حارس الازدهار" الدولية، وهي مهمة أمنية متعددة الجنسيات تضم نحو 20 دولة. 

كان من المفترض أن تشارك فيها بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج والبحرين وسيشيل وإسبانيا، وتكون تحت مظلة القوات البحرية المشتركة (سي إم إف) وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، وستركز على الأمن في البحر الأحمر. الممانعة الأوروبية لتدويل أمن البحر الأحمر

 واللافت أنه بعد إعلان التحالف بعدة أيام، أعلنت عدة دول أوروبية، من بينها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، رفضها الانضمام إليه، رغم أن بعضها يشارك في عمليات التصدي للهجمات الحوثية مثل فرنسا، الموجودة في المنطقة عن طريق القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي، والفرقاطة "لانغدوك" التي أسقطت طائرتين مسيّرتين قادمتين من اليمن. وصرحت باريس رسمياً بأنها لن تنضم إلى التحالف.

وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إنها تدعم الجهود الرامية إلى تأمين أمن البحر الأحمر والمنطقة المحيطة به، وإنها تعمل في المنطقة، وتفضل أن تبقى سفنها تحت القيادة الفرنسية. 

وعلى نفس المنوال، تعهدت إيطاليا بتعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر، وسترسل الفرقاطة "سان فرجينيو"، التي ستؤمن الحماية للسفن الإيطالية، وستستجيب للطلبات التي سيقدمها أصحاب السفن الإيطالية. وشددت على أن هذا يندرج في إطار وجودها الحالي، وليس في إطار عملية "حارس الازدهار". 

وكان رد الفعل الإسباني على تشكيل التحالف هو الأكثر حدة، وجاء في سياق سلسلة المواقف الصريحة التي اتخذتها حكومة مدريد ضد الحرب الإسرائيلية على غزة. وأعلنت إسبانيا أنها لن تشارك في أي عملية أمنية في البحر الأحمر، إلا إذا كانت تحت أي مظلة أوروبية أو أطلسية. 

ورد رئيس الحكومة الإسبانية الاشتراكي بيدرو سانشيز على مكالمة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه "لا غنى عن إنشاء مهمة جديدة ومحددة مخصصة" لحماية حركة الملاحة البحرية التجارية في البحر الأحمر.

وأكد أن هذه المهمة الخاصة يجب أن يكون لها "نطاق عملها، ووسائلها، وأهدافها الخاصة، التي تحددها الهيئات المختصة في الاتحاد الأوروبي". 

وعلى هذا، أعلنت مدريد أنها تعارض توسيع مهمة عملية "أتلانتا" الأوروبية التي تكافح القرصنة في خليج عدن منذ عام 2008. كما شددت على أن "طبيعة وأهداف مهمة أتلانتا لا علاقة لها بما نهدف إلى تحقيقه في البحر الأحمر". 

وحددت الحكومة الاسبانية أنها لن تشارك على نحو أحادي، وقالت إن مدريد قررت توخي "أقصى درجات الحذر"، ورأت نائبة رئيس مجلس الوزراء يولاندا دياز في سرعة الدول الغربية في التحرك لحماية التجارة البحرية الدولية "نفاقاً كبيراً"، مضيفة أن الأمر يتناقض مع عجزها عن حماية السكان المدنيين في غزة من القصف الإسرائيلي.

 وسجل عدم مشاركة ثلاث دول أوروبية أول ضربة للتحالف، وإشارة إلى أنه بدأ بالتصدع قبل أن ينطلق. وبالتالي لن يواصل بنفس الزخم الذي كانت تخطط له الولايات المتحدة، وسيقتصر في نهاية المطاف على دولتين أساسيتين، هما أميركا وبريطانيا. الأسباب التي حالت دون نجاح مسعى واشنطن عديدة.

السبب الأول، أن التحالف خلا من الدول المتشاطئة على البحر الأحمر، وكانت واشنطن تراهن على مشاركة كل من مصر والسعودية على نحو خاص، نظراً لما يمثله البلدان من ثقل في معادلة هذا الممر المائي الحيوي. 

دوافع القاهرة والرياض ومن بين دوافع كل من القاهرة والرياض لرفض المشاركة أنهما أرادا النأي بنفسيهما كي لا يتم تفسير المشاركة على أنها من أجل حماية أمن إسرائيل، وهذا شكل صدمة لواشنطن، التي عملت منذ بداية الحرب على غزة من أجل تأمين إسناد عربي لخطواتها. 

