أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في تقرير حصاده لعام 2023 عن عقد عدة مبادرات مجتمعية تناقش مجموعة من المفاهيم المرتبطة بهذه القضايا والتي تمثل أولوية لدى الكثير من الشرائح المجتمعية المختلفة.

البحوث الإسلامية: أجبنا على أكثر من 5 ملايين فتوى مباشرة في 2023 رئيس جامعة الأزهر وأمين "البحوث الإسلامية" يلتقيان وفدًا من جامعة الاستقامة النيجيرية

كان المجمع أعلن بداية عام 2023م عن إطلاق مبادرة بعنوان: «ولا تسرفوا»، والتي استهدفت الدعوة لترشيد الاستهلاك والتخلي عن الإنفاق في غير حاجة، وحماية البيئة من التلوث نتيجة إلقاء بقايا الطعام في الشوارع؛ وذلك بمشاركة وزارة البيئة، كما سعت المبادرة إلى ترسيخ مفاهيم التضامن المجتمعي لمواجهة التحديات الاقتصادية نتيجة الأزمات العالمية المتعاقبة، بالإضافة إلى العمل على تثقيف الجمهور وتوعيتهم بحسن إدارة حياتهم اليومية، تحقيق مبادئ التكافل الاجتماعي بين الناس وتوجيه الزائد عن الحاجات الأساسية للمستحقين لها، وبيان المخاطر المترتبة على التخلص من بقايا الغذاء بشكل غير صحيح على البيئة والصحة العامة.

وضمت المبادرة عدة محاور منها: إعداد خطة شهرية لميزانية الأسرة تقتصر على الاحتياجات الحقيقة لكل فرد فيها، قصر شراء الأغذية والملابس على الاحتياجات اليومية والبعد عن ثقافة التخزين منعًا لاستغلال التجار، حسن الاستخدام اليومي للمياه والاعتماد على طرق بديلة لتقليل الفاقد منه، استغلال الزائد عن الحاجات الشخصية في التكافل الاجتماعي من خلال الجمعيات الخيرية ومؤسسات عمل الخير، تكريم الفرد المثالي في ترشيد الاستهلاك في البيت والمدرسة والعمل لتشجيع الجميع على التحلِّي بهذه السلوكيات الإيجابية، تخصيص وسائل الإعلام لجزء من إنتاجها اليومي لتوعية الجمهور بأهمية نبذ الإسراف ونتائجه على مستوى الفرد والمجتمع.

أما المبادرة الثانية فكانت بعنوان: «في العسر عطاؤك سند ويسر»، وعُقدت بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في رمضان لتوفير الإغاثة العاجلة للاجئين والنازحين قسرًا في ظل الأعداد المتزايدة لحالات الطوارئ الإنسانية ومدى حدتها، لدعم الاحتياجات المتنامية للاجئين والنازحين حول العالم، وتحقيق رسالة الأزهر الإنسانية في دعم هذه الفئات الأكثر احتياجًا والتي أجبرتهم الظروف الخارجة عن إرادتهم على ترك دولهم وفقدان ذويهم، وشتات حياتهم فلا يجدون لهم ملجأ بعد الله سوى وقوف أهل الخير بجانبهم ومساندتهم وتلبية احتياجاتهم.

واستهدفت المبادرة بيان المعاناة التي تتعرض لها هذه الفئات نتيجة ما حلّ بهم من تغيرات وظروف قاسية، من أجل حثّ المجتمع الدولي على مؤازرة النازحين داخليًا واللاجئين وكافة المحتاجين بطرق مختلفة وفقاً لاحتياجاتهم الملحة، وهو ما يحقق مراد الأديان السماوية في التكافل المجتمعي.
ومع الاعتداءات المتكررة للصهاينة تجاه الشعب الفلسطيني أطلق المجمع مبادرة: «حديث البقاء والصمود»، والتي تقوم على توجيه دعوة لدعاة العالم الإسلامي بتبنيها والعمل على المشاركة في تنفيذها، وذلك استجابة لنداء الأزهر الشريف للأمتين العربية والإسلامية في ضوء التَّصعيدات الأخيرة للكيان الصهـ..ـيوني ضد الشعب الفلسطيني، حيث تستهدف هذه الدعوة قيام دعاة الدول الإسلامية ببيان الحقِّ الفلسطينيِّ الَّذي يقرُّه العقلاء والحكماء من بني الإنسان، كما تدعوا مبعوثي الأزهر لدول العالم بالمشاركة الفاعلة في تنفيذ هذه المبادرة، وذلك انطلاقًا من موقف الأزهر الشَّريف الرَّاسخ تجاه قضيَّة القدس منذ بدايتها، وبتوجيهاتٍ من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بدعم قطاعات الأزهر للحقِّ الفلسطينيِّ والدعوة لمواجهة الاعتداءات الوحشية على الأطفال والنساء في ظل صمت عالمي واضح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البحوث الاسلامية مجمع البحوث الإسلامية الازهر الشريف حصاد الازهر حصاد البحوث الاسلامية البحوث الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

