لجريدة عمان:
2024-09-19@18:15:22 GMT

عُمان نحو الاستدامة والرفاه

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

لا يمكن للتنمية المستدامة أن تنجز أهدافها وتبلغ غاياتها بعيدا عن تفعيل سياسات التنويع الاقتصادي، المحرك الأساسي لقاطرة التقدم وتحقيق الرفاه الاجتماعي وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.

وفي غضون ثلاثة أعوام قطعت سلطنة عمان شوطا على طريق رؤيتها المستقبلية، والمتحقق لم يكن محضَ صدفة، ولكنه نجاح مبني على سياسات وخطط وبرامج قادت البلاد إلى الاستقرار المالي والاقتصادي، مع خفض الدَّين إلى قرب حدوده الآمنة بما يعادل حاليا 35 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، واستغلال فوائض النفط وموازنة توزيعها بين مستهدفات التنمية الأساسية من دعم للجوانب الاجتماعية التي تمس معيشة المواطن وسداد الدَّين وتعزيز توجهات التنويع.

على قدر التنويع تكون الاستدامة ويزداد الرفاه الاجتماعي، فعلاوة على الأرقام والتقديرات والمبادرات المبشرة، التي تحملها الموازنة العامة للدولة لعام 2024، كانت هناك رسائل مهمة حول وضوح وجدّية جهود الاستدامة والشفافية في كل ما يتعلق بتوجهات سلطنة عمان الاستراتيجية، وما تحرص عليه من سياسات تضع البعد الاجتماعي وتحسين مستوى المعيشة في صدارة اهتمام جهود التنمية.

لقد مكّن استقرار الوضع المالي من إحراز تقدم مريح في الجانبين الاجتماعي والتنموي؛ فميزانية العام الجاري تتضمن حجما غير مسبوق من الإنفاق الاجتماعي بما يحافظ على تطوير الخدمات الأساسية وجودتها في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والضمان والرعاية الاجتماعية، حيث يصل إجمالي مخصصاتها إلى 41 بالمائة من إجمالي الإنفاق العام. كما عززت سلطنة عمان عمل منظومة الحماية الاجتماعية، التي يبدأ تطبيقها هذا العام، إذ تقدم الميزانية نحو 560 مليون ريال عماني للمنافع التي تشملها المنظومة وتستفيد منها فئات عديدة من المجتمع وترفع مستويات الحماية الاجتماعية إلى ما يواكب أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال.

وفي الجانب الإنمائي، ساهم التوجه نحو ترتيب الأولويات في سرعة انتهاء العمل في عدد كبير من المشروعات ودخولها حيز العمل بمساهمة جيدة في دعم النمو والتنويع خلال الأعوام الماضية، وضمن ميزانية هذا العام تأتي حزمة جديدة من المشروعات في عدد من القطاعات مع الاهتمام بدعم التنمية في المحافظات والتوسع في المشروعات ذات الأثر التنموي، فقد خصصت الميزانية 900 مليون ريال للمشروعات الإنمائية، في حين يقدّر إجمالي الإنفاق الإنمائي والاستثماري لهذا العام بـ 3.4 مليار ريال.

من اللافت أيضا في ميزانية 2024 التأكيد على دورها كإطار مالي يدعم خطط التنمية، والإشارة إلى أن أولوية تحسين بيئة الأعمال وتوسيع مشاركة القطاع الخاص مستهدفات أساسية للوصول إلى الاستدامة، وهذا في حد ذاته رسالة مهمة وواضحة للمستثمرين مفادها أن الحكومة تمضي قدما في تمكين القطاع الخاص من دوره في قيادة النمو وتنفيذ البرامج الاستثمارية في كافة قطاعات التنويع الاقتصادي، وأنها عازمة على تقديم كل ما يلزم من مبادرات وبرامج. وما تحقق خلال الأعوام الماضية مؤشر على النقلة الجيدة في تحسين بيئة الأعمال ورفع تنافسية الاقتصاد مع التقدم في تنفيذ برنامج التخصيص، وطرح العديد من المبادرات لتشجيع الاستثمار الخاص ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ومما يعزز ذلك إعادة تنظيم بنك التنمية ورفع سقف التمويل، وإطلاق صندوق عمان المستقبل الذي سيبدأ عمله قريبا ليكون داعما نوعيا للمشروعات العمانية وجذب الشراكات الجديدة وأنشطة ريادة الأعمال لتمكين الشباب وتشجيعهم على المبادرة والمساهمة في دعم النمو الاقتصادي.

