لا يختلف أحد على أن النهضة التى شهدتها مصر فى ملف الطرق والكبارى هى انجاز غير مسبوق، حتى أننا تفوقنا على دول كبرى فى هذا الملف الذى اصبح فخرا لكل مصرى.
ولم يكن التطوير والتحديث والبناء مقصورا على منطقة بعينها أو محافظة أو حتى اقليم، بل امتدت يد البناء وشق الطرق ومد الكبارى والجسور والمحاور والأنفاق فى كل بقعة من بقاع مصر.
واللافت أن عملية البناء تتم بمواصفات عالمية قياسية وبجودة فائقة.
وبالطبع أن هذا الملف المهم هو أحد العناصر الرئيسية التى تقوم عليها عملية التنمية والاستثمار، لأنه ببساطة بلا طرق ولا محاور لا يوجد استثمار ولا تنمية ولا تعمير.
فحول هذه الطرق الجديدة تقام المجتمعات العمرانية الجديدة وتستصلح مئات الأفدنة الزراعية وتشيد المصانع.
عشرات بل مئات الكبارى والمحاور داخل القاهرة الكبرى وفى محافظات مصر المختلفة، يسرت الحركة وخففت الاختناقات المرورية، واضافت رونقا جماليا خاصا وقضت على العشوائيات.
هذا الانجاز الكبير الذى انفقت عليه الحكومة مئات المليارات من الجنيهات كبنية تحتية، ينقصه أمر بسيط كى تكتمل الصورة الرائعة والمشهد المبدع.
هذا الأمر هو إعادة تأهيل ورصف وتوسعة الطرق الداخلية سواء داخل المدن أو تلك التى تربط المدن ببعضها والمدن بالقرى داخل المحافظات المختلفة.
فوضع هذه الطرق فى أغلب المحافظات سيئ للغاية، والسادة المحافظون ورؤساء الأحياء والمدن والقرى لا يهتمون ولا يبالون بمعاناة المواطنين.
منذ أيام قليلة كنت فى جولة شملت محافظات الاسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والغربية والمنوفية.
حقيقة ما لاحظته ورأيته وعانيت منه صدمنى خاصة فى محافظة كفر الشيخ.
فرغم أن المراكز والمدن والقرى كبيرة جدا وبها ازدحام سكانى وزراعات، إلا أن الطرق التى تربط المدن ببعضها سيئة للغاية ولا تليق على الاطلاق، ولا تتناسب مع النهضة التاريخية التى تعيشها مصر فى هذا الملف.
وإذا ضربت مثلا واقعيا بالطريق الذى يربط مراكز سيدى سالم بدسوق وفوه ومطوبس وكفر الشيخ، فحدث ولا حرج.
وعلى بعد اكثر من ألف كيلومتر من هذا المكان وبالتحديد فى محافظة الوادى الجديد، فإن الوضع لا يختلف كثيرا حيث يعد الطريق الرابط بين مركزى الخارجة والداخلة أحد أسوأ الطرق فى العالم وليس فى مصر.
فهذا الطريق يعانى منذ عشرات السنين من سوء حالته، وتوقف عملية الرصف به وحتى الأجزاء التى يتم البدء فى اصلاحها تبدأ وتظل معلقة بالتربة الزلطية سنوات بلا استكمال، مثل مسافة العشرة كيلو قبل قرية تنيدة.
ومثال آخر الطريق الذى يربط مدينة موط بمركز الداخلة بقرية الهنداو، فرغم صرخات وآهات المواطنين منذ عشرات السنين والمطالبة بتوسعة واعادة رصف الطريق، إلا أن السادة المسئولين صموا الآذان.
ويقع الحادث تلو الآخر وتزهق الأرواح، ولكن الطريق خارج أولويات المسئولين الذين يتباهون ويفتخرون بإنجازات أخرى.
وقس على ذلك فى كل محافظات مصر تعانى الطرق الداخلية وتحتاج لإعادة تأهيل ورصف حتى تكتمل الصورة فى هذا الملف.
ونحن نضع هذا الأمر أمام السادة المحافظين، لأن الطرق الداخلية هى مسئولية المحليات فى المقام الأول وليست مسئولية الحكومة المركزية.
ونأمل أن يجد هذا الملف اهتماما فى الفترة القادمة؛ حتى يشعر المواطن البسيط بما تم من انجاز غير مسبوق فى طرق مصر التى اصبحت حكاية كبرى.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطرق الداخلية محافظة كفر الشيخ القاهرة الكبرى محافظات مصر الطرق الداخلیة هذا الملف
إقرأ أيضاً:
الداخلية تنظم ندوات تثقيفية لطلبة معاهد معاونى الأمن| صور
قامت الإدارة العامة لمعاهد معاونى الأمن "قطاع التدريب" بتنظيم ندوات تثقيفية تحت عنوان “اليوم العالمى لحقوق الإنسان.. رؤية مصر من خلال الاستراتيجية الوطنية 2021/2026” بمشاركة طلبة وطالبات المعاهد وعدد من العاملين بالإدارة (ضباط – أفراد – موظفين مدنيين - جنود)، حاضر فيها نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس بمعاهد معاونى الأمن.
شهادات ومستندات.. سقوط عصابة تزوير المحررات الرسمية بالقليوبيةالقبض على شخصين هاربين من تنفيذ أحكام بقنا والإسماعيلية
تناولت الندوات عددًا من الموضوعات كان أبرزها "ملامح ومحددات الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 2021/2026 - دور وزارة الداخلية فى تنفيذها والجهود التى تبذلها الوزارة فى تطوير الخدمات الجماهيرية – المبادرات الإجتماعية والإنسانية التى تنظمها الوزارة – جهود الوزارة فى حماية الفئات الأولى بالرعاية – جهود الوزارة فى بناء وتعزيز قدرات رجال الشرطة لصون حقوق الإنسان".
يأتى ذلك فى إطار حرص وزارة الداخلية على توعية العناصر البشرية بجميع أجهزة وقطاعات الوزارة ، وتوفير جميع السُبل التى تساعد على تنمية قدراتهم التثقيفية.
وذلك فى إطار استراتيجية وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى تنمية وتطوير الجوانب المعرفية والعلمية والثقافية لدى أعضاء هيئة الشرطة لما لها من أثر بالغ فى تنمية الموارد البشرية والتى تُعد ركيزة أساسية من ركائز العمل الأمنى، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان.