لجريدة عمان:
2024-10-05@16:14:28 GMT

على أوروبا ألا تُفاجَأ إذا فاز ترامب مرة أخرى

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

في مايو 2017 وبعد قِمَّتين مُرهِقتَين مع الرئيس الأمريكي الجديد وقتها دونالد ترامب اشتُهر عن أنجيلا ميركل قولها لنظرائها «نحن الأوروبيين علينا الآن أخذ مصيرنا بأيدينا. يجب أن نعلم بأننا يلزمنا أن نقاتل من أجل مستقبلنا بأنفسنا».

لسوء الحظ لم تطبّق ميركل هذه الكلمات التاريخية في الواقع العملي مطلقا. فعندما اجتاحت روسيا أوكرانيا في العام الماضي وبعد ثلاثة أشهر تقريبا من تخلي ميركل عن الحكم توجّب على أمريكا التدخل.

كان الأوكرانيون والأوروبيون محظوظين بما يكفي. فالرجل الذي يجلس في المكتب البيضاوي لم يكن ترامب ولكن جو بايدن.

اليوم على أية حال تقرع أجراس الإنذار في العواصم الأوروبية التي تراقب بشيء من الحذر استطلاعات الرأي الأمريكية قبل الانتخابات الرئاسية هذا العام.

في (انتخابات) عام 2016 أُخِذ الأوروبيون على حين غِرَّة. لكن هذه المرة هنالك مؤشرات كثيرة تنذر بالنتيجة التي ترعبهم. وعليهم إعداد العدة في مواجهة الاحتمال الواضح بعودة ترامب إلى البيت الأبيض. وأصدقاؤهم في واشنطن يحذرونهم من أن ترامب رقم 2 سيكون أسوأ من ترامب رقم 1. (ففي حال فوزه) لن يكون هنالك عقلاء (في البيت الأبيض) وسيتم إضعاف الضوابط والتوازنات (في النظام السياسي الأمريكي) وسيحضر الجمهوريون المتشددون في كل مكان.

بالطبع الطريق إلى البيت الأبيض يمكن أن يكون مليئا بالمفاجآت. لكن يوم 5 نوفمبر 2024 يبعد عنا بحوالي 11 شهرا فقط.

تقول ارانشا جونزاليس لايا، عميدة مدرسة باريس للشؤون الدولية «مهما يحدث. على أوروبا الاستعداد».

لاحظت ارانشا وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أن أمريكا تسلك طريقها الخاص بها دون النظر إلى المصالح الأوروبية حتى تحت قيادة بايدن. وقالت لي: «هذا واضح جدا في ميدان الاقتصاد». وهي تفضل «ترياقا» يتمثل في تعميق السوق الأوروبية الموحّدة.

الثقافة السياسية في واشنطن فوضوية ولا يمكن التنبؤ بتوجهاتها بقدر كاف. وحتى إذا فاز بايدن من الممكن جدا أن يكون آخر رئيسٍ مناصرٍ للأوروبيين في بلد انعطف الآن نحو الصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادي.

والتحدي الذي يتبدى في مجالي الدفاع والأمن مهم على نحو خاص في أوروبا بسبب نفور ترامب المعلوم جيدا من حلف الناتو. ولكن أيضا لأن الحرب عادت إلى القارة. فحرب روسيا ضد أوكرانيا هي في النهاية حرب أوروبية. وقد يضجَر الناخبون الأمريكيون منها لكن الأوروبيين لا يملكون ترف هذا الضجر.

ويثور السؤال الحتمي مع حجب الكونجرس العون المالي لأوكرانيا. إنه: هل يمكن لأوروبا أن تتقدم لمساعدتها بدلا عن الولايات المتحدة؟

نعم. عليها أن تفعل ذلك. كاميل جراند مساعد الأمين العام لحلف الناتو للاستثمار الدفاعي سابقا والباحث بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يعتقد أن أوروبا لديها القدرة على تحمّل نصيبها من العبء. وقال لي: «المطلوب أن يكون هنالك قدر أكبر من التفكير الاستراتيجي واتخاذ قراراتٍ الآن. أبطأنا كثيرا. علينا المحافظة على استمرار النقاش حول خطتنا التي نتمِّم بها المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وخطتنا لتشكيل قوات تقليدية وللردع النووي. هذا مهم جدا إما لكي نكون في موقف أفضل إذا فاز ترامب أو لمساعدة بايدن على استدامة دعمه لأوكرانيا».

