حكم النقوط في الأفراح.. هل هو دين واجب الرد أم هدية؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الشرع فيما يعرف بين الناس بـ"النقوط" الذي يُقدَّم عند حدوث مناسبة عند إنسان آخر، هل هو دَيْنٌ واجب الرد أو هدية لا يجب رَدُّها؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن الأصل في النقوط أنه عادةٌ مستحبةٌ، مبناها على تحقيق مبدأ التكافل بين الناس عند نزول المُلِمَّاتِ أو حدوث المَسَرَّات، بأن يبذل إنسانٌ لآخَر مالًا -نقدًا أو عَيْنًا- عند الزواج أو الولادة أو غيرهما مِن المناسبات، وذلك على سبيل المسانَدَة وتخفيف العبء أو المجامَلة، ويُرجَع عند النزاع بين أطرافه في كونه دَيْنًا واجب الأداء مَتَى طُولِب به، أو هبةَ ثوابٍ يُرَدُّ مِثلُها في مناسبةٍ نحوِها للواهب، أو هبةً محضةً يُستحب مقابلتُها بمِثلها أو أحْسَنَ منها مِن غير وجوب ولا إلزام، يُرجَع في ذلك كلِّه إلى أعراف الناس وعاداتهم التي تختلف باختلاف الزمان والمكان، ويَحكُمُ بها أهلُ الخبرة فيهِم.
وذكرت أن مِن جملة التكافل والتعاون بين الناس: ما يُقدِّمه بعض الناس لغيرهم من المال في المناسبات بصفة عامة، كالزواج والولادة ونحوهما، ويُعرَف هذا الفعل بين الناس بـ"النقوط".
وتابعت: صورته: أن يبذل إنسانٌ مالًا لآخَر -نقدًا أو على هيئة شيءٍ عَيْنِيٍّ يُلائم المناسبة- عند العُرس أو الختان أو الولادة أو نحوها، وذلك على سبيل المجامَلة أو المساعَدة، بحيث إذا صار له نظيرُها انتَظَر رَدَّه عليه بمِثل ما بَذَله أو بنحوه، ويكون ذلك بإعطائه له مباشرةً يدًا بِيَدٍ، أو عن طريق متطوِّعٍ يَجمَعُ له النقوطَ ويَرُدُّه عليه، على حسب اختلاف الأماكن والطبائع والعادات.
وأشارت إلى أن النقوط عادةٌ مستحبةٌ، تعارف الناسُ عليها منذ القِدَم، وعمِلوا بها في مختلف الأزمان؛ لما فيها مِن التقدير المادي والمعنوي فيما بينهم.
فأما التقدير المادي: فما يترتب عليها مِن تخفيف الأعباء المالية التي تُخَلِّفها مِثلُ هذه المناسبات، ومعاونة صاحبها وتلبية ما يحتاجه فيها مِن النفقات والطلبات، ومساندته.
وأما التقدير المعنوي: فما فيها مِن جبر الخواطر، والمواساة، وتأليف القلوب بين الناس، فإن القلوبَ مجبولةٌ على حُبِّ مَن يُحسن إليها، لا سيما إذا كان صاحب المناسبة في حاجة إلى مَن يكاتفه ويسانده ويقدره في مثل هذه الأوقات.
ومِن أجْل هذه المعاني وغيرها: لم تكن عادة النقوط مقصورةً على عوامِّ الناس دون غيرهم، بل عَمِلَها السلاطين والأمراء في مختلف المناسبات التي كانت تحدث لهم.
أما عن التكييف الفقهي للنقوط، فقد اختلف الفقهاء فيه على أقوال:
القول الأول: أن النقوط يعطى بقصد الثواب، والمقصود بـ"الثواب": أن يُعطي بقصد العِوض بالمثل أو الزيادة عليه، وذلك عند حصول نظير المناسبة التي أهْدَىَ فيها أو مثلها، فهو كهبة الثواب.
القول الثاني: أن النقوط هبةٌ محضةٌ أو هديةٌ، لا يَلزم الآخِذَ ردُّها، إلا إذا بَيَّنَ المعطي أنَّ عطاءه على سبيل القرض، ونَوَى ذلك، وصُدِّق على قوله.
القول الثالث: أن النقوطَ قرضٌ يجب سدادُهُ مستقبلًا، أي: أنه يصير دَيْنًا في ذمة الآخِذ، ويجب عليه أن يَرُدَّ مثله أو قيمته إلى المعطي، فَمَتَى طالَبَ المعطي به وَجَبَ رَدُّهُ إليه، ومقتضاه: أنه مِن جُملة الدُّيون المتعلقة بالتركة عند حصول الوفاة.
