دبي- وام

يجسد المنتدى العربي الاستراتيجي رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في ضرورة استشراف المستقبل ودراسة القضايا الإقليمية والعالمية، من أجل مواكبة المتغيرات الدولية التي تنعكس على المنطقة العربية بصورة كبيرة، وهو ما تترجمه تقارير المنتدى من خلال تقديم قراءات معمقة لحالة الوطن العربي والعالم سياسياً واقتصادياً، بما يمكن صناع القرار من وضع خطط استراتيجية لمواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية.

وتبرز هذه التقارير اهتمام المنتدى الاستراتيجي العربي بعقد شراكات مع مؤسسات بحثية دولية مرموقة، وحرصه في كل دورة على إعداد مجموعة من التقارير العلمية التي تركز على حالة العالم السياسية والاقتصادية، وتأثير المتغيرات والأحداث الدولية في المنطقة العربية.

نشر المعرفة

وسلط تقرير المعرفة العربي الذي أطلقه المنتدى في عام 2009، الضوء على التحليل المكثف والمحدد للفرص والمخاطر الكامنة في عمليات حيازة وإنتاج وخلق ونشر المعرفة، كما بين التقرير، الحاجة إلى تعزيز دور المعرفة باعتبارها بوابة نحو تسريع وتيرة التنمية العربية.

وقدم التقرير، الذي جاء تحت عنوان «المعرفة العربي 2009: نحو إقامة مجتمع المعرفة في العالم العربي»، رؤية وخطة عمل مقترحة لتأطير الجهد المستقبلي المتوجه لإقامة مجتمع المعرفة في المنطقة العربية، واشتملت الرؤية على بعض العناصر الأولية والآليات المطلوبة لولوج عتبات المعرفة، وللانخراط في مجتمعها والمشاركة في عمليات إنتاجها.

10 سيناريوهات

ورسم المنتدى الاستراتيجي العربي، عبر تقرير حالة العالم العربي، الذي أطلقه في 2014، أهم عشرة سيناريوهات محتملة على صعيد العالم العربي، ومن ضمنها مواصلة الدول العربية الرئيسية المصدرة للنفط مسيرتها نحو تحقيق التنوع في اقتصاداتها وتسريع وتيرة التدفقات التجارية مع الصين، إضافة إلى اشتداد المنافسة على إنتاج النفط مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توقع التقرير بأن يكون هناك تأثير سلبي لتعثر الاقتصاد الأوروبي على اقتصاديات الدول العربية بشمال إفريقيا.

ورصد تقرير «آفاق الاقتصاد العالمي والإقليمي وتحديات السياسة» الذي أطلقه المنتدى الاستراتيجي العربي في 2015 بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، التحولات الاقتصادية المهمة التي يشهدها العالم ومنها التحول المتوقع في السياسة النقدية الأمريكية، وتحول الصين إلى نموذج جديد للنمو، وتحول أسعار النفط العالمية إلى مستوى أكثر انخفاضاً، حيث أكد التقرير أن هذه التحولات صحية وضرورية، ولكنها تتسبب في زيادة عدم اليقين وتتطلب من صناع السياسات تعزيز سياساتهم لعبور المرحلة الانتقالية بنجاح.

وسلط التقرير الضوء على المخاطر المحيطة بالآفاق والسياسات والتي يمكن أن تدعم تحقيق تعافٍ قوي ودائم، حيث ركز على اقتصادات المنطقة العربية مع مناقشة أهم التحديات السياسية التي تواجه المنطقة في المرحلة المقبلة.

تكلفة الربيع العربي

ورصد تقرير «تكلفة الربيع العربي» الذي أصدره المنتدى الاستراتيجي العربي في 2015، بالأرقام نتائج التداعيات السلبية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، حيث أكد أن تكلفته بلغت 833.7 مليار دولار (أكثر من 3 تريليونات درهم) شاملةً تكلفة إعادة البناء وخسائر الناتج المحلي والسياحة وتكلفة اللاجئين وخسائر أسواق الأسهم والاستثمارات.

واستند التقرير إلى تحليل المعلومات الواردة في تقارير عالمية صادرة عن البنك الدولي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، والأمم المتحدة (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمركز التجاري العالمي التابع لمنظمة التجارة العالمية، وتومسون رويترز.

وأشار التقرير إلى أن التكلفة التي تكبدها العالم العربي بفعل الربيع العربي بين العام 2010 و2014 وصلت إلى حوالي 833.7 مليار دولار، إضافة إلى 1.34 مليون قتيل وجريح بسبب الحروب والعمليات الإرهابية، وبلغ حجم الضرر في البنية التحتية ما يعادل 461 مليار دولار عدا ما لحق من أضرار وتدمير للمواقع الأثرية التي لا تقدر بثمن.

