أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في تقرير حصاده لعام  2023 عن عقد عدة مبادرات مجتمعية تناقش مجموعة من المفاهيم المرتبطة بهذه القضايا والتي تمثل أولوية لدى الكثير من الشرائح المجتمعية المختلفة؛ وذلك في إطار توجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب – شيخ الأزهر بالتوعية الشاملة بالقضايا المجتمعية المهمة التي تلامس الواقع المجتمعي من خلال تواصل دائم لوعاظ الأزهر وواعظاته بالفئات الجماهيرية في أماكن تواجد المتنوعة.


 

كان المجمع أعلن بداية عام 2023م عن إطلاق مبادرة بعنوان: «ولا تسرفوا»، والتي استهدفت الدعوة لترشيد الاستهلاك والتخلي عن الإنفاق في غير حاجة، وحماية البيئة من التلوث نتيجة إلقاء بقايا الطعام في الشوارع؛ وذلك بمشاركة وزارة البيئة، كما سعت المبادرة إلى ترسيخ مفاهيم التضامن المجتمعي لمواجهة التحديات الاقتصادية نتيجة الأزمات العالمية المتعاقبة، بالإضافة إلى العمل على تثقيف الجمهور وتوعيتهم بحسن إدارة حياتهم اليومية، تحقيق مبادئ التكافل الاجتماعي بين الناس وتوجيه الزائد عن الحاجات الأساسية للمستحقين لها، وبيان المخاطر المترتبة على التخلص من بقايا الغذاء بشكل غير صحيح على البيئة والصحة العامة.
 

وضمت المبادرة عدة محاور منها: إعداد خطة شهرية لميزانية الأسرة تقتصر على الاحتياجات الحقيقة لكل فرد فيها، قصر شراء الأغذية والملابس على الاحتياجات اليومية والبعد عن ثقافة التخزين منعًا لاستغلال التجار، حسن الاستخدام اليومي للمياه والاعتماد على طرق بديلة لتقليل الفاقد منه، استغلال الزائد عن الحاجات الشخصية في التكافل الاجتماعي من خلال الجمعيات الخيرية ومؤسسات عمل الخير، تكريم الفرد المثالي في ترشيد الاستهلاك في البيت والمدرسة والعمل لتشجيع الجميع على التحلِّي بهذه السلوكيات الإيجابية، تخصيص وسائل الإعلام لجزء من إنتاجها اليومي لتوعية الجمهور بأهمية نبذ الإسراف ونتائجه على مستوى الفرد والمجتمع.
 

أما المبادرة الثانية فكانت بعنوان: «في العسر عطاؤك سند ويسر»، وعُقدت بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في رمضان لتوفير الإغاثة العاجلة للاجئين والنازحين قسرًا في ظل الأعداد المتزايدة لحالات الطوارئ الإنسانية ومدى حدتها، لدعم الاحتياجات المتنامية للاجئين والنازحين حول العالم، وتحقيق رسالة الأزهر الإنسانية في دعم هذه الفئات الأكثر احتياجًا والتي أجبرتهم الظروف الخارجة عن إرادتهم على ترك دولهم وفقدان ذويهم، وشتات حياتهم فلا يجدون لهم ملجأ بعد الله سوى وقوف أهل الخير بجانبهم ومساندتهم وتلبية احتياجاتهم.
 

واستهدفت المبادرة بيان المعاناة التي تتعرض لها هذه الفئات نتيجة ما حلّ بهم من تغيرات وظروف قاسية، من أجل حثّ المجتمع الدولي على مؤازرة النازحين داخليًا واللاجئين وكافة المحتاجين بطرق مختلفة وفقاً لاحتياجاتهم الملحة، وهو ما يحقق مراد الأديان السماوية في التكافل المجتمعي.
 

ومع الاعتداءات المتكررة للصهاينة تجاه الشعب الفلسطيني أطلق المجمع مبادرة: «حديث البقاء والصمود»، والتي تقوم على توجيه دعوة لدعاة العالم الإسلامي بتبنيها والعمل على المشاركة في تنفيذها، وذلك استجابة لنداء الأزهر الشريف للأمتين العربية والإسلامية في ضوء التَّصعيدات الأخيرة للكيان الصهـ..ـيوني ضد الشعب الفلسطيني، حيث تستهدف هذه الدعوة قيام دعاة الدول الإسلامية ببيان الحقِّ الفلسطينيِّ الَّذي يقرُّه العقلاء والحكماء من بني الإنسان، كما تدعوا مبعوثي الأزهر لدول العالم بالمشاركة الفاعلة في تنفيذ هذه المبادرة، وذلك انطلاقًا من موقف الأزهر الشَّريف الرَّاسخ تجاه قضيَّة القدس منذ بدايتها، وبتوجيهاتٍ من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بدعم قطاعات الأزهر للحقِّ الفلسطينيِّ والدعوة لمواجهة الاعتداءات الوحشية على الأطفال والنساء في ظل صمت عالمي واضح.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الأزهر مجمع البحوث الاسلامية الشعب الفلسطيني الأديان

