لجريدة عمان:
2025-04-16@16:26:23 GMT

نوافذ :أحزان بداية العام

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

ashuily.com

وأنا اقرأ عن بدايات العام الجديد تمهيدا لكتابة هذه الزاوية لفت نظري موضوع يتطرق فيه كاتبه عن أحزان نهاية العام والبدايات الحزينة المرافقة للعام الجديد مع إعطاء بعض النصائح للتخلص من تلك الأحزان خصوصًا عن الاحتفال ببدايات العام الجديد. توقفت طويلًا أمام جملة «أحزان نهاية العام» وتأملت في أحوال العالم المتصارعة والمتحاربة التي تشهد أوضاعًا سياسية واقتصادية هشة، وهل يمكن مع كل هذه المآسي أن نشهد بعض الفرح وإن كان بعيدًا ليزيل غمامات الكآبة عن المشهد الإنساني بأكمله وحاولت مع كل ما أستطيع من قوة لاستجلاب الفرح والسعادة وأن أجد مبررا ولو بسيطا لما يسمى بأحزان بداية العام ولماذا لا يرى المصابون بهذا الداء أي بارقة أمل تلوح في الأفق في أن تتحسن أوضاع العالم وأن تعود الدنيا للفرح والسرور بدلا من التشاؤم والقنوط.

ربما نسمع قريبًا أن علماء الطب السلوكي قد صنفوا أحزان بداية العام كمتلازمة نفسية تصاحب الشعور بانتهاء عام وبدايات عام جديد، وقد يمتد ذلك إلى إسداء بعض النصائح والإرشادات والجلسات النفسية المصاحبة لبدايات العام ونهاياته، مع وصف بعض العقاقير المهدئة للحالة المزاجية التي تعين المريض على البقاء في حالة مزاجية معتدلة على الأقل عند الاحتفال ببدايات عام جديد.

الباحثون في مجالات الطب النفسي والمشتغلون في العلاجات النفسية يقرون أن العالم بات يعاني من حالات اكتئاب عميقة ومتجذرة مع ازدياد في الحالات النفسية والعصبية المصاحبة للكثير من المشاكل والمآسي والكوارث والحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، فمشاكل الحياة المدنية الحديثة عمقت كثيرا من أوجاع العالم النفسية والسلوكية، ورفعت من أعداد المرضى النفسيين إلى نسب عالية فمثلا تقرير منظمة الصحة العالمية يقول إن شخصًا واحدًا من أصل ثمانية أشخاص مصاب باضطراب نفسي مثل القلق والاكتئاب وأن عددَ من يعانون من هذه الاضطرابات بلغ خلال عام ٢٠١٩ أكثر من مليار شخص مع ارتفاع تلك الأعداد خلال أزمة كورونا، وما صاحبها من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية.

استمعت إلى حلقة من حلقات بودكاست «جلسة كرك» كانت مع الدكتور والطبيب النفسي محمد الحسني مؤلف كتاب «عقدك النفسية سجنك الأبدي» الذي بيعت منه كما يقول المؤلف ذاته أكثر من 65 ألف نسخة وشجعني ذلك على تحميل وقراءة الكتاب إضافة إلى ما قاله الدكتور المؤلف عن الأمراض النفسية خصوصا في عالمنا العربي التي شخصها بأنها تبدأ من الطفولة، وتمتد حتى الشيخوخة ويعزوها الدكتور إلى كثير من عوامل الموروث الفكري وطريقة تربية الوالدين لأبنائهم وأثر ذلك على تنشئة الأبناء وتشكيل هوياتهم بالإضافة إلى تحليل بعض المعضلات النفسية المرتبطة بالأسرة والعمل والمدرسة وتأثير تلك العقد النفسية على الفرد والمجتمع وغيرها من الفصول التي استوحى فيها المؤلف قصصه من واقع ما شخصه من مرضاه المترددين عليه والذين يعانون من أمراض نفسية مختلفة يعزو المؤلف أكثرها إلى التنشئة والتربية خصوصًا في بيئتنا العربية.

ناقشت صديقا في جلسة مطولة أسباب انتشار الأمراض النفسية والهشاشة النفسية خصوصا في مجتمعنا المعاصر والأسباب التي تؤدي إلى ازدياد أعداد المصابين بتلك الأمراض خصوصًا عند المراهقين والشباب وإن كان كبار السن لا يخلون من أعراض تلك الأمراض ولو بنسب أقل، فاتفقنا على أن المدنية الحديثة ووسائل التحضر والتقدم والشبكات الاجتماعية ربما هي ما يعزى إليه كثرة انتشار المرضى النفسيين إضافة إلى هشاشة الجيل الحديث الذي لا يستطيع تحمل الكثير من المسؤوليات والعواقب التي بدورها تؤدي إلى مشاكل نفسية لدى الجيل الجديد من الشباب فضلا عما ذهب إليه الدكتور يوسف في كتابه من الآثار النفسية التي تتركها التنشئة في الصغر على جيل الشباب والمراهقين وتمتد حتى الشيخوخة.

