محلل عسكري إسرائيلي: القسام جيش حقيقي مدرب ومنظم
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
كشفت القوات الإسرائيلية التي دخلت قطاع غزة أن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمثل بحكم الواقع جيشا، مشيرة إلى وجود تسلسل هرمي عسكري واضح لدى قواتها يتضمن كتيبات للتدريب ومدرسة لتدريب الضباط وقائمة القادة المحتملين للمستقبل، وذلك حسبما جاء في تحليل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وذكر الخبير العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون في بداية تحليله ما قاله رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الفريق أفيف كوخافي في أحد خطاباته بعيد تقاعده، حين وصف كلا من "حماس" وحزب الله اللبناني بأنهما "جيشان وليسا منظمتين".
جيشان بكل معنى الكلمةومنذ أن كان قائدا لفرقة غزة عام 2006 عندما أسرت حماس آنذاك الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من قاعدته الحدودية، وحتى دوره كرئيس لمديرية المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، لاحظ كوخافي القوة العسكرية المتزايدة لحماس وحزب الله وما حدث لهما من تطور قبل أن يتحولا إلى جيشين "بكل ما في الكلمة من معنى"، وفق تعبيره.
وأظهرت الحرب المتواصلة على غزة أن كوخافي، الذي سلط الضوء على فجوات في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، كان محقا في تقييمه، حيث واجه الجيش الإسرائيلي، بدلا من التعامل مع "خلايا حرب العصابات المتناثرة"، فصائل وكتائب وفرقا كانت منظمة جيدا ومدربة، وذات تسلسل هرمي عسكري واضح.
وقبل أسبوعين فقط -كما يقول المحلل العسكري- أعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك أنهما قتلا ما وصفته بقائد لواء الشجاعية الذي كان مسؤولا عن تدريب وحدات الصواريخ المضادة للدبابات التابعة لحماس في فرقة مدينة غزة.
ووفق المحلل، فإن القوات الإسرائيلية اكتشفت في منزل القائد بالقسام في بيت حانون قائمة تضم العشرات من جنوده، ولكل منهم أدوار محددة تم منحها لهم أثناء تدريبهم، من القناصين إلى المقاتلين، وجنود الهندسة القتالية، وحتى مشغلي الصواريخ المضادة للدبابات.
كتيبات تدريب مفصلةوقد سجل القائد ملاحظاته، مسلطا الضوء على الأفراد البارزين الذين أظهروا إمكانات، وأوصى بتسجيلهم في دورات تدريب الضباط، على غرار تلك التي تجري في كتائب تدريب الجيش النظامي.
وجاء هذا الكشف بعد أن عُرف أن وحدة حماس "الجوية" أنتجت عشرات المسيرات المصممة لتكون نسخة طبق الأصل من المسيرات الإسرائيلية التي سقطت داخل القطاع في السنوات الأخيرة، وهذا يوضح بجلاء، إلى جانب اكتشاف مدرسة ضباط حماس قرب جباليا، "تحول المنظمة إلى جيش"، كما يقول الكاتب.
وفي القطاع أيضا، عثر جنود الجيش الإسرائيلي على كتيبات تعليمية لمشغلي الصواريخ المضادة للدبابات التابعين لحماس، وهي توفر تعليمات حول نقاط محددة لاستهداف الدبابات ونقاط ضعفها وكيفية توجيه قاذفات صواريخ آر بي جي، مما جعل الجيش الإسرائيلي يتصرف مؤخرا بناءً على هذه المعلومات، ويتخذ إجراءات لحماية نقاط الضعف في المركبات المدرعة.
ويفصّل دليل التدريب بشكل موسع إجراءات الصيانة لمختلف الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك المركبات المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي، ويشرح الأعطال الأكثر شيوعا في مختلف الأسلحة النارية، كما يسرد أسماء فرق وألوية الجيش الإسرائيلي ويحدد أغراضها العملياتية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
واشنطن تصادر محافظ عملات مشفرة بذريعة أنها تابعة لـحماس
أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن مصادرة نحو 200 ألف دولار من العملات المشفرة، في إطار جهودها لتعطيل ما وصفته بـ"مخطط تمويل إرهابي" لصالح حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفقًا لبيان صادر الخميس الماضي.
وذكرت الوزارة أن المبلغ، الذي كان مودعا بعملة تيثر (USDT)، تم العثور عليه في محافظ رقمية "تسيطر عليها حماس أو جهات تابعة لها"٬ حسب زعمهم.
وأشارت التقارير إلى أن هذه المحافظ تلقت "أكثر من 1.5 مليون دولار" منذ تشرين الأول/أكتوبر 2024، كجزء من حملة منظمة لجمع التبرعات لدعم الجماعة.
وبحسب وزارة العدل، استخدم أفراد مرتبطون بحماس "منصات مراسلة مشفرة" لجمع التبرعات، حيث وُجِّه المتبرعون إلى إرسال الأموال إلى "أكثر من اثني عشر عنوانًا للعملات الرقمية".
وتم لاحقا تجميع هذه الأصول في "محفظة مركزية"، قبل أن تُنقل عبر شبكة من منصات التداول والوسطاء غير الرسميين، في محاولة لإخفاء تدفق الأموال، وفقًا لما وصفه المسؤولون الأمريكيون.
تأتي هذه العملية في سياق حملة أمريكية أوسع لمكافحة ما اسمته "استخدام العملات المشفرة في تمويل الإرهاب".
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية فتحت عام 2023 تحقيقًا حول معاملات مشفرة بقيمة "165 مليون دولار" يُشتبه في ارتباطها بحركة بحماس، خلال الفترة التي سبقت هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي سياق متصل، لا يزال القضاء الأمريكي ينظر في "دعوى قضائية رفعتها عائلات ضحايا الهجوم ضد منصة بينانس"، متهمةً إياها ورئيسها التنفيذي السابق تشانغبينغ "CZ" تشاو بتقديم خدمات مالية يُزعم أنها ساعدت حماس.
وخلال جلسة استماع عُقدت في 30 كانون الثاني/يناير الماضي، رفض الفريق القانوني لبينانس هذه الاتهامات، مؤكدًا أن "العملات المشفرة ليست خطيرة بطبيعتها"، ونفى وجود أي "علاقة خاصة" بين المنصة وحماس.
كما شملت الدعوى حكومتي إيران وسوريا، متهمةً إياهما بتقديم "تمويل لأنشطة إرهابية". إلا أن محامي بينانس أكدوا أن الدعوى "تفتقر إلى الأساس القانوني"، مشيرين إلى أن الاتهامات تعتمد فقط على فكرة أن "حماس والجماعات الإرهابية الأخرى تستفيد من العملات المشفرة".
في سياق متصل، نفى الرئيس التنفيذي الحالي لبينانس ريتشارد تنج٬ التقارير التي زعمت أن المنصة "جمدت جميع أصول الفلسطينيين" بناءً على طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي. إلا أن التقارير تشير إلى أن الاحتلال "صادر 190 حسابًا على منصة بينانس منذ عام 2021"، بزعم ارتباطها بالإرهاب، إضافةً إلى حسابات أخرى مرتبطة بحماس جُمدت في 10 تشرين الأول/أكتوبر عقب الهجوم.