دبي – الوطن:

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تنطلق غداً في فندق “الريتز كارلتون” بدبي، أعمال المنتدى الاستراتيجي العربي تحت عنوان “حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً 2024″، بمشاركة نخبة من المسؤولين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى خبراء استراتيجيين، وقادة الفكر في السياسة والاقتصاد.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن مستقبل الأمم والشعوب تحدده القدرة على التعامل مع المستجدات واستشراف الأحداث المقبلة، والقراءة الموضوعية للمتغيرات العالمية في السياسة والاقتصاد.

وقال سموه: “يجتمع في دولة الإمارات اليوم في الدورة الجديدة من المنتدى الاستراتيجي العربي، مسؤولون وخبراء استراتيجيون وقادة فكر في السياسة والاقتصاد من مختلف أنحاء العالم.. التزامنا راسخ بتهيئة الظروف لحوار العقول والرؤى والأفكار، وتبادل الخبرات لما فيه خير شعوبنا ومستقبل أجيالنا القادمة”.

وأضاف سموه: “المنتدى الاستراتيجي العربي 2024 فرصة لتأمل حالة العالم العربي والعالم سياسياً واقتصادياً، والاقتراب أكثر من وضع تصورات محكمة للتعامل مع التحديات المحتملة في السنوات المقبلة.. التعاطي الموضوعي مع المستجدات ضرورة تفرضها متغيرات السياسة والاقتصاد وحقائق الحياة.. نرحب بالمشاركين في المنتدى رجال دولة ومحللي الحاضر وقراء المستقبل”.

وتركز الدورة الجديدة على حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً حيث يشخص المتحدثون المتغيرات السياسية والاقتصادية، وموقع العالم العربي في التغيرات المتسارعة إقليمياً ودولياً، كما يستشرف المشاركون في أعمال المنتدى الاستراتيجي العربي 2024 ملامح المرحلة المقبلة وانعكاساتها على خارطة المصالح والتوازنات العالمية.

 

تحليل التهديدات العالمية

وفي مستهل فعاليات المنتدى، يلقي معالي محمد بن عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي،كلمة افتتاحية،ثم يتحدث معالي الدكتور غسان سلامة، العميد المؤسس لكلية باريس للشؤون الدولية، في جلسة بعنوان “حالة العالم العربي سياسياً في 2024” تحاوره فيها الإعلامية في قناة “العربية” منتهى الرمحي، ويتطرق خلالها إلى محاور عدة أبرزها: “الاضطرابات الجيوسياسية والانقسامات الدولية، وهل يشهد العالم فترة حاسمة لصياغة المشهد الدولي لعام 2024؟”، و”تحليل التهديدات العالمية وأثرها على حركات الهجرة وتدفق اللاجئين”، و”أهمية التعاون الدولي وأثر الاتفاقيات الدولية في خفض التصعيدات الدولية”، و “هل نشهد بداية دورة حضارية جديدة؟”.

 

توقعات النمو الاقتصادي

ويتطرق الدكتور جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، في جلسة “حالة العالم العربي اقتصادياً 2024″، إلى “تحليل لحالة الاقتصاد العربي وتوقعات النمو الاقتصادي”، و”الابتكار لاقتصاد ما بعد النفط والاقتصاد التقليدي”، و”التأثير الجيوسياسي على النمو الاقتصادي”، و “أهم التطورات في قطاع المالية بالدول العربية وأبعاده”، و “التوصيات وأولويات الإصلاح ومجالات التطوير”، وتحاوره في الجلسة صبا عودة الإعلامية في قناة “الشرق مع بلومبيرغ”.

 

ماذا يريد العالم العربي من العالم؟

ويقدم صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس الإدارة لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي نبيل فهمي وزير الخارجية المصري الأسبق، في جلسة “ماذا يريد العالم العربي من العالم؟ ويديرها الإعلامي والكاتب الصحفي عماد الدين أديب،قراءة واستشرافاًللمشهد السياسي في الوطن العربي للمرحلة المقبلة، و”الوجه السياسي للممرات الاقتصادية”، و”الخليج ومسارات النفوذ السياسي في عالم متعدد الأقطاب”.

