جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-18@20:41:10 GMT

الحفاظ على هويتنا العمانية

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

الحفاظ على هويتنا العمانية

 

محمد بن حمد البادي

mohd.albadi1@moe.om

 

الحادي عشر من يناير، يومٌ من أيام عُمان الخالدة، يومٌ سطّره العمانيون في سجلات تاريخهم المجيد بمدادٍ من ذهب، يومٌ تولى فيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، ممسكًا جلالته- أيده الله- زمام المبادرة ليكون قائدًا ودليلًا لمسيرة النهضة المظفرة، متعهدًا بأن يرعاها حق رعايتها لتكون نجمًا لامعًا في سماء العز والفخر، مواصلًا البناء والعطاء في عهد سعيد تتبوأ فيه عمان مكانةً سامية بين الأمم؛ تليق بحضارتها وتاريخها الضارب بجذوره في أعماق التاريخ.

يومٌ استقبل فيه العمانيون سلطانهم بالولاء والعرفان لما توسمنا فيه من صفاتٍ حميدة وقدرات عظيمة تؤهله لحمل هذه الأمانة.

يومٌ بدأنا فيه عهدًا سعيدًا؛ ونهضة متجددة؛ كحكاية جميلة بدأنا كتابة أول فصل من فصولها في عام 1970م، وتحديدًا عند بزوغ فجر الثالث والعشرين من يوليو المجيد، ذلك اليوم السعيد الذي تولى فيه السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في البلاد، معلنًا للجميع أن عُمان دخلت عصرًا جديدًا ونهضة مباركة عنوانها البناء والتعمير.

تلك النهضة التي نفخر ونفاخر بها بين الأمم، والتي نعتز بما حققناه من خلالها من تقدم وازدهار في جميع المجالات، تلك النهضة التي نحافظ بها على قيمنا من الانحلال، ونحافظ بها على مبادئنا التي نشأنا عليها من الانحطاط، ونحافظ بها ومن خلالها على عقد عاداتنا وتقاليدنا من الانفراط، ونحافظ بها على سياستنا الداخلية والخارجية لتكون معتدلة لا تفريط فيها ولا إفراط، ونحافظ بها على رموزنا وشعاراتنا الوطنية من السقوط، ونحافظ بها على مُثُلنا العليا من أن تمسها أيدي العابثين.

تلك النهضة المتجددة التي نعتبرها قاموسًا شاملًا يحوي كل مفردات تراثنا المادي وغير المادي، تلك النهضة التي أكسبتنا اعتزازًا وفخرًا لا يوصف بهويتنا العمانية، نحلق بها إلى مراتب أسمى وفضاءاتٍ أرحب، مسارعين للمجد والعلا.

فكل عام وسلطاننا المفدى بألف خير، مجددين له الولاء والوفاء، وكل عامٍ وبلادنا الحبيبة في ازدهارٍ ورخاء، وكل عام وحسّنا الوطني في تجددٍ ونماء، وكل عام وهويتنا العمانية تكتسي نورًا وبهاء؛ وكل عام وانتماءنا الوطني يرتقي هام السماء، وكل عامٍ وأرض عمان في سلامٍ وصفاء، فيا عمان نحن من عهد النبي، أوفياء من كرام العربِ، فارتقي هام السماء واملئي الكون ضياء، واسعدي وانعمي بالرخاء.

إنَّ الارتقاء بعُمان إلى الذرى العالية من السمو والرفعة التي تستحقها لهو واجبٌ وطنيٌ، وأمانة عظيمةٌ، وعلى كل مواطن- أينما كان موقعه على الخريطة- دورٌ يؤديه في هذا الشأن، فلننفتح على العالم في توازن ووضوح، ولنتفاعل معه بإيجابية لا تفقدنا مثقال ذرةٍ من أصالتنا الإسلامية والعربية، ولا تنسينا هويتنا العمانية الأصيلة.

إن الهوية العمانية التي تبلورت من خلال تناغم فريد بين المبادئ والقيم الإسلامية والعادات والتقاليد العربية، لهي مظهر جلي من مظاهر الفخر والاعتزاز يفتخر به الإنسان العماني بين شعوب العالم.

من أجل ذلك كان لزامًا علينا اعتبار المبادئ والقيم والعادات والتقاليد وكل المفردات التي تشكل الهوية العمانية من الموروثات المادية الأصيلة التي استمدت أصالتها من أصالة الحضارة العمانية منذ القدم، إرثًا خالدًا متأصلًا تناقلته الأجيال جيلا بعد جيل.

ومما لا شك فيه أن من أبجديات الحفاظ على الهوية الوطنية عدم القبول بالقوانين الأممية والدولية التي تنشر بيننا أفكارًا تغريبية، كأن تفرض علينا ما نلبس وما نأكل وما نشرب وما نعتقد وما نأخذ وما نذر.

