في حضرة “أثير”: نقاش حول الشعر مع الشاعر حسام الشيخ
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
أثير – مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
الشعر هو الأخلاق والرفعة والإيثار، هذا ما أؤمن به وأعاينه في كلّ مرّة أتعرّف فيها على شاعر حقيقي وليس مزيّفا، هذا ما حدّثت به نفسي وهي تعانق سماحة طائر عُماني له من العمر 32 سنة وهو يتهجّى أبجدية الشعر والغناء، قادني إليه الشاعر الكبير حسن المطروشي حين لجأت إليه لمعرفة أسماء جديدة من الحديقة الغنّاء للشعر العُماني، أمّا ضيفي اليوم فاسمه حسام الشيخ وهو موظّف بجهاز الضرائب في سلطنة عُمان، كما تعكس سيرته الشعرية كثرة مشاركاته الشعرية في مسابقات عُمانية وعربية، وهو فوق ذلك دمث الخلق، شديد التواضع، فقد أربكني بترحابه بي وبسعة معرفته، ووجدنا أنفسنا في حوار حرّ بلا قفازات، لذا وبعد انتهاء الحوار وعلمي بأنّه لا يملك مجموعة شعرية إلى حدّ الآن رأيت أن أشارككم سادتي عفويّة النقاش الذي جمعني معه، عسى أن تقع الإفادة منه، إذن بدأ الحوار مع الشاعر حسام الشيخ كالتالي:
ـ أهلا يا أخي هل نسيتني؟ ما زلت أنتظر مجموعة شعرية منك.
تأخرتُ عليك يا سيدي، ولك العتبى حتى ترضى، في الحقيقة كل ما لديّ قصائد متفرقة لم ينظمها ديوان بعد، ولم أصدر مجموعة شعرية حتى الآن، أما بضاعتنا فمزجاة، ومثلك يوفي الكيلَ ويتصدّق على الناس…
ـ ومتى تنوي إصدار المجموعة الأولى؟
هي الخطيئة التي أحبّ تأجيلها دائما، لا نيّة لديّ لإصدار مجموعة شعرية في المستقبل القريب….
ـ لم لا تنوي الإصدار في القريب؟ أموقف من المشهد الشعري أم ماذا؟
المجموعة الشعرية في نظري هي وصيّة يُخلّفها شاعرٌ وراءَه وهو يغادر هذا العالم إلى دار الحق، في اللحظة التي تكتمل فيها منحوتته/تجربته الإنسانية يكون قد أتمَّ قصيدته الأخيرة واكتملت مجموعته الشعرية.
*****
ثمّ تهاطلتُ عليه بالأسئلة
ـ ألا يهمك معرفة الناس رأيهم في ما تكتب؟
ـ ولماذا تكتب؟
ـ أليست الكتابة تنفيسا عن الذات الإنسانية؟
ـ أتشارك في أمسيات شعرية.. ما شعورك تجاه تصفيق أو ملاحظات الجمهور؟
حسناً، ربّما الآن أفهم سرّ استغرابك من إجابتي
السؤال عن ديوان الشاعر أو مجموعته الشعرية في ما مضى كان مهما جدا ليتحقق الشاعرُ من وجوده في المقام الأول، كانت مسألة مُلحّة يتعلق بها وجودُه -كشاعر- ليكتمل طرفا الإرسال والتلقّي، فبدون متلقٍ لا أستطيع الجزم أنه يوجد هناك شاعر أو كاتب… وربما لو عشتُ في تلك الحقبة الزمنية لكانت إجابتي مختلفة، ولبادرتك بإرسال مجموعتي الشعرية قبل أن تبادرني بالسؤال عنها…، لكن لأننا اليوم نعيش في عالم يقوم على الاتصال والتواصل، فلدى كلٍّ منّا جمهوره ومُتلقّوه ومتابعوه على منصات التواصل الاجتماعي، وبإمكان أي شاعر أن يقيم أمسيته الشعرية في بث حيّ ويحضرها العشرات أو المئات من المهتمين والمتلقين والشعراء والناقدين..، أصبحتُ أشعر أن إصدار المجموعات الشعرية مجرّد تقليد أو طقسٍ يداوم عليه الشعراء والكتّاب المتديّنون (في الكتابة)، وأنا شاعر مارقٌ وصابئٌ لا دينَ له (أقصد في الكتابة)…
ـ أمّا..لماذا أكتب؟
لا أدري، وكل ما أعرفه أنني متورط في هذا العالم وأحاول النجاة..
