أصدرت فصائل وشخصيات فلسطينية مساء اليوم الثلاثاء 2 يناير 2024 ، بيانات صحفية تعقيبا على اغتيال صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس في قصف إسرائيلي استهدف مكتبا لحركة حماس في جنوب لبنان.

أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخبارية

وتسرد لكم وكالة سوا الإخبارية ردود فعل الفصائل والشخصيات على اغتيال صالح العاروري كما وصلتها

عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق:

عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا، أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة؛ وهي تثبت مجدّداً فشل هذا العدو الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في قطاع غزَّة

 رئيس الوزراء محمد اشتية : 

ندين عملية اغتيال القيادي صالح العاروري، وهذه جريمة تحمل هوية مرتكبيها، ونحذر من مخاطرها وتداعياتها.

باستشهاد صالح العاروري، فإن الشعب الفلسطيني يفقد أحد رجالاته الوحدويين الذين لطالما دعوا إلى رص الصفوف وتمتين الوحدة الوطنية والحرص عليها  في مواجهة الاحتلال وجرائمه ضد أبناء شعبنا.

نتقدم بأحر العزاء من الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ومن حركة حماس، ومن عائلة الشهيد.


 

 تصريح صحفي صادر عن المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين:

ننعى الشهيد القائد الوطني الكبير"الشيخ صالح العاروري" نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية"حماس" الذي إرتقى بعملية إغتيال صهيونية جبانة في الضاحية الجنوبية في بيروت ونؤكد أن هذه العملية الجبانة وإستشهاد الشيخ صالح لن تكسر إرادة شعبنا بل ستزيد من فعله  الثوري ومقاومته الباسلة وستكون نارا ووبالا على العدو الصهيوني.

العدو الصهيوني وقادته المجرمين سيدفعون ثمن  فاشيتهم و جرائمهم كافة بحق أبناء شعبنا ومنها عملية إغتيال القائد صالح العاروري.

حركة الجهاد الإسلامي: 

ننعى القائد الوطني الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري، وإخوانه الشهداء، إثر عملية اغتيال جبانة وغادرة نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء اليوم.
إن اغتيال القائد الشهيد العاروري ورفاقه هو محاولة من العدو الصهيوني لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان، إثر فشلها بعد 90 يوماً من الحرب الهمجية وحرب الإبادة من فرض شروطها على شعبنا، بل أن قوى المقاومة كانت لها اليد العليا سياسيا وعسكرياً                                                                                                                                            

نزف القائد العاروري وإخوانه إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا العربية والإسلامية فإننا نؤكد أن هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب، وأن المقاومة مستمرة حتى دحر الاحتلال.

بيان صادر عن الفصائل الفلسطينية:

تنعى الفصائل الفلسطينية القائد الوطني الكبير الشيخ صالح العاروري ورفاقه القادة ونؤكد أن المقاومة مستمرة وندعو للرد عليها بقوة من كل الساحات والجبهات

نزف إلى الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية القائد الوطني الكبير الشيخ صالح العاروري نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس، رجل الوحدة الوطنية وقائد المقاومة في الضفة الغربية  باستهداف الاحتلال الصهيوني له ولإخوانه القادة في بيروت

نعلن في الفصائل الفلسطينية الحداد الوطني العام والإضراب الشامل والتحرك الثوري في كل الساحات والجبهات

أن هذا الاستهداف الجبان والغادر على الأرض العربية في عاصمة عربية هو عدوان على الأمة العربية والإسلامية بأكملها وليس فقط على لبنان وفلسطين وهذا يتطلب موقف حاسم وفوري من الدول العربية وشعوبها الحرة ردًا على هذا الإرهاب الصهيوني جرائمه النكراء

 نؤكد على أن الدم الفلسطيني الفلسطيني يتعانق في كل الساحات وعلى كل الجبهات ليؤكد بأن قادة المقاومة يرتقون على مذبح الحرية مع شعبهم وينتصرون لأرضهم ومقدساتهم بدمائهم الزكية

 نؤكد بأن مقاومتنا ستبقى مشتعلة في كل مكان والرد  يجب أن يكون من كل الأرض العربية والإسلامية انتقامًا من هذا العدو وداعميه ردًا على مجازر الاحتلال ضد شعبنا وآخرها مجزرة اغتيال القائد الوطني الكبير الشيخ صالح العاروري ورفاقه بالتزامن مع عدوانه على غزة
 
 ندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية وجماهير شعبنا في كل مكان خاصة في الضفة الغربية و القدس والداخل المحتل إلى إشعال الأرض تحت أقدام الاحتلال ليدفع بالدم ثمن هذه الجريمة النازية الجبانة التى سيرد عليها شعبنا في كل مكان وبكل ما أوتي من قوة وعنفوان

 أن استشهاد الشيخ صالح ورفاقه لن يكسر المقاومة ولن يضعفها بل على العكس تمامًا فهذه الجريمة تزيد المقاومة وشعبنا قوة وثقة في النصر والتحرير وتثبت فشل العدوان في غزة مما جعل العدو يبحث عن  صورة نصر له وهذا لن يتحقق وسيدفع ثمن جريمته غاليًا في كل الساحات وعلى كل الجبهات


 

الجبهة الشعبيّة :

ننعى الشهيد القائد الوطني القسامي الكبير الشيخ (صالح العاروري) نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع كوكبه من إخوانه الشهداء، في الغارة الصهيونية الغادرة التي استهدفتهم في ضاحية بيروت الجنوبية مساء اليوم الثلاثاء 2- 1 - 2024.

إنّ استهداف العاروري وإخوانه، يأتي في سياق المحاولات الصهيونية المحمومة، لتحقيق أي إنجاز ميداني تقدمه حكومة الاحتلال لجمهورها، بعد أن عجزت عن مواجهة المقاومة في الميدان، وفي تحقيق أي من أهداف العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، رغم المجازر الدموية وحملات الإبادة.

نودع الشهيد المقاوم الصلب الذي عرفته في كل ساحات النضال وخنادق المقاومة، القائد الحريص على الوطنية الفلسطينية والغيور على وحدة الشعب والقضية والمقاومة، ودائماً كانت فلسطين غاية عُليا وفوق الجميع، وهانت عليه روحه في سبيلها. وأقرن ذلك القول بالعمل، يحمل سجايا شخصية ترك أثرها العميق في كل من عرفه. وظل يلعب دوراً مهماً بالبحث عن القواسم المشتركة ومنكباً على مشاركة الجميع في التفاصيل الميدانية في العدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وجميع أنحاء فلسطين. 

شعبنا الفلسطيني، وكل قوى المقاومة وشرفاء أمتنا وأحرار العالم يودعون اليوم قائداً استثنائياً عرفناه مقداماً، جريئاً، وحدوياً، داعياً إلى رصّ الصفوف ووحدة الموقف دفاعاً عن شعبنا وقضيته العادلة. وكان له شرف المساهمة الفاعلة والدور القيادي المحوري في تعزيز وتطوير قدرات المقاومة في مختلف المجالات والميادين والساحات.

إنها عظمة الشهادة التي جسدتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وجناحها العسكري (كتائب الشهيد عز الدين القسام)، العزاء واحد لكل اخوانه في الحركة والى عائلة الشهيد ومحبيه، وأبناء شعبنا وبأسمى آيات الاعتزاز والإكبار، معاهدين الشهيد القائد وكل الشهداء، على الاستمرار في درب الكفاح والمقاومة حتى تحقيق كامل الأهداف التي ارتقوا من أجلها. وأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً. 

عهداً سيدفع قادة العدو وجنرالاته ومستوطنيه ثمن جرائمهم غالياً، وأن يتحقق وعد ورؤية الشيخ صالح العاروري، وأن ترتفع رايات النصر فوق ثرى فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها.

حركة المبادرة الوطنية : 
اغتيال القائد الفلسطيني الكبير  صالح العاروري جريمة جبانة و لن  تكسر ارادة الشعب الفلسطيني أو تضعف مقاومته

نعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الشهيد و القائد الوطني الكبير المناضل صالح العاروري. ووصفت المبادرة اغتيال إسرائيل  للعاروري بالجريمة الجبانة التي لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة و ستزيد و تعمق النضال الفلسطيني من اجل الحرية. 

