الحوثي: واشنطن لا تستطيع إيقافنا وكثافة بوارجها في البحر الأحمر تجعلها هدفا سهلا
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
قال عضوُ المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي: “إن الولاياتِ المتحدةَ لن تستطيعَ أن توقفَ العملياتِ اليمنيةَ المساندةَ للشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة، وإن تكثيفَ تواجُدِها العسكري في البحر الأحمر يجعلُ منها صيدًا سهلًا”، كاشِفًا عن رفضٍ يمنيٍّ للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية اليمنية، ومحذِّرًا دولَ أُورُوبا من أن تورِّطَها في التحَرّك الأمريكي سيعود عليها بعواقبَ سيئة.
وأكّـد الحوثي في مقابلةٍ مع التلفزيون الهولندي (NOS) أن “الولايات المتحدة لا تستطيع أن توقف العمليات اليمنية ضد السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر”، مُشيراً إلى أنه “وكلما ازدادت السفنُ الحربيةُ في البحر الأحمر كانت صيداً سهلاً لقواتنا المسلحة ولصواريخنا وطائراتنا وزوارقنا الحربية ولكل ما نستطيع أن نصل إليه”.
وأضاف: “لدينا ترسانةٌ جيدة، والسفن والبارجات الأمريكية معروفٌ بأنها صُنِعت في غير هذا العصر”، في إشارة إلى تطور القدرات العسكرية اليمنية.
وكشف الحوثي أن الولاياتِ المتحدة الأمريكية “تطلُبُ أن يكون هناك تفاوُضٌ مباشرٌ مع صنعاء” بشأن الوضع في البحر الأحمر، لكن صنعاء “ترفُضُ؛ لأَنَّها ترى الأمريكيَّ مجرمًا إرهابيًّا لا يمكنُ التحاوُرُ معه مباشرةً”.
وأوضح أن “التفاوُضَ والتواصل يتم عبر الإخوة في سلطنة عمان مع الوفد الوطني المفاوض فقط”.
ورَدًّا على سؤال القناة الهولندية حول قدرة القوات المسلحة على معرفة هُــوِيَّة ووجهات السفن التي تعبر البحر الأحمر، أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى أن “القوات المسلحة لديها جهات استخباراتية قوية ولديها مصادر للمعلومة كبيرة جِـدًّا، وهناك أَيْـضاً جهات عربية كثيرة وتستطيع أن توصل معلوماتها إلينا، ونحن كأمة عربية نستطيع أن نصل إلى معلوماتنا بكُلِّ سهولةٍ ويُسْرٍ أكبر مما يصل إليه الأمريكي”.
ودعا الحوثي هولندا إلى “عدمِ الانجرارِ وراءَ الدعاياتِ الأمريكيةِ” مُضيفاً أنه “إذا كان الهولنديون يريدون أن يعملوا؛ مِن أجل تأمينِ الملاحة الدولية ومن أجل عدمِ اشتعال الحروب فعليهم أن يتَّجهوا للضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها وفك الحصار عن مليوني ومِئة إنسان داخل غزة من المسلمين والمسيحيين هناك”.
وجدد عضو السياسي الأعلى التحذير من أن “استهدافنا سيكون لكل السفن البحرية التجارية والعسكرية التابعة لأية دولة تشارك في استهداف بلدنا، وهذا موقف معلَن معلَن”.
وأضاف: “نحذّر الأُورُوبيين جميعاً أنه إذَا أردتم أن لا ترتفع قيمة المشتقات النفطية لديكم، وَإذَا أردتم أن تستمرَّ الملاحةُ الدولية، وَإذَا أردتم أن تستمرَّ السفن التجارية لديكم بأمان في البحر الأحمر لا تشاركوا الأمريكيين في تحالفهم؛ لأَنَّهم إنما يعملون هذا التحالف؛ مِن أجل حماية السفن الإسرائيلية لاستمرار المجازر والجرائم ضد الشعب الفلسطيني بدون إزعاج، هذا هو الهدف المعلن الذي دعت إليه إسرائيل وتحَرّك الأمريكيون؛ مِن أجل تنفيذ هذه الرغبة وهذا الطلب”.
وردًّا على سؤال حول المطالب اليمنية لإيقاف الهجمات في البحر الأحمر، أكّـد الحوثي أن هذه المطالب هي “إيقاف العدوان على أبناء غزة، وفك الحصار، وإدخَال المؤن لأبناء غزة، وإدخَال الماء الغذاء الدواء المشتقات النفطية، وهي مطالِبُ إنسانية”.