ويبدو أن الاتصالات المصرية الإيرانية أدت دوراً مهماً في نأي مصر بنفسها عن التحالف، وكشفت أوساط دبلوماسية مصرية أن القاهرة تلقت تطمينات من طهران بأن إغلاق باب المندب لن يؤدي إلى التأثير على قناة السويس، بسبب ما يقوم به الحوثيون ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل. 

ولا تقتصر التطمينات على مصر وحدها، بل على كافة دول المنطقة، وتلك التي تعتمد في النقل على هذا الشريان المائي. وصار واضحاً أنه لا يوجد تهديد للملاحة الدولية بشكل عام، ولكن للسفن الإسرائيلية، أو المتجهة إلى إسرائيل أو القادمة منها فقط، ولكن الولايات المتحدة أثارت زوبعة كبيرة من دون مبرر. 

والسبب الثاني الذي عرقل مهمة واشنطن في تشكيل قوة أمنية في البحر الأحمر هو هدف المهمة المنوطة الملقاة على عاتق التحالف، إذ اعتبرت الأغلبية العظمى من الدول أن ما ترمي إليه الولايات المتحدة هو تأمين أمن إسرائيل، وهذا ما وضع بعضها في موقف المحرج، أو الخائف من ردود الفعل العربية المتضامنة مع غزة. وهو ما ينطبق على فرنسا وإيطاليا.

 والسبب الثالث هو الخلاف الصريح مع السياسة الأميركية تجاه الحرب على غزة، وهذا ما عبّر عنه موقف الحكومة الإسبانية، التي تتبنى قوى اليسار المشاركة فيها موقفاً داعماً بقوة لغزة ومعادٍ للمواقف الأميركية، وتطالب بوقف إطلاق النار شرطاً مسبقاً للمشاركة في أي موقف دولي.

 تنبهت إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973 إلى أهمية هذا الممر المائي، ولم تتمكن من موقع قدم متقدم يقربها من باب المندب إلا في عام 1995، عندما شاركت إريتريا باحتلال جزر حنيش اليمنية في البحر الأحمر، وكان ذلك ثمرة علاقات بنتها مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي.

لكن العلاقات مع إريتريا لم تمكن إسرائيل من تحقيق هدفها، بأن تصبح طرفاً أساسياً في معادلة الملاحة في البحر الأحمر، وكانت موانئ السودان نصب أعينها، عندما بدأت عملية التطبيع مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.

 بقي أمن البحر الأحمر عربياً، وتتحكم بشواطئه الأساسية كل من اليمن، السعودية، السودان، مصر، رغم وجود مينائي عصب ومصوع الإريتريين، وإسرائيل التي تحتفظ بميناء إيلات. 

موانئ إريتريا وإسرائيل على البحر ليست بذات أهمية الموانئ العربية الاستراتيجية، بفعل التحكم العربي بباب المندب، وقناة السويس، وهما الممران الإجباريان للملاحة في البحر الأحمر، لذلك تأثر نشاط ميناء إيلات بنسبة 85 في المائة بسبب هجمات الحوثيين. 

حركة التجارة في البحر الأحمر وتشير التقديرات إلى أن بين 12 في المائة إلى 15 في المائة من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر، وهو ما يمثل 30 في المائة من حركة الحاويات العالمية. 

كما يتم أيضاً شحن ما بين 7 في المائة إلى 10 في المائة من النفط العالمي، و8 في المائة من الغاز الطبيعي المسال، عبر نفس الممر المائي، وهذه النسبة الكبيرة ربما تكون لها تداعيات خطيرة على التجارة العالمية، التي تعاني من التوترات بين واشنطن وبكين، ومن العقوبات الغربية على روسيا.

 وعلى أي حال، يؤدي تغيير مسار السفن من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح في أفريقيا إلى تأخير يصل إلى أسبوعين للشحن، ويضيف أكثر من مليون دولار إلى تكاليف الرحلة الواحدة.

وفي نهاية المطاف، قد يؤدي الوقت الإضافي والنفقات الإضافية إلى رفع أسعار الوقود، ويؤثر سلباً على توافر السلع في الدول الأوروبية. 

وكانت تقديرات سابقة قد ذكرت أن حجم التجارة السنوية التي تمر عبر البحر الأحمر تصل إلى نحو تريليون دولار، بما في ذلك النفط والغاز والسلع الغذائية والسيارات، ولكنها لن تتأثر كاملة، حسب التطمينات الصادرة عن الحوثيين وإيران. 