وثمرة لتلك الخطط، تأخذ مساهمة القطاعات غير النفطية في الإيرادات العامة منحى تصاعديا، حيث تقدّر هذا العام بـ 3.5 مليار ريال لتسجل زيادة 5.7 بالمائة عن 2023، وتظل الجهود حثيثة نحو مزيد من العائدات من خارج قطاع النفط.

إن ثمار التنويع والاستقرار المالي تتوالى خاصة وأن فرصة ارتفاع النفط ما زالت مواتية لمزيد من تحفيز النمو وخفض الدَّين وتعزيز الجانب الاجتماعي للتنمية.

ومع ما حققته سلطنة عمان من إنجازات في فترة وجيزة على الصعيدَين المالي والاقتصادي بحكمة قائدها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- نشعر بالثقة أننا على الطريق الصحيح لمستقبل أكثر نموا وازدهارا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان هذا العام

إقرأ أيضاً:

الرقعة الخضراء.. عنوان الجمال وتعزيز الاستدامة


الفجيرة: «الخليج»
ضمن جهود صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الفجيرة في تعزيز الاستدامة البيئية وزيادة المساحات الخضراء في الإمارة، وترسيخ توجه الإمارة الحضري، وإضفاء المسحة الجمالية على جميع المدن والمناطق بالإمارة، أنجزت الأجهزة الحكومية المختصة سلسة متواصلة من الخطط المرحلية والاستراتيجية الخاصة بزيادة الرقعة الخضراء وإنشاء المتنفسات الطبيعية والحدائق العامة في المدن والمناطق، فضلاً عن إنجاز كورنيش المظلات بمدينة الفجيرة الذي يعد مفخرة القطاع البيئي بالإمارة ووجهة وقبلة للزوار والسياح بتصميمه البديع ومكوناته الجميلة ومرافقه الحيوية.
وتنفيذا لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الفجيرة، كثفت دائرة الأشغال العامة والزراعة، أعمال الزراعة في جميع الطرق الرئيسية والفرعية والدورات، فضلاً عن إنشاء حدائق عامة في الأحياء السكنية المختلفة بالإمارة لتعزيز جودة الحياة وسعادة المجتمع وزيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء في المنطقة الحضرية، من خلال استراتيجية دائرة الأشغال العامة والزراعة الرامية إلى المحافظة والتشجيع على نشر الرقعة الخضراء الطبيعية منها والمكتسبة، بالتوازن مع النمو السكاني والتوسع العمراني، ووفق أفضل المعايير والممارسات العالمية تحقيقاً للاحتياجات البيئية المستدامة.
كورنيش المظلات
بعد افتتاح كورنيش المظلات، عززت الفجيرة حضورها السياحي على مستوى الدولة والإقليم خاصة أن الإمارة تحوز موارد سياحية لافتة وقطاع ضيافة متميزاً، وأصبح الكورنيش بتصاميمه البديعة، قبلة مهمة للزوار من مختلف الإمارات بالدولة وللسياح من جميع إنحاء العالم.
موقع متميز
يقع كورنيش المظلات قبالة الصرح الطبي اللافت مستشفى الشيخ خليفة التخصصي بالفجيرة الذي تم افتتاحه مؤخراً، ويطل الكورنيش على خليج عمان، ويمكن لزوار مدينة الفجيرة والسياح الوصول إليه منذ دخولهم إلى المدينة في مدة زمنية لا يتجاوز العشر دقائق.
وجهة ترفيهية
انطلقت الأعمال الإنشائية لمشروع شاطئ المظلات في فبراير 2020 وتم الانتهاء منها في الربع الأخير من 2021، ويضم المشروع متاجر تتنوع بين متاجر للبيع بالتجزئة والمطاعم والمقاهي ومساحات ترفيهية خارجية للأطفال والكبار والمناظر الطبيعية، والمساحات الخضراء وشاطئ رملي أخاذ، وملاعب مناشط متعددة تلبي كل الاهتمامات.