المفتي: الأزهر منارة الوسطية وركيزة الوعي الرشيد ودار الإفتاء تشاركه الرسالة

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك»، الذي تنظمه جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي في الفترة من 15 إلى 16 أبريل الجاري، أن القيم الإنسانية في الإسلام تمثل إحدى صور الإعجاز البارزة في هذا الدين، مشيرًا إلى أنها جاءت في لحظة تاريخية كانت البشرية وقتها في أمسّ الحاجة إلى منظومة أخلاقية وإنسانية تحفظ كرامة الإنسان وتضمن له الحق في العيش المشترك بسلام وعدل ومساواة.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن القيم في الإسلام ليست وليدة ظرف زماني معين، بل هي ثابتة وشاملة ومتكاملة، تمتد من علاقة الإنسان بذاته، إلى علاقته بأسرته ومجتمعه، وانتهاءً بالبشرية جمعاء، مستدلًا في ذلك بجملة من الآيات القرآنية التي تكرّس هذه المبادئ، وتؤسس لنهج إنساني عالمي يضمن الحقوق، ويرسّخ روح التسامح والعدل والرحمة، ومنها قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70]، التي تؤكد على كرامة الإنسان بصرف النظر عن لونه أو عرقه أو دينه، وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، الداعية إلى التعارف لا التنازع، بالإضافة إلى قوله تعالى {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، التي تمثل أساسًا لاحترام حرية المعتقد، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: 90]، باعتبار العدل قيمة مركزية في بنية الإسلام الحضارية.

مفتي الجمهورية في مؤتمر المواطنة والهوية وقيم

ونوّه الدكتور نظير عياد، إلى أن الحضارة الإسلامية قامت على أسس علمية وإنسانية راسخة، أبرزها تقديس العلم والرحمة العامة، والعدل والمساواة، والتسامح والتعارف، ونبذ العصبية والطائفية، مشيرًا إلى أن هذه القيم تجلت بوضوح في وثيقة المدينة المنورة التي أرست دعائم العيش المشترك بين المسلمين وغيرهم تحت مظلة دولة المواطنة، محذرًا من مخاطر الجماعات المتطرفة التي شوّهت صورة الإسلام، وتسببت في زعزعة الأمن والاستقرار، ومؤكدًا أن الجهل بالنصوص الدينية، وسوء تأويلها، هو السبب الرئيس في انحراف هذه الجماعات عن جادة الحق، وهو ما أشار إليه النبي ﷺ في الحديث الشريف، «يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، في إشارة إلى خطورة التحريف على يد الجهّال والمتطرفين.

وشدد مفتي الجمهورية على أن التطرف يمثل تهديدًا جوهريًا للهوية والانتماء الوطني، لأنه يؤسس لانتماء مزيّف للفكرة المتطرفة، ويرفض الهويات الوطنية الحديثة التي لا تتعارض مع الدين، كما يروّج لمفاهيم مغلوطة تزرع العداء والعنف وتنفي وجود الآخر، منتقدًا دعوات التغريب والانبهار المطلق بالنموذج الغربي، والتي تؤدي إلى مسخ الهوية الذاتية للأفراد والشعوب، داعيًا إلى التوازن بين الأصالة والمعاصرة، والانفتاح الواعي الذي لا يفرّط في الثوابت ولا ينكر المتغيرات، مشيرًا إلى أن قيم المواطنة والهوية والتعايش تواجه تحديات كبرى، في مقدمتها التطرف، والتغريب، والاغتراب، والعولمة الثقافية، واختراق الإدراك والوعي، وتكييف القيم والسلوك، داعيًا إلى تضافر الجهود الفكرية والدينية والثقافية لمواجهة هذه التحديات، وتحصين المجتمعات من مخاطر الانسلاخ والتمزق، مبينًا أن الهوية الدينية لا تتعارض مع الانتماء الوطني أو القومي، بل تشكّل في توازنها واعتدالها ركيزة أساسية لبناء المجتمعات المستقرة والمتماسكة، داعيًا إلى ترسيخ هذه القيم في الوجدان العام، وتعزيز الأمن الفكري والثقافي للأمة في مواجهة موجات التشكيك والتزييف والعبث بالهوية.

