بعد التصريحات المطمئنة التى أطلقتها مؤخراً الحكومة بشأن ضبط الأسعار من خلال تصريحات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والدكتور على المصيلحى وزير التموين والدكتور محمد معيط وزير المالية، يبقى أن تستنهض الحكومة كل قواها من أجل السيطرة على الأسعار وضبط الأسواق التى سادتها الفوضى بشكل مخيف، وأهمية القضاء على هذه الفوضى فى أسرع وقت، فلا يوجد مواطن إلا ولديه شكوى مريرة ومؤلمة من الارتفاعات الحادة فى أسعار كل شىء ابتداءً من سوق الخضار وانتهاء بأثاثات المنزل وخلافه من السلع الضرورية.
دخول الحكومة حلبة التجار ومواجهة الجشعين الذين يرفعون الأسعار بشكل مستمر، ضرورة مهمة لمنع احتقان المواطنين لقلة ذات اليد وعدم قدرتهم على التعامل مع هذا الجشع يومياً، بشكل يدعو إلى الحسرة والقرف. هنا وجب على الحكومة -كما قلت- من قبل اقتحام الأسواق للقضاء على الفوضى بها خاصة أنها تزايدت بشكل مخيف وتنذر بالخطر الشديد. ودخول الحكومة السوق من خلال المعروضات التى تقوم بها للسلع بات أيضاً ضرورة ملحة وأهمية زيادة المعروض الذى تقوم به وزارات الدفاع والداخلية والتموين والمجمعات الاستهلاكية المختلفة، للحد من جشع التجار الذين يبالغون فى الأسعار، ويحتاجون من يوقفهم عند حدهم. كما أن هناك أجهزة رقابية كثيرة مختصة بضبط الأسعار ولو تم تفعيلها التفعيل الصحيح ستكون قادرة لوقف الفوضى بالأسواق واقتلاع جذورها، والمعروف أن معظمها تابع لوزارة التموين وجاء الآن الدور عليها للقيام بهذا الواجب الوطنى.
الأجهزة الرقابية التى أعنيها يجب أن تتدخل لنصرة المواطن المطحون الذى يواجه الأمرين فى سبيل توفير لقمة العيش. وصحيح أن الحكومة أعلنت مؤخرًا فى تصريحات مطمئنة أنها ستواجه الجشع بمنتهى الردع، ولو تم ذلك لاختلف الوضع تماماً وتغيرت الصورة. وأول هذا الاهتمام سيؤدى إلى القضاء على الفوضى والحد من الارتفاع فى الأسعار. ولن يكلف هذا الحكومة شيئاً، كل المطلوب هو تفعيل القوانين المتعلقة بضبط الأسواق والتصدى لعمليات الجشع التى يمارسها التجار الجشعون.. والحقيقة أن المواطن ينتظر بفارغ الصبر هذا التغيير الملموس فى مستوى معيشته، لأن من حقه أن يرى تحسناً ملحوظًا فى حياته وتحقيق الكرامة الإنسانة التى يحلم بها منذ زمن طويل.
القيادة السياسية تحرص كل الحرص على الاهتمام بالمواطن، ويجب على الحكومة أن تشعر المواطن بهذا الاهتمام، وأبسطه هو رفع المعاناة عن كاهله وتوفير احتياجاته بسهولة ويسر وبالسعر المناسب الذى يتناسب مع دخله بعيداً عن الجشع الذى يمارسه التجار بشكل مخيف. ولذلك يجب أن تتم ترجمة تصريحات الحكومة إلى واقع فعلى على الأرض من خلال اقتحام الأسواق والقضاء على الفوضى بداخلها ومحاسبة التجار الجشعين بعقوبات رادعة تمنعهم من العودة إلى ممارسة أى جشع، وهذا الأمر ليس صعب التحقيق، وهنا يجب أن تبذل الحكومة قصارى جهدها فى هذه القضية رحمة بالمواطن المطحون والصابر على بلاء الأسعار وجشع التجار.
الكرة الآن فى ملعب الحكومة التى أدلت بتصريحات مطمئنة للمصريين فى بداية العام الجديد، ويجب عليها النجاح فى ضبط الأسواق والتصدى لجشع التجار من خلال الآليات التى أعلنتها مؤخراً. ومازال المواطن ينتظر الفرج، وهذا ليس مستحيلاً على الحكومة أن تلبى رغبته فى الحياة الكريمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وجدى زين الدين وزير التموين وزير المالية رئيس الوزراء ضبط الأسواق على الحکومة من خلال
إقرأ أيضاً:
كشف حساب للدور الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
تنظيم المهرجان فى مرمى الانتقادات.. و«الدعم الفلسطينى» حائط سد السجادة الحمراء هوس النجوم وفعاليات العروض لأصحاب الفن
وضع مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ما بين الإشادة والنقد الفنى بعد انتهاء الدورة الـ45 التى لاقت هجومًا شديدًا سواء من النقاد السينمائيين أو من داخل إدارة المهرجان ذاته. حالة من الارتباك التنظيمى يشهده القاهرة السينمائى فى دورته الـ45 منذ بداية اليوم الأول للفعاليات بجانب حفلتى الافتتاح والختام.
