مصطفى بكري: رد كتائب القسام انتقاما لجريمة اغتيال صالح العاروري لن يكون هينا
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
أكد الإعلامي مصطفى بكري عضو مجلس النواب أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، انتهكت سيادة الدولة اللبنانية باغتيالها القائد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مؤكدا أن رد كتائب القسام انتقاما لهذه الجريمة لن يكون هينا"
وقال مصطفى بكري في تغريدة له على موقع«X» إن وزير الدفاع الصهيوني( غالانت) قال في 22 نوفمبر الماضي، إن: حربنا على حماس وقادتها وعناصرها ستمتد إلى كل مكان في العالم".
وأضاف مصطفى بكري أن ما قاله وزير الدفاع الصهيوني، حدث اليوم باغتيال الشهيد صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس وأحد مهندسي عملية طوفان الأقصى.
وتابع "هذا يمثل اعتداء على بلد ذو سيادة، بل اعتداء على القانون الدولي، ولكن منذ متى إسرائيل تحترم القانون الدولي أو سيادة الدول. أظن أن رد كتائب القسام انتقاما لهذه الجريمة لن يكون هينا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اغتيال صالح العاروري بيروت صالح العاروري كتائب القسام لبنان مصطفى بکری
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري يكتب من بنغازي: ليبيا من الهدم إلى البناء
- ليبيا من الهدم إلى البناء
- المشير حفتر يطرح مبادرة جديدة للمصالحة ويؤكد: لن نتنظر طويلًا
- الجماهير كانت السند والجيش قدم التضحيات وحرر 80% من قبضة الإرهاب والتطرف
- نقدر الجهود المصرية ومواقف الرئيس السيسي لإنهاء الأزمة الليبية
- المثقفون والمواطنون: بعد فشل تفعيل مبادرات المصالحة خيارنا عقد مؤتمر تأسيسي لإجراء الانتخابات
بدعوة من وزير الخارجية الدكتور عبد الهادي الحويج، من منذ عدة سنوات وتحديدًا في يناير 2020 سافرت إلى ليبيا بنغازي، والبيضاء ثم القبة ودرنة وسلوق، كانت الأجواء ملتهبة، الناس في حالة قلق وحذر وخوف، رغم أن طلائع القوات المسلحة الليبية كانت قد نجحت في هذا الوقت في تحرير العديد من المدن والمناطق الليبية يومها التقيت رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني واختتمت زيارتي التي استمرت لعدة أيام باللقاء الهام مع المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، وعندما عدت إلى مصر سجلت انطباعاتي في كتاب «ماذا يجري في ليبيا؟».
بعد مضي أربع سنوات وتحديدًا في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، كنت قد عقدت العزم على السفر مجددًا. إذن هو مطار «بنينا» القريب من مدينة بنغازي، الازدحام شديد، طائرة مصر للطيران ممتلئة عن آخرها، والمطار ليس فيه موطئ لقدم، مضت بنا السيارة إلى الفندق، في قلب بنغازي هذه ليست المدينة التي زرتها منذ أربع سنوات، المباني المهدمة والشوارع المحطمة، والكآبة المفرطة لدى الكثيرين. لقد عملت الدولة الليبية وتحديدًا الجيش الوطني الليبي على إعادة البناء، وتحقيق الاستقرار والسعي لإنهاء الأزمات التي خلفتها الحروب والصراعات والمواجهات مع الميليشيات الإرهابية التي سيطرت على هذه المدن لعدة سنوات.
يومها بدأ بعض الضباط المخلصين بقيادة المشير خليفة حفتر والذي كان بدرجة لواء في هذا الوقت في جمع الصفوف، والمناداة على أبناء القبائل والعشائر والضباط والجنود المخلصين بالتكاتف والانضواء تحت راية «الكرامة» التي أطلقها المشير حفتر في 16 من مايو 2014، انطلقت من هنا من منطقة الرجمة، جنوب بنينا، حيث اتخذت مقرها هناك، ومن هناك بدأت عملية التحرير ضد العناصر الإرهابية في بنغازي وبقية المدن والمناطق الليبية.
في هذه المرة كان الهدوء مسيطرًا، تراجعت حالة الكآبة والخوف، أصبح الناس أمام واقع جديد، لكن المخاوف على ليبيا من جراء التدخلات الخارجية لبعض القوى المناوئة لاتزال مستمرة.
صعدت إلى غرفتي في الفندق، شاهدت من نافذة الغرفة، أحياء هذه المدينة العريقة، ذات التاريخ التليد، تذكرت لقائي مع المشير حفتر في الثامن والعشرين من يناير 2020، تذكرت يومها أول مقابلة أجريتها معه تليفزيونيًا على الهاتف في 13 من يونيو 2014، أي بعد انطلاق عملية الكرامة بنحو شهر تقريبًا، يومها تحدث المشير بلغة واثقة على تحقيق الانتصار ودحر القتلة، وإنقاذ ليبيا من مغبة الانهيار.
