مرصد الأزهر في 2023: نشاط لمكافحة التطرف وفضح الأكاذيب الصهيونية
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
شهد عام ٢٠٢٣م، نشاطًا مكثفًا ومتميزًا لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، والذي برز في جهوده لملاحقة شبهات التنظيمات الإرهابية، ومتابعة كل ما يصدر عن الجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى رصد الأنشطة المتعلّقة بالإسلام والمسلمين حول العالم، من فعالياتٍ، وندواتٍ، ولقاءاتٍ تهدف إلى توضيح الصورة الحقيقيّة للإسلام، فضلًا عن التفاعل مع المستجدات المتعلقة بظاهرة الإسلاموفوبيا وارتفاع معدلات الكراهية، وأزمات المهاجرين واللاجئين حول العالم.
وتنوعت أنشطة وجهود وحدات «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف»، خلال عام ٢٠٢٣م، لتشمل المنشورات والمقالات والتقارير والفيديوهات والحملات والمشاركات الإعلامية، التي يتم نشرها على جميع المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، باللغة العربية واللغات الأجنبية (الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والأفريقية والفارسية والأردية والصينية والتركية والعبرية واليونانية)، بالإضافة إلى البحوث والدراسات حول القضايا والموضوعات المتعلقة بالجماعات المتطرفة والأفكار الظلامية.
«القضية الفلسطينية» تتصدر اهتمامات المرصدوتصدرت «القضية الفلسطينية» اهتمام مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال عام ٢٠٢٣م، وذلك انطلاقًا من قيام الأزهر الشريف برسالته تجاه العالم الإسلامي، وإيمانًا منه بحق الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، حيث كان مرصد الأزهر سباقًا في التحذير من خطورة انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة، نتيجة تردي الأوضاع الانسانية، والاعتداء الصهيوني المتكرر على المقدسات الإسلامية، واستفزاز مشاعر المسلمين حول العالم، وحفريات سلطات الاحتلال تحت المسجد الأقصى، ما أدى إلى انفجار (طوفان الأقصى)، تلك الحملة الهجومية التي أطلقتها حركة المقاومة الفلسطينية، ونجحت في اقتحام المستوطنات الصهيونية في غلاف غزة، وتدمير عدد من الآليات والمعدات العسكرية، قبل العودة إلى القطاع بعدد كبير من الأسرى الصهاينة.
وتعددت مخرجات مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ما بين البيانات والإدانات، والمقالات والتقارير، والحملات الإلكترونية، والندوات الميدانية، وترجمة جميع بيانات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كما ركزت محاور المخرجات على فضح جرائم الكيان الصهيوني ضد الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين، بل وتجاه المنشآت المدنية كالمستشفيات ودور العبادة، وتفنيد أكاذيب الآلة الإعلامية الصهيونية، وبيان حقيقة الكيان الصهيوني الإرهابية التي لا تختلف عن داعش، وفضح الانحياز الدولي تجاه الكيان الصهيوني على حساب حياة الأبرياء في فلسطين، ودعم ومساندة الأشقاء في فلسطين.
ونظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال عام ٢٠٢٣م، عددا من الندوات، بالتعاون مع العديد من الهيئات والمؤسسات، للتوعية بأهمية دعم الحقوق الفلسطينية، ومنها مجموعة من المحاضرات بالتنسيق مع محافظة الغربية تحت عنوان (دور الأزهر الشريف في دعم القضية الفلسطينية في ضوء رؤية الدولة المصرية) شملت عددًا من المدن والمراكز بالمحافظة، حيث ناقش المحاضرون دور الأزهر التاريخي في دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة بإقامة دولة فلسطين كما كانت وعاصمتها القدس الشريف.
وحدة للرصد بالعبريةكما تم إنشاء وحدة للرصد باللغة العبرية داخل مرصد الأزهر، بناء على توصيات "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس العالمي" المقام عام 2018م، وهدفها الرئيس هو السعي الجادّ إلى الوصول بأبعاد القضية الفلسطينية وملفاتها الشائكة إلى أكبر عددٍ ممكن من قطاع الشباب، سواء عبر تنوع المحتوى وأسلوبه أو عبر اتّباع الوسائل الرقمية الحديثة، واستثمار منصات التواصل الاجتماعي لتكون منارةً لخلق حالة من الوعي بين الشباب العربي بالقضية الفلسطينية.
استقبال الشخصيات والوفود الدوليةوبالتزامن مع تلك الجهود المتواصلة، استقبل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال عام ٢٠٢٣م، العديد من الزيارات والوفود الدولية، التي حرصت على استكشاف تجربة المرصد الرائدة في مكافحة أفكار وأساليب الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون مع المرصد، حيث كان من أبرز زوار مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلالها عام ٢٠٢٣م؛ وفد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ووفد ماليزي رفيع المستوى برئاسة الوزير الدكتور "حاجي محمد مختار"، ووفد وزارة الخارجية الأمريكية، ووفد فرنسي برئاسة المحافظ (مافار) مدير الشؤون الأوروبية والدولية بوزارة الداخلية الفرنسية، ووفد جمهورية أوزباكستان برئاسة (جاسور نجم الدينوف) مسؤول بديوان رئيس الجمهورية، ووفد جامعة جاوة بإندونيسيا.