وقفت القضية الفلسطينية حائط سد لعدد كبير من الجمهور والنقاد، حيث تناولها المهرجان فى حفلتى الافتتاح والختام والمسابقات المستحدثة والأفلام أيضًا من قلب الحدث، وعلى الجانب التنظيمى واختيار الأفلام، لا تشفع القضية النقد التنظيمى والفنى للمهرجان من قبل عدد كبير من محبى الفن والنقاد الفنيين والجمهور.
تقدم «الوفد» كشف حساب لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ45 على مدار فعالياته التى امتدت إلى 9 أيام بدءًا من الافتتاح الذى رأى البعض أنه افتقر لوجود عدد كبير من نجوم الفن، إلى المشكلات التنظيمية التى حدثت على مدار الفعاليات ختاما بخلافات مدير المهرجان مع إدارة رئيس المهرجان والفريق المعاون له.
وعن حسين فهمى، رئيس المهرجان، أكد أنه يتقبل كل الانتقادات الفنية على فعاليات الدورة الـ45، وأن الانتقاد البناء يصب فى صالح قيمة ومكانة المهرجان فى الدورات المقبلة على أن يظهر بأفضل صورة عالمية تعكس الثقافة المصرية وتاريخها المشرف.
وأثارت أزمة بين رئيس المهرجان حسين فهمى، والناقد عصام زكريا، مدير المهرجان، بعد انتهاء الدورة الـ45، جدلًا فى الوسط الفنى، تمثلت فى خلافات على كيفية إدارة وتنظيم الفعاليات والمسابقات، الأمر الذى لا يصب فى صالح مكانة مهرجان القاهرة السينمائى العريقة، بينما أعرب الناقد الفنى عصام زكريا، مدير القاهرة السينمائى فى دورته الـ45، عن استيائه لعدم تحقيق طموحه فى هذه الدورة سواء من عملية تنظيم أو ممارسة عمله كمدير للمهرجان، موضحًا فى تصريحاته أن هناك بعضًا من الأمور فى سوء التنظيم فى العروض الأولى من فعاليات المهرجان تم تداركها فى باقى العروض والفعاليات.
وكان حفل الافتتاح محل أنظار النقاد نظرًا لعدم دعوته لنجوم عالميين ما يسلط الضوء العالمى الفنى على هذه الدورة الـ45، بالإضافة إلى اهتمام واسع من الفنانين لحضور حفلتى الافتتاح والختام لالتقاط الصور على السجادة الحمراء دون تفاعلهم مع فعاليات وعروض المهرجان على مدار 7 أيام متتالية، بينما حرص عدد قليل من النجوم للحضور مثل النجم خالد النبوى وابنه نور، والفنانة يسرا، ورانيا يوسف وباسم سمرة، بينما غاب معظم الفنانين من حضور فعاليات وعروض المهرجان، وأصلحت إدارة المهرجان الوضع فى حفل الختام بظهور نجوم غابوا عن المشهد خلال الفعاليات، مثل النجم أحمد حلمى، والفنان خالد الصاوين، وعدد آخر من نجوم الفن.
وعن الأفلام التى لاقت هجومًا فنيًا، تجربة الفنانة «درة» الأولى إخراجيًا وانتاجيا فى فيلمها «وين صرنا» الذى يتحدث عن أسرة فلسطينية ومعاناتها مع الحرب فى غزة، الأمر الذى وصفه النقاد السينمائيين بأنه افتقر إلى معايير الإخراج الجيد وتناوله الأحداث ومعالجة صحيحة لسرد الصور، بينما اعتبر أن مضمون الفيلم وهو القضية الفلسطينية كان شفيعًا للتجربة جماهيريًا، يأتى ذلك بعد إصرار رئيس المهرجان لانضمام عدد كبير من الأفلام هذه الدورة تمثل فى 194 فيلمًا وضع القائمين على اختيار الأفلام فى جهد لفلترة هذه الأعمال.