إقرأ أيضاً:

هاني تمام: مرونة الشريعة الإسلامية تؤكد صلاحيتها لكل زمان ومكان

قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، تعليقا انطلاق المؤتمر الدولي الخامس لـ«الشريعة والقانون» جامعة الأزهر، تحت عنوان «بناء الإنسان في التحديات المعاصرة»، إن من أبرز سمات الشريعة الإسلامية مرونتها وتجددها، مما يجعلها صالحة لكل زمان ومكان، مشيرًا إلى أن هذه الحقيقة يتعلمها طلاب الأزهر الشريف ويؤكدون عليها دومًا.

جامعة الأزهر: استحداث مقررات فقهية عن الذكاء الاصطناعي والآثار والطب البيطرياحذر.. الحبس 5 سنوات وغرامة 300 ألف جنيه عقوبة تلفيق صور منافية للآداب

وأوضح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال تصريح اليوم الأحد،: "الدين الإسلامي دين عالمي خالد، صالح لكل زمان ومكان، وهذه من أهم مميزاته، فالمسلم يستطيع أن يعيش بشريعته وتعاليمه في أي مكان على وجه الأرض وفي أي عصر".

وأوضح أن الشريعة الإسلامية تتميز بوجود أمور قطعية وثابتة لا تتغير ولا تتبدل، أراد الله سبحانه وتعالى لها أن تبقى قائمة ودائمة إلى يوم القيامة، لأنها تناسب جميع البشر في كل زمان ومكان، وفي نفس الوقت تحتوي على أحكام أخرى تتسم بالمرونة وقابلة للتطور والتجدد بما يناسب ظروف العصور المختلفة وتطوراتها.

وأشار إلى أن الأزهر الشريف يراعي دائمًا هذه المسألة، فلا يوجد في منهجه جمود فكري أو جمود في الأحكام كما يتوهم البعض، لافتًا إلى أن بعض من يشددون على الناس ويقعونهم في المشقة يرجع ذلك إلى تمسكهم ببعض الأحكام دون مراعاة لمآلات الأمور وظروف الناس وواقعهم.

وأشاد الدكتور هاني تمام بعنوان المؤتمر قائلاً: "من اللافت للنظر أن عنوان المؤتمر هو (بناء الإنسان) وليس فقط بناء المسلم، مما يدل على شمولية رسالة الإسلام واهتمامه بالإنسان كإنسان، أيًّا كان دينه أو لونه أو جنسه"، موجهًا الشكر للقائمين على المؤتمر على جهودهم الطيبة.

طباعة شارك الدكتور هاني تمام الفقه الأزهر جامعة الأزهر الشريعة الإسلامية طلاب الأزهر

مقالات مشابهة

  • “أبوظبي للكتاب”.. مبادرات تعزز الوعي الثقافي والمعرفي بين أفراد المجتمع
  • هاني تمام: مرونة الشريعة الإسلامية تؤكد صلاحيتها لكل زمان ومكان
  • مبادرات تعزز الوعي الثقافي والمعرفي بين أفراد المجتمع
  • أبوظبي للكتاب.. مبادرات تعزز الوعي الثقافي والمعرفي بين أفراد المجتمع
  • «أبوظبي للكتاب».. مبادرات تعزز الوعي الثقافي والمعرفي بين أفراد المجتمع
  • لو بتعمل محتوي ديني.. طريقة مراجعة الأعمال الفنية بمجمع البحوث الإسلامية مجانًا
  • أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعة
  • أمين البحوث الإسلامية: بناء الأوطان يرتبط ببناء الإنسان عقيدةً وأخلاقًا وعلمًا
  • أمين البحوث الإسلامية: حماية الأوطان مرتبطة بصناعة أجيال تحفظ القيم وتتمسك بالعلم
  • «مستقبل وطن» يطلق مبادرة اليوم الواحد لتوفير السلع بأسعار مخفضة في شرم الشيخ