مخاطر أمنية واقتصادية.. تفاصيل خطة إسرائيلية لـاستبدال العمال الفلسطينيين
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
أفادت تقارير إسرائيلية بأن الحكومة تنوي الاستغناء عن آلاف العمال الفلسطينيين الذين قيدت دخولهم إسرائيل بعد هجوم حماس والاستعانة بنحو 80 ألف عامل أجنبي، مما أثار مخاوف بشأن حقوق العمالة الفلسطينية وما تنطوي عليه هذه الخطوة من مخاطر أمنية واقتصادية، وكذلك أثار مخاوف تتعلق أيضا بحقوق العمال الأجانب.
وتأتي تلك التقارير الواردة بينما يعيش الاقتصاد الإسرائيلي على وقع نقص حاد في العمالة وضعف الإنتاج منذ بدء الحرب التي تلت هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 في إسرائيل.
وبموجب الخطة المعلنة، قالت "تايمز أوف إسرائيل"، إن الحكومة تدرس استقدام أكثر من 80 ألف عامل، معظمهم من آسيا، لشغل وظائف في قطاعي البناء والزراعة، التي يشغلها عادة الفلسطينيون.
وقبل هجوم حماس، كان لدى 150 ألف فلسطيني من الضفة الغربية و18.5 ألف آخرين من قطاع غزة تصاريح لدخول إسرائيل للعمل، وفقا لوحدة تنسيق الأعمال الحكومية في المناطق، قبل أن يتم تقييد دخولهم.
وفرضت إسرائيل قيودا صارمة على دخول الفلسطينيين بعد هجمات حماس، وغادر الآلاف من عمال المزارع الأجانب في جنوب إسرائيل.
وأوردت "تايمز أوف إسرائيل" أن الخطة الجديدة وافق عليها وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، ومن المقرر أن تناقشها الحكومة، في غضون أسبوعين، على أن يلي ذك التصويت عليها.
ووفقا للتقرير، تعتزم الحكومة أيضا تحفيز الإسرائيليين على العمل في البناء والزراعة، فضلا عن تعزيز التقنيات التي تقلل عدد العاملين في هذه المجالات.
ونقلت عن هيئة البث العامة للبث "مكان" أن الاقتراح الحكومي يتضمن دخول عمال من سريلانكا، والصين، والهند، وتايلاند، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه العمالة ستكون قادرة على سد الفجوة في نقض العمال حاليا.
وقال راؤول سارغو، رئيس جمعية بناة إسرائيل، أمام لجنة في الكنيست يوم 25 ديسمبر: "نحن في حالة يرثى لها للغاية.. الصناعة في حالة جمود تام ولا تنتج سوى 30 في المئة فقط. 50 في المئة من المواقع مغلقة وهناك تأثير على الاقتصاد الإسرائيلي وسوق الإسكان".
وفي منتصف ديسمبر، قال الجيش الإسرائيلي إن ما بين 8 آلاف و10 آلاف عامل فلسطيني من الضفة الغربية قد يعودون قريبا إلى وظائفهم في المستوطنات والشركات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومع ذلك، أرجأ مجلس الوزراء الأمني التصويت على اقتراح يسمح للعمال الفلسطينيين بدخول إسرائيل من الضفة الغربية للعمل.
ولم يطرح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو القضية للتصويت بسبب خلافات مع وزراء الحكومة الأمنية، وفق جيروزاليم بوست.
ويهدف الاقتراح الجدد، وفق "تايمز أوف إسرائيل"، إلى درء التهديدات الأمنية التي تتعلق بدخول الفلسطينيين، لكنه ينطوي على خطر تأجيج الغضب في الضفة الغربية وإزالة ما يعتبره العديد من صناع السياسات صماما اقتصاديا في وجه الإرهاب.
ويرى المؤيدون للسماح بعمل الفلسطينيين أن أجور هؤلاء العمال تساعد في دعم الاقتصاد الفلسطيني المتعثر وتقلل دوافع شن هجمات.
