مجموعة الأزمات الدولية: 10 صراعات تجب مراقبتها في 2024
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرا مطولا عن 10 صراعات تتعين مراقبتها خلال عام 2024. وقالت إن العام الجديد يبدأ بحروب مشتعلة في قطاع غزة والسودان وأوكرانيا، في حين تخفق الجهود الدبلوماسية لإنهاء الاقتتال في أرجاء العالم كافة.
وأشار التقرير إلى أن مزيدا من قادة العالم يسعون لتحقيق أهدافهم بالطرق العسكرية، ويعتقد كثيرون منهم أن بمقدورهم الإفلات من العقاب.
ونورد في ما يلي تلخيصا للصراعات العشرة التي وردت في التقرير:
1- غزةتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي تلت عملية "طوفان الأقصى"، التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في نقل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود طويلة إلى فصل جديد.
وبات جليا، بعد مرور ما يقرب منذ 3 أشهر، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لن تجتث حركة حماس، كما يزعم القادة الإسرائيليون، وأن محاولة القيام بذلك قد تقضي على ما تبقى من غزة بعد الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع.
وعموما، يبدو أن استمرار الحرب لا يعني على الأرجح بداية الجهود الرامية إلى إحياء عملية السلام، حسبما يزعم بعض زعماء الغرب، بل تعني نهاية أي مسار سياسي معترف به. ولم يسبق في تاريخ هذا الصراع أن بدا السلام بعيدا لهذه الدرجة.
2- مواجهة إقليمية محتملة
لا أحد يريد مواجهة إقليمية، لا إيران وما توصف بأذرعها في المنطقة، ولا الولايات المتحدة وإسرائيل. ولكن هناك طرقا عديدة يمكن للحرب على غزة أن تشعل من خلالها فتيل تلك المواجهة.
ولعل أخطر النقاط الساخنة في مثل هذا الوضع هي الحدود بين إسرائيل ولبنان.
ومع اقتراب إيران من امتلاك القدرة النووية، وفق التقديرات الغربية، فإن أميركا تجد نفسها أمام خيارين: إما أن تتقبل وجود خصم نووي لدود، أو أن تحاول درأه بالقوة، ومن شأن ذلك أن يؤدي -على نحو شبه مؤكد- إلى المواجهة الإقليمية التي تريد واشنطن تفاديها.
وضعت الحرب التي اندلعت أبريل/نيسان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، السودان على حافة الانهيار. وبينما يخيم شبح الإبادة الجماعية مرة أخرى على إقليم دارفور غربي البلاد، فإن قوات الدعم السريع -المسؤولة عن كثير من عمليات القتل، وفق تقارير حقوقية- قد تكون على وشك الاستيلاء على البلاد.
والحالة هذه، هناك حاجة إلى دبلوماسية أكثر إلحاحا. فقد يكون لانهيار السودان تداعياته على مناطق الساحل، والقرن الأفريقي والبحر الأحمر. فنافذة الحل على وشك أن تُغلق.
تحولت الحرب الروسية الأوكرانية إلى "لعبة كرة قدم" سياسية في واشنطن، ولكن ما يحدث على أرض المعركة سوف يحدد أمن أوروبا في المستقبل.
فإذا استولت موسكو على مزيد من الأراضي الأوكرانية، فإن أجزاء من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة ستكون التالية في قائمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
5- ميانماريشكل الهجوم الذي أدى إلى طرد الجيش من مناطق في شمال شرق ميانمار، والقتال الدائر في أماكن أخرى أكبر تهديد حتى الآن للمجلس العسكري الذي استولى على السلطة قبل قرابة 3 سنوات.
وأسفر القتال عن نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص داخليا، بالإضافة إلى مئات الآلاف من أقلية الروهينغا المسلمة الذين طردهم الجيش عام 2017. ومن الصعب أن نرى انتهاء الأزمة في أي وقت قريب.
بدأ العام المنصرم 2023 بأخبار سعيدة لإثيوبيا، لكنها أنهته بكثير مما يدعو للخوف. فقد كانت الحرب "الوحشية" في إقليم تيغراي (شمال البلاد) على وشك الانتهاء.
واستولى متمردو الأمهرة أغسطس/آب الماضي على بلدات في إقليمهم الواقع شمال غربي إثيوبيا لفترة وجيزة. ولا يعد تمرد إقليم الأمهرة مصدر الصداع الوحيد لرئيس الوزراء آبي أحمد؛ فهو يواجه أيضا تمردا راسخا من القوميين الأورومو وسط البلاد.
ومع تنامي عدم الثقة في العلاقات المضطربة بين إثيوبيا وإريتريا، فإن أي اشتباكات قد تحدث بالخطأ بين الدولتين الجارتين ستحمل في طياتها نُذُر مواجهة باهظة التكلفة.
7- منطقة الساحل الأفريقيفي عام 2023، أطاح جيش النيجر بالرئيس محمد بازوم الصديق المقرب للغرب، مما أسهم في تعزيز سلطة العسكر في جميع أنحاء منطقة الساحل، حيث شهدت دولتا مالي وبوركينا فاسو، بدورهما، انقلابين عسكريين.
وتنذر موجة الانقلابات بفصل جديد في الأزمات التي ترزح تحتها المنطقة منذ عام 2012 على أقل تقدير.
8- هاييتييأمل شعب هاييتي أن تتمكن القوات الأجنبية بقيادة الشرطة الكينية، التي من المقرر أن تصل في وقت مبكر من عام 2024، من التصدي للعصابات المفرطة في العنف التي مزقت البلاد على مدى السنوات القليلة الماضية.
أدى الهجوم الخاطف الذي شنته أذربيجان في ناغورني قره باغ، العام الماضي، إلى نزوح جميع سكان الإقليم المتنازع عليه مع أرمينيا.
والسؤال المطروح في السنة الجديدة هو إذا ما كانت أذربيجان ستذهب إلى أبعد من ذلك، أو أن أرمينيا ستجد أخيرا طريقا لإقرار السلام، مع تفاؤل بأن تسفر المحادثات التي انطلقت أواخر 2023 عن بعض التقدم.
10- الولايات المتحدة والصينسعى الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ، في اجتماعهما الذي عُقد نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى إعادة ضبط ما كان بمثابة تراجع حاد في العلاقات بين البلدين. لكن مصالحهما الأساسية لا تزال تتصادم في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وقد تكون الانتخابات في تايوان والتوترات في بحر جنوب الصين اختبارا لانفراج في العلاقات.
ولعل الخطر الأكبر يتمثل الآن في احتمال وقوع صدام بين الطائرات أو السفن الصينية والأميركية. ولربما تصدر عن إدارة بايدن -خاصة في عام الانتخابات هذا- تصريحات تثير غضب بكين، فقد يطرح المشرعون الأميركيون المناهضون للصين على طاولة الكونغرس مشاريع قوانين تتعارض مع "سياسة الصين الواحدة" المرتبطة بتايوان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.