3 أولويات.. الجزائر تبدأ عهدتها في مجلس الأمن الدولي
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
بدأت الجزائر، مطلع العام الجديد، عهدتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمدة عامين. وهي العهدة التي تراهن عليها الجزائر لبلورة ثلاث أولويات.
وستكرّس مثلما أكد عليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مراراً، لإعلاء صوت إفريقيا في هذا الجهاز المركزي للأمم المتحدة.
ونقلا عن الإذاعة الوطنية، فقد أتت هذه العضوية غير الدائمة بعدما صوّت 184 بلدا من أصل 193 في السادس جوان 2023، بـ “نعم” لانتخاب الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن لفترة 2024-2025.
وبدأت الجزائر عهدتها في الفاتح من جانفي 2024 لتستمر إلى غاية الحادي والثلاثين من ديسمبر 2025. إلى جانب سيراليون وكوريا الجنوبية وغويانا وسلوفينيا. كما تعتبر هذه المرة الرابعة في التاريخ التي تشغل فيها الجزائر مقعدا غير دائم في مجلس الأمن. بعد العهدات التالية : 1968-1969 و1988-1989 و2004-2005.
تعزيز التسويات السلمية للأزماتمن أولويات الجزائر ضمن الجهاز الرئيسي للأمم المتحدة، تعزيز التسويات السلمية للأزمات، وتوطيد الشراكات. بالإضافة كذلك إلى دعم دور المنظمات الإقليمية، وترقية مكانة المرأة والشباب في عمليات السلام، وتعزيز فعالية النضال الدولي ضد الإرهاب.
وفي ما يتعلق بدول الاتحاد الإفريقي، فستعمل الجزائر على تفعيل طلب زيادة عدد مقاعد الدول الإفريقية غير الدائمة ضمن هذه الهيئة. برفعه من ثلاثة إلى خمسة، وفقاً لما ورد في “توافق إيزولويني” و”إعلان سرت”. كما وستساهم الجزائر أيضا في توحيد صوت إفريقيا من أجل مناصرة أفضل لقضايا القارة ذات الأولوية وتطلعاتها المشروعة.
وأكد رئيس الجمهورية ذلك في العديد من المناسبات هذه السنة، سيما في اجتماع لجنة العشرة للاتحاد الافريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن الاممي. المنعقد في فيفري الماضي بأديس أبابا، حيث قال : “سنواصل العمل دون هوادة من أجل إعلاء صوت القارة ومطالبها المشروعة ولمعالجة الظلم التاريخي الذي تعرضت له قارتنا الإفريقية”.
مطلب إصلاح مجلس الأمنبرسم ولايتها في مجلس الأمن، ستدعو الجزائر أيضا إلى إصلاح هذا الجهاز. وهي عملية تعتبر ضرورية لإقامة نظام دولي أكثر تمثيلا وعدلا وتوازنا.
ولعل السياق الدولي الحالي، الذي يتسم بالأزمات المتعددة والتغيرات الجيوسياسية، فضلاً عن التهديدات المتعددة الأبعاد والأوجه التي تواجهها القارة الافريقية، مثل الإرهاب والحروب وتغير المناخ و أزمات الصحة والطاقة والغذاء، تؤكد أهمية هذا الإصلاح.
علاوة على ذلك، ستجدّد الجزائر في نيويورك التزامها بالسلام، من خلال إعطاء الأولوية للحوار والحل السلمي للأزمات. ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بهدف مواصلة نهجها نحو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين ودعم التعاون الدولي. وتعزيز دور الأمم المتحدة بما يقودها إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الشعبين الفلسطيني والصحراوي.
من جهة أخرى، سيشكّل انضمام الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن، فرصة للجامعة العربية باستعادة مكانتها على الساحة الدولية والقيام بدور قوي ومؤثر.
مسؤولية حمل آمال العرب والأفارقةتبدأ الجزائر ولايتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، حاملة آمال الشعوب الإفريقية والعربية. كما تتحمّل مسؤولياتها كشريك موثوق، من خلال طرح أفكار ومبادرات تهدف إلى تعزيز دور العمل متعدد الأطراف للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
جوزيف عون : اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وعلينا تغيير الأداء السياسي والاقتصادي
الثورة / متابعات
انتخب البرلمان اللبناني امس الخميس، قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للبلاد، ، ليكون الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية، بعد أكثر من عامين على الشغور الرئاسي، في أعقاب انتهاء ولاية الرئيس السابق، ميشال عون.
وانتخب عون بعد حصوله على 99 صوتا في الدورة الثانية للتصويت خلال جلسة حضرها جميع النواب الـ128.
وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، قائد الجيش جوزيف عون رئيساً بعد حصوله على 99 صوتاً من أصل 128، فيما صوت 15 لأسماء أخرى، و9 قدموا أوراق بيضاء، و5 أصوات ملغاة.
وقبل انتخاب عون، جرت تحضيرات رسمية في مقر الرئاسة بقصر بعبدا، استعداداً لاستقبال رئيس الجمهورية، وفرش السجاد الأحمر.
وفور إعلان النتائج أدى عون اليمين الدستورية رئيسا للبلاد، وقال -خلال كلمة بالمناسبة- “اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، أعاهدكم أن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات”.
وأضاف “وصلنا إلى ساعة الحقيقة ونحن في أزمة حكم يفترض فيها تغيير الأداء السياسي والاقتصادي، لبنان بقي كما هو رغم الحروب والتفجيرات وسوء إدارة أزماتنا”.