وأشارت إلى أنه مِن المقرر شرعًا أن إعمال العرف في مِثل هذه المسائل التي تمس العلاقات الاجتماعية أَوْلَى مِن إهماله؛ لكونه الأنسبَ لحال البلاد والعباد، فيُنْظَرُ في ذلك باعتبار المكان والأشخاص والمقدار المقدَّم، ويحكم عليه بالمقاصد مع القرائن والأحوال، فإن جرى العرف على أنه يقدَّم كهبةٍ مجردةٍ أو هديةٍ، فلا يلزمه الرجوع به إلا من باب رد الإحسان بالإحسان، وليس على المعطي المطالبة بشيء منه؛ لأن الهدية لا يُسأل عنها ولا عن ردها، وإن كان العرف على أنه دَيْنٌ يلزم الآخِذَ رَدُّهُ للمعطي إذا حصل له نظيرُه، فعليه رَدُّهُ، وللمعطي المطالبة به عادةً، وإن كان العرف على أنه هدية للثواب، كان على الآخِذِ أن يجازي مَن أهدى إليه بِرَدِّ المثل أو الزيادة عليها أو النظير عند حصول أقرب مناسبةٍ للمعطي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء النقوط هدية الأعباء المالية جبر الخواطر بین الناس الآخ ذ
إقرأ أيضاً:
..هل سيكتفي الرئيس الشرع بحق الرد في التعاطي مع الخروقات الإسرائيلية ؟؟
..هل سيكتفي #الرئيس_الشرع بحق الرد في التعاطي مع #الخروقات_الإسرائيلية ؟؟
م #مدحت_الخطيب
بعد سقوط النظام السوري بساعات دخلت دويلة الكيان على الخط بكل قوتها حتى قبل أن يلتقط الشعب أنفاسه ويفهم ما حدث، حيث شنت المقاتلات الصهيونية عشرات بل مئات الطلعات التدميرية على معظم المرافق العسكرية والمطارات المهمة ومصانع السلاح وتخزين القنابل والصواريخ ومعامل التصنيع العسكري والمختبرات وما زالت وحتى كتابة المقال تقوم بذلك وبشكل ممنهج دون حسيب أو رقيب
لا بل ان غزوا بريا للعديد من قرى الجنوب السوري قد حدث بالفعل وأصبحت الدبابات الإسرائيلية تجوب شوارعها وبشكل واضح وما زالت تواصل تل أبيب توسيع مساحات الأراضي التي تحتلها في سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد كل يوم حتى وصلت إلى السيطرة على سد الوحدة المشترك بين الأردن وسوريا..
يوم أمس وفي تصريح لافت جديد ذكرت القناة 12 الإسرائيلية – أن الجيش الإسرائيلي قسم الجنوب السوري إلى 3 مناطق رئيسية لمنع ترسيخ سيطرة النظام الجديد، وضمان القدرة على التحكم في عدة مستويات من الحدود وحتى العاصمة دمشق
ونقلت القناة عن مسؤولين أن التقسيم يمثل أحد الدروس المستفادة من السابع من أكتوبر/2023، وأن الجيش يعمل في ظروف معقدة ضد النظام السوري الذي بدأ ببناء جيش جديد. وأضافت أن “كل بيت سوري يحتوي على أسلحة وأن الجيش يتوقع التعرض لعمليات أمنية مفاجئة..
الأخطر من ذلك كله ما صرح به وزير الدفاع الإسرائيلي يوم أمس حيث قال يسرائيل كاتس، خلال جولة له في جبل الشيخ، أن جيش بلاده يستعد للبقاء في سوريا لفترة غير محدودة وأن حدود سوريا لن تعود كما كانت من قبل ( وهذا ما تحدث به النتن ياهو ) ..
وقال متحديا : “عندما يفتح الجولاني- الرئيس السوري – عينيه كل صباح في قصر الشعب سيرى الجيش الإسرائيلي يراقبه من جبل الشيخ وسيتذكر أننا هنا وأضاف كاتس: “سنحافظ على المنطقة الآمنة وعلى جبل الشيخ وسنضمن أن تكون المنطقة الآمنة بجنوب سوريا منزوعة السلاح، كاشفاً ان جيش الاحتلال “هاجم يوم أمس 40 هدفاً عسكرياً في جنوب سوريا لتطبيق السياسة التي أعلنا عنها لإحباط التهديدات ضد إسرائيل” كل هذا الأمر يحدث والأغرب أننا لم نسمع تصريحاً واضحا صارما من القيادة السورية عن ما تحدث به الا تصريح مقتضب قبل أيام صدر من وزير الخارجية السوري ، وتحدث بعدها الرئيس الشرع في القمة العربية عن التدخل الإسرائيلي ولكن لليوم لا يوجد أي رد فعل حقيقي بما تحدث به الرئيس حيث قال إننا لن نكتفي بحق الرد في إشارة منه إلى كيفية تعاطي النظام السابق مع الخروقات الإسرائيلية ،
قد يقول قائل أن الأحداث المتسارعة في سوريا وهجمات الساحل والعلاقة مع قسد والدروز ولملمة البيت الداخلي الذي مزقته الحرب الطاحنة لما يزيد عن 14 عاماً هو السبب المباشر في عدم الرد الصارم وأن القيادة السورية الجديدة تحاول أن لا تثير داعمي إسرائيل وخصوصا أمريكا في أي رد، وقد أتفهم ذلك ولكن بالمقابل لا يمكن أن يترك الأمر على الغالب فكلنا يعلم أن النظام الصهيوني المتطرف بلا هوية ولا قيم وأنه يتمادى أكثر وأكثر إذا لم يجد له رادعاً..
ما يعنيني أردنيًا وعربيًا أن تعود سوريا كامل سوريا مركزًا أساسيًا ومكونا مهما في المنطقة وأن تعود الأراضي السورية بما فيها الجولان إلى حضن الدولة السورية وأن يعم الأمن والاستقرار ربوع سوريا العزيزة على قلوبنا جميعا
الدستور
مقالات ذات صلة الصوم سيّد الأدوية بلا منازع 2025/03/12