مصلحة الضرائب تدشن العمل بالتحصيل الإلكتروني بنسبة 100 %
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
وفي التدشين استعرض رئيس المصلحة عبدالجبار أحمد، مراحل العمل بمشروع التحصيل الإلكتروني والجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية في مراقبة وتقييم النظام الإلكتروني وتهيئة العمل به بنسبة 100 بالمائة.
وأشار إلى أن التحصيل الالكتروني يسهل إجراءات عمليات السداد للمكلفين والتي لا تستغرق دقائق عبر تطبيق موبايل موني، بالإضافة إلى أن جميع الإجراءات والمعاملات الضريبية أصبحت متاحة إلكترونيا.
وأكد على ضرورة أن يواكب الجميع سواء موظفي الإدارة الضريبية أو المكلفين هذا التوجه خاصة أن مشروع التحصيل الإلكتروني يأتي في إطار توجهات الدولة نحو التحول الرقمي ترجمة لتوجيهات قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى.
ولفت رئيس المصلحة إلى أن اختيار الوقت للوصول بالتحصيل الإلكتروني إلى نسبة 100 بالمائة جاء وفق خطة مدروسة بعد حل كافة الاشكاليات المتعلقة بالنظام.. مشيدا بجهود الفريق الهندسي بالمصلحة وشركاء العمل من كاك بنك ووزارة المالية في إعداد هذا النظام الذي سيحد من سلبيات التحصيل اليدوي خاصة ما يتعلق بتراكم المدورات.
فيما أشاد نائب رئيس الغرفة التجارية بأمانة العاصمة محمد صلاح بهذه الخطوة الهادفة للتحول الرقمي لمختلف الإجراءات الضريبية لتسهيل حصول المكلفين على الخدمات.. مشيرا إلى أن السداد الإلكتروني يوفر الوقت والجهد على المكلفين ويعزز من علاقتهم مع الإدارة الضريبية.
بدوره أشار مدير ضرائب أمانة العاصمة سمير الحجري إلى أن تدشين خدمة السداد الإلكتروني يمثل قفزة نوعية في آلية تحصيل الضريبة.
حضر التدشين وكلاء المصلحة والرئيس التنفيذي لشركة تيليمن الدكتور علي نصاري، والمدير العام التنفيذي لشركة يمن موبايل عامر هزاع، ورئيس مجلس إدارة شركة كمران محمد الدولة.
إلى ذلك كرمت مصلحة الضرائب، الدفعة الأولى من مكلفي الضرائب الحاصلين على الامتيازات الذهبية ممن يتمتعون بسجلات مثالية في أداء الالتزامات الضريبية وحققوا تفاعلاً إيجابياً في استخدام تطبيقات الخدمات الضريبية الإلكترونية.
وفي التكريم أشار رئيس المصلحة عبد الجبار أحمد، إلى أن اهتمام المكلفين بالحصول على الامتيازات يجسد حرصهم على أداء الالتزامات الضريبية.
وأكد حرص المصلحة على توطيد العلاقة التشاركية مع مكلفي الضرائب ضمن المحددات المعلن عنها.. داعيا جميع مكلفي الضرائب إلى الانضمام للقائمة والحصول على الامتيازات الذهبية.
وخلال التكريم تم منح الدفعة الأولى من المكلفين البطاقة الضريبية الذهبية والتي بموجبها يتمتع المكلف بالعديد من المزايا، منها الحصول على البطاقة الضريبية الذهبية السنوية وقبول الإقرار الضريبي مالم تكن هناك مخاطر عالية وكذا التسريع في مراجعة الإقرار إذا وقع ضمن العينة المختارة في نظام تحليل المخاطر، وتأجيل ضريبة القيمة المضافة عن عمليات الاستيراد لثلاثة أشهر، وتأجيل فروق ضريبة الأرباح التجارية والصناعية وغيرها.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: التحصیل الإلکترونی إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل من مصلحة تونس تخريب العلاقة بينها وبين سوريا؟
لا يزال بعض التونسيين يشككون في عملية التغيير الكبرى التي تجري حاليا في سوريا، ومنهم من يعتقد بأن مؤامرة حيكت من قبل جهات متعددة للتخلص من بشار الأسد ونظامه. وأحيانا تقرأ مقالات وتطلع على بيانات وتستمع لتعليقات تصيبك بالدوار، وتستغرب قدرة البعض على الإغراق في الخيال إلى درجة تجاوز حدود اللامعقول. ولو طلع عليهم حاكم سوريا السابق، وأعلمهم بصحة الكثير مما قيل عنه وعن نظامه، لما صدقوه، ولحاولوا أن يعيدوه إلى رشده. حتى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لم تسلم من هذا المنزلق، وهو ما بدا واضحا في بيان صدر مؤخرا عن مجلسها الوطني، وحاول رئيسها "رفع الالتباس" للحد من خراب مالطا.
إنها حالة غريبة تكاد لا تصدق، وما يخشى أن يستمر هذا التوجس والتشكيك والخطاب العدائي الذي يستعمله البعض، فتزداد العلاقة بين التونسيين والسوريين تعقيدا، وتطول الجفوة بين شعبين ربطتهما علاقات جيدة منذ فترة طويلة.
