هذه ليست أخلاق النشامى
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا شك ان ما تفعلونه يا حكومة الاردن هذه الأيام هو العيب بعينه. لم نكن نتوقع أنكم ستكونون بهذا السوء. اصبحتم مثلا يضرب للضياع والتخبط، استحوا من ربكم. استحوا من قبائلكم. استحوا من أنفسكم. لقد تماديتم كثيرا في التصهين وفي تقديم فروض الولاء والطاعة إلى نتن ياهو. .
تتعرض غزة للقتل والإبادة، والحرمان من الماء والزاد، وشاحناتكم تواصل تدفقها نحو تل ابيب وضواحيها لتمدهم بالمؤن والعتاد وتنقل لهم الذخيرة.
قبل قليل كانت المواقع الاسرائيلية تتداول مقاطع مصورة لقوافلكم وشاحناتكم التي وصلت هناك بأرقامها ولوحاتها الأردنية. وكانت طائراتكم تقصف المواقع التي قصفتها اسرائيل في سوريا، ثم فضحكم ماكرون عندما زار قاعدته في الرويشد والتي تعود ملكيتها لهم منذ عام 2014. وتجول فوق ارضكم متبخترا متفاخرا كما الطاووس وكأنه في حدائق الشانزليزيه. لديكم الآن 16 قاعدة أمريكية يستخدمونها لضرب غزة، وهذا يعني ان الحكومة الأردنية شريك فعلي وأساسي في الحرب عليها، وكان لكم الدور الفاعل في إسقاط المسيرات اليمنية المتوجهة لضرب الأهداف في عمق الأراض المحتلة. بينما تواصل صحفكم محاولاتها الفاشلة لتجميل صورتكم، واظهاركم بمظهر الداعم للمقاومة، تارة بالكتابة عن طائراتكم التي أرسلتموها إلى المستشفى الأردني في غزة لكي تضع الأسلاك الشائكة حول بواباته وتمنع المرضى من الدخول، وتارة بذريعة إرسال المساعدات إلى كنيسة واقعة تحت الحصار، وكلها كانت بموافقة جيش الاحتلال. .
لقد أصبحت سمعتكم سوداء عند العرب، ثم ازداد سوادها فصارت سحماء، ثم تفحمت وتسخمت، وصارت حالكة، حتى بلغت منتهى السواد. .
صدقوني ان البغال التي نقلت الجرحى إلى مستشفيات غزة اشرف عشرات المرات من قيادتكم الداعمة لاسرائيل في هذه المرحلة التي افتضحت فيها مواقفكم المشينة. .
تابعوا القنوات الغربية التي تبث تقاريرها المصورة عن جثث الشهداء المبعثرة فوق الأرصفة. والأطفال الذين قتلهم الصهاينة، واشتركتم انتم في قتلهم، وحرمتموهم من الدفن، ثم اكتسحتهم دبابات الميركافا، فتحللت جثامينهم في شوارع غزة، وغدت هياكل عظمية. ثم بعد ذلك كله تشق شاحناتكم طريقها بتفان عجيب نحو تقديم كل المساعدات لجيوش الاحتلال. ما ألعنكم، وما أحقركم، وما أنجسكم، وما أخسأ عروبتكم. .
راجعوا مواقفكم، وصححوا سجلاتكم قبل فوات الأوان. بعد ان فقدتم مقوماتكم كدولة، واصبحت استقلاليتكم مشكوك فيها، وتحولتم إلى منظومة استخباراتية تعمل لصالح الغرب، فكيانكم الإداري عبارة عن شركة أمنية كبيرة مكلفة بتقديم الخدمات لصالح إدارة البيت الأبيض، وحراسة مصالحه في الشرق الأوسط. وبالتالي فإن عرشكم آيل إلى الزوال، وسوف يسقط صولجانكم في وحل غزة، فقد اقتربت الساعة وظهرت الحقيقة، ولات حين مندم. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
محللون إسرائيليون: نتنياهو يماطل حفاظا على حكومته والعودة للحرب ليست خيارا
تناول الإعلام الإسرائيلي تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وقال محللون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعطل الصفقة خوفا على حكومته.