وبات الشاطئ الوجهة الأولى للترفيه والأنشطة الأسرية شرقي البلاد، بعد تصميمه لاستقبال ما لا يقل عن 10000 شخص يومياً. ومنذ افتتاحه شكل علامة جذب فارقة للأسر والزوار والسياح من كل الفئات العمرية.
مشاريع زراعية كبيرة
تنفيذاً لتوجهات صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة تمضي دائرة الأشغال العامة والزراعة بحكومة الفجيرة في تنفيذ خططها المرحلية والاستراتيجية في تطوير القطاع الزراعي بالإمارة بخطى واضحة تلبي كافة احتياجات المناطق من تطوير الحدائق وإنشاء حدائق جديدة، وزراعة الشوارع والدورات في جميع المدن والمناطق بالإمارة.
وباتت الفجيرة تنفيذاً لتوجيهات سموّه واهتمامه الكبير بالمشاريع الزراعية وزيادة المسطحات الخضراء تزخر ببنية زراعية ذات طابع جمالي بديع، وعملت دائرة الأشغال والزراعة بالفجيرة بشكل مستمر على تنفيذ مشاريع زراعية مستدامة بأعلى المعايير وتقديم خدمات نوعية ومشاريع زراعية كبيرة لتعزيز التنمية المستدامة ونشر الثقافة الزراعية.
تطوير حدائق المدن
يقول المكسح إن الدائرة نجحت بجانب المشاريع الزراعية الجديدة في تطوير الحدائق القائمة مسبقاً في الإمارة، مثل حدائق العقير ومضب وغيرها، حيث أنجزت استحقاق مشروع إعادة تأهيل وتطوير حديقة العقير بمربح التي تخدم أهالي المنطقة والمناطق المتاخمة لها في قدفع والقرية وقراط بإعادة تصميم الحديقة بشكل كامل وتحقيق التناسب المطلوب بين توفير مساحات وزراعة المسطحات الخضراء على مد البصر، وتشجير وتزيين الحديقة بالأشجار والورود ومغطيات التربة المزهرة التي غيرت شكل الحديقة، إلى جانب توفير كراسي للجلوس وممرات إنترلوك، فضلاً عن توفير الألعاب الحديثة للأطفال والخدمات الأخرى، فضلاً عن إنجاز تطوير حديقة دبا العامة.
كما تعمل حالياً على تنفيذ مشروع تطوير حديقة مضب إحدى الحدائق الرئيسية بمدينة الفجيرة، حيث تضمنت أعمال التطوير زيادة الرقعة الخضراء في الحديقة واستبدال التربة القديمة وإنشاء شبكة ري حديثة، وزراعة أشجار كثيفة حول السور، وتزويدها بألعاب أطفال حديثة وصيانة المرافق من حمامات وكافتيريا الحديقة وإنشاء دورات مياه جديدة، وتطوير شامل لمسبحي الرجال والنساء داخل الحديقة وتغيير نظام الفلترة بالمسبحين وتنقية المياه بالكامل، إلى جانب التعاقد مع شركة متخصصة لمتابعة أعمال تعقيم المياه بشكل دوري، وصيانة شاملة لغرف الملابس وحمامات المسابح وغرف الاستحمام.
وأوضح أن مشاريع تطوير الحدائق بالإمارة تشمل، تطوير الممشى الرياضي القائم بالحدائق لتعزيز مفهوم الرياضة بالحدائق، وإضافة ألعاب رياضية لمختلف الفئات العمرية من أطفال وشباب وأصحاب همم، وتوظيف تقنيات الطاقة النظيفة والإضاءة الحديثة للحدائق من خلال استخدام الطاقة الشمسية لضمان الاستدامة البيئة والمحافظة عليها، وإعادة تصاميم الحدائق القائمة لتعزيز جماليتها بإنجاز مشاريع تطويرها بتصاميم عصرية للزراعة، فضلاً عن توظيف تقنيات الري الذكية في الحدائق لري الأشجار والنباتات والزهور.
ولفت إلى أن مشروع إعادة هيكلة الحدائق الذي تنفذه الدائرة يستند في جوهرة إلى تطوير الحدائق والمتنزهات وفق أفضل الممارسات العالمية والتقنيات المستدامة، إلى جانب زيادة تنوع وعدد الحدائق والمتنزهات بإمارة الفجيرة، كمنارات رائدة تلبي احتياجات وتوقعات مجتمع الفجيرة.