مفتي الجمهورية في مؤتمر المواطنة والهوية وقيم

وأشار مفتي الجمهورية إلى الدور المحوري الذي يضطلع به الأزهر الشريف، هذه المؤسسة العريقة التي جاوزت الألف عام، وظلت طوال تاريخها منارةً للوسطية والاعتدال، وركنًا ركينًا في بناء الوعي الإسلامي الرشيد، حيث حمل على عاتقه مهمة نشر القيم الإسلامية السمحة، وترسيخ ثقافة الحوار، وتفنيد الفكر المتطرف، ومواجهة الغلو والانحراف العقدي والسلوكي، وذلك تحت القيادة الحكيمة لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يُعَد صوتًا عالميًّا للسلام والعدل، وصاحب المبادرات الرائدة في دعم العيش المشترك، وتعزيز التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات.

مبينًا نطير عياد، أن دار الإفتاء المصرية تشاركها هذا الدور وتسير على هذا النهج الأزهري الأصيل، إذ تقوم دار الإفتاء بدورٍ محوريٍّ في مواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر الوعي الديني المستنير، من خلال ما تقدمه من فتاوى رصينة تستند إلى منهج علمي راسخ، وتراعي الواقع وتحدياته، وتعمل على دعم السلم المجتمعي، وصيانة الهوية الدينية والوطنية، كما تسعى الدار إلى تعزيز قِيَم المواطنة والتعايش، وتُفعِّل حضورها العالمي عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تُعد منصة دولية للحوار والتنسيق والتواصل بين مؤسسات الإفتاء في مختلف أنحاء العالم، في سبيل مواجهة مشكلات العصر، والتصدي لمظاهر الانغلاق والتشدد.

كما أعرب المفتي في ختام كلمته، عن خالص شكره وتقديره لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية على كرم الضيافة و حفاوة الاستقبال، ومشيدًا بتنظيم هذا المؤتمر المهم، الذي يسهم بلا شك تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز القيم المشتركة ونشر وسطية الإسلام، بعيدًا عن الغلو أو التفريط.

اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية: نواجه تحديات فكرية وثقافية تسعى لهدم القيم وتفكيك الأسرة

إحالة أوراق عامل لمفتي الجمهورية بتهمة قتل طفل وسرقته في القليوبية

مفتي الجمهورية يطمئن على الحالة الصحية لفضيلة الإمام الأكبر.. ويدعو له بالشفاء العاجل

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية يطلق قافلة توعوية للواحات البحرية
  • البحوث الإسلامية يطلق قافلة توعوية إلى الواحات البحرية ضمن جهود الأزهر في خدمة المجتمع
  • أمين عام البحوث الإسلامية: النبي قدّم نموذجا واقعيا لتطوير الذات
  • وفاءً له ولجهوده.. واعظات الأزهر ينظِّمن حفل تأبين للدكتور المحرصاوي
  • أمين البحوث الإسلامية يناقش رسالة ماجستير بكلية الدعوة.. صور
  • الأمين المساعد لـ البحوث الإسلامية: العداء للأمَّة عمره أكثر من أربعة عشر قرنا
  • مجمع البحوث الإسلامية: الأزهر والداخلية شريكان في بناء وعي الشخصية المصرية
  • المفتي: الأزهر منارة الوسطية وركيزة الوعي الرشيد ودار الإفتاء تشاركه الرسالة
  • أمين البحوث الإسلامية يشارك في المؤتمر السنوي لكلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة
  • افتتاح معرض الكتاب الدائم بمقر جامعة الأزهر.. صور