والي الخرطوم يتحدث عن خُطة ما بعد الحرب
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
رصد – نبض السودان
أكد والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة أن مرحلة ما بعد الحرب تحتاج الى إعادة النظر في خطة تأمين الولاية والدولة والشرطة تنتظرها تحديات كبيرة.
وطالب الوالي خلال زيارته لمقر الشرطة بمحلية كرري وتقديم التهاني بالذكرى ٦٨ للاستقلال المجيد وتدشين عدد من المتحركات الجديدة لدعم أسطول الشرطة في بسط الأمن وذلك بحضور الفريق شرطة دكتور إبراهيم شمين
وطالب الوالي برفع الحس الامني لمجابهة التكتيكات التي تتبعها المليشيا من فترة لاخرى وحذر من التراخي في ضبط التحركات المشبوهة والظواهر السالبة كما ان معتادي الاجرام الذين اطلقت سراحهم المليشيا مقابل اطلاق يدهم في اعمال القتل والنهب اصبحوا وقود للمليشيا في ضرب المواطنين الآمنين غير أن المواطن أختار آليته لمجابهة المليشيا عبر النفرة الشعبية مؤكدا دعم الولاية وسندها للقوات المسلحة وكل الأجهزة النظامية التي تحقق يوميا تقدما ملحوظا في دحر المليشيا.
وقال الوالي أن الارتكازات والاطواف المشتركة حققت انجازات كبيرة وسنوفر لها الدعم.
واضاف الوالي جئنا لنقدم التهنئة بذكري الاستقلال وحيا الرعيل الاول من الشرطة وعلى رأسهم أمين أحمد حسين أول سوداني بعد السودنة تولى منصب المدير العام للشرطة ومضى قائلا الشرطة تحتاج الى الدعم المعنوي والمادي واللوجستي بدأنا قبل الحرب دعم الشرطة لمجابهة المهددات الامنية ولعبت الخطة وقتها دورا كبيرا في الحد من الجريمة والقبض على المجرمين في ولاية الخرطوم التي وصل سكانها حوالي ١٥ مليون نسمة.
الفريق شمين قال أننا نستقبل العام الجديد وفي القلب حسرة على حال الوطن بفعل ما قامت به المليشيا المتمردة نسأل الله أن يقوينا لنحقق النصر المؤزر مشيدا بافراد شرطة محلية كرري الذين ظلوا صامدين مع المواطنين وقدموا أداءً متميزا والشرطة اعادت ترتيب اوضاعها وحققت الانتشار وستستمر حتى تحرير البلاد من دنس المتمردين مشيرا الى أن ولاية الخرطوم في الصفوف الامامية وهناك عدد من المستنفرين موجودين في صفوف المقاومة التي اربكت العدو نحن موعودين بنصر قريب ويعود المواطن عزيزا مكرما.
اللواء دفع الله طه عبدالله مدير شرطة محلية كرري قال ان شرطة كرري أصبحت تتحمل عبئا كبيرا بعد أن تضاعف سكانها عددا من المرات مما يحتم علينا اليقظة والانتشار لبسط الأمن وتطرق للخطط التي يجري تنفيذها في هذا الصدد.
فيما شملت زيارة الوالي متحرك اسود العرين لمكافحة الارهاب وقال قائد المتحرك أنهم يعملون يداً واحدة مع كل القوات والآن نتقدم كل يوم لتحقيق النصر الكامل للقضاء على هؤلاء المجرمين القتلة.
والي الخرطوم اشاد بمنسوبي هيئة العمليات التي اصبحت الزراع القوي وقال اننا معكم في الصفوف الامامية
نثمن ونقدر التضحيات الكبيرة التي تقومون بها وطالب بضرورة تنسيق الجهود لرصد المعلومات عن تحركات العدو في المناطق الآمنة يحب علينا أن نكون على اهبة الجاهزية لمجابهة تحديات هذه المرحلة حتى نتمكن من دحر العدو ومعاونوه بعد أن اصبحت الحرب على المواطن السوداني لها اهداف واطماع من قوى الشر التي تسعى لاحلال المواطن السوداني بالغزاة الجدد الذين لا دين ولا اخلاق لهم.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الخرطوم خطة عن والي يتحدث
إقرأ أيضاً:
رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
رشا عوض
إنها قوانين متواترة في الاجتماع السياسي بكل أسف!