وتابع “إذا أردنا أن نبني وطنا علينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون، لا تدخّل في القضاء والمخافر، ولا محسوبيات، ولا حصانات لمجرم أو فاسد”.
وتعهّد بـ “إعادة هيكلة الإدارة العامة، واعتماد المداورة في وظائف الفئة الأولى في المؤسسات والإدارات، والسعي لتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، واحترام حرية الإعلام والتعبير ضمن الأطر الدستورية، والعمل من أجل الدفاع عن المصلحة العامة وحقوق اللبنانيين”.
وكان البرلمان قد علق ظهر أمس الخميس جلسته للتشاور بعد إخفاقه في انتخاب رئيس للبلاد من الجولة الأولى.
وانتهت الدورة الأولى للجلسة البرلمانية رقم 13 دون انتخاب رئيس، لعدم حصول أي من المرشحين على عدد أصوات يعادل ثلثي النواب الـ128، وفق ما ينص عليه الدستور.
وبعد جلسة حضرها جميع أعضاء البرلمان حصل قائد الجيش على 71 صوتا، في حين صوّت 37 نائبا بورقة بيضاء، واعتبرت 4 أوراق ملغاة.
ومنذ انتهاء ولاية ميشال عون أخفق البرلمان في انتخاب رئيس جديد خلال 13 جلسة على مدى عامين، آخرها في 14 يونيو 2023، مما أدخل البلاد في شغور رئاسي هو السادس في تاريخ لبنان الحديث.
وشهدت جلسة انتخاب الرئيس خلافات ومشادات، إذ اعترض بعض النواب على دستورية ترشيح جوزيف عون للرئاسة، بسبب كونه القائد الحالي للجيش، حيث أن الدستور يمنع انتخاب الموظفين العموميين من الفئة الأولى للمنصب. ووفقاً للمادة 49 من الدستور، فإن انتخاب أي مرشح يشغل منصباً حكومياً “يحتاج إلى تعديل دستوري”.
ودار خلاف بين النواب بشأن تفسير مواد الدستور، وقال نواب إن هذه الأوضاع غير العادية، تتيح ترشيح عون بعد عامين من الفراغ الرئاسي.
واعتمد رئيس البرلمان نبيه بري، على جواز ترشيح جوزيف عون، على سابقة مشابهة حدثت مع الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، حين تم انتخابه في جلسة 25 مايو 2008 وكان قائداً للجيش آنذاك.
وظل المنصب شاغراً منذ انتهاء ولاية عون ومغادرته قصر بعبدا في أكتوبر 2022، رغم عقْد مجلس النواب 12 جلسة لاختيار الرئيس، كان آخرها في يونيو 2023.
صلاحيات الرئيس
ويتولى العماد جوزيف عون (60 عاماً) منصب قائد الجيش اللبناني منذ عام 2017، وقاد قواته خلال أزمة مالية طاحنة أصابت جزءاً كبيراً من الدولة اللبنانية بالشلل بعد انهيار النظام المصرفي في عام 2019.
ويمتلك رئيس لبنان صلاحيات متعلقة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، ومن أبرزها الدعوة إلى جلسات استثنائية لمجلس النواب، وتأجيل انعقاد مجلس النواب إلى أمد لا يتجاوز شهر واحد.
كما يمكن للرئيس في حالات محددة أن يطلب من رئيس مجلس الوزراء حل مجلس النواب قبل انتهاء مدته الفعلية، وفي حالة قرر مجلس الوزراء حل المجلس، يصدر رئيس الجمهورية مرسوماً بذلك.
ويمتلك رئيس لبنان أيضاً حق إصدار القوانين وفق المهلة المحددة لإصدارها، كما أن له حق طلب إعادة النظر في القانون مرة واحدة، بالإضافة إلى حقه في مراجعة المجلس الدستوري في ما يتعلق بمراقبة دستورية القوانين.
ويحق للرئيس اقتراح إعادة النظر في الدستور، فتقدم الحكومة مشروع القانون إلى مجلس النواب، كما أن له الحق في البت بمشروع الموازنة.
من هو العماد عون؟
ولد جوزيف خليل عون يوم 10 يناير 1964، ببلدة سن الفيل في قضاء المتن، وهو في الأصل من بلدة العيشية الجنوبية.
حصل على الإجازة في العلوم السياسية، وإجازة في العلوم العسكرية
شغل منصب قائد الجيش اللبناني. تولّى هذه المهمة منذ الـ8 من آذار/مارس 2017، خلفاً للعماد جان قهوجي. وتعود بداية مساره العسكري في الجيش إلى عام 1983.
حصل على ترقية حتى نال رتبة عميد ركن في عام 2013. واستمرّ في تسلّم الرتب العسكرية، وصولاً إلى رتبة عماد في عام 2017، مع تعيينه قائداً للجيش، ليشغل هذا المنصب خلال إحدى أكثر الفترات حساسيةً في لبنان.
وشهد لبنان خلال هذه المدة تحدّيات أمنية وسياسية كبيرة، أبرزها معركة “فجر الجرود” عام 2017، التي خاضها الجيش مع المقاومة ضدّ التنظيمات الإرهابية في جرود بلدة عرسال والقاع، عند الحدود مع سوريا.
حصل عون على عدة أوسمة عسكرية، بينها وسام الحرب ثلاث مرات، ووسام الجرحى مرتين، ووسام الوحدة الوطنية، ووسام فجر الجنوب.
كما حصل على وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة والثانية ثم الأولى، ووسام الأرز الوطني من رتبة فارس، ووسام مكافحة الإرهاب.