لجريدة عمان:
2025-07-11@05:50:13 GMT

لستَ وحيدا بسببك!

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

يشتكي معظمنا من الوحدة، وعند بداية كل عام جديد نفكر في أننا سنركز بعض الجهد للتواصل بشكل عميق مع الآخرين. لدينا فكرة راسخة من أن الوحدة هي نوع من العطب الشخصي، وهو دليل على افتقار الوحيد للمهارات اللازمة ليحقق تواصلًا بنيويًا قد يؤدي به لا لوجوده مع الآخرين فحسب بل الشعور بهذا القرب وميزاته. لكن ماذا لو لم يكن الأمر خاصًا بالشخص الذي يشعر بالوحدة فحسب؟ ماذا لو كان هذا كسائر المشاعر الأخرى لها جانبها السياسي، وأن المجتمع يدفع بها ويكيفها بالطريقة التي خبرناها بها.

تكتب ليلي سانشيز عن هذا في مقالة لها على current affairs وتقول: إن علينا التفكير مليا في هذا المجتمع مفرط الفردانية، والذي يطالبنا بممارسة المسؤولية الشخصية، والذي سينتج بالضرورة طريقا محددا لإدارة عواطفنا؟ فعندما تقدم لنا الحلول للتعامل مع الوحدة، عادة ما تكون نصائح شخصية، تطالبنا أن نتحدث مع أحد ما أن نشعر بالوحدة، أو أن ننضم لمجموعة تطوعية، وكلها تعد حلولا زائفة لمشكلاتنا العاطفية، وما هي إلا بديل للحلول الكبرى التي ينبغي أن يعمل عليها الجميع.

الغريب أن تعاظم الشعور بالوحدة المرتبط بقيم العصامية والاستقلالية، يأتي بالتزامن مع تزايد الخدمات الاجتماعية المدفوعة والحث عليها، فهنالك خطاب يتصاعد مع كل عام حول جدوى العلاج النفسي حتى وإن كان باهظ الثمن، كما أن العديد من تطبيقات الهواتف الذكية اليوم، قادرة على أن توصلك بالأشخاص المناسبين للصداقة والعلاقات، بناءً على خوارزميات معقدة. وأنشأت بالفعل الكثير من الشركات التي تحقق أرباحا كبيرة وموسعة.

وبهذا فإن ما يحدث بحسب ليلي سانشيز هو انتشار ممارسات الباعة المتجولين في ثقافة وعقيدة تنمية الذات، والحلول السريعة، ومخططات التغيير، كل هذه الخيارات التي تعمينا عن الأسباب النظامية والهيكلية التي أدت لهذا التحول في علاقتنا بأنفسنا والآخرين. لا يتم التنويه لخسارتنا المرتكزات الاجتماعية المشتركة التي لطالما دعمتنا، الأمر الذي يؤدي لتفاقم مشاعر عدم الأمان والقلق الشخصي. فلكي نبني هوية عصامية «مستقلة» قادرة على أن تصنع نفسها بنفسها نعتمد أكثر من أي وقت مضى على الخبراء ومقدمي خدمات التنمية الذاتية التي تصفها سانشيز «بالسلعية» ولا أعرف إن كانت هذه ترجمة مناسبة، ربما هي أقرب لوصف طبيعة عملها أكثر من استخدام مفهوم «الاستهلاكية».

تعمل وسائل الإعلام الليبرالية على أن تبيعنا منتجات التدريب باستمرار، أما وسائل الإعلام المحافظة، فستخبرنا الكثير عن تضعضع دور العائلة والأسرة، وعن تفكك العلاقات فيها وعلى انحدار دور الرقابة الذي ينبغي على الآباء والأمهات ممارسته، حقا أنا أطلب منك صديقي القارئ أن تفكر في أسماء محددة مشهورة في مشهدنا العماني، ممن قالوا ويقولون وسيقولون: «الآباء الذين يتركون أبناءهم لوسائل التواصل الاجتماعي والذين لا يستطيعون تهذيب سلوكهم أو تحقيق وصاية فعالة عليهم» لابد وأنك تذكرت الكثير منهم.