استشراف التغيرات

كما أصدر المنتدى في 2015 تقرير حالة العالم، إذ استعرض على المستوى السياسي الصراعات والأزمات التي كان يشهدها العالم في ذلك الوقت، ومناطق النزاع التي ستكون الأبرز خلال السنوات المقبلة، كما قدم تصوراً للتغيرات السياسية المتوقعة في الولايات المتحدة وأوروبا والصين والعالم العربي.

واستعرض تقرير حالة العالم في 2017، الذي أطلقه المنتدى الاستراتيجي العربي في 2016 بالتعاون مع مجموعة يورو آسيا أبرز الأحداث المتوقعة في المنطقة العربية والعالم سياسياً واقتصادياً، حيث تم إعداده وفقاً لأدوات الاستشراف السياسي والاقتصادي التي يتبناها المنتدى.

وتناول التقرير حالة العالم والعالم العربي سياسياً واقتصادياً خلال 2017، والتوقعات السياسية والاقتصادية الإقليمية والعالمية، منها توقعات حيال بعض الدول الكبرى كروسيا والصين، ومستقبل أسعار النفط، والوضع الاقتصادي العالمي بصورة شمولية، والأثر العالمي لتزايد التهديدات الإرهابية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تطورات محتملة

ورصد تقرير بعنوان استمرار وتيرة النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي أصدره المنتدى، عدداً من التطورات المحتملة في 2017، ومنها النزاعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تتفاوت إلى حد كبير من حيث أنواع العوامل المرتبطة بنمط المواجهات.

وأشار التقرير إلى استمرار الأوضاع غير المستقرة في عدد من الدول العربية خلال عام 2017. كما أصدر المنتدى تقريراً في 2017 يلقي الضوء على ستة أحداث غير متوقعة عالمياً، وقابلة للحدوث خلال العام 2017، حيث أكد التقرير قدرة تلك الأحداث على إحداث تغيرات كبيرة، ماُ يوجب على صناع القرار الاسـتعداد لها، رغم أنها غير متوقعة أو ذات تأثير ضعيف.

عناصر مختلفة

وبحث تقرير بعنوان «5 أحداث في السنوات الخمس الماضية تعيد تشكيل الواقع العربي» الذي أصدره المنتدى في 2018، خمسة أحداث رئيسية تصدرت تفاعلاتها وتأثيراتها المشهد العربي، على مدار الخمس السنوات الماضية، وانعكست تداعياتها على الساحة العالمية، مما يترتب عليها عوامل عدة تعمل بوضوح، وعلى نحو رئيسي، على صياغة المشهد السياسي والاستراتيجي للعالم العربي.

استباق التحديات

وأصدر المنتدى في 2019 تقارير عدة منها تقرير بعنوان «11 سؤالاً للعقد القادم»، حيث توقع التقرير الذي أصدره المنتدى بالتعاون مع مؤسسة Good Judgment العالمية، نمواً مطرداً في الاقتصاد العالمي تتخلله فترات ركود خفيفة، بناءً على وتيرة دورة الأعمال التجارية العالمية على مدى القرن الماضي.

وتطرق التقرير، إلى الصراعات التقنية بين الصين والولايات المتحدة، ومدى خطورة حرب الإنترنت في مواجهة الاقتصادات الكبيرة، وإمكانية صمود النفوذ الأمريكي بجوانبه السياسية والثقافية والعسكرية والاقتصادية، في ظل نظام متعدّد الأقطاب.

تحول طويل الأجل

وتوقع تقرير «العالم في 2030: اتجاهات وتحولات وفرص وتحديات»، الصادر عن المنتدى الاستراتيجي العربي بالتعاون مع FutureWorld Foundation، حدوث تحول طويل الأجل في مركز الثقل الاقتصادي عالمياً، مع بروز قوى اقتصادية جديدة وانحسار النفوذ الاقتصادي للقوى التقليدية، كما رجّح التقرير تقويض مؤسسات النظام الدولي القائمة وبروز مبادرة لصياغة نظام دولي جديد.

يذكر أن المنتدى الاستراتيجي العربي الذي انطلق في عام 2001 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لمناقشة حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً، نجح على مدار دوراته السابقة في التحول إلى منصة لاستشراف المستقبل، ومناقشة أهم التحديات التي قد تواجه العالم عن طريق استقطاب مجموعة من أكبر صناع القرار والمتخصصين.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المنتدى الاستراتیجی العربی المنطقة العربیة العالم العربی بالتعاون مع فی المنطقة المنتدى فی الذی أطلقه

إقرأ أيضاً:

في اليوم العربي للأصم.. التضامن الاجتماعي تؤكد التزامها بدعم الصم وضعاف السمع وتعزيز دمجهم بالمجتمع |تقرير

 

في إطار الاحتفال باليوم العربي للأصم، الذي يوافق الأسبوع الأخير من شهر إبريل كل عام، تلقت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تقريرًا شاملًا من الإدارة المركزية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة برئاسة الأستاذ خليل محمد، حول جهود الوزارة في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية.