ولو على سبيل الكتابة …
من الممكن أن تكون الكتابة كل شي! بدءًا من التنفيس عن الذات الإنسانية وصولاً إلى (خلق) عالمٍ موازٍ في لحظة يأس من التصالح مع هذا العالم
ـ هل تؤمن بالكتابة منقذة للعالم؟
هذا سؤال في محاولة الإجابة عليه مجازفة كبيرة! ورهان صعب.
مرّت 7 آلاف عام منذ ابتكر الإنسان الكتابة الأولى، وإلى اليوم يسأل شاعران أحدهما الآخر هل تؤمن بالكتابة منقذة للعالم؟ ولا أدري هل الـسبعة آلاف عام تكفي لنجترح هذا الجواب؟ لكن هنا المفارقة، فعندما أراد الله إنقاذ العالم اختار أن ينقذه بإرسال (الكتب) إلى البشرية عبر الأنبياء
انتهى الحوار وقد بادلتُه شعرا بشعر ..، ومن هديّته التي ستصدر في مجموعة إن شاء الله
اخترت لكم هذين المقطعين ..عسى أن أكون قد وفقت اختياري:
“أشاحَ حزناً.. و لم ينبس ببنت شفَهْ
كأن ثقباً إلى المجهول قد جرَفَهْ
راحت أيائله تعدو .. فما ابتعدت
إلا أزاحَ مدىً في البِيدِ أو كشَفَه
وافَتْهُ عند غديرِ الماءِ خاطرةٌ
فارتدَّ عنهُ .. و ما وافاهُ و ارتشَفَهْ
الأرضُ هاءَتْ له ثم اصطفته فتىً
كأنما اختزلَ التاريخَ في صَدَفَه
يميلُ كالعودِ ما مال الحنينُ به
حتى تغادرَه ريحُ الصّبا سَعَفَهْ”
وهذا المقطع المأخوذ من نصّ فاز بالمركز الأول في الملتقى الأدبي والفني للشباب 2017 بمدينة صلالة بسلطنة عُمان…
هَلْ كُنْتِ صَوْتاً.. مِنَ الغَيْبِ البَعِيدِ أَتَى؟
لمَّا تَلَفَّتُّ لكنْ لَمْ أَجِدْ جِهَةَ
مَرَرْتُ بالحَقْلِ
كانَ السُّورُ مُهْتَرِئا بجانِبَيْهِ
وكانَ الجُوعُ قد نَبَتَا
في شَارعٍ سَاخَ بالماشِين
قريتُنا تنعى النَّخيلَ
وأهلي يَفْقِدونَ فَتَى
و مَوْقِدٌ
أَقْسَمَتْ أُمِّي بِجَذْوَتِهِ
ألا يَجُوعَ فَقِيرُ الحَيِّ
ذاتَ شِتَا
تَفَتَّحَتْ في نَدَى الأَزْهَارِ
أَسْئِلَةٌ
وَظَلَّ رَجْعُ صَدَاها فِي رُؤَايَ:
مَتَى؟
أَبِي
عَلى قَبْرِ جَدّي
عادَ مُعْتَكِفَاً
تَلا مِنَ الذِّكْرِ آياً
والمَدَى صَمَتَا
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: مجموعة شعریة الشعریة فی شعریة فی
إقرأ أيضاً:
“إل جي” تطلق أول تلفاز شفاف في العالم
المناطق_متابعات
أطلقت شركة “إل جي” الكورية للإلكترونيات، أول تلفاز شفاف في العالم في الأسواق تحت اسم “Signature OLED T”، والمزود بشاشة OLED الشفافة بسعر يبلغ 60 ألف دولار.
ويبلغ قياس شاشة التلفاز الجديد، وفقاً لمجلة “Forbes” الأمريكية، 77 إنشًا كما يدعم الاتصال اللاسلكي للصوت والصورة، مع إمكانية تركيبه أمام النوافذ حيث تتحول شاشته من الوضع الشفاف إلى الوضع المعتم بضغطة واحدة.
كما يتيح جهاز Signature OLED T عرض الصور والمحتوى بشكل ثلاثي الأبعاد في الوضع الشفاف، أو استخدامه كشاشة تقليدية لعرض الأفلام والبرامج، بدقة تصل إلى 4K، ومعدل تحديث يصل إلى 120 هرتز.
ويتوافق أيضاً مع تقنيتي “AMD FreeSync Premium” و “Nvidia G-Sync” للألعاب، مع إمكانية التبديل بين 3 أوضاع مختلفة، وهي وضع T-Objet لعرض محتوى محدد، ووضع T-Bar لإظهار شريط نتائج المباريات وتوقعات الطقس، ووضع T-Home لعرض التطبيقات والإعدادات.