مبادرات ومشاركات فعالةنظم «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف» العديد من الفعاليات الداخلية والخارجية، كما شارك في العديد من المبادرات، مثل مبادرة (اسمع واتكلم)، والندوات؛ مثل ندوة كلية البنات جامعة عين شمس، وندوة في جامعة المنيا، وندوة بالجامعة الروسية بالقاهرة، كما شارك المرصد في العديد من الفاعليات أبرزها؛ «برنامج الزائر الدولي»، الذي نظمته الخارجية الأمريكية تحت عنوان "مكافحة التطرف العنيف – استراتيجيات مجتمعية"، والبرنامج التدريبي للتعامل مع الشائعة والأمن المعلوماتي والذي نظمته محافظة الغربية على مدار يومين.
من جانبها، شاركت الدكتورة ريهام عبد الله، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في اجتماعات مجموعة العمل المصرية الهندية الثانية حول مكافحة الارهاب في العاصمة الهندية نيو دلهي، وشاركت أيضا في ورشة العمل الافتتاحية للمركز الاقليمي لشبكة (سترونج سيتيز- strong cities) في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في العاصمة المغربية الرباط.
مشاركات إعلاميةحرص مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على تنظيم مشاركات إعلامية متواصلة لأعضائه في العديد من القنوات الفضائية، للحديث عن أحد الموضوعات محل اهتمام المرصد، وتفنيد مزاعم التنظيمات الإرهابية، والجماعات المتطرفة، وبيان حقيقة الدين الإسلامي ووسطيته، وتسليط الضوء على الأحداث والقضايا التي تهم الإسلام والمسلمين حول العالم، بالإضافة إلى إعداد مجلة (Step Forward) باللغتين الإنجليزية والفرنسية، فضلًا عن مجلة «مرصد» الربع السنوية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التنظيمات الإرهابية التطرف الأزهر مرصد الأزهر لمکافحة التطرف القضیة الفلسطینیة خلال عام ٢٠٢٣م بالإضافة إلى حول العالم العدید من الأزهر ا
إقرأ أيضاً:
واشنطن تغذّي آلة الحرب الصهيونية لقتل الفلسطينيين
محمد عبدالمؤمن الشامي
في خطوة جديدة تؤكّـد دعم الولايات المتحدة المُستمرّ للعدوان الصهيوني، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن صفقة أسلحة ضخمة لاحتلال “إسرائيل” بقيمة 3 مليارات دولار، تشمل قنابل خارقة للتحصينات، معدات هدم، وجرافات عسكرية. هذه الصفقة تأتي في وقت تشهد فيه غزة والمناطق الفلسطينية الأُخرى أفظع أنواع العدوان من قبل كيان الاحتلال، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. ومع ذلك، في الوقت الذي تسارع فيه واشنطن لتسليح الاحتلال، يبقى الموقف العربي مُجَـرّد بيانات شجب، دون أي تحَرّك ملموس لوقف هذه المجازر.
الصفقة التي أقرها البنتاغون على “أَسَاس طارئ” تعكس النية الأمريكية في تعزيز قدرات الاحتلال على تدمير غزة والبنية التحتية الفلسطينية بشكل أكبر. تشمل هذه الصفقة 35،529 قنبلة زنة 1000 كغ، وهي قنابل مدمّـرة قادرة على محو أحياء سكنية بالكامل. كما تتضمن 4000 قنبلة خارقة للتحصينات مخصصة لضرب الأنفاق والملاجئ، ما يعني استهداف المدنيين في أي مكان يحاولون اللجوء إليه، إضافة إلى ذلك، تشمل الصفقة 5000 قنبلة زنة 500 كغ، مزودة بأنظمة توجيه لتوجيه القنابل التقليدية بدقة، وجرافات عسكرية بقيمة 295 مليون دولار التي كانت تستخدم في هدم المنازل وتدمير الأراضي الزراعية الفلسطينية.
الصفقة تعكس سياسة أمريكية ثابتة تدعم الاحتلال بشكل غير محدود، مما يضمن له التفوق العسكري المطلق في المنطقة. الهدف الأمريكي واضح: استمرار دعم الاحتلال بلا قيود، حتى لو كان ذلك يعني قتل المزيد من الفلسطينيين. ومع ذلك، يبقى الموقف العربي بعيدًا عن التصعيد الحقيقي ضد هذه السياسة. فحتى الدول التي سبق لها أن انتقدت الاحتلال، بقيت في دائرة المواقف السلبية، منها بيانات الشجب التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
في ظل هذه الأحداث، يظل الفلسطينيون يدفعون الثمن غاليًا. العدوان الصهيوني، الذي بدأ في 7 أُكتوبر 2023 وما يزال مُستمرّا، أسفر عن مئات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين، وأدى إلى دمار هائل في غزة. ومع كُـلّ يوم يمر، تتعمق الأزمة الإنسانية، حَيثُ يعاني السكان من الحصار المُستمرّ والقصف المكثّـف.
في هذا السياق، إذَا لم تتحَرّك الدول العربية الآن على مستوى المقاطعة السياسية والاقتصادية لواشنطن، وَإذَا استمر الصمت أمام هذه المجازر، فسيظل الاحتلال ماضٍ في عدوانه، ولن تكون فلسطين وحدها التي تدفع الثمن. الدور قادم على الجميع، وحينها لن يجد العرب من يدافع عنهم، كما تركوا الفلسطينيين وحدهم في مواجهة آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيًّا. يجب أن يكون هناك تحَرّك جاد الآن، قبل أن تجد الدول العربية نفسها في قلب العاصفة، وقد فقدت القدرة على الرد.