الحدائق والرقعة الخضراء

يرى سالم محمد على المكسح، مدير دائرة الأشغال العامة والزراعة بحكومة الفجيرة أن إدارته تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الإمارة ومتابعة ولي عهده الأمين تمضي قدماً في تنفيذ خططها الطموحة في مجال زيادة مساحات الرقعة الخضراء والمسطحات بمدن ومناطق الإمارة المختلفة عاماً بعد عام، من خلال مشاريع زراعية عدة تنفذها الدائرة على مستوى حدائق جديدة ومشاريع زراعة الطرق والدورات مستفيدة من شبكات الري الحديثة التي تم تركيبها في المدن والمناطق بالإمارة.

وأوضح أن إدارته ظلت على الدوام تنفذ سنوياً آلاف الأمتار المربعة من المسطحات الخضراء ومغطيات التربة في مدينتي الفجيرة ودبا ومناطق الإمارة المختلفة، إلى جانب زراعة آلاف الأمتار المربعة سنوياً من الزهور والنباتات، وأشجار نخيل البلح وشجيرات التجميل في الحدائق والميادين والجزر الوسيطة بالشوارع الرئيسية والدورات.

وأشار إلى أن الدائرة، نجحت عبر خططها الطموحة في تنفيذ وإنجاز مشاريع عدة شملت زراعة الدورات وإعادة تعديل وتصميم بعض الدوارات بالمدن والمناطق، بحيث يتكون من مسطح أخضر ونخيل وورود موسمية، إلى جانب إعادة تأهيل المناطق الخضراء واستبدال الأشجار وزيادة أعدادها وإضافة مناطق للورود الموسمية، فضلاً عن نجاح الدائرة في تركيب شبكة ري بالتنقيط بجميع شوارع الإمارة وتصميم أحواض من المسطحات الخضراء والشجيرات القابلة للقص والتشكيل، إضافة إلى الأشجار التي تضفي منظراً جميلاً، كما تمت إضافة مساحات مخصصة للورود الموسمية المتميزة بألوانها الزاهية على عدد كبير من الشوارع التي تضفي جمالاً عليها، وباتت الدوارات تحوز مسطحات خضراء كبيرة مزينة بالمساحات الملونة من الورود الموسمية.

3 حدائق جديدة

كشف المكسح أن إدارته تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الفجيرة نفذت مشاريع زراعية مهمة في عدد من مناطق الإمارة أبرزها إنشاء حدائق جديدة في السيجي والبدية والطويين والطيبة كمنارات طبيعية لأهالي المناطق بالإمارة وأن الخطط تمضي لإنشاء حدائق جديدة في مناطق أخرى، مشيراً إلى أن حديقة رول دبا الجديدة شكلت بدروها متنفساً إضافياً لأهالي مدينة دبا، بعد أن صممت الحديقة على شكل شتلة وردة بمساحة 5877 متراً مربعاً، تضمنت أعمالها زراعة أشجار وزهور ومسطحات خضراء، وشبكة ري حديثة وممرات ومقاعد، ومباني خدمية تشمل كافتيريا و6 حمامات رجالية ونسائية، وحمامات خاصة بأصحاب الهمم.

مقالات مشابهة

  • "التنمية الاجتماعية" تقدم إغاثة عاجلة للنازحين في بيت حانون
  • كيف حققت مصر الريادة في مجال الشمول المالي لذوي الهمم؟
  • تقرير الاستدامة للعام 2023 من «مبادلة للطاقة» يظهر التقدم في جهود الحد من الانبعاثات
  • في 7 نقاط.. تعرف على محاور التنمية التي تعمل عليها «حياة كريمة»
  • الرقعة الخضراء.. عنوان الجمال وتعزيز الاستدامة
  • فوز مشروع عُماني بالمركز الثاني خليجبا في مسابقة "جيبكا" للابتكار
  • تعاون بين "العز الإسلامي" و"التنمية" لتمكين أبناء أسر الضمان الاجتماعي
  • التنمية الاجتماعية: إدخال مساعدات إغاثية إلى المواطنين في غزة
  • "التنمية الاجتماعية" تُدخل اليوم مساعدات إغاثية إلى شمال قطاع غزة
  • سفير سلطنة عمان بالقاهرة يؤكد الاهتمام الكبير بالملف الاقتصادي بين البلدين