تأثير هائل على الفلسطينيينوفي اجتماع بالكنيست في 25 ديسمبر، تمت الإشارة إلى أن تكلفة الاستمرار في حظر العمال الفلسطينيين قد تصل إلى 3 مليارات شيقل (830 مليون دولار) شهريا.
وقال سعيد عمران، مسؤول الإعلام في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين لجيروزاليم بوست عن توظيف عمال أجانب: "هذه مسألة خطيرة"، مشيرا إلى أن توظيف عشرات الآلاف من الأجانب سيستغرق وقتا: "كيف سيحصلون عليهم بهذه السرعة؟"
وقالت منظمة "كاف لا أوفيد" الإسرائيلية لحقوق العمال: "لم يتمكن العمال الفلسطينيون في الضفة الغربية من الوصول إلى أماكن عملهم لأكثر من شهر، مما تركهم من دون رواتب".
وجاء في صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية: "لا يستطيع حوالي 100 ألف عامل فلسطيني العمل في إسرائيل ويُتركون دون أي دخل أو شبكة أمان اجتماعي. وقد تكون التداعيات على الاقتصاد الفلسطيني صعبة للغاية، ولن يتوقف الضرر داخل الخط الأخضر".
وأضاف التقرير: "يزداد الوضع خطورة في ظل عدم حصول بعضهم على راتب شهر سبتمبر حتى الآن.. تستمر الحرب، وليس من المعروف ما إذا كان سيتم السماح لهم بدخول إسرائيل والعودة إلى وظائفهم؟ أو متى"؟
ونقلت منظمة "كاف لا أوفيد" دعوة جمعيات عمالية إسرائيلية إلى السماح لهؤلاء المتضررين بالحصول على دفعة مالية لمرة واحدة من صندوق معاشات العمال لتوفير بعض الدعم المالي.
وجاء في بيان لسلطة السكان والهجرة ردا على هذه الدعوة: "كقاعدة عامة، يجوز للعمال الفلسطينيين الذين يعملون بشكل قانوني.. تقديم طلبات للسحب المبكر لصناديق التقاعد"، لكنها حذرت من أن "السحب المبكر للأموال" ستكون له أضرار مالية على هؤلاء.
وتأتي هذه التقارير في ضوء الوضعي الاقتصادي الصعب في إسرئيل مع نقص العمالة.
ووفقا لمسح أجرته جمعية المصنعين الإسرائيلية عن تأثير الأسابيع الستة الأولى من الحرب، انخفضت نسبة المصانع التي توقفت عن العمل من 29 في المئة في الأسبوع الأول من القتال، إلى 6 في المئة في الأسبوع الرابع، و1 في المئة في السادس.
واستدعى الجيش الإسرائيلي أكثر من 350 ألف جندي احتياط، وفي الوقت ذاته، أدى استمرار الحرب في غزة وتبادل القصف بين إسرئيل وحزب الله إلى نزوح ما يصل إل 200 ألف شخص، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
ونتيجة لذلك، فإن حوالي 765 ألف إسرائيلي، مما يمثل 19 في المئة من إجمالي القوى العاملة، يتغيبون عن العمل، وفقا لتقرير وزارة العمل الصادر في 13 نوفمبر.
وأدى غياب العمال، من جنود الاحتياط، والذين تم إجلاؤهم من منازلهم بالقرب من الحدود، والمضطرين لرعاية أطفالهم لأن المدارس تعمل بشكل جزئي، إلى فرض ضغط كبير على قطاع الصناعة، على الرغم من بعض التحسن مؤخرا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تسريح بعض جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لمحاربة حماس في غزة، وهي خطوة قال إنها ستساعد الاقتصاد في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لحرب طويلة الأمد.