و قالت المبادرة أن الشهيد المناضل العاروري نال الشهادة التي تمناها  و لكن اغتيال القادة الفلسطينيين من الشهيد ياسر عرفات الى الشهيد الشيخ أحمد ياسين ومئات القادة المناضلين  لم يزد الشعب الفلسطيني الا اصرارا على نيل الحرية و لم يضعف بل عزز روح المقاومة و الكفاح.  وقالت المبادرة إن قادة إسرائيل  يلعبون بالنار و يجرون المنطقة الى انفجار شامل.

كتائب المقاومة الوطنية:

ننعى الشهيد القائد الوطني الكبير"الشيخ صالح العاروري" نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الذي إرتقى بعملية اغتيال صهيونية جبانة في الضاحية الجنوبية في بيروت ونؤكد أن هذه العملية الجبانة وإستشهاد الشيخ صالح لن تكسر إرادة شعبنا بل ستزيد من فعله  الثوري ومقاومته الباسلة وستكون نارا ووبالا على العدو الصهيوني.

حزب الشعب:

ندين إغتيال القائد والمناضل الكبير صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) وعدد من كوادر الحركة في العاصمة اللبنانية بيروت، جراء استهداف مكتبه بصواريخ مسيرة حربية للاحتلال مساء اليوم الثلاثاء.

نتقدم من شعبنا من الإخوة في قيادة وكوادر حركة (حماس)، ومن أسرته وآل العاروري الكرام داخل وخارج الوطن، ومن ذوي بقية الشهداء الذين قضوا في هذه الجريمة بأحر التعازي والمواساة، ويؤكد أن شعبنا لن ينسى نضالات وتضحيات الراحل العاروري ورفاقه، وإنه سيبقى رمزاَ من رموز الكفاح والمقاومة الفلسطينية دفاعاَ عن حقوق شعبنا الوطنية، ولن تنجح هذه الجريمة بالنيل من إرادة كفاحه وصموده.

نؤكد على سرعة وضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية في جميع المجالات وعلى كل المستويات، وتوحيد كل الطاقات في مجابهة عدوان وجرائم الاحتلال.

 بيان نعي صادر عن حركة المجاهدين الفلسطينية :

عمليات الإغتيال الصهيونية الجبانة لن تزيدنا إلا عزيمةً وإصراراً على مواصلة طريق المقاومة ودرب ذات الشوكة حتى كنس الاحتلال من كل شبر من أرضنا، ولن تزيدنا إلا تمسكاً بحقنا في فلسطين كل فلسطين مهما عظمت التحديات.

 سيدفع العدو الصهيوني المهزوم وحكومته الفاشية المتطرفة الثمن باهظاً جراء هذه الحماقة والجريمة الجديدة وثمن كل الجرائم بحق شعبنا الصامد.

 نؤكد أننا مستمرون في جهادنا ومقاومتنا مهما عظمت التحديات والتضحيات حتى تحقيق أهداف شعبنا بالنصر والتحرير بعون الله.

نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي:

نؤكد أن الشيخ صالح العاروري يتحول بفضل هذه الصواريخ الجبانة من قائد في حماس إلى رمز كبير لشعبنا وأمتنا

‏واهم العدو إن اعتقد لحظة أنه باغتيال قادة المقاومة يمكن أن يضعفنا، على العكس تماما هذا الدم الطاهر سيزيد المقاومة قوة وانتصارا، كما كان اغتيال كل القادة في جميع الفصائل سببا للمزيد من قوة المقاومة

 يمضي الشيخ صالح اليوم إلى الشهادة في الوقت الذي تقود فيه المقاومة طوفان الأقصى من أجل حرية شعبنا وحقوقه الثابتة بوطنه، على نور الشهداء الذين سبقوه من الشيخ أحمد ياسين وفتحي الشقاقي وعبد العزيز الرنتيسي والقائمة تطول على طريق حرية شعبنا وانتصاره.

 

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: نائب رئیس المکتب السیاسی لحرکة الشیخ صالح العاروری العربیة والإسلامیة الشعب الفلسطینی شعبنا الفلسطینی العدو الصهیونی الشهید القائد الکبیر الشیخ هذه الجریمة المقاومة فی کل الساحات مساء الیوم لحرکة حماس حرکة حماس نؤکد أن

إقرأ أيضاً:

إيران وحماس بين لُغة المقاومة وخطاب المصالح.. قراءة في كتاب

الكتاب: إيران وحماس، من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى ما لم يرو من القصة
الكاتب: فاطمة الصمادي
الناشر: مركز الجزيرة للدراسات ط1،  الدوحة - قطر 2024
عدد الصفحات:  386.