حالة غريبة تكاد لا تصدق، وما يخشى أن يستمر هذا التوجس والتشكيك والخطاب العدائي الذي يستعمله البعض، فتزداد العلاقة بين التونسيين والسوريين تعقيدا، وتطول الجفوة بين شعبين ربطتهما علاقات جيدة منذ فترة طويلة
لا يزال مقر السفارة السورية بتونس ينتظر تعيين سفير جديد ليخلف السفير الذي كلفه الأسد قبل بضعة أشهر. ورغم أن وزارة الخارجية التونسية صححت موقفها بعد انحيازها الكامل لصالح النظام المنهار، واتهمت المعارضة بالإرهاب، لم يطرأ في هذا الملف تطورات جديد، واكتفت الجهات الرسمية بمتابعة الشأن السوري من خلال تقارير السفارة التونسية في دمشق. وبدا واضحا أن تونس حاليا ليس لها خيوط تربطها بأطراف سورية يمكن الاعتماد عليها لحماية مصالحها في المستقبل.
ومن المتوقع أن يتم خلال الأيام القادمة تعيين سفير جديد سيكون بالتأكيد تابعا لهيئة تحرير الشام أو قريب منها، وستكون السلطات التونسية مضطرة حسب التقاليد للتعامل معه من أجل تحسين العلاقات الثنائية وحماية مصالح البلدين. عندها لن تكون الأيديولوجية أو الانتماء السابق لأحمد الشرع إلى تنظيم القاعدة عائقا، وإنما ستعمل رغبة الطرفين على طي صفحة الماضي، وتعهد كل منهما بعدم التدخل في شؤون الآخر. لهذا سيبقى العديد من أولئك الذين يعزفون على وتر "الإرهاب القادم" من سوريا ‘لى تونس في حالة تسلل، أو يضعون أنفسهم في تعارض مع سياسة الدولة ومصالح تونس.
ليس القصد من هذا السياق لجم الصحفيين والسياسيين، ومنعهم من التطرق للملف السوري، فذلك أمر مشين لا ينصح به، ولكن المطلوب هو التعامل مع الحالة السورية بدون أفكار مسبقة. فسوريا تمر بظروف صعبة، وبقدر ما فيها من مخاطر وتحديات، هناك أيضا مؤشرات إيجابية عديدة وفي غاية الأهمية. من ذلك على سبيل المثال لا الحصر استقبال القائد العام للإدارة الجديدة فاروق الشرع، نائب الرئيس السابق بشار الأسد، ودعوته للمشاركة في الحوار الوطني، الذي سيحضره ممثلون عن مختلف مكونات الشعب السوري. والجميع يعرفون وزن فاروق الشرع، وأهمية مشاركته في الفترة الحساسة في لقاء سيحدد طبيعة المرحلة القادة من مستقبل سوريا.
وقد لقيت هذه المؤشرات استحسانا واسعا من قبل الكثيرين من داخل الشام ومن خارجه، فليس من المنطقي أن يتعمد بعض التونسيين رغم ذلك إلى حجب هذا الجانب المشرق من المشهد، ويواصلون الحديث عن الأوضاع السورية بنفس الأسلوب الشاذ والمحشو بكثير من الأخطاء والمغالطات. وبدل أن يراجع هؤلاء خطابهم السابق، يصرون على خلط الأوراق والمعلومات من أجل ضرب خصوم لهم في الداخل لا علاقة لهم بما يجري في دمشق.
سوريا تمر بظروف صعبة، وبقدر ما فيها من مخاطر وتحديات، هناك أيضا مؤشرات إيجابية عديدة وفي غاية الأهمية
فقصة التونسيين الذين باعوا أنفسهم لداعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة، لا يمكن اعتمادها لفهم الصراع الدائر في تونس بين السلطة ومعارضيها، أو لتلغيم العلاقات التونسية السورية التي يجب الدفع بها نحو الانفتاح والتعاون.. فهذه الورقة أصبحت محروقة وفاقدة للمصداقية وغير مقنعة، إذ هناك متغيرات تثبت العكس تماما. فالعداء أصبح مستحكما بين هذه الجماعات وبين "هيئة تحرير الشام"، ولا يوجد مؤشر واحد يؤكد وجود خطة لدى القيادة السورية الحالية تهدف إلى الإضرار بتونس ومصالحها، هذه فكرة وهمية يجب طردها من الأذهان وعدم التأسيس عليها.
فاستقبال السفير السوري الجديد في الدوحة لممثل حركة النهضة يجب ألا يفهم بكونه عملا عدائيا ضد النظام التونسي، وإنما يمكن تفسيره بكونه انفتاح من قبل السلطة الجديدة في دمشق على مختلف الدول والحركات، خاصة تلك التي أيدت ما حدث ووصفته بالثورة المباركة مثلما فعل راشد الغنوشي في رسالة التهنئة، بل ذهب إلى أكثر من ذلك عندما تحدث عن أحمد الشرع باعتباره "القائد الصامد". لكن مع ذلك، لم يصدر بيان من شأنه أن يمس من تونس ومن أمنها القومي، إذ سبق لأحمد الشرع أن استقبل مسؤولا تركيا رفيع المستوى، وكان مصحوبا بشخصية من مصر محكوم عليها بالإعدام، ومع ذلك اكتفت القاهرة بتسجيل الحدث دون أن تجعل منه قضية لإحداث أزمة دبلوماسية مع السلطات السورية الجديدة، خاصة وقد سبق لأحمد الشرع أن قال في تصريح له إن الثورة السورية انتهت و"لن نسمح بتصديرها".
يجب بناء الثقة بين تونس وسوريا، دون أن يعني ذلك التخلي عن الحذر وعدم الانتباه لم قد يحدث في الطريق. يقول المثل التونسي "اقرأ سورة ياسين وأمسك بيدك حجرا "، فالشام بلد عزيز على قلوب التونسيين.