التطمينات لا تكفي من أجل استمرار حركة الملاحة الدولية، فهناك مخاوف فعلية لدى أصحاب السفن وشركات التأمين الدولية من حصول مواجهات مسلحة بسبب الحركة المكثفة للدوريات الأميركية والبريطانية، ونية إسرائيل التدخل، بما ينعكس سلباً على بقية السفن، التي صارت تفضل طريق رأس الرجاء الصالح.

 وكانت تقارير صحافية إسرائيلية قد تحدثت عن تباين داخل حكومة الاحتلال حيال الرد الأنسب على هجمات الحوثيين، وبحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فقد رأى بعض المسؤولين في تل أبيب أنه يتوجب عدم غض الطرف والردّ على هذه الهجمات. 

وهناك فريق آخر يرى ضرورة التعاطي مع الهجمات على أساس أنها تحدٍّ دولي، وأنه يتوجب على إسرائيل عدم التصدي وحدها له، فهذه الهجمات ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار على مستوى العالم، ما سيحفز المزيد من الدول على التدخل لوقفها. العربي الجديد

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة أمن البحر الأحمر من البحر الأحمر فی البحر الأحمر فی المائة من إلى إسرائیل باب المندب

إقرأ أيضاً:

الكشف مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية''

قبل منتصف الليل بقليل شهر مايو الماضي، لاحظ مسؤول تنفيذي كبير في شركة شحن يونانية وصول رسالة بريد إلكتروني مريبة لصندوق الوارد الخاص به.

وحذرت الرسالة التي أُرسلت أيضاً إلى المدير عبر البريد الإلكتروني للشركة، من أن إحدى سفن الشحن التابعة للشركة والتي تمر عبر البحر الأحمر أضحت عرضة لخطر هجوم من جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران.

وجاء في الرسالة المكتوبة باللغة الإنجليزية والتي اطّلعت عليها وكالة "رويترز" أن السفينة التي تديرها الشركة اليونانية انتهكت حظر مرور يفرضه الحوثيون بالرسو في ميناء إسرائيلي، وأن "القوات المسلحة اليمنية"، والمقصود هنا الحوثيون، "سوف تستهدفها بشكل مباشر في أي منطقة تحددها".

وجاء أيضاً في الرسالة التي وقّعها "مركز تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن"، وهو مركز جرى إنشاؤه في فبراير للتنسيق بين الحوثيين والجهات المشغلة للسفن التجارية، "أنتم تتحملون المسؤولية والعواقب المترتبة على إدراج السفينة في قائمة الحظر".

وشن الحوثيون نحو 100 هجوم على سفن تعبر البحر الأحمر منذ نوفمبر، إثر اندلاع الحرب في غزة. وتسببت هجماتهم في إغراق سفينتين والاستيلاء على ثالثة ومقتل أربعة بحارة على الأقل.

وحذرت الرسالة التي وردت في نهاية مايو من فرض "عقوبات" على أسطول الشركة كاملاً حال استمرار السفينة في "انتهاك معايير الحظر ودخول موانئ الكيان الإسرائيلي المحتل"، حسب ما جاء في نصها.

وأحجم المسؤول التنفيذي عن كشف هويته وكذلك اسم الشركة لأسباب أمنية.

وكانت رسالة التحذير هذه هي الأولى بين أكثر من 12 رسالة تهديد أخرى جرى إرسالها إلى ما لا يقل عن ست شركات شحن يونانية منذ مايو وسط تصاعد للتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بحسب ما ذكرته ستة مصادر في قطاع الشحن مطلعة على الرسائل بشكل مباشر/ ومصدران مطلعان بشكل غير مباشر.

ومنذ العام الماضي، يطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة وقوارب محملة بمتفجرات على السفن التجارية التي على صلة بكيانات إسرائيلية وأميركية وبريطانية.

وتشير حملة رسائل البريد الإلكتروني، التي لم ترد أنباء بشأنها من قبل، إلى أن المسلحين الحوثيين يوسعون شبكتهم ويستهدفون سفناً تجارية يونانية ليست على صلة تُذكر بإسرائيل أو لا تربطها بها أي صلة على الإطلاق.

