«حصاد» و«وجهة» جديد تلفزيون سلطنة عمان
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
«عمان»: تبدأ القناة العامة لتلفزيون سلطنة عمان في العاشرة والنصف من صباح اليوم الجمعة بث أولى حلقات البرنامج التلفزيوني «حصاد» والذي يعنى بنشر الثقافة الزراعية وإثراء المشاهدين بأهم أسس الاستثمار الزراعي، البرنامج يخرجه مصطفى العلوي وإعداد وتقديم إبراهيم بن سعيد السناني ويركز في حلقاته على كل ما من شأنه تحسين المستوى الزراعي وإبراز أبسط المعاملات الزراعية الأكثر فعالية وممكنة التطبيق لدى شريحة واسعة من المزارعين.
برنامج «حصاد» للمنتج المنفذ للبرنامج شركة المدى للإعلام، جاءت فكرته من رؤية عُمان 2040 والتي أولت للموارد الطبيعية دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي والاستغلال الأمثل للتنوع الأحيائي في سلطنة عمان، لذا فإن البرنامج يسعى إلى نشر ثقافة صناعة الزراعة التي من شأنها استقطاب الباحثين عن عمل والاستثمار وريادة الأعمال في هذا القطاع، ويركز البرنامج على أفضل الممارسات الزراعية الناجحة والتوصيات العلمية في المجال الزراعي، والكشف عن الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه المزارعين أبرزها الآفات والأمراض ونقص العناصر وملوحة المياه والتربة وارتفاع درجات الحرارة والطرق الحديثة في الري والمعاملات الزراعية المتنوعة لكل محصول، وتوفير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها الزراعة في العصر الحديث من خلال دمج التكنولوجيا مع الممارسات الزراعية التقليدية.
كما يتضمن البرنامج رؤية بصرية تفاعلية مع المشاهد، تسهل نقل المعلومة الزراعية للمشاهد بطريقة سهلة وسريعة، وتستعرض التحديات الزراعية التي يواجهها بعض المزارعين، وسبل تلافيها، ولقاءات مع بعض المستثمرين الزراعيين واستطلاع تجاربهم في الاستثمار الزراعي.
وفي الساعة الثانية والنصف من مساء يوم الجمعة أيضا تبث القناة العامة لتلفزيون سلطنة عمان البرنامج الأسبوعي «وجهة» (الذي يبث بشكل أسبوعي) ويُعدّه ويُقدمه محمد بن حمدان بن سعيد الذهلي، ويُركّز في حلقاته على كل ما من شأنه الترويج والتسويق عن المواقع السياحية والفعاليات الرياضية والأنشطة الشبابية وإبراز جماليات سلطنة عمان، كما يسلط الضوء على المنجزات الحضارية والتاريخية والعصرية لسلطنة عمان، وهو من تنفيذ شركة «برونزا» للإنتاج الفني.
برنامج «وجهة» يعد برنامجا شبابيا سياحيا يُقدَّم من خلاله كل ما يتعلّق بالفعاليات والأنشطة السياحية الشبابية والعائلية، وهو يُعنى بالقطاع السياحي والرياضي والثقافي، ويتم فيه إثراء المشاهدين والسيّاح بأجمل اللقطات الجوية والأرضية الجاذبة للمواقع المُختارة من أقصى شمال عُمان لأدنى الجنوب، وأُخِذت فكرة البرنامج من التوجيهات النيّرة التي ألقاها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في الشأن الاقتصادي والسياحي، إذ يُعد القطاع السياحي أحد أهم الروافد للاقتصاد العماني نظرا لدوره في تنويع مصادر الدخل، ويُستخدم لتصوير حلقات «وجهة» أحدث وأجود أنواع المعدات والأدوات مما يُلقي على اللقطات جمالية أكبر ورؤية بصرية مميزة وطرح عفوي يُسهّل تلقي المُشاهِد للمَشاهد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
المتاحف وأدوارها في التنمية الثقافية
تُمثل البُنى الثقافـية كالمتاحف والمسارح والمكتبات معالم أساسية فـي خطط التنمية والاستثمار الاقتصادي، وركائز أساسية فـي صناعة السياحة وعوامل جذب للزوار، ناهيك عن أهميتها الثقافـية كونها ذاكرة وطنية وسجلا زمنيا حافلا بالمنجزات الإنسانية عبر التاريخ، يمكن من خلالها الاطلاع على مراحل التطور البشري وقدرة الإنسان الذهنية على الخلق والإبداع.
