شبهته إسرائيل بابن لادن.. من هو العاروري؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
بعد أقل من 3 أشهر على هجوم 7 أكتوبر تشرين الأول الماضي، قتل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروري، في أول ضربة جوية إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت منذ بدء التصعيد عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد الحرب بين إسرائيل وغزة.
ويعتبر مقتل العاروري ضربة كبيرة تستهدف حماس، وهو ما تؤكده مسيرته في الحركة لاسيما أنه كان أحد مؤسسي كتائب "القسام الجناح العسكري للحركة، فضلا عن ارتباطاته مع الداخل والخارج.
ويأتي الاستهداف في وقت تتجه إسرائيل إلى "مرحلة ثالثة" من عملياتها البرية في قطاع غزة، بعد أسابيع من قتال بري وضربات جوية، وبعد أسبوع من عملية نسبتها إيران لإسرائيل، أسفرت عن مقتل القيادي الكبير في "الحرس الثوري" الإيراني، رضي موسوي، في العاصمة السورية دمشق.
فمن هو العاروري؟
ويعتبر العاروري من أبرز قيادات حماس ودائما ما تردد اسمه منذ هجوم السابع من أكتوبر الدامي، كأحد المخططين والمنسقين.
وكان العاروري أحد المؤدين لـ"سجدة الشكر" إلى جانب قادة آخرين أبرزهم إسماعيل هنية بحسب تسجيل مصور نشره مقربون من حماس، حال الإعلان عن الهجوم على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي.
ولد العاروري (51 عاما) في بلدة "عارورة" الواقعة قرب مدينة "رام الله" بالضفة الغربية عام 1966. ويقول مسؤولون أمنيون في إسرائيل والولايات المتحدة إنه انضم إلى حماس بعد وقت قصير من تشكيلها أواخر عام 1987 مع بداية "الانتفاضة الفلسطينية الأولى".
ويضيف هؤلاء أن الرجل سرعان ما تدرج من كونه قائدا لمنظمة شبابية داخل الحرم الجامعي إلى تأسيس كتائب القسام.
وكانت إسرائيل اعتقلته لأكثر من مرة، وفي 2010 أبعدته خارج فلسطين إلى سوريا، قبل أن يغادرها ليستقر في لبنان.
"صلة وصل"
وبعد هجوم السابع من أكتوبر، كشفت وسائل إعلام غربية، بينها صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية، أن إسرائيل أطلقت عملية مطاردة دولية لاستهدافه.
واختارته، دون غيره، لأنه يعتقد أنه "كان على علم مسبق بتفاصيل الهجوم الذي شنته الحركة، وكذلك لأنه حلقة وصل بين الحركة من جهة وإيران وحزب الله اللبناني من جهة ثانية".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولي استخبارات حاليين وسابقين في الولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك وثائق حكومية وقضائية القول إن العاروري يعتبر حلقة وصل استراتيجية بين ثلاث جهات، هي حماس وحزب الله وإيران.
وقال أودي ليفي، الذي عمل لأكثر من 30 عاما في المخابرات الإسرائيلية، إن "معظم الأموال التي تذهب إلى حماس تأتي من إيران، وإن الرجل الإيراني داخل حماس هو العاروري".
ويعتبر العاروري أحد القادة المؤسسين لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الذي نفذ هجوم السابع من أكتوبر.
وعلى الرغم من وضعه على قائمة العقوبات الأمريكية المرتبطة بالإرهاب ورصد مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار من وزارة الخارجية الأمريكية لمن يدلي بمعلومات تؤدي لقتله أو اعتقاله، فإنه ظل يتنقل في المنطقة، بما في ذلك داخل إيران وخارجها.
وكان قد تعاون مع شخصيات مصنفة إرهابية بما في ذلك القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قبل مقتله بغارة جوية أميركية مطلع 2020. وله الكثير من الصور مع الأخير.
"تحالف حماس الجديد"
وكان العاروري يقيم في لبنان، وقبل هجوم السابع من أكتوبر تحدثت وسائل إعلام غربية إنه التقى وقادة آخرين في "حماس" و"حركة الجهاد الإسلامي" مع كبار المسؤولين الإيرانيين و"حزب الله"، في أبريل نيسان الماضي.
وتقول صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية إن "العاروري ساعد على بناء وقيادة تحالف جديد لحماس مع إيران وحزب الله، الأمر الذي أثار قلق إسرائيل لدرجة أنها طلبت مساعدة طارئة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2017 ومرة أخرى في عام 2018، لعرقلة مساعيه".