ـ 1 ـ

عقدت الثورة الإيرانية الصلة بالفصائل الفلسطينية منذ كانت تحشد أنصارها وتجهز نفسها للاستيلاء على الحكم. فمن بريد الإمام الخميني تعرض الباحثة فاطمة الصمادي رسائل له تبادلها مع ياسر عرفات. وأبرز ما نتوقف عنده طلب الإمام الخميني من الزعيم الفلسطيني "التضامن مع شعبه المظلوم وأن يكون صوتاً لهم وأن يسخر وسائل إعلامه لإيصال صوتهم إلى العالم". ومن تورد أخرى وردت عليه من أبو جهاد عبر له فيها عن تضامن حركة فتح مع نضال الشعب الإيراني وعرض عليه وضع إمكانات منظمة التحرير تحت تصرفه وتصرّف معارضي الشاه.

وتذكر أنّ الخميني تفاعل إيجابا مع الرسالة. فعين ممثلا له لدى حركة فتح. ولاحقا عقدت بعض شخصيات الثورة الإيرانية المؤثرة علاقات مع المجموعات الفلسطينية المقاتلة في لبنان خوّل لها أن تفيد من خبراتها القتالية لتدريب العناصر التي أخذت على عاتقها بناء الحرس الثوري بعد أن استقام لها أمر الحكم. وهذا ما كان شاه إيران قد اشتكى منه. فقد قال في مقابلة مع مجلة "الحوادث" اللبنانية "لقد وقفنا، وما زلنا، إلى جانب الفلسطينيين، رغم أن بعض مجموعات المقاومة دربت مخربين إيرانيين على اقتحام أراضينا وقتل الناس وتفجير منشآت مختلفة. نحن نعرف كيف نميز بين عدالة قضية فلسطين والظلم الذي يوجه ضدنا من قبل بعض الفلسطينيين. ما أخشاه هو أن يسمح الفلسطينيون للظروف الدولية بجعل قضيتهم أداة لإستراتيجية سوفيتية أو إستراتيجية دولية أخرى على مصر والسعودية، وسوريا، والدول العربية الأخرى مساعدة الفلسطينيين على تجنب مثل هذه المآزق".

ـ 2 ـ

من الذين أسهموا في تدعيم العلاقات بين الثورة الإيرانية والفصائل الفلسطينية المقاومة أنيس النقاش عضو حركة فتح. فقد كان أول من أطلق تشكيلات المقاومة في جنوب لبنان بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1978. وكان هاجسه، فيما تنقل الباحثة عنه، كيفيةَ الاستفادة الروح الثورية في إيران لتفعيل الروح الإسلامية في جنوب لبنان. وبالفعل فقد أثمرت خططه شكلا من أشكال العودة إلى التدين في الكتيبة الطلابية، فبدأت عناصرها وضباطها يترددون على المساجد والحسينيات. وأمكن له استقطاب بعض المتطوعين الإيرانيين الرّاغبين في قتال الإسرائيليين في جنوب لبنان. فقد وكانوا جزءا من الثورة الإيرانية لكن بعد انتصارها حوّلوا وجهتهم إلى القتال في سبيل فلسطين. وبانتصار الثورة شكّلت إيران "وحدة المستضعفين وحركات التحرر". وأرادتها  الجمهورية الإسلامية أداة لتصديرها. وكان من بين العقول الدافعة نحو تركيزها، كل من محمد منتظري الشخصية ومهدي هاشمي (الذي أعدم في عهد هاشمي رفسنجاني بتهم كثيرة على صلة بمناهضة النظام والتحريض على الفتنة). فالرّجلان آمنا بأن قدر الثورة أن تكون عابرة للحدود وأن تتبنى القيم الثورية العالمية المشتركة، وحثا على عقد علاقات خارجية متشعبة تجاوزت المنظمات الإسلامية المعارضة في الخليج والعراق إلى المنظمات الثورية في شمال إفريقيا والقرن الإفريقي، وأميركا الجنوبية، والحزب الشيوعي الإسباني.

