الخليج الجديد:
2025-02-28@17:46:58 GMT

إسرائيل تغتال مشاريع واشنطن المستقبلية

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

إسرائيل تغتال مشاريع واشنطن المستقبلية

إسرائيل تغتال مشاريع واشنطن المستقبلية

لم يسقط الغرب أخلاقيا في حرب غزة فقط، بل أصبحت مشاريعه مهددة كنتاج لدعمه هذه الحرب القذرة.

الجديد أن بعض هذه الحركات تشن حربا ضد إسرائيل، على الرغم من عدم الاشتراك في الحدود مثل حالة «أنصار الله» بفضل تطوير منظومة الصواريخ.

أصبحت حرب إسرائيل ضد قطاع غزة حرب إبادة، ولم ينتج عنه السقوط الأخلاقي للغرب فقط، بسبب دعم جرائم الكيان، بل عرقلة مشاريع الغرب الكبرى لمنافسة الصين.

* * *

أبرزت هجمات أنصار الله الحوثيين، ضد السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى الكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر مدى هشاشة المشروع الكبير، الذي تراهن عليه الولايات المتحدة وهو الممر الاقتصادي الهند – الشرق الأوسط – أوروبا» لمواجهة طريق الحرير الصيني، وذلك على ضوء ظهور حركات تعتبر جيوشا غير كلاسيكية وغير نظامية في الشرق الأوسط. ومن شأن ظاهرة الحركات المسلحة التأثير مستقبلا على التجارة الدولية بشكل كبير للغاية.

في هذا الصدد، ضمن مفاجآت عملية «طوفان الأقصى» يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، أن الحرب الحالية التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة تختلف عن حربي 1967 و1973 إذ واجهت في الحربين السابقتين جيوشا نظامية مثل المصرية والسورية، وكانت تشترك معها في الحدود، وهي حرب تخضع لتصور كلاسيكي.

بينما في الوقت الراهن تواجه قوات عسكرية تمتلك صفات الجيوش النظامية، ولكنها حركات عسكرية مثل «حزب الله» وحركات عراقية و»أنصار الله» وإن كانت الأخيرة هي التي تشرف على تسيير دولة اليمن، وهي أقرب هذه الحركات الى الجيش النظامي، وكذلك حركة حماس التي لم ترتقٍ عسكريا بعد إلى مستوى هذه الحركات، بسبب الحصار المفروض عليها، ما يمنعها من التوصل بالأسلحة، ورغم التسلح المحدود والذكي، نجحت في قهر حركة إسرائيل عسكريا بشكل ملحوظ، وجعلتها تتورط في حرب الإبادة بدل حرب استهداف الأهداف العسكرية.

ويبقى الجديد أن بعض هذه الحركات تشن حربا ضد إسرائيل، على الرغم من عدم الاشتراك في الحدود مثل حالة «أنصار الله» بفضل تطوير منظومة الصواريخ.

ويوجد اختلاف وسط المنتظم الدولي بشأن ما تقوم به حركة أنصار الله في باب المندب والبحر الأحمر، بمهاجمة السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها. إذ تعتبره الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول غربية أخرى، عملا إرهابيا ضد حرية الملاحة، وتطالب المنتظم الدولي بضرورة التحالف ضد هذه الظاهرة، كما حدث في مواجهة القرصنة في القرن الافريقي، في حين تعتبره دول مثل روسيا والصين وباقي دول العالم ضمن ما ينتج عن حرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني، وبالتالي يتطلب الأمر تصورا دبلوماسيا لحل هذا المشكل، أكثر من الاعتماد على الحل عسكريا، لأن القوة ستزيد من تفاقم خطورة هذا الملف.

وهذا ما يحدث الآن، بعدما لم لتعد شركات الملاحة الكبرى تثق في الحماية التي توفرها السفن الأمريكية، وقررت معظمها مغادرة البحر الأحمر والرهان على المرور عبر جنوب افريقيا، خاصة في ظل احتمال مواجهات بين الحوثيين والأسطول الأمريكي، على ضوء إغراق الأمريكيين زورقين للحوثيين يوم الأحد الماضي. ولم تنخرط حتى الدول العربية المؤيدة لواشنطن مثل السعودية والإمارات ومصر، ويعتبر انخراط البحرين رمزيا بسبب احتضانها قاعدة الأسطول الخامس.

وإذا تركنا جانبا حرية الملاحة والاختلاف في التعاطي مع هذا الملف، سنجد أن الأمر يكتسب عمقا جيوسياسيا كبيرا، يمس المضايق البحرية والمشاريع التجارية الكبرى، ذلك أن تصرفا عسكريا مثل ما يقوم به أنصار الله، بالتحكم في الملاحة الدولية في باب المندب، يعني بطريقة أخرى التحكم في المشاريع الاقتصادية الكبرى للغرب في هذه المنطقة من العالم.