وأشارت الصحيفة إلى أنه أصبح "هدفا رئيسيا لإسرائيل، التي تسعى للعثور عن الأشخاص الذين خططوا للهجوم الأخير".
دور "أكثر بروزا"
وتنقل ذات الصحيفة عن مصادر القول إن دور العاروري في حركة حماس كان أكثر من مجرد شغله لمنصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.
وبالإضافة إلى استمراره في لعب دور في كتائب القسام، أمضى العاروري سنوات في المساعدة في إعادة بناء عمليات حماس في الأراضي الفلسطينية الأخرى التي تحاصرها إسرائيل، مثل الضفة الغربية، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين سابقين في مجال مكافحة الإرهاب كانوا يتعقبون أثره.
ويقول هؤلاء إن العاروري عمل مساعدا رئيسيا لإسماعيل هنية، أحد قادة حماس العديدين المقيمين في قطر، وخاصة فيما يتعلق بعمليات التواصل السياسي بين الحركة وإيران وحزب الله.
وفي عام 2003، صنفت وزارة العدل الأمريكية العاروري كمتآمر في قضية تتعلق بتمويل الإرهاب لارتباطه بثلاثة من نشطاء حماس في شيكاغو.
وتم وصفه في لائحة الاتهام بأنه قائد عسكري رفيع المستوى في حماس، تلقى عشرات الآلاف من الدولارات مقابل أنشطة إرهابية بما في ذلك شراء الأسلحة.
وفي عام 2014، أعلن العاروري أن حماس مسؤولة عن الهجوم الذي وقع في يونيو حزيران 2014 وشمل اختطاف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين في الضفة الغربية، كان أحدهم مواطنا أميركيا إسرائيليا.
وفي سبتمبر أيلول 2015، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليه باعتباره إرهابيا عالميا مصنفا بشكل خاص، قائلة إنه عمل "كممول رئيسي وميسر مالي لخلايا حماس العسكرية".
وتقول الوثائق الأمريكية المتعلقة بهذا الإجراء إن العاروري أدار العمليات العسكرية لحماس في الضفة الغربية، وإنه كان مرتبطا بالعديد من الهجمات الإرهابية وعمليات الاختطاف.
"طردته قطر"
وفي يونيو حزيران 2017، طردت قطر 6 من أعضاء حماس، بما في ذلك العاروري، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي بشأن الإرهاب.
وجاءت هذه الخطوة من جراء ضغوط أمريكية مكثفة على قطر من أجل وقف توفير ملاذ آمن للإرهابيين، وفقا للصحيفة.
وتضيف صحيفة "يو إس أيه توداي" أن العاروري انتقل بعدها إلى لبنان، حيث لعب دورا فعالا في رأب الصدع الذي شاب العلاقات بين حركة حماس وإيران على خلفية الحرب الأهلية في سوريا وكذلك بدأ في إقامة علاقات أوثق مع حزب الله من قاعدة عملياته الجديدة في لبنان.
وفي نوفمبر تشرين الثاني 2018، عرض برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن العاروري.
وقالت وزارة الخارجية في ذلك الوقت، إن العاروري "يعيش بحرية في لبنان، حيث يقال إنه يعمل مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني".
كذلك أكدت الصحيفة أن العاروري كانت تربطه علاقة وحضر اجتماعات مع سعيد إزادي رئيس "فرع فلسطين" في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين فقد عمل العاروري على جلب مقاتلي كتائب القسام إلى لبنان لتلقي تدريبات خاصة.
ويؤكد مسؤولون أمنيون سابقون للصحيفة أن العاروري كان يسافر من وإلى إيران، لكنه يبقى في الغالب في لبنان، حيث يوفر له حزب الله الحماية.
وفي تصريحه للصحيفة، يقول عضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست داني دانون إن من المؤكد أن "إيران متورطة بشكل كبير في كل ما يحدث في غزة، من التدريب والمعدات والتمويل وحتى أسلوب القتال".
وأضاف دانون: "لدينا معرفة بالتعاون بين طهران وبيروت وغزة.. نحن قلقون من أن التكنولوجيا جاءت من طهران إلى بيروت ومن ثم غزة".
وأكد دانون، الذي عمل أيضا سفيرا لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، أن العاروري "كان منخرطا بشكل كبير في هذا المثلث".
وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل تعرف مكان وجوده، قال دانون: "لا أستطيع التعليق على ذلك".