ـ 3 ـ

مثل فيلق القدس صياغة جديدة لفكرة "وحدة المستضعفين وحركات التحرر" ولكن بصورة مؤسسية أكثر. فقد أنيطت بعهدته مهمة تشكيل شبكة من الحلفاء بالخارج لتمثل"جبهة مقاومة قوية في مواجهة الصهيونية وأميركا في المنطقة من البحر المتوسط إلى شرقي آسیا" ولتجعل هدفها تحقيق مبدإ "وقف العدو خارج الحدود". وسيكون الدفاع عن إيديولوجيا الثورة الإيرانية موجهها الرئيسي بدل فكرة التحرّر مطلقا التي كانت تحكم "وحدة المستضعفين وحركات التحرر" بحيث تكون إيران المركز الذي تخاض الحروب في الخارج حماية له.

شاركت حماس في وساطات لإنهاء الاحتلال بتسوية عربية، وزارت وفود منها دولا عربية وإسلامية. ونسجت من خلال دورها شبكة علاقات خارجية. ورأت في مؤتمر مدريد تهديدًا للقضية الفلسطينية ثم رفضت مؤتمر أوسلو مما جعلها ممثلا لخيار المقاومة مما جعلها تنتزع مكانة منظمة التحرير في الشارع الفلسطيني وعند بعض دول الخليج.يشرح وزير الدفاع الإيراني السابق، حسين دهقاني سبب تسمية فيلق القدس بهذا الاسم. فيجعلها ترجمة ميدانية لمبدإ "طريق القدس يمر من كربلاء" وتجسيما لفلسفة خامنئي رئيس المجلس الأعلى للدفاع في إيران وقتها وللعقيدة الحربية الإيرانية برمتها التي تتبنى فكرة "الدفاع الفسيفسائي". والمراد بالعبارة خوض أتباع إيران المرتبطين بها عقائديا واقتصاديا وإستراتيجيا معارك صغيرة في بقاع متفرقة يستقل بعضها عن بعض. فإيران وفق خامنئي "لا تريد الآن الدخول بحرب هناك" (واسم الإشارة يعود على جنوب لبنان الذي هاجمته إسرائيل) فطريق القدس يمر من كربلاء. وهكذا يمكن للسلطة المركزية الإيرانية ممارسة الدبلوماسية في المنطقة من دون حضور ميداني عملياتي مباشر . ولكن عند حدوث هجوم أميركي أو إسرائيلي عليها، فبإمكانها أن تخوض حربا فسيفسائية عبر أتباعها وأن تجعل القواعد الأميركية والإسرائيلية في مرمى صواريخها.

ويقرّ علي خامنئي بفضل من أسماهم بـ"ـمدافعي الحرم". فيقول عن عائلاتهم "هذه العائلات لها دين في عنق الإيرانيين جميعًا، فقد قاتل أبناؤها دفاعا عن حريم آل البيت في سوريا والعراق وواجهوا أعداء إيران في الخارج، وبدون هذه المواجهة كان يمكن لهؤلاء الأعداء أن يدخلوا إيران، ولو لم يقفوا في وجههم فإن إيران كانت مجبرة على محاربتهم في كرمنشاه وهمدان وبقية المدن الإيرانية ".

ـ 4 ـ

ولم تغرق الباحثة في التفاصيل الكثيرة إلا لتوفر لنا قاعدة بيانات تخوّل لنا أن نفهم العلاقة بين إيران وحماس التي ستظهر على الساحة في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي. وسيُحدث ميلادها تحولا كبيرا في جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. فتنتقل من حركة اجتماعية تربوية إلى قوة سياسية عسكرية تزاحم القوى العلمانية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية.

تعرف حركة حماس نفسها ضمن المادة الثانية من الباب الأول من ميثاقها "حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وتمتاز بالفهم العميق، والتصور الدقيق والشمولية التامة لكل المفاهيم الإسلامية في شتى مجالات الحياة. في التصور والاعتقاد في السياسة والاقتصاد، في التربية والاجتماع في القضاء والحكم. في الدعوة والتعليم، في الفن والإعلام في الغيب والشهادة وفي باقي مجالات الحياة". وسيكون لخلفيتها الإيديولوجية وقع كبير على علاقتها مع إيران مدّا وجزرا. فبين هذين المكونين من مكونات الإسلام السياسي من نقاط الالتقاء التي تقرّب بقدر ما بينهما من نقاط الاختلاف التي تباعد. فتتشابه مرتكزاتهما الفكرية في عدة جوانب، أبرزها النظر إلى الإسلام باعتباره أساسا لفلسفة  السياسية ومكانة الشريعة في الحكم وضرورة تطبيقها والموقف من الديمقراطية ومن منزلة المرأة في الأسرة والمجتمع ودورها في السياسية  والموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويختلفان جوهريا فيما يتعلق بالأهداف والأساليب والتفاعل مع السياقات السياسية المحيطة.