المثير أن هذا النقاش يدور أيضا في برلين. ففي مقابلة حديثة ترجَّى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس البلدان الأوروبية أن تُولِي اهتماما للخطر الذي يواجه دول البلطيق إلى جانب جورجيا ومولدوفا. وهو يقول بوجوب أخذ التهديدات الروسية على محمل الجد.

على البلدان الأوروبية الآن التكيُّف مع مشهدٍ جيوسياسي جديد بما في ذلك خفضٍ محتمل للوجود الأمريكي في القارة. ويقول بوستوريوس محذرا «صناعتنا الدفاعية ستحتاج إلى وقت لزيادة قدراتها. نحن الآن لدينا ما بين خمسة إلى ثمانية أعوام لتحديث وتطوير القوات المسلحة والصناعة الدفاعية والجاهزية المجتمعية».

فيما يتعلق بأوكرانيا كان أداء الصناعة الدفاعية الأوروبية القوية ولكن المتشظية أقل من المطلوب. ففي مايو الماضي وعدت المفوضية الأوروبية بتزويد أوكرانيا بحوالي مليون قذيفة تحتاج إليها بشدة وذلك بحلول شهر مارس 2024. لكن الإنتاج لم يكن كافيا. فحتى الآن تم تسليم ثلث الذخيرة فقط وجزء كبير منها كان من المخزونات الموجودة أصلا.

عزا الرئيس التشيكي بيتر بافل تأخير أو فشل تسليم المعدات الغربية المتوقعة إلى عدم شن القوات المسلحة الأوكرانية هجومها المضاد. وبما أن بوتين أعدَّ اقتصاد روسيا للحرب يجب أن يضغط القادة السياسيون في أوروبا على الصناعة الدفاعية لجعل أولويتها الوفاء باحتياجات القارة بدلا من التصدير المربح إلى البلدان الأخرى.

لقد استثارت مراكز الأبحاث المتحالفة مع ترامب أخيرا عصفا ذهنيا في بروكسل حول تعزيز الركيزة الأوروبية للحلف. إنها المراكز التي تنصح الولايات المتحدة بتحويل اهتمامها بعيدا عن أوروبا وتُروِّج لمفهوم الناتو الخامل «غير النشط».

يجب أن يكون الحديث عن «الناتو الخامل» إنذارا لأوروبا. فالانتخابات الرئاسية الأمريكية لم يتبق لها سوى 11 شهرا فقط.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أن یکون

إقرأ أيضاً:

دراسة: مرض السكري من النوع الأول قد يكون ناجما عن عدوى بكتيرية

#سواليف

اكتشف العلماء أن العدوى البكتيرية قد تلعب دورا في تطور #مرض_السكري من النوع الأول، حيث يمكنها تحفيز الجهاز المناعي لتدمير الخلايا المنتجة للإنسولين.

وقد تساعد النتائج، التي حسنت الفهم حول الآليات المشاركة في تطور مرض السكري من النوع الأول، الخبراء في تشخيص الحالة أو حتى منعها.

ولا يصاب العديد من الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بمرض السكري من النوع الأول بالمرض مطلقا، ما يشير إلى أن محفزا بيئيا غير معروف قد يلعب دورا في تطور هذه الحالة المناعية الذاتية المزمنة.

مقالات ذات صلة أطباء: العنب الغامق أكثر فائدة للصحة 2024/10/04

وبينما رجح البعض بأن المحفز قد يكون فيروسا، تشير الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من جامعة كارديف في المملكة المتحدة إلى أن مرض السكري من النوع الأول قد يبدأ ببروتينات على #البكتيريا، ما يؤدي إلى تحول مشؤوم في #الجهاز_المناعي.

ويوضح المؤلف الرئيسي أندرو سويل، عالم المناعة في كلية الطب بجامعة كارديف: “مرض السكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي يصيب عادة الأطفال والشباب، حيث تتعرض الخلايا التي تنتج الإنسولين للهجوم من قبل الجهاز المناعي للمريض”.

ويضيف: “هذا يؤدي إلى نقص الإنسولين، ما يعني أن الذين يعيشون مع مرض السكري من النوع الأول يحتاجون إلى حقن الإنسولين عدة مرات في اليوم للسيطرة على مستويات السكر في الدم”.