أتذكر مقولته وإيمانه بأن جميع مطامع القوى الإرهابية وأهداف القوى الاستعمارية سوف تتحطم على صخرة صمود الشعب الليبي وجيشه العظيم. ذلك أنهم كما يقول: «لا يعرفون طبيعة هذا الشعب الأبي، ولم ينجحوا في تمزيق نسيجه الاجتماعي».
في مساء يوم الوصول- هذه المرة- تلقيت اتصالًا من مكتب المشير الموعد غدًا في العاشرة صباحًا، مضيت إلى المقر، وفي العاشرة تمامًا كانت المقابلة مع المشير خليفة حفتر.
قلت له: بعد أربع سنوات، أرى المشهد مختلفًا يا سيادة المشير.
قال المشير: لقد أخذت القوات المسلحة على عاتقها إعادة الإعمار، بعد أن نجحت في تحقيق الأمن والاستقرار، منذ انطلاق ثورة الكرامة في 16 من مايو 2014، جهد ليس بالقليل تم بذله، تضحيات جسام قدمها رجال القوات المسلحة الليبية، شهداء ومصابين، لكن عزيمتنا لم تفتر، وإيماننا بتحقيق وحدة الشعب الليبي لم يتزعزع.
قلت للمشير: لكن مبادرات السلام جميعها لم تنجح؟
قال المشير: لأن هناك تدخلات وعرقلة للمبادرات الحقيقية وقرارات مجلس النواب، هؤلاء لا يريدون مصالحة وطنية أو إنهاء حكم الميليشيات في بعض المناطق.
قلت: ألهذا طرحتم مبادرة المصالحة الوطنية الجديدة؟
قال المشير: نعم، لا يمكن الصمت أو السكوت أمام ما يجري، هناك من لا يريد لهذا الوطن أمنًا واستقرارًا، هناك إصرار على بقاء الأوضاع كما هي عليه، وهناك من يصرّ على تعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية رغم القوانين التي أصدرها مجلس النواب بالمشاركة مع المجلس الأعلى للدولة، لكل ذلك كانت المبادرة الجديدة الصادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة، وهي مبادرة تقوم على لمّ الشمل والتوقف عن تمزيق الوطن والحفاظ على وحدة البلاد، ذلك أن الوضع الحالي لا يمكن أن يؤدي إلى تفعيل القوانين التي صدرت أو التجاوب مع أماني وتطلعات الشعب الليبي.
قال المشير: إن عشر سنوات مضت على انطلاقة ثورة الكرامة، حققنا خلالها الكثير من الإنجازات، وأولها تحرير أكثر من 80% من الأراضي الليبية من سيطرة التيارات الإرهابية المتطرفة، أعدنا الأمن والاستقرار، ثم بدأنا مرحلة البناء، مدن عديدة أقيمت، إعادة بناء المساكن المهدمة من جراء الهجمات التي خاضتها قوى الإرهاب والتطرف والحروب التي وقعت، درنة عادت من جديد، بعد أن جرفتها السيول، ومجلس النواب سيعقد جلسته غدًا على أرض درنة التي سيطر عليها الإرهابيون وميليشياتهم لعدة سنوات.
تطرق الحديث إلى العديد من القضايا الأخرى، داخليًا وخارجيًا، أكد أن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية مصممة على إنهاء حالة التمزق والسعي إلى تفعيل قرارات مجلس النواب باعتباره الممثل الطبيعي للشعب الليبي.
وجه المشير التحية إلى مصر ودورها والرئيس السيسي وما يبذله من جهد من أجل إعادة بناء الدولة المصرية بشكل حضاري، وثمن دور القوات المسلحة المصرية في حماية الأمن القومي المصري في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد، وأكد أن هناك تعاونًا مصريًا- ليبيًا لحماية الحدود، مؤكدًا على تاريخية العلاقة المصرية- الليبية وتطورها بشكل كبير في عهد الرئيس السيسي الذي يبذل كل الجهد من أجل إنهاء الأزمة الليبية وضمان وحدة ليبيا.
بعد اللقاء مع المشير حفتر مضيت إلى جامعة بنغازي للمشاركة في المؤتمر العلمي الذي أقامته كلية الإعلام لمناقشة أسس المصالحة الوطنية الليبية وإمكاناتها.. هناك التقيت الدكتور صديق حفتر المسئول عن هذا الملف وتابعت كلمته التي ركز فيها على ثوابت المصالحة المستهدفة على أسس تحمي الدولة الليبية وتدعم طموحات الشعب الليبي المشروعة.