لا أستغرب بعد كل ما شاهدت وقرأت وسمعت من أن بدايات العام الجديد قد تحولت من أفراح إلى أحزان وأن العالم بدلا من أن يفرح بدخول عام جديد بتفاؤل وسعادة وفرح سوف ينظر إلى العام الجديد بأنه ليس سوى نسخة من العام الذي سبقه مليء بالسواد والقتامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العام الجدید

إقرأ أيضاً:

المشاط تستعرض المستهدفات الرئيسية لمشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي الجديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ المستهدفات والملامح الرئيسية لمشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 25/2026 في إطار الخطة مُتوسطة الـمدى (25/2026 – 28/2029)، وذلك أمام الجلس العامة لمجلس النواب، برئاسة الـمُستشار الدكتور حنفي جبالي، وبحضور أعضاء المجلس.

وثيقة الخطة للعام المالي الجديد 

وفي كلمتها، أشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى فترة العمل على وثيقة الخطة للعام المالي الجديد والتي شهد العالم خلالها مزيدًا من الاضطرابات والتوترات الجيوسياسية على خلفية استمرار تداعيات الحرب الروسية/الأوكرانيّة، والاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وتزايد حدة الصراعات الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وكثرة التهديدات الـملاحية بمنطقة البحر الأحمر، فضلًا عن السياسات الأمريكيّة الجديدة بشأن التعريفة الجمركية.

وأوضحت أن وثيقة الخطة راعت وثيقة الخطة اتباع نهج توازني معتدل يعزز من صمود الاقتصاد الـمصري وقدرته على مواكبة الأزمات العالـمية واستغلال الفرص الكامنة لتجاوز أبعادها، وفي الوقت ذاته، التصدي بحزم للتحديات الداخلية بالتركيز على السياسات والبرامج التي من شأنها مواجهة هذه التحديّات وتسريع عجلة النمو الشامل والـمُستدام.

وقالت "المشاط" إن تداعيات الأحداث الدولية تدفعنا إلى تطبيق النهج التخطيطي الـمرن، وما يتطلبه من متابعة ومراجعة مستمرة لـمستهدفات الخطة بحسب تطور الـمستجدات، لافتة إلى احتمالية مراجعة مُعدل النمو الـمُستهدف بالخطة وهو 4.5%، وخفضه حال تفاقم التوترات الجيوسياسية العالـميّة والإقليميّة وانعكاساتها على منطقة الشرق الأوسط، وبحسب تقديرات خطورة التأثيرات السلبية الـمحتملة.

مشروع خطة التنمية

وأوضحت أن مشروع خطة التنمية للعام المالي القادم تُجسّد النهج الجديد الذي تتبعته وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بعد الدمج، وهو التمويل من أجل التنمية، الذي يضمن الاتساق والربط بين خطط واستراتيجيات التنمية على المستوى القومي والقطاعي، وتعظيم الاستفادة من مصادر التمويل المختلفة، سواء من الخزانة العامة للدولة، أو من تدفقات التمويل التنموي الميسر من شركاء التنمية في الإطار الثنائي ومتعدد الأطراف، وبما يخدم خطط وبرامج الدولة وتوجهاتها التنموية.

وأشارت إلى أن مشروع الخطة، يراعي مواصلة الالتزام بالسقف المقرر للاستثمارات العامة في إطار جهود ترشيد وحوكمة الإنفاق العام، باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق استقرار الاقتصاد الكلي، وحشد مصادر التمويل الأخرى، سواء من خلال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وعقد الشراكات الاستثمارية الكبرى العربية والإقليمية، وتعزيز توجه الدولة لإفساح المجال لمشاركة القطاع الخاص في جهود التنمية.

الركائز الأساسيّة لـمُستهدفات خطة العام المالي

واستعرضت «المشاط» خلال كلمتها الركائز الأساسيّة لـمُستهدفات خطة العام المالي الجديد، والسياسات وبرامج عمل الحكومة، والتي تتضمن صياغة منهجيّة جديدة لإعداد مشروع وثيقة خطة التنمية لعام 25/2026، تراعي أن يكون إعداد خطة العام في إطار مُوازني مُتوسط الأجل (25/2026-28/2029) والذي يضم سنة الـمُوازنة وثلاث سنوات لاحقة، وذلك توحيدًا للـمدى الزمني للخطة من منظور وزارة التخطيط والتنمية الاقتصاديّة والتعاون الدولي ووزارة الـمالية، وأن يجري إعداد الإطار المُوازني مُتوسط الـمدى بالتشاور والتنسيق والتعاون مع كافة الوزارات والهيئات العامة والـمُحافظات والقطاع الخاص والـمُجتمع الـمدني، تأكيدًا للنهج التشارُكي الذي تتبعه الدولة في جهود التنمية وفي إطار الالتزام بتطبيق قانون التخطيط العام رقم 18 لسنة 2022، وقانون الـمالية العامة الـمُوحد رقم (6) لسنة 2022 ولائحته التنفيذيّة.