وأضاف: “نحن نقولُ: أوقفوا الإبادة، أوقفوا الإرهابَ لشعب فلسطين، فإذا تحقّقت هذه الأشياءُ فلن يكون هناك أيُّ اعتراض لأية سفينة في البحر الأحمر أَو في خليج عدن أَو في البحر العربي أَو في باب المندب”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
هزيمـة أمريكا في البحار وخسارتُها أمام اليمن
فاطمـة الــراشدي
على مر كُـلّ السنوات الماضية، كانت أمريكا وما زالت تسعى للسيطرة على اليمن نظرًا؛ لأهميّة موقعها الاستراتيجي التي تتمتع به، وامتلاكها لباب المندب الذي يعد من أهم الممرات البحرية في العالم.
زجت أمريكا العديد من الدول العربية، لخوض حرب مع اليمن لتحقيق مصالحها وأهدافها، بينما هي تقف في الخلف دون التدخل المباشر، مكتفية بعملائها من دول الخليج لتنفيذ ما تريد من خطط لإخضاع اليمن، والهيمنة عليها بالكامل.
وفي العام 2015م قامت بشن عدوان عدائي على اليمن، بقيادة السعوديّة ودول الخليج، كان الغرض منه السيطرة على كُـلّ موانئ ومواقع اليمن المهمة كمواقع النفط والغاز وغيرها، لكنها فشلت، وباءت كُـلّ خططها ومؤامراتها بالفشل المحتوم، فقد لاقت في اليمن ما لاقت من مقاومة شرسة ترفض الذل والخنوع، طوال سنوات العدوان وفرض الحصار الشديد عليها.
وما زالت أمريكا تسعى إلى اليوم، للوصول إلى اليمن والتحكم بها قيادة ودولة وشعباً، وقد أنفقت عشرات المليارات وقدمت الكثير في سبيل الظفر بها والسيطرة عليها بالكامل.
وُصُـولًا إلى يومنا هذا وبعد عام على بدء عملية (طُـوفَان الأقصى)، والتي من خلالها أعلنت اليمن حظر كُـلّ موانئها وممراتها على السفن الإسرائيلية والأمريكية، ومنع أبحارها فيها بدايةً من البحر الأحمر ومضيق باب المندب، امتداداً ووُصُـولًا إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر العربي.
فرضت اليمن حصاراً خانقاً على سفن العدوّ الصهيوني والسفن الأمريكية، وكلّ سفينة متجاوزة لقرار الحظر متجهة إلى الأراضي المحتلّة من أي بلد كانت، فلا تمر سفينة متجاوزه لقرار الحظر إلا وتم قصفها وإغراقها حالًا، وإن لم تغرق أصبحت بلا فائدة وأضرارها كبيرة.
وعلى صدد هذا الحظر والحصار من قبل اليمن في البحر الأحمر وغيره، قامت أمريكا بتشكيل تحالف الغرض منه الردع لليمن لوقف حظرها في البحر وفك حصار السفن بزعمها، لكنها لاقت الرفض من قبل الكثير من الدول، التي تخاف على مصالحها من أن تطالها الصواريخ اليمنية، والتي باتت تشكل رعباً وقوة عظيمة، ولم يرض بتأييد القرار الأمريكي بالحرب على اليمن سواء بريطانيا، التي تحالفت مع أمريكا، وقامت بشن عدوان على اليمن، مستهدفة عدة مناطق في المحافظات اليمنية، ظنًا منهم أنهم بهذا العدوان، سيجعلون من اليمن تتراجع وتوقف ضرباتها على السفن الداعمة للكيان المحتلّ.
ورغم العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن وتهديداتهم، لم تتوقف اليمن عن عملياتها في البحار ولم تتراجع، بل زادت وتوسعت نصرة لفلسطين وردًا على القصف العدائي لليمن.
حاولت أمريكا بشتى الوسائل العبور من البحر الأحمر، دون التعرض للقصف من قبل القوات المسلحة اليمنية، وقد أرسلت العديد من المدمّـرات الأمريكية والحاملات لحماية سفنها، ولكنها كلها تعرضت للقصف بالصواريخ والمسيّرات اليمنية، وكان آخرها إرسال مدمّـرة “إبراهام” التي قصفتها القوات المسلحة في البحر العربي، الثلاثاء الماضي؛ والتي كانت تُحظر وتعد لشن عدوان على اليمن، بالتزامن مع قصف مدمّـرتين في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة.
أخيرًا من خلال كُـلّ هذه الأحداث، يتضح لنا فشل وهزيمة أمريكا، بفرض هيمنتها على اليمن والسيطرة عليها، وعدم قدرتها على حماية سفنها من الصواريخ اليمنية، وتلقيها العديد من الهزائم في البحر الأحمر، فقد نكلت اليمن بها وبسفنها منذ فرضها الحصار على السفن الداعمة لـ “إسرائيل”.
خسرت أمريكا الكثير من السفن والمدمّـرات في سبيل المرور من مضيق باب المندب إلى الأراضي المحتلّة، خابت وفشلت وتلقت هزائم نكراء، واتّضح لنا بأنها ليست سوى “قشـة” كما وصفها السيد القائد.