وفي الأشهر القليلة الماضية، وُجهت التهديدات لأول مرة إلى أساطيل بأكملها، مما زاد من المخاطر التي تتعرض لها السفن التي تحاول عبور البحر الأحمر.

وجاء في رسالة بريد إلكتروني منفصلة في يونيو أرسلها موقع إلكتروني يمني إلى الشركة المذكورة أعلاه بعد أسابيع وإلى شركة يونانية أخرى رفضت أيضاً كشف اسمها "خرقت سفنكم قرار القوات المسلحة اليمنية، لذلك سيتم فرض عقوبات على جميع سفن شركتكم".

ويعاني اليمن، الذي يقع عند مدخل البحر الأحمر، من حرب أهلية منذ سنوات. وفي عام 2014، سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء، وأطاحوا بالحكومة المعترف بها دوليا. وفي يناير، أعادت الولايات المتحدة إدراج الحوثيين على قائمتها للجماعات الإرهابية.

وأحجم مسؤولون حوثيون عن تأكيد إرسالهم رسائل البريد الإلكتروني أو تقديم أي تعقيب إضافي عندما اتصلت بهم "رويترز" قائلين إن هذه معلومات عسكرية سرية. ولم تتمكن "رويترز" من تحديد ما إذا كانت الرسائل قد أُرسلت إلى شركات شحن أجنبية أخرى.

وذكرت بيانات صادرة عن لويدز ليست إنتليجنس، أن نحو 30% من هجمات الحوثيين حتى أوائل سبتمبر كانت على سفن مملوكة لشركات يونانية، وهي تمثل أحد أكبر الأساطيل في العالم، دون تحديد ما إذا كان لهذه السفن صلة بإسرائيل.

وفي أغسطس، هاجمت جماعة الحوثي الناقلة سونيون وتركتها مشتعلة لأسابيع قبل أن يتم قطرها إلى منطقة أكثر أماناً.

ودفعت الهجمات العديد من سفن الشحن إلى اتخاذ مسار أطول بكثير عبر رأس الرجاء الصالح.

وأظهرت بيانات لويدز ليست إنتليجنس أن حركة المرور عبر قناة السويس انخفضت من نحو ألفي سفينة شهرياً قبل نوفمبر 2023 إلى نحو 800 سفينة فقط في أغسطس 2024.

وبلغت التوترات في الشرق الأوسط ذروة جديدة يوم الثلاثاء عندما شنت إيران هجوماً على إسرائيل بأكثر من 180 صاروخاً رداً على مقتل بعض قياديي جماعة حزب الله في لبنان، وعلى رأسهم أمينها العام حسن نصر الله.

هذا وأفادت وثيقة راجعتها "رويترز" بأن مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر الأحمر (أسبيدس) أكدت، خلال اجتماع مغلق مع شركات شحن في أوائل سبتمبر، تطور تكتيكات الحوثيين. وساعدت أسبيدس أكثر من 200 سفينة على الإبحار بأمان عبر البحر الأحمر.

وقالت أسبيدس في الوثيقة التي شاركتها مع شركات الشحن إن قرار الحوثيين إرسال تحذيرات إلى أساطيل بأكملها يمثل بداية "المرحلة الرابعة" من حملتهم العسكرية في البحر الأحمر.

وحثت أسبيدس أيضاً ملاك السفن على إغلاق أجهزة نظام تحديد الهوية الآلي التي تظهر موقع السفينة وتقدم مساعدة ملاحية للسفن القريبة، قائلةً إن عليهم إغلاقها أو المخاطرة بالتعرض للنيران.

وذكرت أسبيدس أن نسبة دقة هجمات الحوثيين الصاروخية بلغت 75% حينما استهدفوا سفناً تشغل نظام تحديد الهوية الآلي. وورد في الإفادة نفسها أن 96% من الهجمات لم تصب أهدافها حينما كان نظام تحديد الهوية الآلي مغلقاً.

وبدأت حملة الرسائل الإلكترونية من الحوثيين في فبراير بتوجيه رسائل إلى ملاك السفن وشركات الشحن ونقابة البحارة الرئيسية من "مركز تنسيق العمليات الإنسانية" التابع للحوثيين.

وحذرت هذه الرسائل الإلكترونية، التي اطّلعت "رويترز" على اثنتين منها، قطاع الشحن من فرض الحوثيين حظراً على سفن بعينها من عبور البحر الأحمر، إلا أنها لم تحذر الشركات بشكل صريح من هجوم وشيك. واحتوت الرسائل المرسلة بعد مايو على تهديدات أكبر.