تابعت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ أن إعداد وثيقة مشروع الخطة يتم وفقًا لـمنظور تنموي شامل ينطلق من مُرتكزات أساسيّة تبدأ من مُستهدفات ومُبادرات رؤية مصر 2030، وبما يتكامل مع برنامج عمل الحكومة (24/2025-26/2027) والاستراتيجيّات والخطط الـمكانيّة والقطاعيّة، وفي إطار التطبيق الفاعل للجهود الرامية لتحفيز دور القطاع الخاص في التنمية الـمُستدامة تفعيلًا لوثيقة سياسة ملكية الدولة.

رفع كفاءة الاستثمار العام

وأشارت الوزيرة، إلى اتباع الأدوات التخطيطيّة الـمُتطورّة التي استحدثتها الوزارة لرفع كفاءة الاستثمار العام ومُتابعة التمويلات الدوليّة والاستثمارات العامة ومُتابعة وتقويم الأداء والتنسيق والتعاون مع الوزارات والجهات ذات الصلة لتحسين جودة الخطط التنمويّة من خلال إمداد كافة جهات الإسناد بدليل إعداد الخطة والذي يُقرر معايير اختيار الـمشروعات ومعايير إجراء وتقويم دراسات الجدوى الاقتصاديّة ومعايير تقويم الاستثمار العام لكل جهة إسناد، وآليات التحوّل من التركيز على جودة الـمشروعات إلى جودة السياسات، هذا بالإضافة إلى قيام الوزارة بتوفير معلومات مكانيّة داعمة بعملية التخطيط من خلال منظومة بنية الـمعلومات الـمكانيّة.

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن هذا النهج التنموي الشامل لإعداد الخطة، يُيسّر الإشراك الفاعل لكل وزارة – وما تتبعها من هيئات – في الاضطلاع بمسئولياتها والـمهام الـمنوطة بها، سواء في إعداد الخطة أو تنفيذها أو مُتابعتها حيث أصبح لزاما على كل وزارة تحديد الدور الـمنوط بها تنفيذه للتوافق مع رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة والاستراتيجيّات القطاعيّة والـمكانيّة ذات الصلة، وتحليل الوضع الحالي لـمشروعات الخطة الاستثمارية وتوجيه الاستثمارات العامة للـمشروعات ذات الأولويّة الداعمة للتنمية الـمُستدامة وفقًا لرؤية مُعلنة لهذه الأولويّات وما يرتبط بها من سياسات وإجراءات، فضلًا عن دراسة ومُتابعة التكليفات الرئاسيّة والـمشروعات القوميّة والبروتوكولات الجاري تنفيذها ذات الصلة بكل وزارة، وتحليل آليّات التنفيذ التي تعتمد عليها كل وزارة في تحقيق مُستهدفاتها التنمويّة ذات الصلة، وتحديد فجوة مُؤشّرات الأداء لكل آليّة عمل، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من أدوات التخطيط القابلة للقياس الكمي والتي تُساعد كل وزارة في تقويم الأداء وتحسين جودة العملية التخطيطيّة.

مقالات مشابهة

  • الخطاب الجديد للقحاتة: تحريض العالم ضد السودان
  • ملتقى القاهرة الأدبي يفتح نوافذ جديدة على الأدب والكتابة كأداة للتعافي
  • والي العيون: العالم الآخر يضغط لمقاطعة الانتخابات في الصحراء التي نبنيها دون السعي لنصبح قوة ضاربة
  • الأقوى لهذا العام.. أوبو تطرح هاتف Oppo Find X8 Ultra الرائد الجديد في الخارج
  • رئيس الجمعية العامة: يجب مكافحة العبودية الحديثة التي يرضخ لها 50 مليون شخص حول العالم
  • المشاط تستعرض المستهدفات الرئيسية لمشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي الجديد
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • الطائرات التي أسقطت خضعت لتحسينات قتالية وتكنولوجية عالية خلال العام الماضي 2024م
  • أمين الفتوى يعلق على الـمشاهد غير الأخلاقية التي تخالف الذوق العام
  • حرب الرسوم.. ما أكثر السلع الصينية التي يعتمد عليها الأميركيون؟