الحركات الفاشية تظن أن استعبادها المستدام للشعوب بواسطة القوة العسكرية هو قانون طبيعي لا يناقش ناهيك عن المطالبة بتغييره!
عندما تتزاوج الفاشية الدينية مع الفاشية العسكرية كحال المنظومة الكيزانية يصبح التمسك بنظام الاستعباد أكثر شراسة كما نرى في هذه الحرب!
الذي جعل هذه الحرب القذرة حتمية هو إصرار الكيزان على استدامة استعبادهم للشعب السوداني عبر القوة العسكرية الأمنية ممثلة في الأخطبوط الأمنوعسكري بأذرعه المتعددة: جيش ودفاع شعبي وكتائب ظل وأمن رسمي أمن شعبي واحتياطي مركزي ووووووووووو
ظنوا أن العقبة الوحيدة أمام هيمنتهم العسكرية هي الدعم السريع، غرورهم وحساباتهم الرغائبية التي زادتها الأطماع وتضليل دوائر إقليمية خبيثة، كل ذلك جعلهم يظنون أن ضربة عسكرية خاطفة وقاضية تدمر الدعم السريع في سويعات أو أسبوع أسبوعين ممكنة!
ولكن هل يعقل أن الكيزان لم يضعوا احتمال أن الحرب يمكن أن تطول وتدمر البلاد؟
مؤكد ناقشوا هذا الاحتمال ولكن ذلك لن يجعلهم يترددوا في الحرب! لأن التضحية بالسلطة الاستبدادية المحمية بالقوة العسكرية غير واردة مطلقا، والخيار الافضل حال فشلت الحرب في إعادتهم إلى السلطة والتحكم في السودان كاملا هو تقسيم السودان وتقزيمه أرضا وشعبا إلى المقاس المناسب لقدرتهم على التحكم! وإن لم ينجحوا في ذلك فلا مانع من إغراق البلاد في حرب أهلية طويلة تؤدي إلى تدمير السودان وتفتيته وطي صفحته كدولة (يا سودان بي فهمنا يا ما في سودان) كما قال قائلهم!
الانعتاق من استعباد الكيزان مستحيل دون تجريدهم من قوتهم العسكرية! لن يتنازلوا عن السلطة الاستبدادية إلا إذا فقدوا أدواتها! لن يكفوا عن نهش لحم الشعب السوداني إلا إذا فقدوا أنيابهم ومخالبهم!
وحتما سيفقدونها!
لأن المنظومة الأمنية العسكرية التي راهنوا عليها أصابها ما يشبه المرض المناعي الذي يصيب جسم الإنسان، فيجعل جهاز المناعة يهاجم أعضاء الجسم الحيوية ويدمرها إلى أن يقضي على الجسم نهائيا!
الدعم السريع الذي يقاتل الجيش وكتائب الكيزان كان ذراعا باطشا من أذرع المنظومة الأمنية العسكرية الكيزانية حتى عام ٢٠١٨، وحتى بعد الثورة لم يكف الكيزان عن مغازلته ولم يقطعوا العشم في احتوائه! ولكنه “شب عن الطوق” فأرادوا ترويضه بحرب خاطفة والنتيجة ماثلة أمامنا!
المرض المناعي ليس فقط مهاجمة الدعم السريع للجيش والكتائب! بل المنظومة الأمنية نفسها انقسمت بين الطرفين ومعلومات التنظيم الكيزاني والدولة السودانية بيعت في سوق النخاسة المخابراتية الإقليمية والدولية والنتيجة هي واقع الهوان والهشاشة الماثل الذي لا يبشر بأي نصر عسكري حاسم في المدى المنظور!
المؤلم في كل ذلك هو أن المواطن السوداني البريء هو الذي يدفع الثمن الأكبر في هذه الحرب القذرة قتلا واعتقالا وتعذيبا وسلبا ونهبا وتشريدا وجوعا ومهانة في حرب صراع السلطة لا حرب الكرامة ولا حرب الديمقراطية كما يزعمون.
