إسرائيل تتآكل من الداخل.. استطلاع يؤكد: 15% فقط من الإسرائيليين يريدون بقاء نتنياهو في منصبه
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
القدس المحتلة- الوكالات
أظهر استطلاع للرأي نشر اليوم الثلاثاء أن 15 بالمئة فقط من الإسرائيليين يريدون بقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منصبه بعد انتهاء العدوان على غزة، لكن الاستطلاع أظهر أيضًا أن كثيرين ما زالوا يدعمون استراتيجيته لمحاربة المقاومة في القطاع الفلسطيني.
ودمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي جزءًا كبيرًا من قطاع غزة في عدوانها المستمر منذ ثلاثة أشهر تقريبًا.
وفي الاستطلاع الذي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، ونشرته وكالة رويترز، قال 56 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إن استمرار العدوان العسكري يمثل "أفضل وسيلة" لاستعادة الأسرى، لكن 24 بالمئة يعتقدون أنه من الأفضل التوصل لصفقة تبادل تشمل إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين الآخرين من المعتقلات الإسرائيلية.
وأسفر العدوان عن استشهاد أكثر من 22 ألف فلسطيني، وتشريد معظم سكان القطاع. وتزعم إسرائيل- دون دليل- أنها قتلت نحو 8 آلاف مسلح فلسطيني وتعهدت بملاحقة قادة حماس.
وأظهر الاستطلاع أن 15 بالمئة فقط يريدون أن يظل نتنياهو رئيسًا للوزراء بعد انتهاء العدوان. وحصل منافسه السياسي وشريكه الحالي في حكومة الحرب، بيني جانتس الذي ينتمي للوسط، على دعم 23 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع. ولم يحدد 30 بالمئة زعيما يفضلونه.
وقال المعهد إن الاستطلاع أجري على 746 مشاركًا في الفترة من 25 إلى 28 ديسمبر، بمستوى ثقة بلغ 95 بالمئة. وأظهر استطلاع سابق أجراه المعهد في ديسمبر أن 69 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أنه يجب إجراء انتخابات بمجرد انتهاء الحرب.
وقال نتنياهو يوم السبت الماضي إن تحقيق النصر سيستغرق شهورًا. وأظهرت استطلاعات رأي متتالية تراجع شعبية نتنياهو بشدة منذ الهجوم المباغت الذي نفذته حماس في أكتوبر والذي يعتبر أكثر الأيام دموية في تاريخ إسرائيل الممتد 75 عامًا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لماذا عاد نتنياهو لاستئناف العدوان على قطاع غزة؟.. خبير يجيب عربي21
أثيرت تساؤلات حول السبب الحقيقي لعودة الاحتلال الإسرائيلي للعدوان على قطاع غزة، فعلى الرغم من موافقة حركة حماس على بعض بنود مقترح مبعوث واشنطن ستيف ويتكوف، إلا أن نتنياهو أدعى أنه استأنف الحرب لرفض حماس إطلاق الأسرى.
وكان ويتكوف بعد رفض الاحتلال الانتقال للمرحلة الثانية ورفض حماس لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار قد اقترح تمديد وقف إطلاق النار لعدة أسابيع لما بعد رمضان وعيد الفصح، ومنح الوقت للتفاوض على إطار عمل لوقف إطلاق نار دائم.
وكانت حركة حماس قد سلمت ردها على هذا المقترح، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية، إلا أن هذا الرد لم يقبله لا ويتكوف ولا الاحتلال الإسرائيلي.
عودة للحرب على وقع أزمة داخلية
وتزامنت عودة الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مع خلافات إسرائيلية داخلية، حيث قرر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار.
وعلى إثر هذه الإقالة اعتبر كثير من الإسرائيليين أن نتنياهو يريد أن يستفرد لوحده بالقرار السياسي، وإزاحة أي معارضة لسياساته.
بدورها رفضت المعارضة الإسرائيلي هذا القرار، وقال زعيمها يائير لبيد إن إسرائيل فقدت ثقتها برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعليه الاستقالة.
وتابع لابيد في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية- "إذا ما كان فقدان الثقة سببا للإقالة، لذا فإن أول من سيُقال هو نتنياهو، لقد فقدت دولة إسرائيل الثقة به"، في إشارة إلى السبب الذي تذرع به نتنياهو لإقالة رونين بار، وهو فقدان الثقة به.
كذلك جاءت العودة للحرب وفق رغبة اليمين المتطرف وخاصة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي السابق المتطرف بن غفير، حيث هدد الأول بالانسحاب من الحكومة في حال لم يُستأنف العدوان على قطاع غزة، بالمقابل ربط الثاني عودته لها بالعودة للعدوان على قطاع غزة.
"حل عسكري لأزمات سياسية داخلية"
المختص بالشأن الإسرائيلي، الدكتور سليمان بشارات، يعتقد أن "حجة بنيامين نتنياهو بأن سبب عودة الحرب على غزة هو رفض حركة حماس إطلاق الأسرى، ما هي إلا ذريعة ومحاولة لتسويق القرار لدى عائلات الأسرى الإسرائيليين والشارع الإسرائيلي الداخلي".