ونظرا للتنوع الثقافـي العُماني والإرث الحضاري الممتد منذ بدايات الاستيطان البشري فـي الجزيرة العربية، فقد أولت سلطنة عمان المتاحف العناية والاهتمام، وعندما نذكر قصة الاستيطان البشري فـي عُمان نُذكّر بالآثار المكتشفة فـي الأرض العمانية، والتي تثبت وجود البشر فـي هذه البقاع، فهناك «آثار تعود إلى العصر الحجري المتأخر يقدر بحوالي عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، حسب تقديرات البعثة الفرنسية للآثار التي أجرت العديد من الحفريات فـي أكثر من 400 موقع منها كهف ناطف بنيابة حاسك، ضمن مشروع دراسة شواطئ بحر العرب»، وتوجد أحجار جرانيت تعود إلى 800 مليون عام معروضة فـي متحف عُمان عبر الزمان، بالإضافة إلى فك متحجر لنوع بدائي من الفـيلة يدعى «عُمانيثيريوم ظفارينسس» عاش فـي أرض عُمان قبل حوالي 35 مليون عام، وقد عُثر على الفك فـي محافظة ظفار، وحسب التعريف المدون على اللوحة أسفل صورة الفك، فإن هذا النوع من الفـيلة «من أوائل الثدييات ذات الخراطيم التي ظهرت على سطح الأرض، وهي قريبة الصلة بالماموث والماستودون».
هذا ما يتعلق بالآثار والمكتشفات الموغلة فـي القدم، أما بالنسبة لتسمية (عمان) فتعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد من خلال النقش المكتشف فـي منطقة مليحة فـي إمارة الشارقة، إذ أُعلن فـي يناير 2016م، عن اكتشاف أثري عبارة عن نقش جنائزي مكتوب بخط المسند (اللغة العربية الجنوبية) إضافة إلى خط آرامي. وترجمة النقش تذكر بأن «شاهد وقبر عمد بن جر بن علي بقر (كاهن) ملك عُمان والذي بناه فوقه ابنه عمد بن جر بقر (كاهن) ملك عُمان» والنقش كما يوضح هو لكاهن وليس للملك، إضافة إلى أن هذا النقش يؤرخ لشكل نظام الحكم بالإضافة إلى كونه أقدم نقش أثري يرد فـيه اسم عمان. ونأمل أن يُعرض هذا النقش مستقبلا فـي أحد المتاحف العُمانية. إن قيمة المكتشفات لا تكمن فـي عمرها الزمني بل فـي كيفـية استثمارها ثقافـيا وماديا، وتوظيف المكتشفات والمقتنيات فـي المتاحف وعرضها للجمهور.
إن الباحث عن المتاحف فـي سلطنة عمان يجدها منتشرة فـي جل المحافظات سواء كانت متاحف حكومية أو خاصة، فحسب نشرة الإحصاءات الثقافـية الصادرة عام 2022م عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات يوجد فـي سلطنة عمان 22 متحفا حكوميا وخاصا، (حسب الإحصائية لم تدرج متحف عمان عبر الزمان الذي افتتح فـي مارس 2023) وإذا أضفناه إلى القائمة نجد أن المتاحف الحكومية (11) متحفا، و(12) متحفا خاصا، يعمل فـيها حوالي (231) موظفا وموظفة، «إحصاءات 2021، من دون موظفـي متحف عمان عبر الزمان». هكذا تساهم المتاحف فـي خلق فرص عمل للباحثين، بالإضافة إلى كونها مكتسبات وطنية تدعم السياحة وتوفر بيئة جاذبة للسائح والمواطن والمقيم، ولذلك فإننا نأمل بتوسيع خريطة إقامة متاحف حكومية أخرى أو حتى متاحف خاصة ببعض المؤسسات العاملة فـي القطاع الخاص فعلى سبيل الذكر، فإن إقامة متحف للصناعات النفطية فـي محافظة الوسطى بات ضروريا خاصة وأن المحافظة لا تحتوي على قلاع أو حصون أو متاحف خاصة فـي الوقت الحاضر، مع العلم بأن المحافظة توجد بها مقومات نادرة فـي سلطنة عمان مثل محمية المها العربية فـي وادي جعلوني، وحديقة الصخور فـي الدقم.
أما بالنسبة للمتاحف القائمة، فنتمنى منها توظيف التراث الثقافـي الشفوي فـي المتاحف عبر إقامة قاعات للفنون المغناة وأشكال التعبير الشفاهي. بالإضافة إلى التوسع فـي إقامة قاعات مخصصة للفن الصخري فـي عمان، بكافة الأشكال والأنواع المكتشفة فـي السلطنة.
تبقى الطبيعة العُمانية متاحف طبيعية مفتوحة من الجبال الشاهقة إلى حفر الإذابة العميقة فـي باطن الأرض مرورا بالجزر والشواطئ والصحاري والسهول، وحكايات الإنسان الذي طوع الطبيعة لصالحه.