دروس المقاومة وإذلال الاحتلال
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
ثلاثة أشهر كانت كفيلة لإيقاظ عالم القطب الواحد من سباته، بعد أن شاهدوا من يفقدون عائلاتهم ومنازلهم ووظائفهم ولسان حالهم هو الشكر والرضا بقضائه والثناء على المقاومة وتعليق الأمل عليها فى دحر العدو الغاشم. ثلاثة أشهر من الدروس المتنوعة التى استطاعت المقاومة الفلسطينية الباسلة أن تلقنها للجميع، ثبات فى الميادين منذ بداية الحرب البرية وتوثيق لكل عملية تقوم بها ولكل آلية قامت بتدميرها، شجاعة فى المواجهات من خلال ضرباتها الموجعة، باعتراف جنود الاحتلال الذين تمردوا على القتال والخوف من مواجهة جنود المقاومة البواسل، ووسط هذا كله يتلقى المقاومون أخبارا موجعة بهدم منازلهم ومقتل عائلاتهم بهجمات جوية بربرية للنيل من عزيمتهم وكسر شوكتهم وكبريائهم، ولكن هيهات هيهات ما بين ثبات الجبال وهراء الجيش المغرور الذى لا يقهر وفرار جنوده وصراخهم وإصابتهم بحالات نفسية تجعلهم يرفضون الخدمة فى عصابات الاحتلال.
المقاومة الباسلة أرسلت للعالم أجمع رسائل هامة، مفادها الصدق فى السلم والهدنة، والصدق فى نقل الصورة الحية وتوثيقها فى الحرب، والحرص على دقة البيانات العسكرية المصحوبة بالصوت والصورة، والإعلان عن تدمير الآليات العسكرية تدميرا كليا أو جزئيا، والتحديث المستمر لأسلحته المحلية سواء الياسين ١٠٥ أو بندقية القسام أو قنبلة شواظ التى تلصق على الآليات بواسطة الأفراد الانتحاريين، كما بدا أمام عدسات المصورين كيف كانوا ولا يزالون يعاملون الأسرى الذين لم يستطيعوا إخفاء مشاعرهم الطيبة وقبلاتهم الحارة تجاه المجاهدين المسئولين عن الأسر، والذين لم يتركوهم إلا فى صحبة الصليب الأحمر، اجتمعت هذه الرسائل وغيرها من البطولات التى يصعب على الكليات والجامعات العسكرية تصديقها كالمسافة صفر، وتصنيع الأسلحة داخل خنادق فشلت إسرائيل على مدار ثلاثة أشهر فى معرفة بدايتها أو خرائطها، كما أيقن قادة الجيوش أن هؤلاء الجند منصورون بقوة خفية، أيقنوا بعدها أنها لملائكة من السماء نزلوا إلى الأرض لمؤازرتهم، لذلك صدقتها شعوب الدنيا بأكملها، وتظاهرت ضد أنظمتها، وتعاطفت معها وارتدت الكوفية الفلسطينية وتغنت بأمجادها وضرباتها الموجعة للكيان المتغطرس، وأصبحت أمريكا وحلفاؤها ينتظرون البيان العسكرى الذى يبثه الناطق باسم القسام أبوعبيدة، والذى يصدقه الشعب الإسرائيلى ويثق فى وعوده وعهوده ودقة بياناته، فى نفس الوقت الذى يتهمون فيه قيادتهم العسكرية بالكذب والفشل وتعريض حياة الأسرى والجنود للموت المؤكد، وهو ما جعل المتغطرس نتنياهو سحب الألوية من قطاع غزة بحجة إنقاذ الاقتصاد الإسرائيلى، ولكن الحقيقة هو إنقاذ حياتهم من الموت الزؤام على أيدى المقاومة الباسلة، التى أذهلت العالم ولازالت رسائلها تصل بكل المعانى وكل اللغات إلى كافة شعوب الدنيا ولا زلنا فى رصدها فى مقالات أخرى قادمة إن كان فى العمر بقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق يوسف المقاومة الفلسطينية قطاع غزة الاقتصاد الإسرائيلي أبوعبيدة
إقرأ أيضاً:
باحثة: إسرائيل ستستغل الهدنة لاستئناف العمليات العسكرية للقضاء على المقاومة
قالت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، إنه فيما يتعلق بمسألة الأسرى، فإن إن إسرائيل قد تستخدم الهدنة الحالية لإطلاق الرهائن، لكنها ستستغلها لاحقًا لاستئناف العمليات الأمنية والعسكرية في غزة للقضاء على المقاومة الفلسطينية.
وأوضحت في مداخلة هاتفية مع نهاد سمير وأحمد دياب ببرنامج «صباح البلد» المذاع عبر قناة صدى البلد، أن هذه العمليات تسعى إلى تدمير البنية التحتية وتعزيز سياسات التهجير التي تترك المواطن الفلسطيني أمام تحديات تعليم أطفاله أو إيجاد فرص مستقبلية.
أما عن تكلفة إعادة إعمار القطاع، أوضحت حداد أن عملية التعافي المبكر ستحتاج إلى عامين بتكلفة تقدر بنحو 30 مليار دولار، بينما تتطلب عملية التعافي الشامل حوالي 80 مليار دولار على مدار 10 سنوات.