ونعني في هذا الصدد وفي الوقت الراهن، المشروع الذي يتم الرهان عليه كثيرا وهو: «الممر الاقتصادي الهند -الشرق الأوسط – أوروبا». وعمليا، طرحت واشنطن هذا المشروع خلال قمة دول العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي خلال سبتمبر/أيلول الماضي. ويريد هذا المشروع تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهي:

أولا، جعل الهند دولة فعالة في الإنتاج والنشاط التجاري العالمي، بهدف خلق منافس للصين، نظرا للقوة البشرية للهند والاستثمارات الغربية التي يمكن أن تستقبلها من دول مثل، اليابان والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.

ثانيا، خلق شرخ وسط دول البريكس، بإبعاد الهند عن روسيا والصين، وهكذا سيتحول هذا البلد، أي الهند، إلى ما يشبه دور بريطانيا التي أضعفت الاتحاد الأوروبي طيلة أربعين سنة، منذ انخراطها فيه في السبعينيات وحتى مغادرتها له منذ سنوات في إطار البريكست، بدل أن تشكل قوة إضافية لتطوير التكتل الأوروبي.

ثالثا، إبعاد الشرق الأوسط عن النفوذ الصيني، أو التقليل منه، إذ لن ترتبط هذه الدول بطريق الحرير وحده، بل بمشروعين.

ومن الناحية الجيوسياسية، حرب إسرائيل ضد قطاع غزة، التي أصبحت حرب إبادة، لم ينتج عنها فقط السقوط الأخلاقي للغرب، بسبب دعمه الكبير لجرائم الكيان، بل عرقلة المشاريع الغربية الكبرى لمنافسة الصين.

وكمثال في هذا الشأن، الانعكاسات السلبية لهجمات الحوثيين على مشروع «الطريق الاقتصادي الهند – الشرق الأوسط – أوروبا» المنافس لطريق الحرير، ثم التأثير السلبي على مشروع مرتبط بالغربي وهو حفر قناة بن غوريون المنافسة لقنوات السويس، حيث يتم التخطيط لتكون القناة الجديدة الأداة الرئيسية للتطبيع النهائي والشامل والأبدي في الشرق الأوسط بين الدول العربية والكيان.

ومما سيزيد من صعوبة الأوضاع مستقبلا بشأن تأثير الحركات التي تشبه الجيوش على الوضع العالمي ومنها الملاحة الدولية، ومختلف المشاريع هو التنافس الواقع بين بكين وواشنطن للسيطرة على التجارة الدولية، وعدم الاتفاق على تصور أمني موحد. وهذا يجر كل طرف إلى إضعاف الطرف الآخر.

ويمكن تقديم أمثلة في هذا الصدد، تعمل الولايات المتحدة على حشد دول جنوب شرق آسيا ضد طريق الحرير، وضد تقديم تسهيلات للصين في المياه الإقليمية لهذه المنطقة في العالم، ثم إضعاف طريق القطب الشمالي، الذي بدأ يشتغل بنقل البضائع من الصين عبر روسيا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.

ومن جانبها، رفضت بكين طلب واشنطن للمساهمة في تأمين الملاحة في البحر الأحمر، على الرغم من أن القوات الصينية لديها قاعدة عسكرية في القرن الافريقي، بل وجدت في أنصار الله أحسن من يلقن الأمريكيين الدرس.

وتستخلص من السياسة الصينية أن بكين لن تنخرط في أي مشروع أمني دولي يكون مبادرة من الغرب وقد يمس بطريقة أو أخرى المصالح القومية الصينية. نعم، لم يسقط الغرب أخلاقيا في حرب غزة فقط، بل أصبحت مشاريعه مهددة كنتاج لدعمه هذه الحرب القذرة.

*د. حسين مجدوبي كاتب وباحث مغربي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب أمريكا الحوثيون السقوط الأخلاقي الممر الاقتصادي طريق الحرير مشاريع واشنطن طوفان الأقصى حرية الملاحة أنصار الله حرب الإبادة الكيان الصهيوني الشرق الأوسط هذه الحرکات أنصار الله فی هذا

إقرأ أيضاً:

عون لم يتلق عرضا.. واشنطن: لبنان يمكنه الإنضمام الى إتفاق السلام مع إسرائيل

أعرب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة راهناً لإقناع المملكة العربية السعودية بالانضمام إلى اتفاقية السلام مع إسرائيل التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2020. كما أعرب ويتكوف عن اعتقاده بإمكانية أن يلحق لبنان وسوريا بقطار التطبيع بعد الانتكاسات التي تعرّضت لها في كلا هذين البلدين القوى الموالية لإيران. وقال إنّ "لبنان، بالمناسبة، يمكن أن يتحرّك وينضمّ إلى اتفاقيات السلام الإبراهيمية، كما يمكن لسوريا أن تفعل ذلك. بالتالي، هناك الكثير من التغييرات العميقة التي تحدث".

وكتب رضوان عقيل في" النهار": من يراقب تعاطي الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب من كندا إلى تل أبيب لا يفاجأ بكلام عن دعوتها لبنان إلى إبرام صلح مع إسرائيل والتوصل إلى سلام معها وهي تريد التوصل إلى ما هو أبعد من نزع سلاح"حزب الله".

عندما يصدر هذا الكلام عن لسان النائب وائل أبو فاعور وقوله إن واشنطن فاتحت مسؤولين لبنانيين بالتوصل إلى صلح مع إسرائيل لا يصدر كلامه هذا من باب الاستهلاك الإعلامي بقدر ما يهدف إلى تسليط الضوء على ما يعمل الأميركيون على تحقيقه في الإقليم المهددة خرائطه بالمد والجزر، وأولى هذه الإشارات غير المطمئنة تأتي من سوريا.

على مستوى حزب الله لم يتلق باستغراب طلب الأميركيين دخول لبنان في صلحمع إسرائيل لأنهم يرون أن الفرصة سانحة أمامهم لتحقيق ما يريدون لترسيم خرائط حدود دول المنطقة واستبدالها.
وثمة جهات سياسية مناوئة لسياسات الحزب ورفض ارتمائه في أحضان إيران لا تعرف مصدر كلام أبو فاعور وهي ترى أن الأولوية يجب أن تركز على تطبيق القرارات الدولية. ولدى سؤال جهات لبنانية عما إن تلقت هذه الرسالة الأميركية لم تنف ولم تؤكد. وفي معلومات لـ "النهار" إن الرئيس جوزاف عون لم يتلق أي طلب او عرض من هذا النوع.

ولا شك في أن مصدر كلام أبو فاعور من واشنطن حيال الدعوة إلى هذا الصلح المستحيل" بحسب كثيرين لم يأت على طريقة "جس النبض" بل جاء على شكل طلب بهدف إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل وإن ما تريده هو حصول وقف الحرب في شكل نهائي مع لبنان وعدم معاودة الصراع معها ولو انسحبت من الأراضي المحتلة في الجنوب حتى لو لم يؤد هذا الأمر إلى تطبيع مع اللبنانيين.

ويؤكد مراقبون عند جهات مسيحية لبنانية أن طرح واشنطن الصلح مع إسرائيل لا يتناقض مع سلوكيات ترامب الذي أطلق إشارات عدة قبل انتخابه وتلقتها أطراف مسيحية سياسية وكنسية وكان ردها بأجوبة "غير مشجعة" ولم تعطها الاهتمام المطلوب. وترى أن ثمة استحالة في استجابة هذا الطلب الأميركي الذي يأتي على شكل أمر عمليات عسكرية زائد أن ظروفه غير ناضجة. ومن غير المستبعد وهذا ما يظهر على بعض الشاشات أن ناشطين لبنانيين في أميركا يستغلون ما حصل في لبنان والمنطقة وهم يدعون من دون أي قفازات إلى التطبيع مع إسرائيل والتخلص من الاحتلال الإيراني".

إنه "زمن ترامب" بحسب سفير أوروبي حيث يقول إن على العالم أن يتوقع منه كل ما لا يخطر على البال من مطالب سياسية ومالية يعمل على فرضها على المنطقة والعالم.  
 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تغتال "شاهين".. منسق صفقات الأسلحة لحزب الله
  • إسرائيل تغتال منسق صفقات السلاح بحزب الله في غارة شمال شرق لبنان
  • لغة ترامب التي يجيدها!
  • عون لم يتلق عرضا.. واشنطن: لبنان يمكنه الإنضمام الى إتفاق السلام مع إسرائيل
  • مبعوث ترامب: إسرائيل سترسل فريقا للدوحة أو القاهرة للتفاوض
  • عاجل. غزة التي في خاطره".. ترامب يحول غزة إلى منتجع فاخر ويظهر مع نتنياهو وماسك في "ريفييرا الشرق الأوسط"
  • مسؤول كبير في الوحدة 4400..إسرائيل تغتال قيادياً كبيراً في حزب الله اللبناني
  • الأهرام ويكلي: انحياز ممنهج في الإعلام الغربي لصالح إسرائيل ضد فلسطين
  • عمل عسكري قادم ضد أنصار الله.. و"الدفاع" الأمريكية تكشف تفاصيله
  • «ترامب»: السعودية وقطر تعاملان واشنطن بشكل رائع.. وصفقة تريليونية مع أوكرانيا