عين ليبيا:
2025-02-01@19:49:36 GMT

الاختراق السياسي شرط الازدهار الاقتصادي في ليبيا

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

رغم ما يتمتع به الاقتصاد الليبي من الإمكانات المرموقة، التي تؤهله لتحقيق معدلات نمو كبيرة في المرحلة المقبلة، فإن الازدهار الاقتصادي في هذا البلد الغني يحتاج بالضرورة لاختراق سياسي يُنهي حالة الانقسام ويُعيد الثقة بالموارد الليبية والمؤسسات المشرفة عليها، ويفتح الباب أمام اصلاحات هيكلية تطال أساس هذا الاقتصاد الذي أنهكته الحرب.

وبحسب مؤشرات البنك الدولي التي ساقها العام الماضي حول ليبيا، فإن هذا الاقتصاد “يُظهر قدرة على الصمود رغم أن النمو الاقتصادي يعتريه الانخفاض وعدم الثبات”.

وشهد العام 2022 انكماشاً بنسبة 1.2 بالمئة في الاقتصاد الليبي، كان من أبرز أسبابه انخفاض إنتاج النفط، ويشير البنك الدولي إلى مستويات البطالة التي بلغت حوالي 19.6 بالمئة، في حين أن أكثر من 85 بالمئة من السكان النشطون اقتصادياً يعملون في القطاعين العام والاقتصاد غير الرسمي.

ووفقاً للخبراء المطلعون على التفاصيل، فإن السبب الأساسي وراء صمود الاقتصاد الليبي هو الإمكانات المالية الضخمة المتحققة من قطاع النفط مع عدد السكان البسيط مقارنة بالدول الأخرى، ما يحقق وفرة مالية تُمكن الحكومة من تقديم خدماتها رغم زيادة الإنفاق الحكومي، الذي يحتاج لتطبيق معايير الحوكمة الرشيدة.

وشهد العام 2023 استقرارا في إنتاج النفط، وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أن الإنتاج الخام بلغ مليون و218 ألف برميل يوميًا، وأن إنتاج المكثفات بلغ 53 ألف برميل يومياً خلال نفس الفترة.

وتمتلك ليبيا احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، ولديها بالتالي واحد من أعلى مستويات نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في إفريقيا.

ويتمثل التحدي الرئيسي أمام الخطط الاقتصادية الليبية بتنويع النشاط الاقتصادي بعيداً عن النفط والغاز مع تعزيز الجهود لتحقيق نمو أقوى وأكثر شمولا للجميع بقيادة القطاع الخاص، وإذا أحسن استخدام الإمكانيات المتاحة فإن النمو قد يصل لمستويات قياسية خلال فترة قصيرة و ربما يتجاوز 15 بالمئة .

وكان صندوق النقد الدولي قد أرجع أسباب النمو الليبي إلى ارتفاع أسعار الطاقة واستقرار قطاع النفط داخل ليبيا أخيراً.

وربما يساهم النمو الإقتصادي بدفع الاستقرار السياسي فالعوامل الاقتصادية ذات أثر في النتائج السياسية، و تساعد في عملية إعادة الإعمار التي تحتاج لعدة شروط تتمثل في، توافر الموارد الاقتصادية لإعادة الإعمار، و الطريقة المتبعة لترسيخ الاستقرار وإرساء دعائم الأمن وهو ما يعد عنصراً مهماً لإعادة الإعمار، و ديناميكية العملية السياسية على الصعيد الوطني والإقليمي لصنع مقاربة الاستقرار والهياكل الاقتصادية القائمة، لجهة مأسسة القطاعات وفق أحدث السبل العلمية. و لابد من القول إن كل ذلك مرتبط بدور الدولة حيث أن عملية إعادة الإعمار الناجحة تتأسس من خلال بناء الدولة بشكل فاعل وتحقيق تعافي اقتصادي مستدام ومتوازن وطويل الأجل.

وتؤكد تقديرات البنك الدولي أنه “لولا الصراع لكان من الممكن أن يشهد هذا الاقتصاد نمواً مرتفعاً بنسبة 68 بالمئة على مدى السنوات العشر الماضية، وإن ضاعت الفرصة فإن الإمكانية لا تزال ممكنة التحقيق كما أنها تبرز الإمكانات الهائلة للبلاد”.

وتشير تقديرات البنك الإفريقي للتنمية، إلى نمو الاقتصاد الليبي بنسبة 3.5 بالمئة بنهاية 2022 وبنسبة 4.4 بالمئة في 2023 وهذا ناتج عن زيادة النفقات العامة على مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ومعظم هذه النفقات تحمل الطابع الاستهلاكي، في حين لا توجد هنالك خطة واضحة للتنويع الاقتصادي، إذ يعتمد التنويع الاقتصادي على عديد من الموشرات والمعايير، وذلك يتمثل في قاعدة المشاركة بين القطاع الخاص والعام التي تحتاج إلى إعادة تصميم وتنفيذ مشاريع مشتركة”.

