وفد «تقدم» بقيادة حمدوك يجتمع بالرئيس الجيبوتي غداً
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
وفد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» كثف من تحركاته في إطار مساعي الوصول إلى حل نهائي لأزمة الحرب السودانية التي قاربت التسعة أشهر.
التغيير- أمل محمد الحسن
كشفت مصادر مطلعة، أن وفداً من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» بقيادة رئيس الهيئة القيادية د. عبد الله حمدوك، سيصل إلى جيبوتي غداً ويعقد اجتماعاً مهماً مع رئيسها، في إطار مساعي حل أزمة الحرب في السودان.
وتقترب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من إكمال شهرها التاسع دون نجاح كل المبادرات في حمل الطرفين على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، مما فاقم من الأوضاع الأمنية والإنسانية والاقتصادية، وأدى لاتساع دائرة الحرب وعواقبها.
وقالت مصادر مطلعة لـ«التغيير»، اليوم الثلاثاء، إن وفد من «تقدم» برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك سيزور جيبوتي غداً الأربعاء، لعقد لقاء مع الرئيس إسماعيل عمر قيلي رئيس الدورة الحالية لمنظمة «إيغاد».
وكانت «تقدم» قد دفعت في وقتٍ سابقٍ بطلب للقاء رئيس «إيغاد» التي تنشط في مساعي حل الأزمة السودانية، ووافق الأخير عليه.
وأوضحت المصادر أن زيارة وفد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ستكون ليومٍ واحد فقط لبحث سبل إنهاء الحرب في السودان.
واقترحت قمة «إيغاد» الطارئة بشأن السودان، عقد لقاء مباشر بين قائدي الجيش عبد الفتاح البرهان والدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» لبحث سبل إيقاف الحرب وحل الأزمة في البلاد. لكن اللقاء الذي كان محدداً له الخميس 28 ديسمبر الماضي تأجل إلى وقتٍ لاحق من شهر يناير الحالي.
وكثف وفد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» من تحركاته في إطار مساعي الوصول إلى حل نهائي لأزمة الحرب السودانية التي قاربت التسعة أشهر.
وأفلحت «تقدم» في عقد اجتماع مع وفد من الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» أمس واليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، انتهى إلى اتفاق بشأن خارطة طريق إنهاء الحرب وأصدر الجانبان إعلاناً سياسياً يؤسس لحل سلمي للأزمة.
الوسومأديس أبابا إسماعيل عمر قيلي إعلان سياسي تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية(تقدم) جيبوتي حرب 15 ابريل عبد الفتاح البرهان عبد الله حمدوك محمد حمدان دقلو (حميدتي)المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أديس أبابا إعلان سياسي تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم جيبوتي حرب 15 ابريل عبد الفتاح البرهان عبد الله حمدوك محمد حمدان دقلو حميدتي تنسیقیة القوى الدیمقراطیة المدنیة
إقرأ أيضاً:
صنعاء تُحبط مساعي الاحتلال: قلعة محصنة أمام الجهود الاستخباراتية الصهيونية
يمانيون../
في ظل تصاعد العمليات العسكرية التي تنفذها صنعاء واستمرارها في توجيه ضربات نوعية إلى عمق الكيان الصهيوني، يجد الاحتلال نفسه عاجزًا عن استعادة توازنه أو تحقيق أي اختراق يُذكر في الجبهة اليمنية. ست ضربات متتالية استهدفت مناطق حساسة منذ 16 ديسمبر، أحدثها كان الهجوم الرابع في أقل من أسبوع، وهو ما يعكس تطور القدرات اليمنية وتكتيكاتها التي أربكت الاحتلال وأجهزته الأمنية.
جهود استخباراتية يائسة
كيان الاحتلال، الذي لطالما اعتمد على التفوق الاستخباراتي، يجد نفسه اليوم أمام تحدٍ جديد وغير مألوف يتمثل في عجزه عن جمع معلومات دقيقة حول صنعاء. بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن الاحتلال يعاني من نقص حاد في البيانات التي تمكنه من تنفيذ عمليات نوعية ضد القيادات اليمنية أو المنشآت العسكرية الحيوية.
