هنية: لن يُطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مساء اليوم الثلاثاء 2 يناير 2024 ، أن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة لن يتم إطلاق سراحهم إلا بشروط المقاومة الفلسطينية ، مؤكدا في ذات الوقت انفتاح حركته على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخبارية أبرز ما جاء في كلمة إسماعيل هنية حول تطورات الأوضاع في غزة هنية: في اليوم الثامن والثمانين للعدوان الصهيوني على قطاعنا الحبيب لا يزال شعبنا الفلسطيني يضرب أروع الأمثلة في الثبات والصمود والتحدي، وهو يقدم نماذج أعجزت العالم وجعلته يقف احتراما واجلالا أمام هذا العطاء.
هنية: شعبنا العظيم يستحق أسمى آيات التحية والتقدير والاحترام، فقد أثبت رغم الوجع الكبير الذي يعيشه من ألم النزوح والتدمير والمجازر التي تعرض لها رغم ما يواجهه من أهوال وجرائم يندى لها جبين الإنسانية يقوم بها هذا العدو الذي استباح كل شيء بمنتهى الهمجية والوحشية.
هنية: شعب راسخ العقيدة متشبع بالإيمان متمرس على المقاومة والصمود تربى على الثقة بالله والتوكل عليه واليقين بحتمية الانتصار والإعداد والمرابطة والمصابرة والاحتساب، شعب يليق به شرف الانتماء لهذه الأرض المباركة والحفاظ عليها وحماية مقدساتها.
هنية: شعبنا في القدس والضفة رغم التنكيل والقمع والارهاب والاقتحامات والإعدامات والاعتقالات التعسفية وعربدة المستوطنين وتقطيع الأوصال إلاّ أن الضفة ستبقى عصية شامخة ومتجددة في مقاومتها وأجيالها محتفظة بحقها في المواجهة الموحدة والشاملة مع إخوانهم في غزة وفي كل مكان.
هنية: نؤمن بأن إرادة الله غالبة وجبروت الاحتلال زائل، وفلسطين وغزة شاهدة على الغزاة الذين تعاقبوا على هذه الأرض فذهبوا واندثروا، وبقيت غزة شامخة، وبقي أهلها ثابتون في أرضهم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلا ما أصابهم من لأواء.
هنية: ثمانية وثمانون يوما والمقاومة مستبسلة في الميدان تسقط أهداف العدو الموهومة واحدا تلو الآخر وخاصة في مراحل العدوان الأولى والثانية والتي أراد فيها تفكيك وتدمير المقاومة وتهجير شعبنا، واستعادة جنوده الأسرى
هنية: المقاومة ما زالت بفضل الله في تصاعد متواصل تذيق هذا العدو وجيشه جزاء جرائمهم، فالمقاومة بخير، والمقاومون وقياداتهم بخير، والنصر صبر ساعة، وعدونا إلى اندحار، ولن يطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة سيدة المكان والزمان في غزة وفلسطين
هنية: العمليات البطولية الاستثنائية التي نراها وشعبنا وأمتنا هي غيض من فيض مما تقوم به المقاومة كل يوم وساعة، وتؤكد أن هؤلاء الأبطال يستبسلون لدفع حياتهم ثمنا لحرية شعبهم ووطنهم.
هنية: كل يوم يمر يزيد مقاومتنا قوة وصلابة وثقة بالنصر، كيف لا والمجاهدون حينما يرمون يصدحون بقوله سبحانه (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وشاهدت الأمة جمعاء الشهيد الرباني الذي صعدت روحه وهو ساجد مقبل غير مدبر.
هنية: أيها الأبطال لقد جعلتم دبابات الاحتلال وناقلاته توابيت متفحمة واستطعتم أن تقهروه على أعتاب أحياء غزة وأصبحتم أمام العالم أساطير يتغنى بها وهم يشاهدون بطولاتكم الفذة بل إن قادة دول، ومسؤولين في جيوش يعيدون مشاهدة صور إبداعاتكم مذهولين وأنتم تواجهون الجيش الذي كان لا يقهر وتحيون المعاني العظيمة في هذه الأمة.
هنية: واطمئن شعبنا وأمتنا أن المجاهدين وقياداتهم بخير ويمارسون مهامهم القيادية بكل جدارة واقتدار، فخورون بشعبهم وأمتهم وبكل أحرار العالم الذين وقفوا مع الحق الفلسطيني.
هنية: التحية إلى الإعلام العسكري للقسام ولفصائل المقاومة الذي أبدع في الميدان بجانب المقاتلين ينقل صورة البطولات إلى جماهير الأمة العربية والإسلامية والعالم كله، ويظهر جبن الجندي الصهيوني وهزيمته أمام الرجال.
هنية: أراد الاحتلال من هذه المعركة بث روح الهزيمة والانكسار لدى عموم شعبنا فانقلب السحر على الساحر، وظهر كذب الاحتلال وانكشف وجهه القبيح.
هنية: بدأ الاحتلال يروج بأنه ينتقل من المرحلة الثانية إلى الثالثة للقيام بعمليات عسكرية مركزة لمنع المقاومة من النهوض، ولكنها ستسقط على يد المقاومة كما سقطت سابقاتها فأبطال فلسطين، أبطال غزة، أبطال القسام وكل فصائل المقاومة، يصنعون اليوم تاريخا وعهدا جديدا لفلسطين حرة عزيزة كريمة.