ـ 5 ـ

انتصر عرفات إلى صدام حسين عند غزوه للكويت ما جعله يخسر التعاطف الخليجي. ولعلّ موقفه غير الحكيم ما جعله يقود منظمة التحرير الفلسطينية في مسار تسوية أعرج. وبالمقابل، شاركت حماس في وساطات لإنهاء الاحتلال بتسوية عربية، وزارت وفود منها دولا عربية وإسلامية. ونسجت من خلال دورها شبكة علاقات خارجية. ورأت في مؤتمر مدريد تهديدًا للقضية الفلسطينية ثم رفضت مؤتمر أوسلو مما جعلها ممثلا لخيار المقاومة مما جعلها تنتزع مكانة منظمة التحرير في الشارع الفلسطيني وعند بعض دول الخليج.

جعلت هذه التّحولات إيران تناقش صلتها الممكنة بحماس في أعلى دوائر صنع القرار.. ولمّا بدأت الاتصال بها رسميا كان بين قيادات الحركة من يعارض إقامة مثل هذه العلاقات. وتقدّر أنّ إيران تريد عبرها شيئا من القبول في الأوساط السنّية. وكانت  بعض القيادات الإيرانية تعارض بدورها هذه الخطوة. وكانت ظلال" الصراع الشيعي السني كثيفة. ثمّ عقد اجتماع بينهما في أحد فنادق الإمارات العربية المتحدة عام 1990 نقل خلاله الطرف الإيراني رغبته الصريحة في بناء علاقة مع الحركة.

مثّل "طوفان "الأقصى" اختبارا كبيرا لعمق هذه العلاقة. فإيران كانت تعلن تأييدها لـهجوم حماس وفي الآن نفسه كانت تتعامل مع تبعاته بحذر بالغ. وقياداتها الإصلاحية والمعتدلة خاصّة كانت تدعو إلى ضرورة الانتباه إلى "من يحاولون جر رجل إيران إلى المعركة".ورغم التقارب طلبت حماس تأجيل تفعيل الصلة إلى ما بعد عقد مثلها مع السعودية والعراق. ورفضت مقترح الدعم المالي. ثم زار المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) طهران لأول مرة في سبتمبر1992. فأسست الزيارة تفاهما سياسيا شاملا بشأن القضية الفلسطينية. وفتحت قنوات مختلفة للتعاون في العمل المقاوم. ومثّل إبعاد إسرائيل 415 قياديا فلسطينيا من حماس والجهاد الإسلامي في أواخر 1992 إلى منطقة مرج الزهور جنوبَ لبنان، المنعطف الثاني في حياة العلاقة بين الطّرفين. فقد استغلت إيران الفرصة للتواصل مع نخب من حماس وتوفير الدعم لها.

ـ 6 ـ

تحقّق التواصل في مرج الزهور في ظل الحاجز المذهبي العميق بين حماس وإيران. فيذكر مجتبى ابطحي  أنّ عبد العزيز الرنتيسي الذي كان يترأس اللجنة الإعلامية في مخيم المبعدين بادره قائلا: "ابق مكانك ولا تقترب أكثر" ويضيف: "أذكر تحفظهم، كانوا يعتقدون أننا كفار ومشركون ويظنون أننا نعبد الإمام علي، حتى إن بعضهم لم يكن يرغب بمد يده للسلام عليّ.. لكن لاحقا عقدنا رابطة أخوة".  فقد كان الاتفاق على عدم التطرق إلى الموضوع الفكري والطائفي في معسكرات التدريب. وكان طلب حماس أن تبقى فلسطين موحدة على مذهب واحد، لتكون قادرة على مقاومة الاحتلال، فلن يفيد فلسطين أن يصبح لديها مئة شيعي. وكان جواب الإيرانيين أنّ الجمهورية الإسلامية لا تسعى وراء تشييع فلسطين. وهذا ما ساعد على تفاهمات حول التدريب والتسليح وعقد الصلة بحزب الله. ولكن العلاقة تطوّرت أكثر بانتقال ملف حماس إلى مؤسسة الحرس الثوري. وتحقّق ذلك على مراحل ليصبح بإشراف هذا الجهاز كليّا عقب فوز حماس في الانتخابات، عام 2006. فقد مهّد وصول حماس للسلطة لمرحلة جديدة من الدعم الإستراتيجي العسكري والمالي. وكان على حماس تحمّل اتهامها بالتغاضي عما يصفه منتقدوها بـ "المشروع التخريبي الإيراني" في المنطقة.

