فرنسا تغلق سفارتها في النيجر حتى إشعار آخر
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
يمن مونيتور/ (أ ف ب)
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء أن السفارة الفرنسية في النيجر التي أعلنت باريس أنها ستغلق قبيل عيد الميلاد، مغلقة رسميا “حتى إشعار آخر” وستواصل نشاطها من باريس.
وذكرت الوزارة في بيان ان “السفارة الفرنسية في النيجر مغلقة الآن حتى إشعار آخر. في الواقع منذ خمسة أشهر تواجه سفارتنا عقبات خطيرة تجعل من المستحيل القيام بمهامها: طوق حول مقر السفارة وقيود على تنقل العاملين فيها ومنع دخول جميع الدبلوماسيين الذين كان من المقرر أن يصلوا إلى النيجر”.
وتقرر إغلاق السفارة، وهو إجراء نادر جدا، بالتوازي مع سحب آخر الجنود الفرنسيين المنتشرين في النيجر في إطار الحرب ضد الإرهاب والذين غادروا البلاد في 22 كانون الأول/ديسمبر.
وتدهورت العلاقات بين باريس ونيامي منذ الانقلاب العسكري في تموز/يوليو وإطاحة الرئيس محمد بازوم.
وبعد انقلاب 26 تموز/يوليو سارع العسكريون الذي استولوا على السلطة إلى المطالبة برحيل الجنود الفرنسيين – نحو 1500 جندي تم نشرهم لمحاربة الجهاديين – والغوا العديد من الاتفاقيات العسكرية المبرمة مع باريس.
كما أعلن النظام العسكري في نهاية آب/أغسطس طرد السفير الفرنسي سيلفان إيتي الذي ظل عالقا داخل مقر السفارة لشهر قبل المغادرة.
وقالت الخارجية الفرنسية ان “السفارة ستواصل أنشطتها من باريس. وستبقى على تواصل مع المواطنين الفرنسيين الموجودين في البلاد ومع المنظمات غير الحكومية العاملة في المجال الإنساني والتي نستمر في تمويلها”.
ونشرت فرنسا ما يصل إلى 5500 جندي في منطقة الساحل، قبل أن تطرد جراء انقلابات متتالية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: النيجر تدهور العلاقات فرنسا فی النیجر
إقرأ أيضاً:
معاهدة العريش.. كيف حاول كليبر إنهاء الحملة الفرنسية على مصر؟
عندما تولى الجنرال كليبر ، الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده، قيادة الحملة الفرنسية في مصر بعد رحيل نابليون بونابرت عام 1799، وجد نفسه في موقف صعب، حيث كانت القوات الفرنسية تعاني من العزلة، وتهددها الأخطار من جميع الجهات.
ولم تكن ثورات المصريين وحدها هي التي تقلقه، بل ايضا الحصار البريطاني وقوات الدولة العثمانية التي كانت تسعى لاستعادة السيطرة على مصر، في ظل هذا الوضع، لجأ كليبر إلى التفاوض للخروج من المأزق، وكانت معاهدة العريش هي المحاولة الكبرى لإنهاء التواجد الفرنسي في مصر.
بدأت المفاوضات بين الفرنسيين والعثمانيين بوساطة بريطانية في أواخر عام 1799، حيث أدرك كليبر أن القوات الفرنسية غير قادرة على الاستمرار في مواجهة التمردات الشعبية من ناحية، والضغوط العسكرية الخارجية من ناحية أخرى.
نصت المعاهدة التي وُقعت في يناير 1800، على السماح للقوات الفرنسية بالخروج الآمن من مصر على متن سفن عثمانية، مع الاحتفاظ بأسلحتهم ومعداتهم العسكرية.
كان الهدف الرئيسي لكليبر هو إنقاذ ما تبقى من قواته والحفاظ على كرامة الجيش الفرنسي بدلاً من تكبد خسائر فادحة في حرب غير متكافئة.
لكن سرعان ما انهارت المعاهدة بسبب رفض بريطانيا الالتزام بها، فبينما وافق العثمانيون على شروطها، رفضت بريطانيا السماح للقوات الفرنسية بالمغادرة بسلام، وأصرت على استسلامهم دون قيد أو شرط، هذا الموقف أغضب كليبر، الذي شعر بالخداع والخيانة، ودفعه إلى التراجع عن الاتفاقية واتخاذ قرار بمواصلة القتال.
بعد فشل المعاهدة، شن كليبر هجومًا عنيفًا على القوات العثمانية التي كانت قد دخلت مصر بالفعل، وحقق انتصارًا ساحقًا في معركة هليوبوليس في مارس 1800، أعاد الفرنسيون سيطرتهم على أجزاء كبيرة من البلاد، لكن هذا النصر لم يكن كافيًا لضمان استقرارهم، حيث استمرت المقاومة الشعبية ضدهم، خاصة بعد أن زاد قمع كليبر للمصريين، وهو ما جعله هدفًا لاحقًا لعملية اغتيال على يد سليمان الحلبي.
لم تكن معاهدة العريش مجرد اتفاقية فاشلة، بل كانت مؤشرًا على المأزق الذي وصلت إليه الحملة الفرنسية، حيث أدركت فرنسا أن بقاءها في مصر لن يستمر طويلًا في ظل الرفض الشعبي والضغوط الخارجية.
ورغم انتصارات كليبر العسكرية، فإن موته بعد أشهر قليلة من فشل المعاهدة، ساهم في تسريع انهيار الاحتلال الفرنسي لمصر، الذي انتهى رسميًا عام 1801