هنية: سيتوقف هذا العدوان تحت ضربات المقاومة وصمود شعبنا، وليس أمام الاحتلال إلا الاستجابة لإرادة شعبنا
هنية: وفي ضوء المبادرات والعروض التي وصلت إلى قيادة الحركة عبر الإخوة في مصر وقطر، وبعد دراسة هذه الأفكار بإيجابية فإن الحركة قدمت لقطر ومصر موقفها ورؤيتها الذي ترتكز فيه على الوقف الشامل للعدوان على شعبنا وإغاثته والاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة.
هنية: كلي يقين أن هذا العام سيكون عاما ملؤه العزة والكرامة وسي فتح أجندة النصر والتحرير وكذلك سيفتح مسيرة الانهيار والزوال للاحتلال الفاشي الغاصب بإذن الله.
هنية: وهو عام تحرير أسرانا بحول الله وقوته وهو عام تجسيد وحدة شعبنا في الداخل والخارج.
هنية: قلنا ونكرر "لا أمن ولا استقرار في المنطقة إلاّ بزوال الاحتلال".
هنية: لن تمر مؤامرة التهجير، ولا عودة عن المطالبة بتحرير كافة الأسرى.
هنية: أي ترتيبات في القضية الفلسطينية دون حماس وفصائل المقاومة وهمٌ وسراب.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
الاستسلام للمهزوم
الاستسلام هو الوصفة الوحيدة التي حازت الضدين على مدار التاريخ البشري، وبالرغم من أنّ نتائجها كارثية، فما زالت برّاقة، على الأقل في أعين من طفحت على نفوسهم عقاقير العبودية، كأنّ التجارب الإنسانية منذ اخترع الإنسان أول أداةٍ للقتل والقتال، ليست كافية لتجنّب طريق الاستسلام، لأنّ تكلفته أعلى بكثير من كلفة الصمود والمقاومة.
وفي الصراع العربي-»الإسرائيلي» هناك فهمٌ خطأ لطبيعة العدو، كما لطبيعة الصراع، وهو الفهم الذي يحاول تكريسه من تعاطوا عقاقير العبودية حدّ الإدمان من أنظمةٍ وحركاتٍ ومؤسساتٍ وأفراد، وهذا الفهم الخطأ ينطلق من كون المعضلة مع العدو هي وجود السلاح، بينما الحقيقة أنّ معضلة العدو معنا هي الوجود بحدّ ذاته، فأنت كفلسطيني وكعربي يجب ألا تكون موجودًا، على الأقل، يجب ألا تكون هنا.
أما الفهم الخطأ لطبيعة الصراع، فهو أنّه صراعٌ فلسطيني-»إسرائيلي»، وهذه الحصرية هي جزءٌ من الفهم الخطأ لطبيعة العدو كذلك، فهو ينظر للجميع في هذه المنطقة كأعداء وطارئين على الأرض والمكان، وأنّ القدرات وحدها هي المانع الوحيد لاحتلال الجميع واستعبادهم واستحمارهم توراتيًا، حرفيًا. يعني لو افترضنا أنّ تعداد اليهود مائة مليون، فلن يتوانوا لحظة عن احتلال ما بين المحيط والخليج.
واليوم، بات من المقبول أن تمارس أفعالًا خيانية علنية، تحت ستار درء المفاسد وسحب الذرائع، وهي الدعوة لتسليم السلاح، وهي دعوةٌ تجابه كل حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، وهي أقصر الطرق لإعطاء العدو سياسيًا ما عجز عن أخذه بالقوة، وهي دعوة صريحة للكيان لاحتلال لبنان وتهجير الفلسطينيين، ورغم ذلك فلا أحد ممن يطالب بذلك تتم محاسبته قضائيًا على الأقل.
في جيوشٍ ومجتمعاتٍ تُعتبر شذرات في شرّ الكيان المطلق، مورست جرائمُ بحق المستسلمين الطامعين بالأمان مقابل تسليم سلاحهم، جرائمُ طائفية ومذهبية وعرقية وسياسية، تستنكرها شياطين الإنس والجن، فكيف بمن سيستسلم للكيان وأدواته محليًا وإقليميًا.
والأهم أنّ هناك فهمًا خطأ لقوة الكيان وقدراته، فهذا الكيان الذي يتسابق المستسلمون لخدمته عبر الضغط على من لا يريد الاستسلام، هو حقيقةً أوهن من بيت العنكبوت، وإلّا لما كان بحاجةٍ لخدمات هؤلاء الإمّعات، وهم بالمناسبة الذين يروجون للاستسلام عبر محاولات ترسيخ فكرة قوة الكيان، وألّا طاقة لمجابهته، ولذا وحقنًا للدماء يجب الاستسلام له، فكيف يتم تسويغ هذه المتناقضات للعقول؟ وعقلنة الاستسلام لمهزوم؟
وأيضًا فهمٌ خطأ لموازين القوى التي نتجت عن معارك طوفان الأقصى بكل ساحاتها، عبر محاولاتٍ حثيثة لتكريس فكرة هزيمة محور المقاومة وانتصار الكيان، رغم أنّ الكيان بذاته لم يستطع حتى اللحظة ادعاء هذا النصر، وما زال نتنياهو مصرًا على استمرار الإبادة بحثًا عن نصره الذي يروّج له أولئك المنتفعون، هذا مع افتراض الكثير من حسن نواياهم.
ولكن الواقع ينبئنا، بأنّ الكيان لم ينتصر، وأنّ محور المقاومة لم ينهزم، والأهم أنّه لن ينهزم، والكيان لن ينتصر، فلا تغيير لسنن التاريخ ومسارات الأقدار، والمسألة مسألة وقت، فحين يبدأ مسار انحدار الدول، لا شيء ولا أحد يستطيع إيقافه، ولا انحدار أكبر من السابع من أكتوبر وما تلاه، وما سيليه أكبر وأشدّ انحدارًا.