ننشر الصور الأولى للمجني عليه ضحية القتل على يد شخص بشبرا الخيمة
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
حصل موقع "الفجر" على صورة المجني عليه ضحية القتل على يد شخص قاصدا قتل آخر للخلاف على قطعة حشيش و500 جنيه بمنطقة المنشية بشبرا الخيمة.
بدأت الواقعة بتلقى مديرية أمن القليوبية إخطارًا من قسم أول شبرا الخيمة يفيد ورود بلاغ بمصرع شاب يدعى «سيف ا» 17 عامًا، اثر اصابتة بطلق ناري «فرد خرطوش» اودى بحياته.
وانتقلت الأجهزة الأمنية لمكان الواقعة وتبين مصرع المجنى عليه اثر مشاجرة مع اخرين بسبب خلافات مالية، فقام المتهمين بإطلاق أعيرة نارية صوب المجنى عليه اودت بحياته، وتم نقل الجثة إلى المستشفى والقى القبض على المتهمين.
وحُرر محضر بالواقعة وتولت الجهات المعنية التحقيق فأمرت بدفن الجثة، وشيع أهالى شبرا الخيمة جثمان الفقيد لمثواه الأخير بمقابر أسرته.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شبرا الخيمة قتل مديرية أمن القليوبية IMG 20240101
إقرأ أيضاً:
حبيبتي غزة.. هكذا تغلّب الروائي يسري الغول على مآسي القتل والمجاعة
غزة- "لماذا لم تنزح إلى الجنوب؟ لم أنزح لأنني سأشعر بالخيانة إن تركت المخيم، أغيري موجود وأنا الذي أنزح؟ هل دور النخبة أن تهرب أول الناس؟ أم على النخبة تعزيز الصمود؟ المخيم هو عمقي الإستراتيجي يا صديقي".
هذا جزء من حوار بين يسري الغول وصديقه القاص الفلسطيني زياد خداش، في حين الحرب في أوجها مستعرة على شمال قطاع غزة.
وبعد التجربة القاسية والنزوح المتكرر من مخيم الشاطئ وإليه على مدار 15 شهرا سألته الجزيرة نت: ألم تشعر بالندم أنك لم تنزح جنوبا وعايشت أهوال الحرب في الشمال؟ يرد الغول مبتسما وبلا تردد "لماذا أنزح؟ إذا كان خشية الموت يجب ألا يموت الفلسطيني قبل أن يكون ندا"، مستلهما رده من قول مأثور للأديب الشهيد غسان كنفاني.
الغول كاتب وقاص فلسطيني ينحدر من أسرة لاجئة أجبرت على هجرة بلدتها في فلسطين التاريخية إبان النكبة في العام 1948، وسكنت مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وكان له موقف صلب من النزوح جنوبا، وحمل على كتفيه مبادئه وأسرته ونزح بها مرارا من المخيم وإليه، رافضا النزوح عن الشمال، واختار "صراع الإرادة" مع محتل أراد تكرار النكبة وإفراغ الشمال من أهله.
نشر خداش حواره مع الغول في جريدة الأيام المحلية بالذكرى السنوية الأولى للحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويقول فيه "تربكني الحوارات مع أدباء غزة، أفكر في السؤال ألف مرة قبل أن أكتبه، وأتخيل الكاتب وهو يقفل الهاتف في وجهي شاتما أو ساخرا، إذ ما جدوى أن تسأل كاتبا يزاحم طابورا طويلا على رغيف خبز: هل تفكر في مكتبتك مثلا؟ أو هل تتوقع تغيرا في بنية النص؟".
إعلانويضيف "لكن في المقابل حين أتذكر أني أحاور كاتبا غزيا أتشجع وأمضي في أسئلتي، فالغزي واقعي إلى درجة الألم، وهو يحب أن أتعامل معه بشكل طبيعي بعيدا عن الحذر والخجل، ولديه القدرة على الإجابة عن أنواع الأسئلة حتى تلك الغبية".