قد تختلف المشكلات داخل العائلة الأمريكية، لكن الوضع معنا ربما يسوء وأن ليس بالقدر نفسه. مرد ذلك أن العلاقات الأسرية معنا ضاغطة للغاية، وهي ملزمة بحكم روافدها الدينية والاجتماعية وقد تتحول لمصدر للتوتر أو قد تكون مسرحا للعب دور معين نطَاَلبُ دوما بتقديمه. فلا يعني اللقاء الأسبوعي بالعائلة، أننا نتواصل معهم فعلًا! قد نعيش طوال الوقت مع عائلاتنا دون أن يتعرفوا علينا أو يفهمون الطريقة التي نفكر بها.

إذن ما هي الأسباب البنيوية التي قد أدت لتفاقم الشعور بالعزلة والوحدة؟ ترصد شانشيز عوامل من نوع: عدم وجود وسائل نقل عامة وسريعة ومتاحة للذهاب لرؤية الناس، التنمية الحضرية التي أدت للاعتماد الكلي والحصري على السيارات (وهي كيانات فردية جدا)، الافتقار للقدرة على الإقامة في سكن مريح، يتيح لنا استضافة الآخرين ومعرفتهم عن قرب. عدم وجود أماكن عامة للتسكع المجاني، عدم توفر رعاية للأطفال بأسعار معقولة، قلة الوقت أو الطاقة بسبب قضاء وقت طويل في العمل، واضطرارنا أحيانا للعمل في أكثر من وظيفة وقلة المال والأمان الاقتصادي الذي يسمح لنا بالانضمام للآخرين في لقاءاتهم التي ستكلفنا الكثير حتى وإن كانت في مقهى صغير هنا في مسقط.

بالإضافة لتمكن شركات تقديم المحتوى من تكريس آليات تسبب الإدمان دون أي شكل من القوانين التي تحد من قدرتها على استخدام بياناتنا على اختلافها لكي تقدم لنا (ما نحتاجه) - من المهم النظر للقوسين هنا بجدية- كلها إذن مشكلات ينبغي أن تقدم حلولا سياسية لإدارتها. وببساطة فإن ما تقوله سانشيز هو أن علينا أن نخلق مجتمعا مختلفا تماما يعطي الأولوية للحياة الاجتماعية إلى جانب الرفاهية. هذا ما أشارت إليه مليكة جبالي في مقدمة كتابها الذي يدور حول الاشتراكية: «لستَ أنت، إنها الرأسمالية».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الشؤون الاجتماعية في اللاذقية تواصل دعم المتضررين من الحرائق

اللاذقية-سانا

تواصل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة اللاذقية جهودها الميدانية لمواجهة تداعيات الحرائق التي تجتاح مساحات واسعة من ريف المحافظة، ضمن خطة طوارئ شاملة على عدة محاور، مع التركيز على الاستجابة الإنسانية، وتنسيق العمل الإغاثي.

وأوضح مسؤول الإعلام في المديرية سائر غياث في تصريح لمراسلة سانا أن الأولوية الحالية هي تأمين سلامة الأرواح وتوفير الاحتياجات الأساسية لفرق الإطفاء المنتشرة في مواقع الحرائق، وتقديم الدعم الإنساني للأسر المتضررة، إلى جانب تنسيق جهود الجمعيات والفرق التطوعية، ضمن خطة استجابة موحدة لضمان فاعليتها دون إرباك العمل الميداني.

وأشار غياث إلى أن المديرية باشرت منذ الأيام الأولى بإحصاء العائلات المتضررة، وجمع بيانات دقيقة لتقييم الأضرار ووضع خطط دعم مستقبلية، بالتعاون مع المخاتير والوحدات الإدارية، وبدأت بتوزيع مساعدات عاجلة شملت سلالاً غذائيةً ومياه الشرب وفرشاً وبطانيات ومستلزمات الطوارئ وخدمات دعم نفسي أولي، بالشراكة مع الهلال الأحمر العربي السوري والجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية، لافتاً إلى اعتماد معايير واضحة لضمان الوصول إلى الأسر الأكثر تأثراً.