 

ماذا يريد العالم من العالم العربي؟

ويقدم البروفيسور فرانسيس فوكوياما أستاذ العلوم السياسية ومؤلف كتاب “نهاية التاريخ”، والدكتور باراغ خانا المؤسس والشريك لـ “فيوتشر ماب”، في جلسة بعنوان “ماذا يريد العالم من العالم العربي؟”، ويديرها شون كليري من مؤسسة “فيوتشر وورلد”، رؤية معمقة حول “المتغيرات العالمية وتأثيرها على الشرق الأوسط”، و”الشراكات الجديدة عالمياً”، و”السلام، الأمن العالمي، توازن القوى، أسعار النفط”.

وفي جلسة “كيف يبدو العالم العربي من موسكو؟”، يستضيف المنتدى البروفيسور فيتالي ناؤمكين، رئيس معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ويديرها الدكتور خالد الرشد الإعلامي في قناة روسيا اليوم.

تداعيات ونتائج غزو العراق

ويتحدث كل من الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، والدكتور فواز جرجس أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، في جلسة بعنوان بعنوان “عشرون عاماً على غزو العراق.. التداعيات والنتائج”، ويديرها عمار تقي الإعلامي في صحيفة “القبس” الكويتية.

وتركز الجلسة على محاور : “ما هي التداعيات ونقاط التحول في العراق والمنطقة؟”، و”التأثير الإقليمي والجيوسياسي والتكلفة الاقتصادية”، و”التأثير الدولي والعلاقات الخارجية”، و”استكشاف الآفاق المستقبلية وأبرز الدروس المستفادة”.

 

صورة العرب في الإعلام العالمي

ويتحدث باسم يوسف في جلسة بعنوان “تاريخ موجز عن صورة العرب في الإعلام العالمي”، وتبرز في الجلسة عناوين عدة أبرزها: “العرب في وسائل الإعلام الدولية: تفكيك التصورات الخاطئة”.

ويشهد المنتدى إطلاق تقرير بعنوان: “تكلفة عدم تحقيق السلام”، وذلك بالتعاون مع مجموعة يورآسيا، حيث يستعرض ديفيد جوردون من مجموعة يورآسيا، فيما يناقش التقرير الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس المجلس الاستشاري للمركز المصري للدراسات الاستراتيجية، ملامح من التقرير، ويدير الجلسة الإعلامية لبنى بوظة من قناة سكاي نيوز عربية.

 

مسيرة حافلة

انطلق المنتدى في العام 2001ليكون منصة لمناقشة حالة وتوجهات المنطقة سياسياً واقتصادياً،وقدم صورة شاملة للتحديات التي تواجه المنطقة، وسط المتغيرات العالمية، ورسم سيناريوهات مستقبلية، مثلت إضافة معرفية مهمة للمهتمين وصناع القرار.

وفي العام 2004، انعقد المنتدى تحت شعار “العالم العربي 2021″، وتناول مختلف السيناريوهات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وانعقد المنتدى في عام 2006، تحت شعار “المتغيرات العالمية وفرص النجاح”، وركز على أهمية تنويع البنية الاقتصادية وخلق فرص نمو جديدة في العالم العربي، فيما حمل في عام 2009 عنوان ” نحو إقامة مجتمع المعرفة في العالم العربي”، وشدد على أهمية المعرفة لبناء اقتصاد حيوي ومجتمعات مستقرة.

وبحث المنتدى في عام 2013، قضية شبكات التواصل الاجتماعي في حين ركز في العام 2014 على استشراف المستقبل الجيوسياسي للمنطقة ومدى تأثره بالمتغيرات العالمية.