فقد أكد المتحدث السابق باسم الجيش رونين مانيليس أن إسرائيل وقعت اتفاقية من 3 مراحل وليست مرحلة واحدة لترى بعدها ما سيقوله دونالد ترامب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أوبزرفر: العراقيون مبتهجون بنهوض مآثر الموصل من تحت الأنقاضlist 2 of 2لماذا يعاني جيش الكونغو الجرار أمام مليشيا أصغر منه بكثير؟end of listوقال مانيليس إن إسرائيل التزمت من البداية بتنفيذ المرحلة الثانية، مشيرا إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قال في السابق إنه سينسحب من الحكومة ما لم تستأنف الحرب بعد المرحلة الأولى.
وبالنظر إلى عدم إقرار الموازنة العامة حتى الآن فإن الوزراء كلهم سيذهبون إلى بيوتهم وتجرى انتخابات جديدة في حال انسحب سموتريتش من الحكومة، كما يقول مانيليس.
العودة للحرب لن تفيد
وفي السياق، قال سليمان مسودة -مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان"- إن نتنياهو يعتقد أن هناك إمكانية للعودة للحرب من أجل استعادة "الرهائن"، لكنه نقل عن متخصصين أن هذا الأمر "لن يحقق أي نتائج".
وقال مسودة إن عددا من ذوي الأسرى تحدثوا -خلال الأيام الماضية- مع أعضاء في فريق المفاوضات الذين أبلغوهم بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "لن تقبل إعادة أي أسير دون التفاوض على إنهاء الحرب وهو أمر تعهدت به إسرائيل في الاتفاق".
إعلانواتفق أمنون أبراموفيتش -محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12- مع الحديث السابق بقوله إن نتنياهو "لا يريد دخول مفاوضات المرحلة الثانية لأنها قد تؤدي لانهيار الحكومة".
بدورها، قالت دانا فايس -محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12- إن الاتفاق الذي تم توقيعه وتنفيذه كاملا "لا يوفر أي سبب للعودة للحرب". وأضافت أن حماس "لا ترفض المفاوضات وتقول إنها تريد الانتقال للمرحلة الثانية حسب ما تم الاتفاق عليه".
وتأكيدا على وجود محركات سياسية للموقف الإسرائيلي الحالي، قال رفيف دروكر -المحلل السياسي في القناة الـ13- إن أهداف نتنياهو السياسية تدفعه لدق طبول الحرب في الوقت الراهن بغض النظر عما يحدث في الميدان.
وأضاف "ليس مهما أن تكون حربا ضارية لكنه يلوح بالحرب إرضاء لسموتريتش الذي قال إنه سينسحب من الحكومة ما لم تعد إسرائيل للحرب بعد المرحلة الأولى".
وبالمثل، قال باراك سري -المستشار السابق لوزير الدفاع- إن هناك اتفاقا تم التوقيع عليه "لكن نتنياهو نادم لأنه وصل إلى هذه المرحلة التي تهدد بإسقاط حكومته".
لا حل سوى إنهاء الحرب
ووصف سري رئيس الوزراء بأنه "فنان في المماطلة"، وقال إنه "يماطل ولا يعرف إلى أين سيصل، لكنه اليوم في مرحلة قد تؤثر على مستقبله السياسي، وتهديدات سموتريتش حقيقية وهو يعرف هذا".
لكن يارون أبراها -مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ12- قال إن المتخصصين الذين يعملون على المفاوضات منذ بداية الحرب أكدوا أن ثمن التنصل من الاتفاق "سيكون باهظا"، وأن الصواب هو الحديث بجدية عن المرحلة الثانية وإلا فالنتائج واضحة ولا يجب أن يتفاجأ بها أحد.
وعن الخيارت المتاحة حاليا، قال رامي إيغرا -الرئيس السابق لشعبة الأسرى والمفقودين في الموساد– إن إسرائيل أمام خيارات محدودة تتلخص في العودة للقتال أو الدخول في حرب كبرى أو إنهاء الحرب بشكل كامل.
إعلانوأكد إيغرا أن العودة للقتال لن تحقق أي نتائج، وأن الدخول في حرب كبرى ليس ممكنا لأن إسرائيل ستكون عاجزة عن فعل أي شيء أكثر مما فعلته، مضيفا "أعتقد أننا ذاهبون نحو خيار وقف الحرب".
وأخيرا، قال ميخائيل مليشتين -رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب- إن حماس تريد التفاوض لكنها مستعدة للقتال طوال الوقت، مشيرا إلى أنها رممت قدراتها القتالية تحسبا لاستئناف الحرب.