يسري عضو في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وليس كاتبا عاديا بوصف خداش الحاصل على جوائز أدبية عدة، وعنه يقول هو "سارد خطير ظهرت الحرب بهيئتها الجحيمية في آخر رواياته "ملابس تنجو بأعجوبة".
وفي هذه الرواية -التي كتبها قبل الحرب- يقول الغول للجزيرة نت إن فكرتها تعود إلى ما بعد حرب 2014، وفيها يستشرف الحرب التالية وتفاصيل كثيرة وقعت بالفعل خلال حرب الإبادة التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مرت بيسري تجارب قاسية مريرة جعلته يساوي بين "الموت والحياة"، وعن حياة صنعتها الحرب في غزة يقول "الحياة في غزة عبارة عن طابور طويل، تستيقظ لتقف في طابور من أجل تعبئة المياه الصحية -وهي بالمناسبة لا تصلح للاستخدام الحيواني- ثم تلبس بعد غسل وجهك للتوجه نحو المخبز، للوقوف في طابور أطول، وبعد ساعتين تعود لتتناول الإفطار".
ويضيف "ثم على عجل تخرج لاستلام مساعدة (طرد غذائي) وطابور جديد تحت صهد الشمس، ثم تعود منهكا لبيتك، فيخبرك أحدهم أن البئر ستعمل وعليك الوقوف في طابور جديد وحمل غالونات المياه برفقة الأطفال، بأجسادهم الغضة الطرية، ومع كل هذا أنت بانتظار طابور الراتب وطابور العلاج الصحي وطابور شحن الهاتف، وأخشى أن يأتي وقت لنصطف فيه طابورا لأجل دفن الموتى (..)، وبعد كل هذا العناء تعود لتنام في خيمة".
لقد اكتوى الغول بالحرب وناله من جحيمها نصيب وافر، هل فقدت أصدقاء في الحرب؟ يجيب يسري "يا صديقي، فقدت المئات منهم، أنا أصاحب أي شخص، أصاحب أعمدة الإنارة والشوارع والأشجار، هؤلاء أيضا أصدقاء فقدتهم (كتّاب وجيران وأقارب)، استشهد من عائلتي أكثر من 220 شهيد، ومن جيراني ربما 17 شهيدا، ومن زملائي ربما 20 شهيدا، وربما أكثر، وحبيبي الكاتب نور الدين حجاج طلبت منه أن يكتب وصيته، أرسلها إليّ ثم استشهد بعدها بأيام، فقدنا كل شيء، نحن أصلا فقدنا أنفسنا".
ويصف الغول الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الصامدين في شمال القطاع بأنها بـ"حفلات شواء"، وفي واحدة من هذه الحفلات التي كان جنود الاحتلال يتلذذون بها بعذابات الأبرياء العزل، ويقول "يأخذون البعض ويقتلونهم أمام عيون زوجاتهم وأطفالهم، والشواهد كثيرة، كما جرى مع ابنة خالي هبة عاشور الغول (سالم ديب) التي قُتل زوجها وطفلتها أمام عينيها، حين قاموا بتعذيبهم بأعقاب البنادق، وقد أطلق الجنود يومها الرصاص على العائلة كلها".
إعلانويتابع "ولأن هبة تخاف على ابنتها الصغيرة بكت وقالت للجندي "حرام عليكم، لسه صغيرة"، فضحك الجندي بِغِلّ وقال بعربية مكسرة "راخ أريخك منها" (أي سأريحك منها)، ثم أطلق النار على رأس الطفلة التي لم تبلغ من عمرها 5 سنوات بعد".
وفي ليلة كان الجوع فيها يعبث بيسري كما تعبث الريح بالورق، وكانت أياما عصيبة اضطر كغيره لأكل أعلاف الحيوانات، يقول "طرقوا الباب في الليل، كانت الثالثة فجرا، وصوت القذائف لا يتوقف، القصف في كل مكان بمدينة غزة، لم أكن نائما، ولم أكن خائفا، لقد اعتدنا الموت وبتنا بانتظاره مذ جاءت الحرب، قلت بصوت جهوري خشن: مَن بالباب؟ لم يرد الطارق، أو ربما همس ببعض الكلمات".