وقال مصدران مطلعان لـ"رويترز" إن شركتي شحن على الأقل تشغلهما اليونان تسلمتا تهديدات عبر البريد الإلكتروني وقررتا إنهاء المرور عبر البحر الأحمر، وطلب المصدران عدم تحديد هوية الشركتين لدواع أمنية.

وقال مسؤول تنفيذي في شركة شحن ثالثة تلقت رسالة أيضاً إنهم قرروا إنهاء الأعمال مع إسرائيل لتتمكن سفنهم من مواصلة العبور من البحر الأحمر.

وقال ستيفن كوتون الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل: "إذا لم يتسن ضمان العبور الآمن للبحر الأحمر، فإن على الشركات التحرك، حتى وإن كان ذلك يعني تأجيل مواعيد التسليم.. تعتمد حياة البحارة على ذلك". والاتحاد هو النقابة الرئيسية للبحارة التي تلقت رسالة بالبريد الإلكتروني من "مركز تنسيق العمليات الإنسانية".

وقالت المصادر لـ"رويترز" إن حملة البريد الإلكتروني تزيد القلق بين شركات الشحن، وإن تكاليف التأمين التي يتحملها ملاك السفن الغربيون قفزت بالفعل بسبب هجمات الحوثيين، وعلقت بعض شركات التأمين التغطية بشكل كلي.

وأوقفت شركة "كونبالك" لتشغيل السفن ومقرها اليونان عبور رحلات من البحر الأحمر بعدما تعرضت سفينتها "إم في جروتون" للهجوم مرتين في أغسطس.

وقال ديميتريس دالاكوراس، الرئيس التنفيذي لـ"كونبالك"، خلال مؤتمر "كابيتال لينك" للشحن في لندن في العاشر من سبتمبر: "لا تمر أي سفينة (من كونبالك) عبر البحر الأحمر. يتعلق الأمر بشكل رئيسي بسلامة الطواقم. بمجرد تعرض الطاقم للخطر تتوقف جميع المناقشات".

من جهته قال توربين كولن المدير الإداري لمجموعة شحن الحاويات "ليونهارت اند بلومبيرج"، ومقرها ألمانيا، إن البحر الأحمر وخليج عدن منطقة "محظورة" على أسطولهم.

وتواصل بعض الشركات عبور البحر الأحمر بسبب اتفاقيات ملزمة طويلة الأجل مع المستأجرين أو بسبب احتياجها إلى نقل البضائع في تلك المنطقة بالتحديد.

ولا يزال البحر الأحمر أسرع طريق لنقل البضائع إلى المستهلكين في أوروبا وآسيا.

ولم يوقف الحوثيون حركة السفن كلياً، وتستطيع أغلبية السفن المملوكة لصينيين وروس الإبحار بلا عوائق وبتكاليف تأمين أقل. ولا يعد الحوثيون السفن المملوكة لصينيين وروس ذات صلة بإسرائيل.

وورد في تسجيل صوتي لرسالة بثها الحوثيون لسفن في البحر الأحمر في سبتمبر وجرت مشاركتها مع "رويترز": "نؤكد للسفن التابعة لشركات لا صلة لها بالعدو الإسرائيلي أنها آمنة ولها حرية (التحرك) وإبقاء أجهزة نظام تحديد الهوية الآلي مفتوحا طوال الوقت". وأضافوا "نشكركم على تعاونكم. انتهى".

مقالات مشابهة

  • "البنتاغون" يُخصص 1.2 مليار دولار لصيانة السفن العسكرية المنتشرة في البحر الأحمر
  • الحوثيون يوجهون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • مجلة هندية: القوات المسلحة اليمنية تشكل مساراً مرعباً للشحن في البحر الأحمر
  • الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • رويترز تنقل تفاصيل مثيرة: اليمن يطبق قرار حظر السفن في البحار .. برسالة.!!!
  • الحوثيون يوجهون رسالة عبر البريد الإلكتروني للسفن بالبحر الأحمر: استعدوا للهجوم مع أطيب التحيات (ترجمة خاصة)
  • صحيفة أوتلوك الهندية: قوات صنعاء أنشأت مسار مرعب على البحر الأحمر
  • الكشف مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية''
  • ميليشيا الحوثي تهدد أصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • صحيفة هندية: قوات صنعاء أنشأت مسار مرعب على البحر الأحمر