ورأى المخرج مجدى أحمد على، أن الإنجاز الأكثر لهذه الدورة فى الامتلاء الكامل للقاعات فى معظم العروض، حيث كان الحضور مبهجًا لكل الأعمار والأجيال وإقبال رائع من شباب كنا نظن أنهم فقدوا تواصلهم بواقعهم تمامًا ونهائيًا وغرقوا فى بحار «السوشيال ميديا ومتاهاتها» فإذا بالقاعات تكتظ بهم على كافة المستويات وإذا بحضور كثيف للندوات والمحاضرات والورش المصاحبة لأنشطة المهرجان وإذا بعدد كبير منهم يتقدم لمشاريع لأفلام يتبناها المهرجان ويقدم لها من خلال مؤسسات داعمة – المساعدة على تحقيق أحلاهم بصنع أفلام تحت رعاية مباشرة من متخصصين حتى الوصول إلى شكل نهائى مرض لسينما طموحة ومختلفة عن الإنتاج التجارى السائد الذى كاد يدمر روح المشاهد المصرى وذائقته وتعلقه بالسينما التى كنا روادها منذ نشأتها.
ودعا مجدى أحمد، فى تصريحاته، جميع المهتمين وذوى الشأن الفنى إلى المحافظة على ما تحقق حتى بالمهرجان فى هذه الدورة الـ45 والكف عن «جلد الذات» وعن النقد الهدام ومحاولات الوقيعة بين العاملين بهذا المهرجان المهم، مقدمًا الشكر لكل من حسين فهمى، رئيس المهرجان، والناقد الفنى عصام زكريا، مدير المهرجان.
ومن الانتقادات التى وجهت لإدارة المهرجان لهذه الدورة الـ45، عرض عدد من الأفلام غير مترجمة للعربية وهو ما يشكل صعوبة للجمهور فى متابعة العمل كـ فيلم «وحوش» الذى عرض خلال فعاليات المهرجان، كما لاقى فيلم «أنا مش أنا» عددًا من الانتقادات والإشادات بين الجمهور خلال عرضه بسبب دبلجته باللهجة المصرية، إذ انقسمت الآراء إلى نصفين، النصف الأول انتقد دبلجة الفيلم للهجة المصرية، إذ كان «من الممكن ترجمتها أفضل»، وذلك بسبب تقارب اللهجات المصرية والمغربية، أما النصف الثانى والذى أشاد بالدبلجة خلال مشاهدتهم العمل داخل صالات العرض السينمائية، فجاءت ردود أفعالهم بالضحك المستمر على طريقة الدبلجة.
وفى الصدد قال الناقد الفنى، محمود عبدالشكور، فى تصريحاته، إنه من أفضل أقسام مهرجان القاهرة فى دورته الـ45 قسم كلاسيكيات القاهرة، الذى توسع كثيرا فى الاختيارات، لافتًا إلى أن العديد من الجمهور يتجهون للمهرجان خصيصًا لمشاهدة الأفلام القديمة العظيمة التى تم ترميمها، سواء كانت مصرية أو أجنبية.، موجهًا الشكر للناقد الفنى عصام زكريا مدير المهرجان على هذه الوجبة السينمائية الدسمة، كما وجه الشكر إلى سامح فتحى المنوط بترميم الأفلام القديمة، على جهده المميز فى ترميم الأفلام المصرية الكلاسيكية، وإتاحتها للجمهور.
وأشادت الناقدة ماجدة خير الله، بالدورة الـ 45 للمهرجان الذى شهد تنوعًا من خلال عدد من المسابقات كـ«آفاق عربية»، والذى شمل عدداً من الأعمال التى تناقش الأزمات العربية كالقضية الفلسطينية، لافتة إلى أن المهرجان تناول كلاسيكيات السينما والأفلام المرممة، فضلاً عن الأفلام العالمية والبانورامية، وتابعت: «حصيلة المهرجان جيدة ومتنوعة، وجعلت الناس تُقبل على المهرجان»، مشيرة إلى الندوات العديدة التى حضرها النجوم وصناع السينما، قائلًا «المهرجان يتقدم إلى الأمام وكل عام أفضل من ذى قبل، بالإضافة إلى النشرات التى تعكس أنشطة الحدث حتى يستطيع الزائرون انتقاء الأعمال التى تشغل اهتماماتهم».
وعلى صعيد آخر، ومن الانتقادات التنظيمى خلال هذه الدورة، منع دخول عدد من الفنانين وطردهم خارج المهرجان، فى لافتة غير آدمية لاقت هجومًا واسعا من قبل الجمهور والنقاد، حيث إن المهرجان الفنى السينمائى يُعد حقًا لكل فنان حضور فعالياته والاستفادة من العروض المقامة والندوات وورش العمل خلال المهرجان.