وبيّن غياث أن أبرز التحديات تتمثل في صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المحاصرة بالنيران واستنزاف الموارد والكوادر، إلا أن فرق العمل تتبع خطة طوارئ مرنة قابلة للتوسع حسب تطورات الوضع الميداني، بينما تبقى غرفة العمليات بحالة استنفار كامل على مدار الساعة لضمان الجاهزية.

ولفت غياث إلى أنه بالتوازي مع جهود الاستجابة الفورية، تعكف المديرية على وضع خطة دعم طويلة الأمد لإعادة تأهيل المناطق المتضررة اجتماعياً واقتصادياً عبر سلسلة من برامج الدعم النفسي والمجتمعي، والتأهيل المهني وتشجيع المشروعات الصغيرة لتعزيز عملية التعافي.

وأعرب غياث عن الشكر العميق لكل فرد في المجتمع المدني والفرق التطوعية ولكل يد امتدت بالعون والمساعدة في هذا الظرف الصعب، مؤكداً أن استمرار التكاتف والعمل بروح التعاون والتفاني والتنظيم كفيل بتجاوز هذه المحنة والتقليل من الخسائر.

محافظة اللاذقية مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل 2025-07-09suhaسابق الرئيس الشرع يلتقي مجموعة من فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا انظر ايضاً الداخلية السورية: القبض على اثنين من مجرمي الحرب

اللاذقية-سانا ألقت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب، القبض على …

آخر الأخبار 2025-07-09الرئيس الشرع يلتقي مجموعة من فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا 2025-07-09لاعب منتخب سوريا لرفع الأثقال قسورة جغيلي يحرز ثلاث ميداليات ذهبية في منافسات الخطف والنتر والمجموع ضمن منافسات بطولة آسيا المقامة في كازاخستان 2025-07-09الأردن والكويت تؤكدان دعمهما للحكومة السورية في إعادة البناء 2025-07-09وزير الإدارة المحلية والبيئة ومحافظ اللاذقية يتفقدان مواقع الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي 2025-07-09اندلاع حريق في حراج السفوح الجبلية العالية بقرية المسحل بريف حماة 2025-07-09الوزير الحلبي يبحث مع وفد جامعة باشن الأمريكية افتتاح فرع في سوريا 2025-07-09مجلس التعاون لدول الخليج يؤكد وقوفه مع سوريا في مواجهة حرائق اللاذقية 2025-07-09اللجنة النهائية لصياغة قانون الخدمة المدنية تتابع أعمالها في جلستها الثانية 2025-07-09الرئيس الشرع يلتقي المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا 2025-07-09وزير التعليم العالي السوري يناقش مع جامعة الوادي الخاصة خططها المستقبلية

صور من سورية منوعات محرك طائرة “يبتلع” رجلاً في أحد مطارات إيطاليا 2025-07-09 وصية فريدة… صيني يورث ثروته لقطته ويبحث عن راعٍ أمين 2025-07-09
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • حاكم عجمان: المجالس بيئة مثالية تعزز الروابط الاجتماعية
  • انطلاق منتدى «الرعاية الاجتماعية» بأبوظبي 24 سبتمبر
  • سانشيز يدّعي أن إسبانيا خلقت نصف وظائف اليورو.. والحقائق صادمة
  • من هم المغضوب عليهم ولا الضالين في سورة الفاتحة.. اعتقاد خاطئ لدى الكثير عنهم
  • الشؤون الاجتماعية في اللاذقية تواصل دعم المتضررين من الحرائق
  • ترامب: سعر الفائدة الأميركي أعلى مما ينبغي بنحو 3% على الأقل
  • يعلن مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بأمانة العاصمة
  • الدفاع المدني: السيطرة على الكثير من بؤر النيران في ريف اللاذقية
  • متى ينبغي أن تبدأ الكشف المبكر عن السرطان؟
  • بن جفير: لا ينبغي الاستمرار في التفاوض مع حماس