الرؤية- عبدالله الشافعي

كشفت الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة تعمد  جيش الاحتلال تدمير القطاع بشكل كامل وقتل أكبر عدد من سكانه وتهجير الباقين إلى دول أخرى، وذلك عبر استهداف البشر والحجر، وإجبار السكان على النزوح.

وإلى جانب تدمير البنية الأساسية والمنازل والمستشفيات والمدارس والمقرات الحكومية، تعمد جيش الاحتلال تدمير المساجد بشكل كامل أو جزئي، إذ كشفت آخر إحصائية نشرها المركز الإعلامي الحكومي بقطاع غزة في اليوم السابع والثمانين من هذه الحرب، أن عدد المساجد التي دمرها جيش الاحتلال بشكل كامل بلغ 120 مسجدا إلى جانب تدمير 212 مسجدا بشكل جزئي.

وإلى جانب المساجد، فقد دمّرت مقاتلات حربية إسرائيلية المبنى الرئيس لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومقر إذاعة القرآن الكريم التابعة للوزارة في برج "فلسطين" المؤلف من 14 طابقا.

واختفى صوت الأذان من مساجد كثيرة في غزة بسبب القصف والتدمير، ونسف مربعات سكنية كاملة ونزوح عشرات الآلاف بحثًا عن مكان آمن يحميهم من الاستهداف العشوائي.

ومن بين المساجد التي استهدفها الاحتلال، المسجد العُمري الذي يرجع تاريخه إلى القرون الوسطى في غزة، مما تسبب في دمار واسع النطاق للمبنى.

ومنذ بداية الحرب، يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف مُعظم المعالم التاريخية في قطاع غزة، بما فيها المساجد العريقة والكنائس التاريخية والجامعات والمستشفيات.

يشار إلى أنَّ آخر إحصائية رسمية في الأول من يناير الجاري، أشارت إلى تسجيل 1,838 مجزرة و28,978 شهيدا ومفقودا و21,978 شهيدا ممن وصلوا إلى المستشفيات و9,280 شهيدا من الأطفال و6,600 شهيدة من النساء و326 شهداء من الطواقم الطبية و40 شهيدا من الدفاع المدني و106 شهداء من الصحفيين و7,000 مفقود 70% منهم من الأطفال والنساء، و56,697 مصابا و10,000 مريض سرطان يواجهون خطر الموت و99 حالة اعتقال من الكوادر الصحية و10 معتقلين من الصحفيين و1,9 مليون نازح في قطاع غزة و355,000 مصاب بالأمراض المعدية نتيجة النزوح، كما تم تدمير 130 مقرًا حكوميًا و93 مدرسة وجامعة و292 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي و120 مسجدا دمرها الاحتلال بشكل كلي و212 مسجدا دمرها الاحتلال بشكل جزئي، و3 كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال و65,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال كليا و290,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئيًا و30 مستشفى أخرجها الاحتلال عن الخدمة و53 مركزا صحياً أخرجه الاحتلال عن الخدمة و150 مؤسسة صحية استهدفها الاحتلال بشكل جزئي و104 سيارات إسعاف دمرها الاحتلال بشكل كامل و200 موقع أثري وتراثي دمرها الاحتلال.






 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: دمرها الاحتلال بشکل بشکل کامل بشکل جزئی

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: الذكاء الاصطناعي .. سلاح تدمير غزة

" إننا نعيش لحظة قد يكون فيها لأول مرة  أشياء أكثر ذكاءً منا" .. هكذا فاجأ  "جيفري هينتون"، عراب الذكاء الاصطناعي  العالم بتصريحه الشهير عام 2023.

هذا التصريح جاء في عالم شهد دورة لا تنتهي من الحرب والعنف منذ بداية الزمان... وإذا كان الهدف النهائي هو أن يعيش الجميع في سلام ورخاء، فإن الحلقات التي لا تنتهي من الصراعات في غرفة صدى البشرية تركت دروسًا لا حصر لها يجب تعلمها.

ونتجه بشكل لا رجعة فيه نحو ساحة معركة لا رجعة فيها مع احتمال أكبر لحدوث النسخة الأكثر شراً من الحرب التي شهدتها البشرية على الإطلاق.

