إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

سيبقى اسم الجنرال الجزائري خالد نزّار حاضرا في ذاكرة الجزائريين لسنوات طويلة نظرا للأدوار العسكرية والسياسية الأولى التي لعبها في هذا البلد.

أولا كوزير للدفاع في التسعينيات (1990-1993) وثانيا كعضو بارز في المجلس الأعلى للدولة (1992-1994) الذي حكم هذا البلد بعد استقالة الرئيس الشاذلي بين جديد من منصبه إثر وقف المسار الانتخابي في 1992 من قبل المؤسسة العسكرية التي رفضت آنذاك تنظيم جولة ثانية من الانتخابات التشريعية.

وجدير بالذكر أن حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحل قد خرج منتصرا في الجولة الأولى من هذه الانتخابات، متحصلا على نتيجة مريحة تؤهله للاستلاء على غالبية المقاعد في المجلس الشعبي الوطني.

لعب الجنرال خالد نزّار دورا محوريا خلال هذه الفترة. كان من بين الدافعين بحماس إلى وقف المسار الانتخابي بحجة أن الدورة الأولى من التشريعيات لم تكن نزيهة. ما أدى إلى نشوب حرب أهلية دامت عشر سنوات راح ضحيتها حوالي 200.000 جزائري بين مدني وعسكري وتسببت في تدمير البنية التحتية للبلاد ومرافقها العامة.

الجنرال الذي وصف بالرجل "الدموي"

أطلق على هذه الفترة اسم "العشرية السوداء" فيما كان خالد نزّار لاعبا أساسيا فيها بحكم المناصب الهامة التي تقلدها.

وصف في تلك الفترة بـ"الرجل القوي" وكان في مرمى الجماعات الإرهابية الإسلامية التي حاولت اغتياله في 1993 عبر استهداف سيارته في حي حيدرة الراقي لكنه نجى بأعجوبة.

سطع نجمه بعد أحداث 1988 عندما خرج الجزائريون إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم المدنية وبالديمقراطية ومن أجل إنهاء "الحقرة". كان خالد نزّار في تلك السنة يشغل منصب رئيس أركان الجيش الجزائري. طلب منه الرئيس الشاذلي بن جديد، وفق تقارير إعلامية، التدخل عسكريا لوقف الاحتجاجات بعدما فرضت حالة الطوارئ، ما أدى إلى مقتل ما بين 200 إلى 500 متظاهر مدني، فضلا عن توقيف أكثر من 1000.

وانتقدت المنظمات الحقوقية الجزائرية والدولية عمليات القتل هذه. لكن الجنرال الذي وصف بالرجل "الدموي" من قبل الإسلاميين برر الحصيلة المرتفعة من القتلى، بالقول بأن قوات الجيش ليست مدربة للقيام بمثل هذه المهمات وكانت تنقصها الإمكانيات.

"التعذيب والتغطية عليه"

ولد خالد نزّار في مدينة سريانة بالشرق الجزائري في العام 1937. التحق وعمره لم يتعد 12 عاما بالعديد من الكليات العسكرية الفرنسية إلى غاية العام 1958 حيث أشارت بعض المصادر بأنه فر من الجيش الفرنسي والتحق بجيش تحرير الجزائر.

لكن مسؤولين في جيش التحرير وبعض السياسيين البارزين قالوا بأنه ترك صفوف "جيش العدو" في وقت متأخر ولم يلتحق بجيش التحرير الجزائري إلا في 1958 وأنه لم يشارك في حرب التحرير بشكل فعال.

ارتبط اسمه بحملات القمع التي عرفتها الجزائر لا سيما تلك التي مست الإسلاميين بين 1990 و1999. فيما رفعت بعض جمعيات حقوق الانسان شكاوى ضده في المحاكم الدولية بتهمة "التعذيب" و"القتل".

ففي 2001 و2002، حاول القضاء الفرنسي توقيفه بحجة "التعذيب والتغطية عليه" عندما كان وزيرا للدفاع. لكنه لحسن حظه تمكن من الفرار من باريس قبل أن يتم القبض عليه.

في 2012، قامت السلطات القضائية السويسرية بتوقيفه خلال 36 ساعة بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال العشرية السوداء بالجزائر. لكن الخارجية الجزائرية تدخلت في هذا الملف. ما أدى إلى إطلاق سراحه متعهدا بالتعاون مع القضاء السويسري طيلة التحقيق. وفي 2019، وجه له القضاء السويسري من جديد تهمة "التعذيب" بدون أن يتمكن من محاكمته.

مع بداية الحراك الجزائري في 2019 والمسيرات الشعبية التي كانت تنظم ضد نظام بوتفليقة، تم اتهام خالد نزّار بالتعاون مع شقيق بوتفليقة، سعيد بوتفليقة لكي يبقى في الحكم ويجهض الحراك، ما جعله يفر من الجزائر ويستقر في إسبانيا.

العودة إلى الجزائر مجددا

لكن بعد وفاة رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح، عاد نزّار إلى الجزائر على متن طائرة خاصة تابعة للدولة الجزائرية وبعدما أسقطت كل التهم التي وجهت له. ومنذ رجوعه إلى الجزائر، استقر هذا العسكري السابق بين الجزائر العاصمة ومدينة باتنة في شرق البلاد وكان يعاني من المرض.

توفى في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي عن 86 عاما. وعلق الرئيس عبد المجيد تبون على وفاة خالد نزّار قائلا: "لقد سخّر حياته لخدمة الوطن من خلال المناصب العديدة التي شغلها". وترك نزّار عدة كتب أبرزها مذكرات الجنرال خالد نزّار- إفشال تقهقر مبرمج (2000). وذكريات كفاح (2001) ويوميات حرب (2002).

فرانس24

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل أحداث 2023 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الجزائر وفاة حراك الجزائر الحرب الجزائرية عبد المجيد تبون تاريخ اليابان زلزال تسونامي كرة القدم فرنسا الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا

إقرأ أيضاً:

يا لثارات الجنرال جلحة !!

أخشی ما يخشاه العقلاء هو أن تسود عقلية (الأخذ بالثأر) عن كل نفسٍ أزهقتها حرب مليشيا آل دقلو، بمثلِ ماجاء فی بيان تجمع أبناء المسيرية، عقب تصفية (جلحة رحمة الله مهدی) الذی يصفه مٶيدوه بأنه (جنرال) ويصفه الآخرون بأنَّه مجرد (جندی) ولكنهم لا يختلفون علی كونه رجل شجاع ومِقدام، وشتَّان ما بين (التهوُّر والإقدام).

يقول تجمع أبناء المسيرية: ننعي بقلوب مليئة بالغضب البطل الشهيد الجنرال جلحة رحمة مهدی ونعلنها صريحةً وواضحةً (الثأرُ قادم لا محالة) ولن نهدأ ولن نستريح حتى نأخذ بحقنا من كل من شارك أو دبر أو ساعد في هذه الجريمة البشعة. سنكون كالسيل الجارف الذي لا يقف في وجهه شٸ ولن نترك لقاتلي الشهيد جلحة مكاناً يلوذون به إلا ودمرناه. نحن أبناء المسيرية، نقسم بالله العلي القدير أننا سنكون سيف العدالة الذی سيقطع رؤوس الخونة والغادرين. وسنحمل راية الشهيد جلحة عاليةً وسنكمل المسيرة، وإلى روح البطل جلحة مهدي، نقول: (لن ننسى، ولن نغفر، ولن ننسى دماء الشهداء).

ولكم أن تتصوروا [الثأر] المطلوب من مليشيا آل دقلو أن تسدده مقابل ما اقترفته أياديها فی (مجال الصحة فقط) فقد جاء علی لسان وزير الصحة الإتحادی وهو يُحصی ما وقع (بالأرقام) من خساٸر فی قطاع الصحة،فقال إن هناك الآتی:

– 1500 حالة وفاة، وصل منها 10% فقط للمستشفيات.

– 4000 حالة وفاة مريض كُلی بسبب فقدان الخدمة والرعاية فی المناطق التی تسيطر عليها المليشيا.

– 780 حالة وفاة بين الأمهات الحوامل بسبب فقدان خدمة الولادة الآمنة.

– 11 مليار دولار خساٸر الحرب فی القطاع الصحي.

– 500 مليون دولار قيمة المخزون الدوائي المنهوب بواسطة المليشيا.

فإذا كانت تصفية جلحة تتطلب كل هذا الغضب وطلب الثأر، فكم تحتاج هذه الآلاف من أرواح الأبرياء الذين قُتِلوا علی يد المليشيا أو ماتوا جراء سيطرة أوباشها علی المستشفيات !!
وكان جلحة من قادة تلك المليشيا !!

اللهم لا شماتة، فالموت مصير كل حی، وما جلحة إلَّا (مليشيي) قد خاض حرباً لا أخلاق فيها، وشرب من كأس الإنتقام، وسيبعث علی نيته يوم الحساب، يوم لا تخفي علی الله مِنَّا خافية، وقبل أن يُنادی (قَبِيلُهُ) بنداء الجاهلية الأولیٰ بإشعال نار الإنتقام، والثأر لمقتله، والذی سيقود (تلقاٸياً) إلیٰ حربٍ بين (المسيرية والماهرية) قد يبلغ لظاها إلیٰ فناء أبناء القبيلتين، وهذا ما لا يريده عاقل مهما كان موقفه من الحرب.

ويذكرنا التاريخ مقتل الإمام الحسين الذی حدث يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية الموافق 10 أكتوبر سنة 680م. ولازالت ذكری ذلك اليوم مصدر حزن إلیٰ يومنا هذا فماذا حصد (الشيعة) من طلب الثأر لمقتله غير المناظر البشعة الدامية، التی نراها وهم يضربون ظهورهم ووجوههم بالسلاسل الحديدية حتی تسيل الدماء، فی أفظع منظر تقع عليه العين، وهم يرددون يا حسين، يا لثارات الحسين !!

اللهم أهدی قومنا فإنَّهم لا يعلمون.

-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا، وللعملاء

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قبل بيعها بالسوق السوداء.. ضبط 8 أطنان دقيق مدعم خلال حملات تموينية
  • المساعدات الإنسانية لغزة والتنمية.. رسائل مهمة من محافظ شمال سيناء مع أحمد موسى
  • محافظ شمال سيناء: وضعنا خطة للتعامل مع ملف إدخال المساعدات الإنسانية Ygn غزة
  • محافظ شمال سيناء: المساعدات الإنسانية تتدفق لغزة بنسبة 100 % ولا توجد معوقات
  • الجنرال المزيف “بلحساني يعقوب” أمام مجلس قضاء الجزائر هذا الأربعاء
  • ضبط 3 طن دقيق بلدي مدعم قبل بيعه بالسوق السوداء بالزقازيق
  • يا لثارات الجنرال جلحة !!
  • مدير مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي: يُعتبر نجيب من المتورطين بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود السلطات لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات تجاه الشعب السوري وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة
  • حزب الدعوة: نشيد بالجهود التي أسفرت عن اعتقال قاتل الشهيد محمد باقر الصدر
  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