ويخشى خبراء في مجال حقوق الإنسان من أن المقترحات الجديدة بشأن استقدام عمال أجانب ستعرضهم لخطر الاستغلال بينما تسعى إسرائيل إلى سد الفجوة.
وقال الخبير الحقوقي، نيك ماكغيهان لـ"سي بي سي": "هذا الوضع هو العاصفة الكاملة، لأن إسرائيل في حاجة ماسة إلى العمال، وتريد الحصول عليهم بسعر رخيص وتريد الحصول عليهم بسهولة.. وستكون هناك دول لا تمانع في إرسال عمالها دون طرح أي أسئلة".
مخاوف أخرىوتعتمد بعض القطاعات الإسرائيلية على العمال الأجانب من بلدان أخرى للحفاظ على القوة العاملة في البناء والزراعة لأنهم يحصلون على وظائف صعبة ومنخفضة الأجر ولا يريد شغلها العمال المحليون.
وبدأت إسرائيل في توظيف عمال لهذه الأعمال في التسعينيات ليحلوا محل الفلسطينيين.
وقالت آسيا لاديجينسكايا، المتحدثة باسم كاف لا أوفيد : "أدركت إسرائيل مدى ملاءمة الأمر لأن عمالها الذين يأتون لفترة محدودة، يحصلون على الحد الأدنى للأجور، كما أن أماكن إقامتهم رخيصة للغاية لأنهم يعيشون في مساكن فقيرة، ويعملون لأيام طويلة".
ووفقا للحكومة الإسرائيلية، كان هناك ما يقرب من 30 ألف عامل تايلاندي في إسرائيل قبل هجوم حماس، وقدرت الحكومة الإسرائيلية أن 10 آلاف عامل زراعي غادروا البلاد منذ ذلك الحين، في حين فقد نحو 120 ألف فلسطيني وظائفهم بأعمال البناء الإسرائيلية.
وقالت لاديجينسكايا إن المتطوعين يساعدون المجتمعات الزراعية أو الكيبوتسات القريبة من قطاع غزة، لكن أعمال البناء تعطلت بسبب فقدان الكثير من الأيدي العاملة.
وقالت جمعية البناء الإسرائيلية، في بيان، إنها تأمل في جلب ما يصل إلى 100 ألف عامل من الهند إلى البلاد ليحلوا محل الفلسطينيين الذين ألغيت تصاريحهم الإسرائيلية.
ويعتقد ميشيل ستراتشينسكي، أستاذ الاقتصاد في الجامعة العبرية في القدس، أن الحكومة ستتحرك بسرعة لسد الثغرات.
وقال وزير حكومي لرويترز إن سريلانكا تخطط لإرسال 10 آلاف عامل إلى قطاع البناء الإسرائيلي، وهم جزء من مجموعة أكبر تضم 20 ألف عامل، بما في ذلك عمال المزارع.
ولم تستجب وزارة الخارجية الإسرائيلية وسلطة السكان والهجرة، ووحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوكالة الحكومية التي تشرف على تصاريح الدخول، لطلبات للتعليق أرسلتها صحيفة جيوزاليم بوست.
لكن المتحدثة باسم كاف لا أوفيد قالت إن التوظيف الجماعي للعمال الأجانب في وقت قصير خلال فترة الحرب قد يهدد حقوقهم. وأضافت "إنهم يريدون جلب هذا العدد الكبير من الأشخاص دون أن يكونوا مستعدين".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: تایمز أوف إسرائیل الضفة الغربیة هجوم حماس ألف عامل فی المئة
إقرأ أيضاً:
خمسة ضمانات جديدة في عقود العمل.. تعرف على تفاصيل قانون العمل بعد إقراره
وضع مشروع قانون العمل الجديد خمس ضمانات جديدة في عقود العمل وذلك لحماية العمال.
وأقر مجلس النواب مشروع قانون العمل الجديد نهائيا، والذي حدد معايير واضحة لعقود العمل، إذ يلزم أصحاب الأعمال بضرورة توثيق البنود الأساسية التي تضمن حقوق العمال وتحفظ حقوق أصحاب العمل، بما يحقق التوازن في العلاقة التعاقدية بين الطرفين.