وأكد التقرير التزام وزارة التضامن الاجتماعي بدعم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية ودمجهم الكامل في المجتمع، باعتبارهم شركاء فاعلين يمتلكون طاقات وقدرات ملهمة، وليسوا مجرد متلقين للدعم.

جهود الوزارة في دعم الصم وضعاف السمع

التدريب وتنمية المهارات:
تنفذ الوزارة برامج لتنمية المهارات اللغوية والتدريب للصم وضعاف السمع من خلال 73 مركزًا لغويًا موزعين على مستوى الجمهورية، استفاد منها نحو 8367 شخصًا. تشمل الخدمات الكشف المبكر وقياس السمع، استخدام طريقة اللفظ المنغم، وتوفير السماعات الطبية.

الدمج التعليمي:
تم دمج 587 طالبًا وطالبة من الصم وضعاف السمع بكليات التربية النوعية بـ13 جامعة مصرية، مع دعم أجور 83 مترجم لغة إشارة، بتكلفة سنوية قدرها نحو 2.97 مليون جنيه.

التأهيل والتدريب المهني:
تقوم 6 مؤسسات متخصصة بتقديم تدريبات مهنية مناسبة لإعاقات السمع مثل الطباعة والنجارة والجلود، بالإضافة إلى تقديم برامج توجيه وإرشاد لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية.

الدعم المالي والاجتماعي:
تسدد الوزارة المصروفات الدراسية للطلاب ذوي الإعاقة السمعية ضمن برنامج "تكافؤ الفرص التعليمية"، وتمنح بطاقات إثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة لتيسير حصولهم على مختلف الحقوق والخدمات المقررة بموجب القانون رقم 10 لسنة 2018.

التمكين الاقتصادي:
توفر الوزارة قروضًا ميسرة ومشروعات صغيرة ومتناهية الصغر للأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب المشاركة في معارض مثل "ديارنا" لدعم منتجاتهم وتعزيز دمجهم الاقتصادي.

التوظيف والتدريب:
أُطلقت المنصة الإلكترونية للتوظيف "تأهيل" بالتنسيق مع وزارتي الاتصالات والعمل، لتوفير فرص عمل مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية. كما تم تدريب 145 موظفًا بديوان عام الوزارة على مبادئ لغة الإشارة، مع العمل على توسيع البرامج لتشمل المديريات الإقليمية.

مبادرات نوعية لتوحيد لغة الإشارة

أعلنت الوزارة عن تشكيل لجنة متخصصة لتطوير القاموس الإشاري الموحد بهدف توحيد لغة الإشارة على مستوى الجمهورية، واعتماد مترجمي لغة الإشارة رسميًا. وتم الاتفاق على إنشاء منصة إلكترونية مخصصة للغة الإشارة الرسمية في مصر.

تطبيقات تكنولوجية لدعم التواصل

على صعيد آخر، أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تطبيق "واصل"، الذي يتيح للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وصعوبات التواصل الوصول إلى الخدمات الحكومية والخاصة بسهولة.

الإعاقة السمعية في مصر والعالم العربي

حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 1.5 مليار شخص حول العالم من درجات متفاوتة من فقدان السمع، فيما يقدَّر عدد الصم وضعاف السمع في العالم العربي بأكثر من 10 ملايين شخص. وفي مصر، تمثل الإعاقة السمعية نحو 4.5% من إجمالي الأشخاص ذوي الإعاقة وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وتؤكد وزارة التضامن الاجتماعي استمرارها في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، وتذليل كافة العقبات أمام دمجهم الكامل في المجتمع، بما يضمن لهم حياة كريمة متساوية مع باقي أفراد المجتمع.

 

مقالات مشابهة

  • «الغرف العربية»: العالم العربي سيصبح الشريك التجاري الأول للصين
  • اتحاد الغرف العربية: 400 مليار دولار حجم التبادل التجاري العربي - الصيني في 2024
  • تواصل فعاليات منتدى الأمن العالمي بالدوحة وقطر تؤكد دعمها مبدأ الحوار
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الترجمة مدخل لفهم العالم العربي ونصرة فلسطين.. ميشيل هارتمان: الأدب المكان الذي يمكننا أن نجد فيه المزيد من التقارب
  • في عيد ميلادها الـ78.. نجوى إبراهيم أيقونة الإعلام التي صنعت طفولة أجيال (تقرير)
  • في ذكرى ميلاده.. نور الشريف “الأستاذ” الذي كتب اسمه في تاريخ الفن بحروف من نور (تقرير)
  • تقرير دولي: تداعيات غير مباشرة على ليبيا ودول المغرب العربي بسبب أزمة التجارة العالمية
  • في اليوم العربي للأصم.. التضامن الاجتماعي تؤكد التزامها بدعم الصم وضعاف السمع وتعزيز دمجهم بالمجتمع |تقرير
  • عُمان تجذب أنظار العالم في المنتدى الاستثماري الدولي الأول "أدفانتج عُمان"