إن فكرة النسخة المحوسبة والذكاء الاصطناعي من الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأصوليون اليمينيون الجالسين في "تل أبيب" لم تكن مصادفة، وفيما يتعلق بهذا، فإن أحدث نقطة تحول في الحرب عكست المبدأ الأساسي للمجتمع ما بعد "معاهدة وستفاليا" 1648 التي أنهت حرب الثلاثين عاما ً وشكلت النظام الدولي، فلم تعد المؤسسات تحظى بالاحترام، ولم تعد الأرواح البشرية موضع تقدير، مما يشير إلى الانهيار المحتمل للنظام العالمي المأمول في عالم السلام.

وعلاوة على ذلك، فإن الوثائق الأخيرة التي كشفت عنها "صحيفة واشنطن بوست " لم تترك مجالاً للشك حول كيفية تورط إسرائيل في مذبحة واسعة النطاق في "غزة" عن بعد.. بمساعدة نموذج متقدم من الذكاء الاصطناعي قدمته شركة "جوجل".

وحدثت هذه الكارثة عندما وقعت الشركة مشروع نيمبوس بقيمة 1.2 مليار دولار مع حكومة كيان الاحتلال، وقد عارض هذه الخطوة الثنائية بشدة عشرات من موظفي جوجل الذين تم طردهم من وظائفهم.

"لا تكنولوجيا لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي؛ لن نعمل من أجل الإبادة الجماعية".. كانت هذه الكلمات مكتوبة على لافتة رفعها عمال شركة "جاينت تيك" خلال احتجاج في مدينة نيويورك، ومع ذلك، يبدو أن جوجل ساعدت على عجل خدمات الحوسبة السحابية لوزارة الدفاع الإسرائيلية، التي سمحت لاحقًا باستخدامها لاستهداف سكان غزة بالكامل دون تمييز.

لا شك أنه لن يكون من الخطأ أن نقول إن المؤيدين لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي قدروا مرارًا وتكرارًا تدمير غزة،  ويبدو أن المستوطنين الإسرائيليين سخروا من الفلسطينيين بسبب نقص المياه من خلال إنشاء مقاطع فيديو قصيرة على تيك توك، مما يعكس حقيقة قاسية وغير أخلاقية.

ومن المهم ألا نتجاهل كيف زرعت الكتائب الإسرائيلية متفجرات لتدمير المباني السكنية ونشرت اللقطات على وسائل التواصل الاجتماعي، وعرضت أفعالها اللاإنسانية ضد الفلسطينيين لبقية العالم؟ ..  كل هذه الأحداث المؤلمة ترسم صورة واضحة لمجتمع مصاب بهوس الموت، حيث يتم الاحتفال بالموت والدمار علنًا وترسيخ نزع الصفة الإنسانية في نسيجه، وربما في حمضه النووي !!

ولكن.. كيف استخدمت إسرائيل الكثير من البرامج لاستهداف المدارس والمستشفيات والشقق وحتى مخيمات اللاجئين منذ اندلاع الحرب في غزة؟

هناك مجموعة واسعة من البرامج ذات أنماط العمل المختلفة، وإن كان الغرض هو التطهير العرقي للسكان البشريين فقط، يقع الناس في غزة والضفة الغربية تحت رحمة وحش لا يرحم يراقب كل تحركاتهم من خلال شبكة واسعة من المراقبة الجماعية.

قواعد البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل Gospel و Lavender وWhere’s Dady هي الأسلحة التكنولوجية الأكثر فتكًا التي يستخدمها جيش الدفاع الإسرائيلي لأغراض عسكرية أثناء الحرب.

إن هذه الأنظمة المتطورة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تلعب دوراً محورياً في معالجة البيانات لتحديد الهدف على أساس الملف العرقي، إن قضية "لافون"، التي ادعت تل أبيب أنها صُممت لتحديد حماس، أدت بدلاً من ذلك إلى قصف غير مسبوق للفلسطينيين في مكان واحد.

إن مخرجات برمجة الذكاء الاصطناعي هذه في شكل قوائم اغتيالات تعتبر قراراً بشرياً دقيقاً أثناء العمليات العسكرية، وهذا يعني ضمناً أن الآلة نفسها حددت وأوصت بقتل هؤلاء الفلسطينيين، ووصفتهم بأنهم أسوأ الأعداء من وجهة نظر عسكرية.