كانت كلمات الباحثين العرب والأفارقة تحديدًا قد تناولت على مدى يومين هذا الملف من جميع زواياه بما يحقق الآمال المرجوة، مضيت في شوارع ليبيا برفقة الزملاء حسين وأشرف ومحمد تجولنا في مناطق متعددة، أدركت حجم الجهد الذي بذل ولا يزال في إعادة بناء كل ما هُدم على أرض المدينة وتطويرها.
في اليوم التالي كان لقائي مع السيد اللواء عون الفرجاني رئيس الأكاديمية العسكرية الليبية التي تخرج فيها الكثيرون من الضباط والدارسين.. تحدث معي اللواء عون عن مسيرة ثورة الكرامة في عامها العاشر، عن الدور الذي يبذله المشير خليفة حفتر، عن متابعته اليومية لأعمال تحديث القوات المسلحة ومسيرة البناء، عن إنسانية القائد ومحبة أبناء القوات المسلحة وتقديرهم للدور الذي بذله ولا يزال يبذله، عن مبادرة المصالحة الوطنية التي طرحها المشير، ويسعى من أجل تفعيلها بكل جهد وإخلاص.
عدت من اللقاء إلى مقابلة تليفزيونية مطولة أجرتها قناة الحدث الليبية شاركت فيها مع آخرين في الذكرى الثالثة والسبعين لعيد استقلال ليبيا في 24 من ديسمبر 1951.
في اليوم التالي كانت كلمة المشير حفتر والتي وجهها إلى الشعب الليبي في ذكرى الاستقلال، لقد أكد المشير في كلمته على عدد من الأطروحات:
- أولًا: إن الظروف اليوم باتت أكثر إلحاحًا لتكاتف الجهود المحلية والدولية على حد سواء للعمل على مشروع جاد يتجنب تكرار التجارب الفاشلة.
- ثانيًا: إنه يجب العمل على بناء دولة الدستور التي تواكب متطلبات العصر وتطوره، وتنقذ البلاد من أزماتها السياسية المتفاقمة وخطورة تداعياتها على سلامة ليبيا.
- ثالثًا: إن القوات المسلحة الليبية ستكون في مقدمة الداعمين لأي مشروع وطني ومدافعة عنه بكل ما لديها من قوة.
- رابعًا: إن القيادة العامة للجيش تراقب المتغيرات الخطيرة التي تجتاح المنطقة، مؤكدًا أنها على درجة عالية من اليقظة والجاهزية لحماية المكتسبات والمقدرات والحفاظ على ما تحقق من أمن واستقرار.
- خامسًا: التأكيد على أن القوات المسلحة الليبية ستواصل رسالتها في البناء والإعمار رغم كل التحديات والعوائق، مؤكدًا أنه لا غاية لهذا الجيش، إلا أن يرى طموحات وآمال المواطنين الليبيين قد تحققت وصارت أمرًا واقعًا، وأن دماء الشهداء والجرحى لن تذهب سُدى.
لقد كانت كلمة المشير التي بثتها وسائل الإعلام والصحافة المختلفة هي بمثابة دليل عمل للفترة القادمة، خاصة أنه أبدى استياءه من فشل جميع المبادرات السابقة لإنهاء الوضع المعقد في ليبيا، وهو أمر يدفع كل الحريصين على وحدة ليبيا وتفعيل الدستور لوقف التدخلات الخارجية والدعوة إلى مؤتمر وطني تأسيسي لوضع النقاط على الحروف وأخذ الأمور بيده على أن تنطلق هذه الدعوة لتوجه إلى جميع الأجسام السياسية والقوى القبلية والاجتماعية والعلمية والقانونية والشخصيات العامة في ليبيا للتوافق على مخرجات يجري تطبيقها وإخراج ليبيا من أزمتها، وليتحمل المقاطعون مسئوليتهم التاريخية أمام الشعب الليبي.
إن هذا المؤتمر هو وحده الكفيل بوضع حد للمبادرات التي تعترضها العراقيل والمعوقات لحسابات لا يمكن أن تصب لمصلحة الشعب الليبي.
وفي لقاء مع عدد من المثقفين والإعلاميين الليبيين كان الكل يجمع على فكرة المؤتمر الجامع المعني بإصدار هكذا توصيات يجري تفعيلها بواسطة البرلمان على أن تأخذ القوات المسلحة دورها في المهام الموكولة إليها، بالإضافة إلى تشكيل مفوضية للانتخابات تنبثق عن هذا المؤتمر الشعبي الوطني الجامع لفئات المجتمع الليبي.
غادرت بنغازي عائدًا إلى القاهرة بعد عدة أيام قضيتها في لقاءات ومقابلات ومتابعات، قارنت فيها بين الأمس واليوم، وتأكدت خلالها مجددًا أنه لولا ثورة الكرامة التي انطلقت على يد المشير خليفة بلقاسم حفتر كانت البلاد ستمضي إلى الهاوية والحرب الأهلية التي لن تبقى ولن تذر.