هذه الحرب هي عملية تفكك مشروع الاستبداد العسكر كيزاني وانشطار نواته المركزية عبر مرض مناعي أصاب منظومته الأمنية والعسكرية نتيجة تراكمات الفساد وغياب الحد الأدنى من الكفاءة السياسية والأخلاقية المطلوبة للحفاظ ليس على الدولة والشعب، فهذا خارج الحسابات منذ أمد بعيد، بل من أجل الحفاظ على النظام الفاسد نفسه!! حتى عصابات تجارة المخدرات تحتاج إلى قدر من الأخلاق والانضباط بين أفرادها للحفاظ على أمن العصابة وفاعليتها!! هذا القدر افتقده نظام الكيزان!!
ومع ذلك يرفعون حاجب الدهشة ويستغربون سقوط نظامهم صبيحة الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩ !!
يعاقبون الشعب السوداني بهذه الحرب على ثورته ضدهم!!
يعاقبونه على أنه أكرم جنازة مشروعهم منتهي الصلاحية بالدفن لأن إكرام الميت دفنه!!
تفادي الحرب بمنطق البشر الأسوياء عقليا واخلاقيا لم يكن مستحيلا، وهو الهدف الذي سعت إليه القوى المدنية الديمقراطية بإخلاص ولكن الكيزان اختاروا طريق الحرب مع سبق الاصرار والترصد! وفرضوه على البلاد فرضا!
المصلحة السياسية الراجحة للقوى السياسية المدنية هي استبعاد البندقية كرافعة سياسية لأنها ببساطة لا تمتلك جيوشا ولا بنادق!!
والتضليل الفاجر بأن هذه القوى المدنية متحالفة مع الدعم السريع لاستغلال بندقيته كرافعة سياسية لا ينطلي على عاقل! بندقية الدعم السريع التي تمردت على صانعيها هل يعقل أن تضع نفسها تحت إمرة مدنيين عزل يرفعون راية الجيش المهني القومي الواحد وإنهاء تعدد الجيوش!
الحرب ليست خيارنا وضد مصالحنا! اشتعلت غصبا عنا كمواطنين وكقوى مدنية ديمقراطية سلمية ومسالمة!!
الحرب قهرتنا وأحزنتنا وأفقرتنا وفجعتنا في أعز الناس وأكرمهم، ومنذ يومها الاول لم نتمنى شيئا سوى توقفها وعودة العقل لمشعليها ولكن ذهبت امنياتنا ادراج الرياح!
ليس أمامنا سوى مواصلة مساعي السلام، والتماس العزاء في أن قسوة هذه الحرب وجراحها المؤلمة ونزيف الدم الغزير الذي روى أرض الوطن ربما نتج عنه “فصد السم” الذي حقنه نظام الكيزان في شرايين الوطن على مدى ثلاثة عقود!
إخراج السموم من جسد الأوطان عملية شاقة ومؤلمة!!
تمنينا أن يتعافى جسد الوطن من سموم الاستبداد والفساد والفتن العنصرية بالتدريج وبأدوات نظيفة ورحيمة وعقلانية عبر مشروع انتقال مدني ديمقراطي سلمي يفتح للبلاد طريقا لعهد جديد يضعها في خانة القابلية للتغيير والحياة المستقرة!
الكيزان أشعلوا الحرب ضد تعافي جسد الوطن من سمومهم! أشعلوها لإعادة الوطن إلى حظيرتهم البائسة! يظنون أن عجلة التاريخ يمكن أن تدور إلى الخلف!
ربما تكون نتيجة هذه الحرب على عكس ما أرادوا وخططوا!! فتفصد السم الزعاف بآلام مبرحة ولكن بشفاء كامل!!
أليست المزايا في طي البلايا والمنن في طي المحن!
ألم يسخر كتاب الله من المجرمين والظالمين على مر العصور “يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
الوسومالدعم السريع ثورة ديمسبر حرب الكيزان