وحدد مشروع القانون الجديد 5 بنود رئيسية يجب أن يتضمنها عقد العمل؛ لضمان وضوح العلاقة التعاقدية وعدم وقوع خلافات مستقبلية.
البنود الأساسية لعقد العملوفقًا لمشروع قانون العمل الجديد، يجب أن يشمل عقد العمل البنود التالية:
1. تاريخ بداية العقد.. وهو التاريخ الذي يبدأ فيه العامل أداء مهامه بشكل رسمي وفقًا للاتفاق المبرم بينه وبين صاحب العمل.
2. اسم صاحب العمل وعنوان محل العمل.. لضمان وضوح الجهة التي يتبعها العامل، ما يسهل الرجوع إليها في حالة نشوب أي نزاع قانوني.
3. اسم العامل ومؤهلاته ومهنته أو حرفته إلى جانب رقمه التأميني ومحل إقامته، وما يلزم لإثبات شخصيته.. مما يساعد في ضمان الشفافية وتوثيق بيانات العامل بدقة.
4. طبيعة ونوع العمل محل العقد.. لتحديد المهام والمسؤوليات التي سيقوم بها العامل داخل المؤسسة.
5. الأجر المتفق عليه.. وهو أحد أهم البنود التي ألزم بها القانون أصحاب الأعمال؛ لضمان عدم استغلال العمال أو التلاعب في مستحقاتهم المالية.
يهدف مشروع قانون العمل الجديد إلى إحداث نوع من التوازن في العلاقة بين أصحاب العمل والعمال، بحيث يحفظ حقوق الطرفين بشكل عادل يضمن مصلحة العمل واستقرار بيئة العمل، ولذلك، جاء القانون ليضع بنودًا غير مسبوقة تضمن توثيقًا رسميًا لهذه الحقوق، وهو ما يعزز الاستقرار الوظيفي ويحد من النزاعات العمالية.
ومن أبرز البنود التي تعكس اهتمام مشروع القانون بحقوق العمال، إلزام أصحاب العمل بتوثيق الأجر المتفق عليه في العقد، وهو ما يحد من التلاعب بحقوق العمال المالية.
كما يمنح القانون الجديد، العاملين، وضوحًا حول طبيعة وظائفهم ومسؤولياتهم منذ البداية، مما يساعد على تقليل المشكلات التي قد تنشأ نتيجة عدم تحديد الأدوار بدقة.
إجازة الوضع للمرأة في مشروع قانون العمل الجديدفي إطار دعم حقوق المرأة العاملة، نص مشروع قانون العمل الجديد على منح المرأة العاملة إجازة وضع لمدة 4 أشهر، وهي مدة تزيد عما كان متبعًا في القوانين السابقة، مما يعكس اهتمام المشرّع بحقوق الأمهات العاملات.
أهمية مشروع قانون العمل الجديدمشروع قانون العمل الجديد خطوة مهمة نحو تطوير بيئة العمل في مصر، حيث يضمن للعاملين حقوقهم بشكل أكثر وضوحًا، ويوفر إطارًا قانونيًا أكثر تنظيمًا للعلاقة بين صاحب العمل والعامل.
كما يسهم في الحد من المشكلات العمالية الناجمة عن العقود غير الموثقة أو غير الواضحة، مما يساعد على تحقيق بيئة عمل مستقرة وعادلة للجميع.
وجاء مشروع قانون العمل الجديد؛ ليضع أسسًا واضحة لعقود العمل، تلزم أصحاب الأعمال بتوثيق حقوق العمال بشكل دقيق، مع إرساء قواعد عادلة تحمي حقوق جميع الأطراف، وهو ما يعزز استقرار سوق العمل المصري ويدعم الإنتاجية داخل المؤسسات المختلفة.