هذا النقص دفع الكيان إلى تنشيط خلايا تجسسية في محاولة يائسة للحصول على معلومات استخباراتية، إلا أن النتائج لم تكن مرضية. فشل الاحتلال في اختراق الدفاعات اليمنية، إلى جانب عجزه عن إحداث تغيير في المعادلة الميدانية، دفعه إلى استهداف بنى تحتية مدنية كضرب مطار صنعاء ومحطات الطاقة، وهي خطوات تعكس ضعف الخيارات الاستراتيجية لديه.
تصاعد الجدل داخل الاحتلال
في ظل هذا الإخفاق، يتصاعد الجدل داخل أروقة الاحتلال حول السبل الممكنة لمواجهة صنعاء. رئيس الموساد ديفيد برنياع يرى أن استهداف إيران قد يكون السبيل الوحيد لردع أنصار الله، باعتبارها الحليف الاستراتيجي لصنعاء. في المقابل، يدعو وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى التركيز على ملاحقة قيادات أنصار الله واستهدافهم بشكل مباشر.
غير أن خبراء صهاينة، مثل زميل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وولف كريستيان بايس، يؤكدون أن صنعاء ليست مجرد تابع لطهران، بل كيان مستقل يتخذ قراراته بشكل ذاتي. هذا التعقيد يجعل من استهداف إيران خطوة غير مضمونة النتائج، ويزيد من حيرة الاحتلال في التعامل مع الجبهة اليمنية.
هجمات الليل تستنزف الاحتلال
الهجمات اليمنية الأخيرة، التي نُفذت في ساعات الليل، تسببت في إرباك كبير داخل الكيان. القائد العسكري السابق غادي شامني أشار في تصريحات لإذاعة 103 FM المحلية إلى أن اختيار الليل كوقت للهجمات يعكس ذكاءً تكتيكيًا من صنعاء، حيث أن اضطرار السكان للاستيقاظ في ساعات متأخرة يفاقم من الضغط النفسي عليهم.
وأضاف شامني: “أنصار الله يقاتلون منذ فترة طويلة جدًا، وهم معتادون على المعاناة. قصف بنيتهم التحتية المدنية لن يوقفهم، بل يزيدهم صلابة.”
قدرات صهيونية محدودة
يعقوب كاتس، الباحث في معهد سياسة الشعب اليهودي، أكد أن الكيان يواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع صنعاء. وأوضح أن الجيش الصهيوني لم يكن يعدّ اليمن هدفًا استخباراتيًا في السابق، مما أدى إلى نقص كبير في البيانات حول مواقع حساسة كالقواعد السرية أو أماكن تواجد القيادات العسكرية.
وأشار كاتس إلى أن الأهداف التي استهدفها الاحتلال حتى الآن اقتصرت على البنية التحتية مثل الموانئ ومحطات الطاقة، دون أن يتمكن من ضرب أهداف ذات قيمة استراتيجية. هذا الفشل يعكس محدودية القدرات الصهيونية في مواجهة أنصار الله، مقارنة بقدراته على التعامل مع حزب الله أو حماس.
عائق اللغة: رمز الإرباك الصهيوني
في خطوة تعكس حجم الأزمة، افتتح جيش الاحتلال قسمًا استخباراتيًا جديدًا مخصصًا لليمن. غير أن هذا القسم يواجه تحديًا غير متوقع يتمثل في نقص الكفاءات اللغوية. صحيفة معاريف كشفت أن الاحتلال يفتقر إلى إسرائيليين يتقنون اللغة اليمنية، مما دفعه إلى افتتاح فصل خاص لتعليم هذه اللغة.
هذا العائق اللغوي يعكس الفجوة الكبيرة في استعدادات الاحتلال لمواجهة صنعاء، التي باتت تشكل جبهة جديدة ومعقدة أمام الكيان الصهيوني.
صنعاء تُغير قواعد اللعبة
الهجمات اليمنية الأخيرة، التي استهدفت عمق الكيان الصهيوني بدقة وفعالية، تؤكد أن صنعاء باتت رقمًا صعبًا في معادلة المواجهة الإقليمية. هذه العمليات لم تُظهر فقط تطور القدرات العسكرية اليمنية، بل كشفت أيضًا عن ضعف الخيارات الصهيونية في التعامل مع هذه الجبهة.
صنعاء اليوم تثبت أنها قلعة محصنة، قادرة على التصدي لكل محاولات الاختراق، وماضية في تغيير قواعد اللعبة لصالح محور المقاومة. هذا الواقع الجديد يضع الاحتلال أمام تحديات غير مسبوقة، ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي في ظل استمرار الهجمات اليمنية النوعية.
الخنادق