حمود الخاطري.. يبدع في صناعة مشغولات وأعمال فنية من حرفة النسيج
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
تعتبر حرفة النسيج من بين مجموعة كبيرة من الحرف العمانية التقليدية التي يمارسها سكان ولاية الحمراء منذ زمن طويل، وتنتشر هذه الحرفة في قريتي وادي غول وجبل شمس. وقد أبدع سكان هذه القرى في صناعة أعمال فنية ومشغولات متقنة تعكس الروح الإبداعية التي يتمتعون بها، من خلال تحويل الصوف إلى منسوجات متنوعة.
تعلم الحرفي حمود بن علي الخاطري من قرية مندع بجبل شمس الحرفة وتوارثها أبا عن جد، فقد أتاحت له هذه الصناعة الاتصال بالناس والالتقاء بالزوّار الذين يتوافدون إلى بيته، وقال: "يتمثل عملي في نسج المنتجات الصوفية المصنوعة بحرفة النسيج اليدوي الطبيعي".
وعن بداياته، أشار الخاطري إلى أنه تعلم الحرفة منذ نعومة أظفاره، واستمر في ممارستها محافظا على هذه المهنة، وقال: يعود الفضل لوالدي فقد تعلمت على يديه سر المهنة، والتفنن في إتقانها، وتعلمت خطوات صناعة النسيج اليدوي من الصوف المنتج طبيعيا بطريقة يدوية، كما تعلمت تحضير الصوف المشتق من وبر وصوف الخراف، مرورا بمرحلة غزل الصوف التي تعد من المهن التي تعنى بتحويل الصوف إلى خيوط صالحة لعملية النسيج، لتتكون الخيوط بلونها الطبيعي الأبيض والأسود، ثم طلاؤها بعد ذلك بألوان طبيعية، وهذه الألوان عادة نستخلصها من مكونات البيئة، كالحجارة والأشجار.
وتطرق الخاطري إلى الحديث حول مراحل النسيج اليدوي، التي تمر بمراحل مختلفة، قائلا: في البداية نضع الخيوط ونشدها على آلة النسيج التي تتكوّن من الحافة والحف والنيرة والمسداف، لتصطف تلك الخيوط بعضها فوق بعض وتشتبك مكونة لوحة فنية، وما تحمله من ألوان ورسومات وخطوط تعبر عن مضامين الفن التشكيلي العُماني في فترات امتدت إلى مئات السنين، ومن المنتجات التي نركز عليها حاليا «السيحة» وهي لباس للوقاية من البرد، وصناعة الميداليات، ونحن نحاول إرضاء الزبائن بإضفاء الجودة والدقة للمنتج، وفي النهاية نكون قد سوقنا لمنتجاتنا الصوفية التسويق الصحيح والجيد.
وتحدث عن مصنعه الصغير الذي استحدثه في مجلس منزله، قائلا: يوجد في مجلس منزلي مصنع ومعرض مصغر يحتوى على جميع أدوات العمل، وأقوم بنفسي بممارسة العمل من البداية حتى النهاية، ثم أقوم بعد ذلك بإخراج العمل المنتج إخراجا فنيا لائقا للعرض والبيع، ومن ثم أقوم بعرض وتعليق المنتجات في جدران المجلس بطريقة فنية وجذابة، وشخصيا استقطب مئات الزوّار شهريا من مختلف الجنسيات للمجيء إلى منزلي، وأبهرهم بتفاصيله الرائعة التي انفردت بها عن غيري من الصناعات بتصاميمي، وأحاول إيجاد الوسائل الكفيلة بتطوير العمل بأفكار فريدة من نوعها، وعمل تشكيلات متقنة بألوان متناسقة مع العمل. وأضاف: أقوم بتدريب الأهل والأقارب والأولاد على هذه المهنة وأنقلها لهم لكي لا تندثر، وأنصح الشباب العماني بتعلم مثل هذه الحرف، لأنها في النهاية تبقى إرثا حضاريا لا بد من الاهتمام به، ويجب جعله مصدر رزق يدر دخلا للأسرة، وللمرأة العمانية دور محوري للتعلم والتعبير بطريقتها الشخصية عن هذه المهنة وصناعتها والتخصص في صناعة أدوات الزينة والميداليات بخامة الصوف، وهي طريقة سهلة تصنع يدويا دون استخدام الآلات والتقنيات الحديثة، وأنا أشجع الجميع على امتهان هذه المهن لأن لها سوقها ورواجها، خاصة عند السياح والزوار.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الجرائم المتعلقة بالتعاون مع المليشيا وأعمال النهب
الجرائم المتعلقة بالتعاون مع المليشيا وأعمال النهب
والانتهاكات جرائم جنائية مكانها القانون ويجب أن تترك لأجهزة الدولة.
القانون فوق الجميع ويسري على الجميع. أجرم شخص، أجرمت قرية كاملة (لو افترضنا ذلك جدلا)، يسري القانون على القرية المحددة على الأفراد المتورطين بعينهم.
القضايا الجنائية والجرائم ضد الدولة وضد المواطن يجب أن تبقى قضايا قانونية جنائية بعيدا عن التوظيف السياسي.
لأننا إذا أقحمنا السياسة في الموضوع سيتحول الأمر إلى فتنة وصراع سياسي وإلى حرب.
القانون لا يعرف الناس بمناطقهم ولا بألوانهم ولا بأوضاعهم الاجتماعية؛ في القانون هناك متهم/مذنب/مدان أو بريء. والقانون تطبقه الدولة بشكل أعمى ولا يطبقه الأفراد ضد بعضهم.
هذا إن أردنا أن نتكلم عن دولة. أما إذا أردنا الاستمرار في الفوضى واللادولة وبالتالي الحروب، فسوف نستمر في تقسيم الناس على أسس جهوية وعنصرية وطبقية لنبقى في نفس الدوامة.
يتصور البعض بغباء وبدلع طفولي أن هذه الدولة التي صمدت بتضحيات كل أبناءها بمختلف انتماءاتهم قد وجدت لتلبي له رغباته هو بالذات ولذلك يتمنى عليها أن تقتل له هذا وتبيد له ذاك وتطرد وتهجر له هذا وهكذا.
يا عزيزي هذه دولة وليست أمك.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب