جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-16@03:20:51 GMT

إن لم تخنِ الذاكرة!

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

إن لم تخنِ الذاكرة!

 

محمد الزعابي

ذاكرة الإنسان معرضة للنسيان وهناك أسباب كثيرة تسبب  للدماغ  حالة من فقدانٍ ظاهريٍ يتم من خلاله تحوير المعلومات، وتختلف هذه  الحالة من فئة عمرية إلى أخرى.

ثمة أشياء كثيرة تسبب ضعف الذاكرة لدى الأطفال ومن بينها سوء التغذية وقلة الحصول على المكملات الغذائية والضرورية لنمو أجسادهم فتجتاحهم الأمراض المرتبطة بذلك وتسبب لهم المعاناة التي تنغص حياتهم .

أما إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية المتطورة "آيباد"، فيعتبر مشكلة كبيرة تبدو آثارها واضحة على الصحة العقلية والجسدية والنفسية لديهم، كما تظهر تأثيراتها المدمرة أيضًا على ذاكرتهم، فتجد أطفال جيل اليوم يختلفون عمن سبقهم من جيل التسعينات الجميل مثلًا، حين كانت الألعاب البدنية والعقلية طاغية في مجالات التربية المدرسية والبيتية حتى أننا نتذكر تلك المفكرة الجميلة التي كانت تدون عليها الواجبات والفروض وملاحظات المعلمين على أداء تلاميذهم، ويضطر الطفل أن يكتبها بيده مما يزيد من تقوية ذاكرته، على نقيض ما نراه اليوم عند الأطفال، فكل شيء أصبح سهلًا ويحفظ في الملفات الذكية وهذا يؤدي لتجاهل الحفظ عند الأطفال ويسهل عملية ضعف الذاكرة في الدماغ.

أما عند كبار السن فقد تكون أسباب الإصابة  بضعف الذاكرة متقاربة لدى الفئة العمرية الأولى لكنها تختلف عنها بعض الشيء من حيث الزيادة فكبار السن معرضون لاضطرابات في العقل بسبب الاكتئاب والتوتر كضغوطات العمل وقلة النوم  وأمراض الكبار المزمنة.

فكيف يمكننا تفادي ضعف الذاكرة لدينا؟

بالرياضة اليومية نستطيع أن نعالج أنفسنا من خلل الذاكرة لما تمدنا من نشاط وقوة في العقل وصحة في البدن، وعلينا أن نترك العزلة لكي نقضي أوقاتاً ممتعة برفقة الأصدقاء نناقش فيها الحوار الجديد الذي ينور الفكر ويضيف للذاكرة الشيء المفيد.

ومن بين الظواهر الإيجابية القراءة التي تثري العقل وتجدد  التأمل فيه  كما أن ألعاب تقوية الذاكرة مثل كرة القدم والشطرنج وسين وجيم  والدمينو وغيرها من الألعاب تساعد في تركيز العقل وزيادة تقويته.

وهناك مشكلة تحدث لبعض الأشخاص وهي النسيان القريب فعلى سبيل المثال يغفل أحدهم عن مكان وضعه مفتاح سيارته التي ترجل منها منذ دقائق. ويحدث هذا بسبب عدم ترتيب الأغراض في مكانها الصحيح. وهناك حكمة أمرنا بها الإمام ابن القيم في كتابه "الطب النبوي": "وأي عضو كثرت رياضته قوي، وخصوصًا على نوع تلك الرياضة، بل كل قوة، فهذا شأنها، فإن من استكثر من الحفظ، قويت حافظته، ومن استكثر من الفكر، قويت قوته المفكرة، ولكل عضو رياضة تخصه".

وهناك مأكولات ومشروبات عدة  تزيد من تقوية الذهن  كأكل الزبيب فيقول الزهري: من أحب أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب. ويقول الخبراء الماء والزنجبيل يساعدان في علاج النسيان.

لذا يجب علينا الاهتمام بصحتنا وعدم الإفراط فيها وتجنب السهر والنوم الكافي يقلل من حدة النسيان. كما إن الاختبارات تنشط الذاكرة فعلينا أن نختبر أنفسنا دائما ببعض المعلومات وكثرة الحفظ والفهم كل هذه الأشياء تقوي من ذاكرتنا.

يقول الكاتب والصحفي المصري عبد الوهاب  مطاوع: "المعرفة سلاح يستعين به الإنسان، على فهم الحياة ومواجهتها وخوض تجاربها".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف اكتشف سيدنا إبراهيم أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال  الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنه حين نظر سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى الكواكب والنجوم والشمس، أدرك بعد تأمل عميق أنها ليست آلهة، لأنها تخضع لقوانين التغيير والتحول، فاستنتج أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير، هو الذي خلق هذه الأجرام وسائر المخلوقات".
وتابع خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، مقدم برنامج اسأل المفتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن الإنسان إذا تأمل في ملكوت السماوات والأرض سيدرك النظام البديع الذي وضعه الله في الكون، وسيكتشف الإتقان والإحكام الذي يؤكد الوجود الإلهي، مؤكدًا أن النظر في العالم العلوي والسفلي، وتأمل النفس البشرية.
وشدَّد فضيلة المفتي على أن الإسلام لم يضع العقل في مواجهة مع النصوص الدينية، بل جعله أداة لفهم هذه النصوص، مستشهدًا بما ذهب إليه العلماء من أن العقل والنقل يكمل أحدهما الآخر. وأوضح فضيلته أن بعض الناس قد يروجون لوجود تعارض بين المدرسة العقلية والمدرسة النقلية، وهذا غير صحيح، لأن الإسلام لا يقف ضد العقل، بل إن العقل يعد من مصادر التشريع الإسلامي، ويتجلى ذلك في القياس، وهو عمل عقلي يستند إلى أسس شرعية.
وأضاف فضيلة المفتي أن الفيلسوف الإسلامي ابن رشد أكَّد على العلاقة القوية بين النصوص الدينية والأدلة العقلية، موضحًا أن أي ادعاء بوجود تعارض بينهما يرجع إما إلى سوء الفهم، أو ضعف التأمل، أو الأهواء الشخصية. كما أشار فضيلته إلى أن العلماء اعتبروا أن الله تعالى أرسل نوعين من الرسل للبشرية: الأول هو الرسول الظاهر وهو النبي، والثاني هو العقل الذي يعد أداة داخلية للوصول إلى الحق، ولا يمكن أن يستقيم أحدهما دون الآخر، فكما أن اتباع النبي واجب، فإن استقامة العقل ضرورية لفهم الدين بشكل صحيح.

وأشار إلى أن بعض المغرضين قد يحاولون إحداث قطيعة بين العقل والنقل، عبر اجتزاء القراءة للنصوص الدينية، أو إخراجها عن سياقها، أو الترويج لشبهات قائمة على مغالطات، مستدلًّا بقوله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون: 71]، مؤكدًا أن التأمل المنهجي في النصوص الدينية وَفْقَ الضوابط المعروفة يقود إلى إدراك أنها لا تتعارض مع العقل السليم، بل تتناغم معه.
 

مقالات مشابهة

  • ???? مدنيون ضد الحقيقة ومع تدمير العقل السياسي السوداني
  • كيف اكتشف سيدنا إبراهيم أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير؟
  • ترامب: أجريت مناقشات بناءة مع بوتين وهناك فرصة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • الشهداء فى الذاكرة.. لما كبر قالى هموت شهيد والدة الشهيد محمد سمير
  • ضرورة تقدير الموقف
  • تفكيك نظرية التهميش: هل هي حقيقة أم وهم متجذر؟
  • الشهداء فى الذاكرة.. بحلم بيه وبيقولى متخفيش عليا والدة الشهيد محمد أشرف
  • مكملات البروتين والبريبايوتيك تعزز الذاكرة لدى كبار السن
  • الخارجية الإيرانية: نتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وهناك مقترح لحل القضايا العالقة
  • مضغ المواد الصلبة 5 دقائق يقوي الذاكرة