"جحا يحكم المدينة" تحيي ذكرى وفاة وحيد حامد
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
كانت أحلام ابن محافظة الشرقية المؤلف وحيد حامد (1 يوليو 1944 - 2 يناير 2021)، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الثلاثاء، أن يصبح كاتبًا للقصة القصيرة، ثم بعد ذلك كاتبًا مسرحيًا، وقد نجح "حامد" في تحقيق الهدف الذي سعى له منذ الصغر، ويرجع ذلك لخلفيته الكبيرة المسبقة في عالم القراءة، فقد قرأ العديد من الكتب في شتى المجالات المختلفة، حتى أصبح لديه مخزون فكري وإبداعي كبير ساعدته في قراءة المجتمع والتعبير عن مشاكله في أعماله الأدبية والإبداعية.
صدرت لـ وحيد حامد أولى مجموعاته القصصية تحت عنوان "القمر يقتل عاشقه"، وكان مثله الأعلى في الكتابة مجموعة من كبار الأدباء والمفكرين من بينهم: عبدالرحمن الشرقاوي، ويوسف إدريس، ونجيب محفوظ، ثم اتجه بعدها للكتابة إلى الصحف والمجلات، فكتب العديد من المقالات السياسية والاجتماعية، والذي اشتهر منها بـ"استيقظوا أو موتوا"، و"جمهورية العساكر"، و"حديث الدخان" وغيرها.
موهبة وحيد حامد في الكتابة جعلت له شريحة عريضة من القراء، كانت سببا في إعجاب يوسف إدريس به، والذي قدم له النصيحة بالاتجاه نحو الكتابة للدراما، التي كانت بمثابة نقطة الإنطلاقة فكتب عدة مسلسلات إذاعية منها: بلد المحبوب، وعاشور رايح جاي، وشياطين الليل، وطائر الليل الحزين وغيرها، مستثمرا نجاحها فحولها بعد ذلك إلى مسلسلات تلفزيونية.
هذا إلى جانب المسلسل الإذاعي "الدنيا على جناح يمامة" الذي تحول بعد ذلك إلى عمل سينمائي، وأتبعها مجموعة متنوعة من الأعمال السينمائية الناجحة من أشهرها "الإرهاب والكباب"، و"اللعب مع الكبار"، و"عمارة يعقوبيان"، و"طيور الظلام" وغيرها من الأعمال الناجحة جماهيريا ونقديا، والذي بفضل أعماله جعلته ينال العديد من الجوائز والتكريمات.
كتب وحيد حامد للمسرح "آه يا بلد" التي قدمت في العام 1971، ونال عنها جائزة أفضل عرض مسرحي بوزارة الثقافة عام 1972، و"سهرة في بلاد الأحلام" والتي قدمت عام 1975، ومسرحية "جحا يحكم المدينة" والتي قدمتها فرقة النجوم المسرحية.
جحا يحكم المدينة
إحدى روائع وحيد حامد في المسرح السياسي، والتي قدمتها فرقة النجوم في العام 1990، ومن بطولة الفنانين: سمير غانم، وإسعاد يونس، وأحمد راتب، وعبدالسلام الدهشان، ومحمود الحفناوي، والسيد صادق، وكاترين الباشا، وعبدالسلام محمود، ومحمد دسوقي، وغريب محمود، ومصطفى عكاشة، وهند الجندي، وسمير عرفة، وزيزي فريد، ومحمد عبد الوهاب، وآخرون، وإخراج شاكر خضير.
وفي إطار كوميدي تدور أحداث المسرحية حول قصة "جحا" وحماره، والذي عثر عليهما أثناء الحفر بالمعدات الثقيلة لإقامة مترو الأنفاق، مما أدى خروجهما إلى اضطراب مروري، فتم القبض عليه والتحقيق معه، إلى أن اجتمعت اللجان لتقرير مصير "جحا"، والذي استقرت إقامته وحماره في النهاية بحديقة الحيوان، ليكشف "حجا" بعد خروجه للواقع أوجه الفساد في المجتمع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وحيد حامد نجيب محفوظ عبدالرحمن الشرقاوي يوسف ادريس طيور الظلام وحید حامد
إقرأ أيضاً:
التفاصيل الصغيرة تصنع الحكايات الكبيرة.. أسرار الكتابة الإبداعية في معرض جدة للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أمسية ملهمة ضمن فعاليات "معرض جدة للكتاب 2024"، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، أُقيمت ورشة عمل بعنوان "من أين تأتي الفكرة؟". قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.
وافتتح سعود المقحم الورشة بتقديم لمحات من سيرة السماري، ثم أفسح له المجال للإجابة عن السؤال المركزي للورشة حول مصادر الأفكار لدى الكاتب.
استهل السماري حديثه باستدعاء مقولة للمؤلف المسرحي الروماني أوجين يونسكو، الذي يرى أن حياة الكاتب تنقسم إلى قسمين: الكتابة، والرصد من أجل الكتابة. وأكَّد أن معظم الكُتّاب يُنشئون دفاتر أو ملفات لتدوين الأفكار والملاحظات العابرة، مشيرًا إلى أن هذه العادة قد تسهم في صنع أعمال أدبية مميزة، حتى وإن لم تُستخدم كل تلك التدوينات.
أوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة: جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام.
وأكَّد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثِّل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.
وفي استطراده، شدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة، وقال: "دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة".
عزَّز حديثه بمقولة للروائي الإيطالي أنطونيو تابوكي، الذي وصف الكاتب بأنه "مُتلصِّص على الجميع، وكل شيء متاح له".
وأضاف السماري مقتبساً من حوار تابوكي مع جمانة حداد: "الكاتب سارق لطيف، يسرق من الواقع ليُعيد تشكيله، وكلنا نمارس هذا الفعل بشكل أو بآخر عندما نرصد تفاصيل الحياة من حولنا".
يُذكر أن "معرض جدة للكتاب 2024" يستقبل الزوار يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث تبدأ الزيارة من الساعة 2 ظهراً، ويستمر حتى 21 ديسمبر الجاري