ورغم ضخامة الإمكانيات فإن الاقتصاد الليبي يظل عرضه لعديد من الصدمات الخارجية، من أهمها صدمات أسعار النفط والغذاء العالمي، وتقلبات الوضع السياسي في بليبيا وخارجها ولذلك فإن ليبيا تجابه تحديات كبيرة، إلا أن لديها إمكانات واسعة كذلك من أجل إعادة الإعمار وتنويع الأنشطة الاقتصادية إذا حققت المطلوب عبر التوصل لاتفاق سياسي دائم و وضع رؤية مشتركة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي وإنشاء نظام حديث لإدارة المالية العامة من أجل تحقيق التوزيع العادل للثروة والشفافية في سياسات المالية العامة.

و ختاما فإن فصل المقال لعودة ليبيا إلى المسار الصحيح اقتصاديا يقتضي بالضرورة توفير بيئة سياسية وأمنية مستقرة وتطوير القدرات المؤسسية وتعزيز سيادة القانون

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الاقتصاد الليبي البنك الإفريقي البنك الدولي النفط مؤشرات الاقتصاد اللیبی إعادة الإعمار

إقرأ أيضاً:

السوداني: العراق أرض خصبة لكل الأحلام الاقتصادية

الاقتصاد نيوز - بغداد

أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، السبت، أن العراق أرض خصبة لكل الأحلام الاقتصادية، فيما بين أن البلاد مقبلة على أوسع حركة عمرانية في مجال السكن.

وقال السوداني في كلمة له خلال افتتاح الدورة 48 لمعرض بغداد الدولي، وتابعتها "الاقتصاد نيوز"، "نفتتح اليوم الدورة 48 لمعرض بغداد الدولي لتكون إضافة باعثة على الأمل والتطلع إلى شراكات منتجة وواعدة وتعاون أقوى يعزز من مواجهة التحديات ويرسم خارطة الرفاه والنمو الاقتصادي الواثق".

وأضاف،" أرحب بممثلي ألف ومئتين وخمسين شركة وجهة تشارك بدورة هذا العام التي تحمل رسائل التواصل وخطط الشراكة البناءة من 22 دولة شقيقة وصديقة"، مبينا أن "المعرض هذا العام يقام والعراق يشهد حركة دؤوبة ونشطة في كل قطاع وتفصيلة من تفاصيل الاقتصاد والصناعة والزراعة والبنى التحتية والخدمات والطاقة".

وأكمل: "قطعنا أكثر من سبعة وعشرين شهرا من المخططات والبرامج المتصلة والمكملة لبعضها من أجل إحداث تغيير ملموس وواضح تحت سقف التوقعات والطموح الذي يحمله المواطن العراقي الكريم"، مضيفا: "شددنا منذ انطلاقة عمل الحكومة على أن المعيار الحقيقي للنجاح هو رضى المواطن وتفاعله الإيجابي بما يقدمه الجهاز التنفيذي الخدمي جنبا إلى جنب مع الإصلاح الاقتصادي الراسخ عميق الأثر وبعيد الأمد".

وأردف: "نريد لمعرض بغداد أن يكون ساحة تفاهم ومنصة تلاق تتجمع فيها الفرص والتفاهمات والعروض وتتدارس خلالها الشركات نوافذ الإسهام المتاحة في حركة التنمية في العراق"، مؤكدا أن "العراق مقبل على أوسع حركة عمرانية في مجال السكن".

وقال السوداني: "لدينا القطاع الصحي الواعد المتسارع الذي مضينا فيه عبر استكمال عشرات المشاريع المتلكئة للمستشفيات إلى جانب اعتماد أسلوب الإدارة والتشغيل المشترك وتفعيل الضمان الصحي"، مشيرا إلى أن "الاستثمارات الخارجية الوافدة إلى العراق زادت عن 60 ملياراً".

وبين أن "كل ذلك يأتي إلى جانب بناء علاقات وتفاهمات واتفاقيات مع شركاء دوليين ومؤسسات مالية عالمية كبرى"، لافتا إلى أن "طريق التنمية الاستراتيجي الذي يمتد من ميناء الفاو وصولا إلى الحدود الشمالية وتركيا ليرتبط بطرق التجارة الأكثر فعالية والأرخص في الإدارة والتشغيل بما تربطه بين آسيا وأوروبا مرورا بالعراق والشرق الأوسط". 


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • السوداني: العراق أرض خصبة لكل الأحلام الاقتصادية
  • تصريحات وزير المالية في الميزان الاقتصادي
  • رضوان: ‏الوضع الاقتصادي في ‌ليبيا ⁩”ممتاز جداً”  
  • إيكونوميست: دونالد ترامب يفتح جبهة جديدة في حربه الاقتصادية
  • التحديات الاقتصادية: هل العراق محصن ضد الأزمات؟.. الاحتياطي النقدي مثالا - عاجل
  • الأمن الغذائي في ليبيا مهدد مع تصاعد الأسعار واستمرار عدم الاستقرار الاقتصادي
  • روفينيتي: رحيل حكومة الدبيبة قد يفتح الباب لكسر الجمود السياسي في ليبيا
  • ارتفاع إنتاج النفط الليبي اليومي إلى مليون و413 ألف برميل
  • «خوري» تناقش الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز حقوق الإنسان في ليبيا
  • تراجع أسعار النفط