ويساعد الإنسولين على انتقال الجلوكوز من مجرى الدم إلى خلايانا، التي تستخدمه للطاقة. وهو هرمون حيوي تنتجه خلايا بيتا في البنكرياس، ومن دونه، يمكن أن يرتفع سكر الدم في الجسم إلى مستويات عالية خطيرة.

وفي بحث سابق، ربط سويل وزملاؤه بين فقدان الأنسجة المنتجة للإنسولين والخلايا التائية القاتلة، وهي فئة من خلايا الدم البيضاء التي تقتل خلايا أخرى معينة، بما في ذلك الخلايا السرطانية أو الخلايا المصابة بمسببات الأمراض.

ويبدو أن الخلايا التائية القاتلة تلعب دورا رئيسيا في التسبب في مرض السكري من النوع الأول عن طريق قتل خلايا بيتا.

وفي الدراسة الجديدة، وجد الباحثون أن الخلايا التائية القاتلة تبدأ في القيام بذلك عندما يتم تنشيطها بواسطة البروتينات البكتيرية، وتحديدا البروتينات من البكتيريا المعروفة بإصابة البشر، مثل بكتيريا كليبسيلا أوكسيتوكا.

وأجرى الفريق تجارب معملية لمحاكاة مثل هذه العدوى، حيث أدخلوا البروتينات البكتيرية إلى سلالات الخلايا من المتبرعين البشر غير المصابين بالسكري ولاحظوا كيف تتفاعل الخلايا التائية القاتلة للمتبرعين.

ويقول سويل: “وجدنا أنه بعد مواجهة البروتينات من بعض البكتيريا المعدية، يمكن للخلايا التائية القاتلة أن تقتل عن طريق الخطأ أيضا الخلايا المنتجة لبروتين الإنسولين. لقد وجدنا خلايا تائية نشطة بنفس هذا التفاعل المتبادل في دماء مرضى السكري من النوع الأول، ما يشير إلى أن ما رأيناه في التجارب المعملية ربما يكون قد أثار المرض”.

ويبدو أن التفاعل القوي مع البروتينات البكتيرية بدأ هذا التغيير في سلوك الخلايا التائية القاتلة، كما تلاحظ لوسي جونز، الباحثة السريرية الرئيسية للدراسة في كلية الطب بجامعة كارديف.

ولاحظ الفريق هذا في ما يتعلق بجين بروتين على خلايانا يسمى مستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA) والذي يسمح لجهاز المناعة بتمييز أنسجتنا عن المتطفلين.

وتقول جونز: “إن مستضد الكريات البيضاء البشرية المحدد المرتبط بالعدوى البكتيرية التي تسبب مرض السكري موجود فقط في نحو 3% من السكان في المملكة المتحدة. لذا فإن مسببات الأمراض البكتيرية التي يمكن أن تولد الخلايا التائية المضادة للإنسولين ناجمة عن عدوى نادرة في أقلية صغيرة من الناس”.

نُشرت الدراسة في مجلة The Journal of Clinical Investigation.

مقالات مشابهة

  • ماكرون: لا يمكن التضحية بالشعب اللبناني.. ولن يكون هذا البلد غزة جديدة
  • فيديو| حمدان بن محمد: أهم وظيفة لأي أب أن يكون معلماً.. وأنا وأبنائي من مدرسة محمد بن راشد
  • دراسة: مرض السكري من النوع الأول قد يكون ناجما عن عدوى بكتيرية
  • موسيالا يغيب عن ألمانيا أمام البوسنة والهرسك وهولندا بدوري الأمم الأوروبية
  • فؤاد: “الشكري” أضاع فرصة أن يكون محافظاً لسنوات عديدة دون عزل
  • زيادة الطلب على الكهرباء.. هل تشكل حلا لأزمة الصناعة الخالية من الكربون في أوروبا؟
  • التزوير واللجوء إلى الجريمة.. ملف قضائي جديد ضد ترامب يكشف تفاصيل عن اقتحام الكابيتول في العام 2021
  • الأمم المتحدة تحذر: كارثة إنسانية في الشرق الأوسط قد تشعل موجة لجوء جديدة نحو أوروبا
  • اكتشاف ديناصور جديد بطول 15 مترًا في إسبانيا يعود إلى 73 مليون عام
  • وزير الثقافة: ليطمئن اللبنانيون لن يكون لوطنهم عن النصر محيد