ـ 7 ـ

مثّل "طوفان "الأقصى" اختبارا كبيرا لعمق هذه العلاقة. فإيران كانت تعلن تأييدها لـهجوم حماس وفي الآن نفسه كانت تتعامل مع تبعاته بحذر بالغ. وقياداتها الإصلاحية والمعتدلة خاصّة كانت تدعو إلى ضرورة الانتباه إلى "من يحاولون جر رجل إيران إلى المعركة".

تفسّر الباحثة هذا الارتباك في التعامل الإيراني مع هجوم حماس بعوامل عديدة. فالمشهد السياسي محكوم بانقسام حاد بين المعسكر الأصولي والمعسكر المحافظ. ولا حاجة له بقضايا خلافية جديدة. وطهران تدرك جيّدا أنها غير قادرة على حشد المجتمع للانخراط في حرب جديدة كما فعلت خلال الحرب مع العراق في الثمانينات. ولا يمكنها الرهان على فشل إسرائيل أمام هجوم حماس حتى تغيّر إستراتيجيتها الناجحة تجاهها. وطبيعة علاقتها بحماس تمنعها من الذّهاب بعيدا في دعمها. فالحركة ليست في مقام تلقي الأوامر كما هو الشأن بالنسبة إلى وكلائها ممن يشتركون معها في خلفيتها العقائدية، ولا يمكنها أن تكون يوما من "مدافعي الحرم" أو طرفا في فلسفة "الدفاع الفسيفسائي". ومبادئها معلنة: أن يكون عملها داخل الأراضي المحتلة، وأن يوجه بشكل مباشر ضد إسرائيل، وعليه فهي ملتزمة بألاّ تمارس أيّ عمل عسكري ضد أي دولة أخرى.

ولا ينفصل المستوى السياسي عن منظومة النضال ضد الاحتلال. فهو يتكامل مع فعل المقاومة المسلحة وقاعدة المصالح التي تنبني عليها التحالفات السياسية يجب أن تستند دائما إلى مصالح الشعب الفلسطيني أولا. أما استقلالية قرارها فخط أحمر يحصنها من كل تبعية للخارج.

ـ 8 ـ

تفسّر كل هذه العوامل تحول العلاقة بين الطرفين الإيراني والحمساوي من التجاذب في وسط الثمانينات إلى الودّ الذي ظل يتدعّم من بداية التسعينات إلى ما قبل 7 أكتوبر 2023 إلى ما يصنّف سُنيا بالخذلان بعد طوفان الأقصى.

مقالات مشابهة

  • تأكيداً لما انفردت به شفق نيوز.. الفصائل العراقية تستعد للتخلي عن سلاح المقاومة
  • أبرز رشقات المقاومة الصاروخية منذ استئناف الحرب على غزة
  • مصر والقضية الفلسطينية: دعم ثابت ودعوة لوحدة الصف الفلسطيني بعيدًا عن انفراد أى فصيل
  • عبد الرحيم علي: الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الحل.. ولا مجال للحرب بالنيابة عن الشعب الفلسطيني
  • حماس: لا خيار سوى الانتفاض بوجه الاحتلال رفضا للعدوان على غزة
  • حماس تدعو أهالي الضفة للمشاركة بالإضراب الشامل دعماً لغزة
  • الرسوم الأمريكية.. معيط: آثار سريعة بدأت تنعكس فى الانخفاضات بأسواق المال وأسعار البترول
  • الإمارات تنقل التحريض ضد المقاومة الفلسطينية إلى ساحة الأمم المتحدة
  • ردود أفعال الجماهير بعد تعادل الأهلي مع الاتحاد
  • إيران وحماس بين لُغة المقاومة وخطاب المصالح.. قراءة في كتاب