وتناولفي عام 2015، التطورات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، فيما شهد في عام 2016 حضور أبرز المؤسسات الاقتصادية العالمية، ونقاشات متخصصة صدر عنها تقارير شاملة تحت إشراف مجموعة من الخبراء المحليين والعالميين.

وحظي المنتدى في العام 2017 بمشاركة مجموعة من كبار المفكرين والخبراء والمحللين السياسيين والاقتصاديين، وتضمنت أعمال المنتدى مقاربات شاملة في إطار التوقعات السياسية والاقتصادية، عربياً ودولياً، وفي العام 2018 انعقد المنتدى بالتزامن مع تحديات عالمية عدة مثل ارتفاع مخاطر الهجمات الإلكترونية.

وانعقد المنتدى الاستراتيجي العربي في عام 2019 تحت عنوان “استشراف العقد القادم 2020-2030”.

 

صورة استشرافية واضحة

يذكر أن المنتدى الاستراتيجي العربي انطلق في العام 2001 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، كمنصة لاستشراف المستقبل والتعرف على حالة العالم والتوجهات المستقبلية سياسياً واقتصادياً في العالم والعالم العربي.

ويقدم المنتدى صورة استشرافية واضحة أمام متخذي القرار حول مستقبل العديد من القضايا، وهو ما يساهم في تمكين القادة من وضع خطط استراتيجية لمواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

المنتدى العربي للمياه بأبوظبي.. المياه في الإمارات من أهم القضايا الوطنية

قال سعادة المهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، إن الإمارات، وبفضل رؤية قيادتها الرشيدة، قطعت شوطاً طويلاً في مجال الحفاظ على الموارد المائية من خلال تنفيذ مشاريع رائدة، مثل محطات تحلية المياه وتطوير شبكات المياه.

وأكد في تصريح له اليوم، على هامش المنتدى العربي للمياه الذي تستضيفه أبوظبي، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للمرافق 2024، مواصلة الإمارات العمل الجاد والتعاون مع شركائها الدوليين لتحقيق المزيد من الإنجازات في هذا المجال الحيوي.

وأضاف أن المنتدى العربي للمياه، يعد منصة مهمة لتسليط الضوء على أهمية هذا المورد الحيوي الذي يشكل أساس الحياة والتنمية المستدامة، مؤكداً التزام دولة الإمارات بتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على المياه، والعمل الجاد لتحقيق الأمن المائي واستدامته.

وقال سعادته :” إن المياه في الإمارات تعد واحدة من أهم القضايا الوطنية ذات الأولوية، نظراً لموقعنا الجغرافي في المنطقة الجافة وندرة موارد المياه الطبيعية لدينا، وارتفاع الطلب على المياه في ظل النمو الاقتصادي والصناعي والاجتماعي المتسارع، لذا نعمل بشكل حثيث على زيادة الاعتماد على مصادر غير تقليدية لإنتاج المياه العذبة لأغراض الشرب والاستخدامات المختلفة، وبلغت نسبة مساهمة موارد المياه غير التقليدية 53% تشمل المياه المنتجة من تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ضمن منظومة الإمداد المائي”.

وأفاد بأن الإمارات تدرك أهمية الحفاظ على الموارد المائية وتحقيق الأمن المائي وتعزيز إدارة الموارد المائية والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها القيادة الرشيدة للدولة، الأمر الذي تجسد بصورة واضحة في إستراتيجيات حكومة الإمارات، لا سيما رؤية “نحن الإمارات 2031″، ومستهدفات محور استدامة الموارد المائية في برنامج عمل مئوية الإمارات 2071.
وأوضح أنه من أجل تلك المستهدفات أطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية عام 2017، استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، بهدف ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ القصوى.

وأضاف أن المستهدفات العليا للاستراتيجية تتمثل في خفض إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21%، وخفض مؤشر ندرة المياه بمقدار 3 درجات، وزيادة نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95%.

