مبدأ مصر أنها لن تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتتابع باهتمام تطورات الأوضاع فى المنطقة، وعلى الساحة الفلسطينية، وتكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقناً لدماء الشعب الفلسطينى، وحماية المدنيين، سعياً لتحقيق السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، باعتباره السبيل لتحقيق الأمن الحقيقى والمستدام للشعب الفلسطينى.
وضوح موقف مصر ساعد على الاستقرار الداخلى، ورفع الروح المعنوية للمواطنين فى الوقت الذى ارتفع فيه الوعى بأن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى، ولن تتهاون أو تفرط فى أمنها القومى تحت أى ظرف، وتأمل مصر فى التوصل لحل وتسوية القضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التى تفضى إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية من خلال تواصل الرئيس عبدالفتاح السيسى مع جميع القوى الدولية وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف العنف وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين.
سياسة المكاشفة التى تمارسها القيادة السياسية المصرية حتى فى أصعب المواقف والظروف الدولية المعقدة لتوضيح الحقائق للشعب المصرى، طمأنت المصريين على أن الحدود المصرية تقع تحت السيادة المصرية التامة ولا تخضع لضغوط من أحد.
فالموقف المصرى من القضية الفلسطينية له محددات واضحة وأن الدور الذى تلعبه الحدود المصرية فى ظل الأوضاع الحالية هو استقبال الحالات الإنسانية والمصابين للعلاج.
إن التصريحات التى كان يرددها الجانب الإسرائيلى ويدعو فيها الفلسطينيين إلى النزوح بشكل جماعى من قطاع غزة إلى شمال سيناء بمصر، ليست دعوات جديدة وتم ترديدها فى السابق مرات عديدة، وردت مصر على هذه الدعوات بأن السيادة المصرية ليست مستباحة والشعب الفلسطينى نفسه لن يقبل بالخروج من أرضه، كما تعلم إسرائيل أنها فى هذه اللحظات فى حاجة إلى مصر وتعلم جيداً الدور الذى تقوم به خاصة فى المجال الإنسانى وتبادل الأسرى والتهدئة بوجه عام.
ارتباط مصر بقضية فلسطين هو ارتباط دائم ثابت تمليه اعتبارات الأمن القومى المصرى وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصرى من قضية فلسطين فى أى مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنية ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، وستظل مصر المساند الأكبر لقضية العرب الأولى بصفتها أكبر دولة عربية، ومصر لم ولن تتخلى عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر القضية الفلسطينية، ومستمرة فى اتخاذ تدابير وقرارات ذات طبيعة سياسية لمساندة القضية الفلسطينية إلى أن تحصل فلسطين على استقلالها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني الأمن القومي المصرى الرئيس عبدالفتاح السيسي حكاية وطن السيادة المصرية القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
ضريبة النجاح القاسية
لن تنهض شعوبنا العربية والإسلامية إلا إذا صححنا الكثير من المفاهيم الخاطئة، ولن نقف كتف بكتف تجاه الغرب ما دمنا ننظر إلى التعليم والبحث العلمى نظرة قاصرة لاترقى للمنافسة وإثبات الذات، والنظرة القاصرة على أن ميزانيات البحث العلمى نوعا من الترف، تضعه الحكومات والأنظمة داخل ميزانيتها من باب سد الخانات، والإصرار على تسفيه أية مطالبات أو مناقشات فى هذا الصدد.
فى نفس الوقت الذى يفر فيه النوابغ خارج الأوطان، للبحث عن دعم أبحاثهم واختراعاتهم فى الدول الأوروبية بعد أن فشلوا فى إقناع من بيدهم الأمر والنهى فى مشروعات البحث العلمى، والتى غالبا ما يكون بيدهم هذا الأمر هم أعداء النجاح أنفسهم وعدم منح صغار الباحثين الفرصة ليرتقوا فوق رؤسائهم فى ميادين الأبحاث والاختراعات، وياليت الأمر بتوقف على تسفيه أحلام هؤلاء أو الحط من شأنهم، ولكن الأمر بتخطى إلى تشويه صورهم والنيل من طموحهم لأنهم تجرأوا على التفكير والإبداع والابتكار دون مراعاة التسلسل الوظيفى واحترام رؤسائهم فى ميادين البحث اللاعلمى والذى يتوقف على التوقيع على كشوف الحضور والانصراف والبحث عن مقاعد تكفى أعدادهم التى تفوق أعداد المقاعد بالمصلحة أو الإدارة، ولا بأس من مساعدة أصحاب الأفكار التقليدية المتواضعة والذين يسطون على أبحاث من سبقوهم والتعديل فى العناوين والمتون والمحتوى بفضل ثورة الذكاء الاصطناعى الذى بدأ البعض فى استخدامها لعمل رسائل ماجستير أو دكتوراه مفبركة لتوضع بعد ذلك فى ملف صاحبها الذى يحصل من ورائها على علاوة تزيد من راتبه عدة مئات من الجنيهات شهريا ويستمتع بلقب دكتور، دون أن يضيف للمجال الذى يعمل به قدر أنملة، علما بأن هناك دول إسلامية بدأت فى نفض غبار الكسل والروتين والانانية ووضعت أقدامها على الطريق، رغم المضايقات التى واجهتها من بعض الدول الغربية من التضييق وحجب المعلومات واغتيال العلماء والباحثين إن لم يفلحوا فى شرائهم، وقد فقد عالمنا العربي العديد من علمائه مثل سميرة موسى والدكتور مصطفى مشرفة والدكتور سمير نجيب، والدكتور نبيل القلينى والدكتور يحيى المشد والدكتورة سلوى حبيب والدكتورة سامية ميمنى، وغيرهم الكثير والكثير، لذلك ستبقى شعوبنا على هذا الحال إذا لم تلحق بركب الحضارة والبحث العلمى الجاد فى أقرب وقت ممكن، وإلا سيكتب عليها الفناء بإشعال الحروب الحديثة وبناء السدود، واتلاف المزروعات، والمضى فى سياسات التجويع والإفقار، ولنا فى هذه الأيام عظيم الأسوة بما يحاك بشعوبنا المغلوبة على أمرها، والتى لا زالت تظن أن هناك مواثيق ومبادئ دولية تحترم أمام القوة الغاشمة، التى تستخدمها أمريكا أكبر دولة راعية للإرهاب فى العالم.. وللحديث بقية.