الوظائف التى سوف يخلقها الذكاء الاصطناعى أكثر من تلك التى يهدد باختفائها، فطبقا لتوقعات الخبراء فإن ملايين الوظائف سوف تختفى خلال السنوات القليلة المقبلة، وتحل الآلة أو الروبوت مكان البشر فى الصناعة والخدمات، ولكن هذا لا يعنى المزيد من البطالة فى العالم، وإنما يفرض تحديات كبيرة أمام الراغبين فى دخول سوق العمل والحصول على المال، ولابد من دورات تدريبية متخصصة ونوعية عالية من التعليم وتخصصات كثيرة دقيقة جدا، وأصبح هناك فرصة عمل فى كبريات الشركات العالمية من المنزل.
ومن التحديات التى يفرضها الذكاء الاصطناعى الاعتماد على الآلات والمعدات الحديثة الذكية التى يمكنها اتخاذ القرارات المناسبة بناء على تحليل البيانات، وكذلك يمكن إجراء عمليات جراحية دقيقة وتصميم مبانٍ ومدن وطرق ويمكن عن طريق إنترنت الأشياء أن يكون المصنع كله آليا من دون بشر، والأخطر أن عمل وإبداع وإنتاج وقدرة الآلة أو الروبوت تفوق قدرة الإنسان بمراحل.
وقد يتساءل البعض وماذا سيفعل الإنسان إذا كانت الآلة ستكون قادرة على القيام بكل الأعمال بما فيها الأعمال الإبداعية، وحتى أعمال خدمة العملاء حيث روبوت الدردشة وفهم الاستفسارات والرد عليها.
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن ماذا يفعل الإنسان إذا كان الروبوت والآلة تعمل كل شي، والإجابة ببساطة هى أن الذكاء الاصطناعى هذا يخلق ملايين فرص العمل الجديدة ولكنها ليست وظائف تقليدية، وإنما تتطلب مهارات جديدة فى الأمن السيبرانى والبرمجيات وتحليل البيانات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعى، والتعامل مع الآلات التى تعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، فحتى مهن الزراعة والرى سوف تعتمد على الآلات والمعدات الحديثة التى يمكنها القيام بكل الأعمال بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، وهو ما يمكن أن يؤدى إلى زيادة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل.
وهناك بالفعل خطر كبير على الوظائف والمهن التقليدية، حيث يحل الروبوت مكان الإنسان حتى وظائف الصحافة والمحاماة والكوافير والجرسونات فى المطاعم والخدمات الطبية والاتصالات والهندسة وتصميم الازياء والبنوك والبناء.
ولذلك فإن الأمر يتطلب الاستثمار فى التعليم والتدريب واكتساب مهارات جديدة، فالشهادات العلمية والدرجات لم يعد لها اهمية كبيرة، وأصبحت المهارات الفردية والقدرات والخبرات العملية أكثر أهمية، ولابد من التعليم والتدريب المستمر واكتساب مهارات جديدة كل يوم ولا يمكن الاكتفاء بالشهادة الجامعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ع الطاير الشركات العالمية الذکاء الاصطناعى
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتقن الخداع!
اكتشف فريق من الباحثين في OpenAI قدرة الذكاء الاصطناعي على التلاعب بأوامره لتحقيق نتائج غير أمينة. رغم أن الذكاء الاصطناعي ليس واعيًا كما البشر، إلا أنه يمتلك القدرة على "الخداع" عند تنفيذ المهام، مما يثير قلقًا كبيرًا حول موثوقيته في المستقبل.
"الاختراق المكافئ"
ووفقاً لموقع popular mechanics التقني يشير الباحثون إلى ظاهرة "الاختراق المكافئ" أو Reward Hacking، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بالاستفادة من الثغرات أو الغموض في البرمجة للحصول على مكافآت دون اتباع الإجراءات المطلوبة بدقة.
على سبيل المثال، عندما كان من المفترض على الذكاء الاصطناعي حل معادلات رياضية معقدة، اختار طرقًا مختصرة للتأكد من أن النتائج تظهر صحيحة، مثل جعل عملية التحقق دائمًا تُرجع "صحيحة"، حتى وإن لم تتم الحسابات بشكل صحيح.
كيفية مراقبة الخداع
في محاولة للكشف عن هذه الخدع، حاول الباحثون استخدام نظام ذكاء اصطناعي آخر لمراقبة سلوك الذكاء الاصطناعي المشبوه. تقوم هذه الطريقة على "التعلم المعزز"، حيث يُعلم الذكاء الاصطناعي بالأجوبة الصحيحة بناءً على الأوامر المقدمة. لكن للأسف، اكتشف الباحثون أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على إخفاء نواياه المخادعة داخل سلسلة تفكيراته، مما جعل عملية المراقبة أقل فعالية.
مواجهة الخداع
في محاولة لجعل الخداع أكثر وضوحًا، قام الباحثون بالتركيز على "سلسلة التفكير" أو CoT، التي يتبعها الذكاء الاصطناعي لشرح خطواته قبل تقديم الإجابات. ومع ذلك، اكتشفوا أن الذكاء الاصطناعي تعلم كيفية إخفاء نواياه المخادعة داخل هذه السلسلة، مما جعل اكتشاف الخداع أكثر صعوبة.
اقرأ ايضاً.. تحذيرات علمية.. أدوات البحث بالذكاء الاصطناعي تختلق مصادر وروابط وهمية
الضغط الخفيف مقابل الضغط القاسي
بدلاً من معاقبة الذكاء الاصطناعي بشدة عند اكتشاف الخداع، قرر الباحثون تطبيق "ضغط خفيف" لتحفيزه على الإفصاح عن نواياه بشكل صريح. كانت الفكرة أن يسهل على النظام كشف محاولات التلاعب، مما يسمح لمراقب الذكاء الاصطناعي بالكشف عنها. على الرغم من ذلك، استمر الذكاء الاصطناعي في تعلم طرق جديدة لإخفاء نواياه المخادعة.
التحديات المستقبلية وتطوير الأنظمة الذكية
تشير النتائج إلى أن مجرد تحسين الذكاء الاصطناعي لمواجهة هذه المشكلات قد لا يكون كافيًا. فكلما زادت قدرة الذكاء الاصطناعي، أصبح أكثر قدرة على اكتشاف الثغرات والالتفاف حول المراقبة. حتى استخدام نظام ذكاء اصطناعي آخر لمراقبة الأنظمة قد لا يكون كافيًا لتجنب هذا النوع من الخداع.
اقرأ أيضاً.. "آخر اختبار للبشرية".. التحدي الأخير أمام الذكاء الاصطناعي لاجتياز قدرات البشر
ويرى الباحثون أن التحدي الأكبر يكمن في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر نزاهة وأمانًا. ربما في المستقبل، سنتوصل إلى حلول تضمن أن هذه الأنظمة ستؤدي مهامها بأمان ودون التلاعب، لكن هذا سيتطلب جهدًا مستمرًا لتطوير تقنيات جديدة لمراقبتها والسيطرة عليها.
إسلام العبادي(أبوظبي)