يجب أن نكون أصحاب فكرٍ عالٍ، وأن نكون في قمة اليقظة لمواجهة الاستعمار الثقافي الذي تشنه الدول التي تعتقد أنها شرطي العالم تقود الشعوب والمجتمعات نحو ما يحقق أهدافها الاستعمارية بصورة غير مباشرة.

وأخيرًا- وعبر هذا المقال- نبعث أسمى عبارات الشكر والتقدير والعرفان؛ نابعةً من أعماق القلب؛ لأولئك الذين لا يألون جهدًا في تعزيز الشعور بالانتماء الوطني لدى النشء؛ سواءً كان في المدارس أو في المنازل، وهم لا يزالون في سنواتهم الأولى، يستثمرون في عقولهم وأدبهم وبلاغتهم ورقيهم، يتعهدونهم تربيةً وتعليمًا وتثقيفًا؛ محافظين بذلك على نواة المجتمع من الانجراف وراء أفكار التغريب والتأثر بكل ما هو غربي، ومحافظين على الهوية العمانية من التغيير والتبديل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محمد بن زايد: العمل الإنساني مسؤولية أخلاقية وسمة أساسية من سمات هويتنا الوطنية

استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في مجلس قصر البطين في أبوظبي، اليوم الإثنين، وفد ممثلي "مؤسسة إرث زايد الإنساني" والجهات التابعة لها، بجانب عدد من الشخصيات المانحة للمؤسسة من القطاعين العام والخاص.

وعبر  رئيس الدولة خلال اللقاء عن شكره للقائمين على "مؤسسة إرث زايد الإنساني" والجهات التابعة والمانحين لما يقومون به من دور مهم في تعزيز رسالة دولة الإمارات الإنسانية في العالم، ونهجها في العطاء والعمل من أجل سعادة الإنسان وتنميته وصون كرامته، إضافة إلى تجسيد الإرث الإنساني للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كونه مصدر إلهام دائما للأجيال في الخير ومد يد العون للمحتاجين.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن العمل الإنساني المجرد مسؤولية أخلاقية وسمة أساسية من سمات هويتنا الوطنية، ومن هذا المنطلق تعمل دولة الإمارات من خلال مؤسساتها المعنية على تعزيز القيم الإنسانية التي غرسها الشيخ زايد لتكون حافزاً على مضاعفة الخير والتعاون الإنساني المشترك لتحسين حياة الملايين من البشر في مختلف أرجاء العالم خاصة في المجتمعات التي تحتاج إلى المساعدة.
من جانبهم قدم الوفد أطيب التهاني إلى رئيس الدولة بمناسبة شهر رمضان المبارك، داعين الله تعالى أن يديم عليه الصحة والسعادة وعلى دولة الإمارات التقدم والازدهار.
وضم الوفد ممثلين عن مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومبادرة "بلوغ آخر ميل"، ومؤسسة الإمارات، وجائزة زايد للاستدامة، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، وصندوق الوطن، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وجائزة خليفة التربوية، وجائزة محمد بن زايد للتعليم، والمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية "غلايد" ومؤسسة الأنهار النظيفة.
يذكر أن مؤسسة إرث زايد الإنساني تأسست خلال شهر نوفمبر(تشرين الثاني) عام 2024 بموجب مرسوم اتحادي أصدره رئيس الدولة، فيما تعمل المؤسسة بقيادة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، ضمن خمسة مجالات رئيسية تشمل الصحة العالمية، والتعليم والتمكين الاقتصادي، والزراعة المستدامة والأمن الغذائي، والطاقة والمناخ والبيئة، والموروث الإماراتي والخدمة المجتمعية.
حضر مجلس قصر البطين، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، والشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، والشيخ عبد الله بن راشد المعلا، نائب حاكم أم القيوين، والشيخ سرور بن محمد آل نهيان، والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق  الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ حامد بن زايد آل نهيان، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، والشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش،والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، والشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية في عجمان، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين والمواطنين والضيوف

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوداني يقدم رؤيته لحل الأزمة ويؤكد إقامة سد النهضة في أرض سودانية
  • سهيل المزروعي: العمل الإنساني جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية
  • وزير الخارجية السوداني: الأمن المائي قضية مصيرية ونحتاج إلى إدارة مشتركة لسد النهضة
  • رئيس الدولة: العمل الإنساني من سمات هويتنا الوطنية
  • محمد بن زايد: العمل الإنساني مسؤولية أخلاقية وسمة أساسية من سمات هويتنا الوطنية
  • محمد بن زايد : العمل الإنساني مسؤولية أخلاقية وسمة أساسية من سمات هويتنا الوطنية
  • "المطاحن العمانية " تعزز توسعها الخارجي لتحقيق الأمن الغذائي
  • «الزراعة الدقيقة».. خيار مستقبلي لتحسين إدارة المحاصيل العمانية وزيادة الإنتاج
  • البنوك العمانية تقترب أرباحها من نصف مليار ريال نهاية 2024
  • فيديو. فرحة عارمة لساكنة مدينة بركان بتتويج النهضة البركانية بأول لقب للبطولة الإحترافية