إن الثنائي "Gospel و Lavender" عبارة عن أسلحة حرب همجية وليست بعيدة عن سباق الإجرام الإلكتروني، والفرق الأساسي بين النظامين يكمن في تعريف الهدف…

Gospel يميز المباني والهياكل التي يزعم الجيش أن المسلحين يعملون منها، في حين يميز  Lavender الأشخاص ويضعهم على قائمة الاغتيال... وهذه الخوارزمية، المطبقة على عامة السكان، تشمل بشكل غير دقيق المدنيين كمشتبه بهم على أساس أنماط الاتصال وتعبيرات الوجه التي تشبه إلى حد ما أنماط وتعبيرات الوجه لدى العملاء.

وعلى العكس من ذلك، فقد أدرك بقية العالم أن حرق الفلسطينيين ليس عيباً في التكنولوجيا؛ بل هو ميزة !!


وعلاوة على ذلك، قصفت القوات العسكرية الإسرائيلية بشكل منهجي الأفراد الذين تم تحديدهم أثناء وجودهم في منازلهم مع عائلاتهم بأكملها، و تم استخدام النظام الآلي المسمى  "أين أبي" أو بالترجمة الحرفية "أين دادي" .. خصيصًا لتحديد المشتبه بهم وتنفيذ التفجيرات عندما دخلوا مساكن عائلاتهم، وهذا يسلط الضوء على المدى الذي يمكن أن تصبح فيه هذه الأنظمة أدوات مروعة لتدمير الأرواح البريئة.

والسؤال الوحيد المتبقي هو كيف ستسود العدالة، نظرًا لأن دماء الفلسطينيين تم محوها بواسطة يد آلية غير مرئية؟؟

وختاما ً .. أثار ظهور آليات متقدمة للحرب مخاوف جدية بشأن المسار المستقبلي للصراع البشري، وخاصة أنها تتجاوز المساءلة القانونية والأخلاقية، والآن أكثر من أي وقت مضى، من الأهمية وضع معايير ولوائح دولية لدعم الكرامة الإنسانية… ومع تقدمنا ​​​​إلى عصر الابتكار التكنولوجي السريع، يجب علينا رسم مسار يضمن أن تخدم هذه التطورات الصالح العالمي، بدلاً من المساهمة في الدمار الشامل.

وإذا لم تكن الدروس المستفادة من الحربين العالميتين كافية، فيتعين علينا أن نتأمل في كلمات أينشتاين الشهيرة: "لا أعرف ما هي الأسلحة التي ستُخاض بها الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستُخاض بالعصي والحجارة". ولكن إذا فشلنا في التعلم من التاريخ، فربما لانجد  حتى العصي والحجارة !!

مقالات مشابهة

  • المتحدث باسم وزارة الأوقاف أحمد الحلاق لـ سانا: منذ اليوم الأول للتحرير عملنا في وزارة الأوقاف على تشكيل لجان لإحصاء المساجد والمنشآت التعليمية الشرعية المهدمة جراء القصف الهمجي الذي شنه النظام البائد على المدن والأرياف، حيث لم تسلم أي محافظة من المحافظات
  • إسرائيل تُواصل هدم بيوت الفلسطينيين في القدس
  • مزيد من التعنت.. الاحتلال يتعمد تأخير دخول الخيام لقطاع غزة
  • الاحتلال يتعمد تأخير إدخال الخيام والكرفانات إلى غزة.. فيديو
  • أكثر من 61 ألف شهيد.. الإعلام الحكومي بغزة يكشف أرقاما  لخسائر حرب الإبادة الإسرائيلية
  • ماذا أقول بعد الأذان؟.. بـ16 كلمة تحل لك شفاعة النبي
  • باحث في الشؤون الإسرائيلية: الولايات المتحدة غطت العجز الاقتصادي لتل أبيب
  • أحمد ياسر يكتب: الذكاء الاصطناعي .. سلاح تدمير غزة
  • حزب الله: سنواجه الخروقات الإسرائيلية في الوقت المناسب
  • نتنياهو: قراراتنا خلال الحرب غيرت الشرق الأوسط بشكل واضح