وذكر سعادته أنه وضمن جهود دولة الإمارات في مجال الاستدامة المائية، أطلقت الوزارة بالتعاون مع شركائها أول خريطة هيدروجيولوجية للإمارات، والتي تعد إنجازاً استثنائياً في مجال توثيق وإدارة موارد المياه، كما أطلقت البرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2050، ضمن جهود الدولة لتعزيز إدارة الموارد المائية، وذلك لتعزيز جهود ترشيد الاستهلاك، وتحسين الأداء البيئي لمحطات الطاقة والمياه ورفع كفاءتها، من خلال خفض الانبعاثات الكربونية، وإدارة المياه المرتجعة المالحة من محطات التحلية، والإدارة المتكاملة للموارد المائية التقليدية وغير التقليدية ضمن برنامج وطني شامل للتنمية المستدامة.

وأشار إلى أن الدولة تبنت استراتيجيات ومبادرات لتحسين إدارة الموارد المائية، ودعم المخزون الاستراتيجي للمياه، وزيادة مساحة واستدامة كفاءة حصاد مياه الأمطار بهدف تعزيز الموارد المائية الجوفية الطبيعية، بجانب الحلول التقنية المتطورة للاستفادة من مياه الصرف الصحي (المياه العادمة) لتلبية الحاجة المطلوبة من مياه ري المزروعات، وفي الوقت ذاته تسهم في الحد من تلوث البيئة ومواجهة تداعيات التغير المناخي والتقليل من استنزاف الموارد المائية الطبيعية”.

وحول جهود الدولة لتوفير مياه الري، لفت سعادة المهندس شريف العلماء إلى أن الدولة استطاعت تغطية جزء كبير من احتياجات مياه الري بالاستعانة بالعديد من محطات معالجة المياه العادمة المنتشرة في جميع إمارات الدولة، حيث تمتلك أكثر من 140محطة لمعالجة المياه العادمة، فضلاً عن العديد من محطات القطاع الخاص. فيما تبلغ اجمالي السعة التصميمية لمحطات معالجة المياه العادمة على مستوى الدولة 3 ملايين مترمكعب/ اليوم، وبلغ إجمالي إنتاج المياه العادمة المعالجة 768 مليون متر3 / السنة، يعاد استخدام 73% من المياه المعالجة بشكل رئيس في ري المسطحات الخضراء في المدن.

الجدير بالذكر أن تقرير الأمم المتحدة الصادر حول أجندة أهداف التنمية المستدامة 2030، يشير إلى تحقيق دولة الإمارات ما معدله 100% في مجال تقديم خدمات مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، وتحقيق 79% في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وهي من أفضل النتائج إقليمياً، ويتم العمل على تحسين هذه النتيجة خلال السنوات المقبلة، من خلال ضمان المواءمة والتكامل بين استراتيجيات المياه والطاقة والبيئة والغذاء في الدولة.وام


مقالات مشابهة

  • التعاون الدولي أساسي لمواجهة الأزمات العالمية
  • رئيس الوزراء: الحكومة المصرية تسعى لاجتذاب أكبر عدد من الشركات العالمية في مصر
  • رئيس الوزراء: سنجتذب أكبر عدد من الشركات العالمية على مستوى العالم
  • انطلاق جلسة الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي بحضور وزراء الخارجية والتعليم والسياحة
  • سفير الدولة لدى الهند: الإمارات تؤدي دورا محوريا في معالجة التحديات العالمية
  • سفير الدولة لدى الهند : الإمارات تؤدي دورا محوريا في معالجة التحديات العالمية
  • الجامعة الأمريكية بالقاهرة تستضيف مؤتمر الجامعات الرقمية في العالم العربي 2024
  • “الصحة العالمية”: شخص واحد يموت من لدغة ثعبان كل 4 إلى 6 دقائق حول العالم
  • "ملتقى النشر الرقمي" ينطلق غداً في دبي
  • المنتدى العربي للمياه بأبوظبي.. المياه في الإمارات من أهم القضايا الوطنية