بدوره أكد أودي ليفي، الذي عمل سابقا قائدا لوحدة "تسيلتسال" في الموساد ومهمتها تعقّب أموال المنظمات الفلسطينية وحزب الله وغيرها، أن الإسرائيليين كانوا يبحثون عن العاروري مثلما كانت الولايات المتحدة تبحث عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر"، مضيفا: "إذا اقترب من أي مكان سنقتله".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: هجوم السابع من أکتوبر وزارة الخارجیة بما فی ذلک وحزب الله فی لبنان فی عام
إقرأ أيضاً:
عاجل. إسرائيل غاضبة من "وول مارت" الأمريكية بعد عرضها قمصان تحمل صورة السنوار للبيع
أثارت سلسلة متاجر التجزئة الأمريكية "وول مارت" موجة غضب في إسرائيل، إثر تقارير تفيد بعرضها قمصانا تحمل صورة يحيى السنوار، الزعيم السياسي لحركة حماس، للبيع عبر موقعها الإلكتروني.
اعلانأفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" بأن هذه الخطوة استفزت المستخدمين الإسرائيليين بشكل كبير، مما دفع منظمة "أوقفوا معاداة السامية" إلى المطالبة بإزالة المنتجات فوراً.
وأشارت الهيئة إلى أن مستخدمي الإنترنت أعربوا عن استيائهم العميق يوم الثلاثاء، متهمين السلسلة بالترويج لما وصفوه بـ"تمجيد الإرهاب والعنف".
في المقابل، أشار البعض إلى أن القمصان قد تكون من إنتاج جهات خارجية تعرض منتجاتها على موقع "وول مارت" وليس من صنع الشركة مباشرة.
من جانبها، أعربت منظمة "أوقفوا معاداة السامية" عن استنكارها الشديد لبيع هذه المنتجات، متسائلة: "هل تدرك وول مارت أنها تعرض ملابس تمجد الإرهاب والعنف ضد اليهود؟"
Relatedوول ستريت جورنال: المفاوضون العرب عرضوا على السنوار مغادرة غزة.. فرد عليهم "أنا على أرض فلسطينية"اغتيال يحيى السنوار: تأثيره على حماس ومستقبل الاستقرار الإقليميباكستان.. المئات يؤدون صلاة الجنازة على يحيى السنوارووصفت المنظمة الأمر بأنه "شائن"، داعية السلسلة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإزالة هذه القمصان من منصتها فورا.
وفي 16 أكتوبر من عام 2024، قتل السنوار خلال اشتباكات خاضها مع الجيش الإسرائيلي في رفح، جنوب قطاع غزة.
ويُعتبر السنوار، الذي لعب دورًا أساسيًا في "طوفان الأقصى"، العقل المدبر للأزمة الوجودية التي واجهتها إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ورغم أن حركة حماس لم تصدر بعد نفيًا أو تأكيدًا للخبر، ترددت أسماء عدة كخلفاء محتملين له، من بينهم:
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إصابة أكثر من 25 إسرائيليًا إثر صاروخ يمني والكنيست يمدد حالة الطوارئ لعام إضافي جنين: إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في الأسبوع الثالث من حملة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مخيمها "نستيقظ في الصباح متجمدين من البرد".. معاناة بلا حدود للفلسطينيين في غزة في شتاء قارس ونقص المساعدات حركة حماسيحيى السنوارغزةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. إصابة أكثر من 25 إسرائيليًا إثر صاروخ يمني والكنيست يمدد حالة الطوارئ لعام إضافي يعرض الآن Next إسرائيل تتبنى لأول مرة اغتيال إسماعيل هنية في طهران وتدمير نظام الأسد وتهدد بقطع رؤوس قادة الحوثيين يعرض الآن Next وسط قلق من سيطرة الإسلاميين.. النساء السوريات يرفعن الصوت دفاعًا عن حقوقهن فالثورة في أصلها أنثى يعرض الآن Next رعب في مترو نيويورك.. رجل يشعل النار في امرأة نائمة دون سبب والشرطة تلقي القبض عليه يعرض الآن Next قبل تسلم ترامب الرئاسة.. بايدن يوقف تنفيذ الإعدام بحق عشرات السجناء الفيدراليين اعلانالاكثر قراءة بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادضحايادونالد ترامبإسرائيلشرطةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني ماغدبورغنيويوركسوريابشار الأسدقتلسانتا كلاوسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024