ويتابع "فتحت الباب رغم توجسي من قوات إسرائيلية مستعربة قد تحاول إحداث فجوة أمنية في الليلة الأولى من رمضان (الأول بعد اندلاع الحرب)، لكني فوجئت بشبان يافعين بوجوه نضرة ظهرت قسماتهم من خلال "الكشاف" الذي أحمله".
وأضاف "طلبوا مني إطفاء الإنارة بأدب جم، في حين أعطاني أحدهم 3 علب من اللحم "لانشون" صغيرة الحجم، وقال "سامحونا ع تقصيرنا، هذا ما نستطيع أن نقدمه لكم، ثم انصرفوا يطرقون أبواب بيوت الجيران بيتا بيتا، يحملون السلاح والطعام، بعصب خضراء وسمراء على أكتافهم اليمنى".
ويضيف الغول "ليلتها -ويشهد الله- لم يكن عندنا سوى رغيفين وحفنة زعتر كانت سحورنا إلى جانب تلك العلب، وقد أفطرنا يومها بعض الأعشاب "عشبة اللسان" ببهجة لا توصف.. أيام لا تنسى.. حفظ الله رجال العصبة السمراء والخضراء وكل الرؤوس التي ترفع اسم فلسطين عاليا في السماء".
في إحدى كتاباته تحت النيران يقول الغول "ما عدت قادرا على الكتابة، أستيقظ وقد شغلني الألم عن كل شيء، العظام كأنها نخرت، والجسد تكلس عاجزا عن إيجاد حلول لكل الأزمات المتراكمة، كما أن فرصة شحن اللابتوب ضئيلة، بالإضافة إلى عدم وجود مكان هادئ تكتب فيه، أو طاولة تجلس لتوثق عليها انكساراتك".
إعلانويتابع "حتى المساء يأتي بالبرد والعطش والعتمة، ضغط رهيب يفوق الكلام والصور، أين وكيف يمكن أن توثق الدمار والقصص؟ أماكن تكتظ بالقتلى، ثم تلبس لتخرج بعد كل هذا التفكير إلى الشارع، لعلك تصطدم بمركبة تعبئ المياه الحلوة، كي تصنع كأسا من الشاي على الحطب، وتنسى أنك كنت تفكر بالكتابة أو الحديث عن الحياة.. تنشغل بالنار عن الجحيم، لتصير كوميديا إلهية بنكهة غزة".
لكن هذا الروائي الصامد يأبى الاستسلام لليأس ويعشق تحدي الألم والقيود، ويستخدم مهاراته في الإقناع وتعزيز صمود الناس والجيران لمقاومة النزوح، وقد كتب بحبر الموت والألم 3 كتب وعشرات القصص والمقالات، والكثير منها ترجم إلى لغات عدة حول العالم.
واحد من هذه الكتب عنونه بـ"شهادات على جدران حبيبتي غزة" وصدر في عمّان، وفيه معايشة واقعية من الغول، وتجارب حية كان هو نفسه جزءا منها أو شاهدا عليها، كرحلته في البحث عن زوجته وقد فرقهما التيه في واحدة من رحلات النزوح القسرية.
وله أيضا شهادة "الطريق إلى المعمداني" حيث يرقد والده مصابا مبتور الساق، ومغامرته تحت القصف وسيره في طرق وعرة مدمرة ومن فوقه "طائرات تتربص بالضحية التالية كحيوانات مفترسة" ليصل إلى مكتبه بحثا عن مذكراته الشخصية.
ويقول الغول إنه لم يحتج في هذه الشهادات إلى الخيال، فالواقع كان أشد بؤسا من الخيال بفعل احتلال ارتكب كل الموبقات والمحرمات.