ويرى بشارات بأن هناك "أهداف وأسباب لذلك، منها ما يتعلق ببنيامين نتنياهو وشخصيته ومستقبله السياسي، فهو الآن أمام مفترق طرق صعب بالنسبة لحكومته، ففي 13 آذار/مارس سيكون هناك تصويت على الموازنة ولن يمر إذا لم يكن هناك توحيد وإجماع لدى التيارات الدينية المتطرفة بقيادة بن غفير وسموتريش".
وأوضح بشارات في حديثه لـ"عربي21"، أن "نتنياهو أراد أن يُثبت لهذه التيارات أنه يستطيع العودة إلى الحرب - وهو مطلبهم وكان أيضا أحد الشروط الأساسية لعودة بن غفير للحكومة التي يمهد لها نتنياهو -، حتى يضمن تمرير قانون الميزانية، لأنه إذا لم يمر سيكون هناك تفكك وبالتالي الذهاب لانتخابات في غضون 90 يوما، وهو لا يريد الذهاب إلى تلك المحطة".
وتابع، "أما الهدف الثاني، والذي بات واضحا وجليا، وهو أن بنيامين نتنياهو يستثمر في الحرب لتغييرات جوهرية على الحالة السياسية الإسرائيلية الداخلية، ونحن أمام حلقة أخيرة في ذلك متمثلة بإقالة رئيس الشاباك والدعوة إلى إقالة المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية".
ولفت الخبير إلى أن "نتنياهو بات يستشعر أن الشارع الإسرائيلي إن لم يتم إعادته إلى أجواء الحرب فإنه سيتحرك ضد قرار إقالة رئيس الشاباك، حيث كان من الممكن أن يكون هناك دعوات لتظاهرات يوم الأربعاء ضد هذه الإقالة، وبالتالي هو أراد أن يستبق ذلك بالذهاب إلى عملية تفريغ لأي تحركات إسرائيلية داخلية تحت إطار الذهاب إلى الحرب".
ووفقا لبشارات، أيضا من ضمن الأسباب، هو "فتح الشاباك خلال الأيام الماضية تحقيقا جوهريا فيما يتعلق بتلقي مكتب بنيامين نتنياهو ومستشاريه أموالا طائلة من قطر، وهي ما بات يُطلق عليه إسرائيليا "قطر غيت"، وهذا الملف يبدو أنه يؤرق نتنياهو بشكل كبير جدا، وبالتالي هو يريد أن يعمل على إضعاف أي تجييش في الشارع الإسرائيلي ضد هذا الملف".
"إطلاق يد إسرائيل في المنطقة"
ويعتقد المختص بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات، بأن "هناك أيضا أهداف ذات أبعاد استراتيجية للعودة إلى الحرب، أولها محاولة تحويل قطاع غزة إلى نموذج الضفة الغربية وجنوب لبنان والجنوب السوري، بحيث تبقى إسرائيل طليقة اليد في تنفيذ استهدافاتها وعدم الوصول إلى نقطة يمكن أن تُقيد فيها".
وأوضح أن "إسرائيل لا تريد أي التزامات سياسية يمكن أن تُقيد دورها أو وصولها إلى أي مكان، وهذه نقطة بالغة الأهمية، فهي تريد من حركة حماس والمقاومة الفلسطينية أن ترضخ للواقع الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي فرضه والمتمثل في أنه يقبل بالتفاوض على أسرى مقابل أسرى، لكن دون أن يكون هناك قدرة على بناء يوم تالي لغزة بقيادة أو بحضور المقاومة".
ويرى بشارات أن "الاحتلال يريد أن يتخلص من كل ما يمكن أن يُشكل بنية متكاملة للمقاومة على مستوى الأشخاص والبنى المؤسسية والقدرات القتالية والعسكرية".
وأضاف، "بالتالي باعتقادي العودة الآن إلى الحرب قد تكون نعم عودة، لكنها بتكتيك وأسلوب مغاير لما كانت عليه في السابق، بمعنى أخر سيكون الاعتماد أكثر على القصف الجوي والاستهدافات وعمليات الاغتيال بهدف بناء واقع جديد ترغب فيه إسرائيل تحت الضغط العسكري بشكل كبير جدا وعلى المقاومة والمجتمع الغزي أن يقبل به وفق رؤية الاحتلال".
وحول احتمالية عودة بن غفير للحكومة بعد العودة للحرب، قال بشارات، "عودة الحرب تمهد لعودة بن غفير، واعتقد أن نتنياهو بحاجة إلى ذلك، وبن غفير أيضا بحاجة للعودة إلى الحكومة، وبالتالي إذا ما استطعنا توصيف ما يجري الآن فهي إعادة تعزيز الحكومة الإسرائيلية ضمن قرار الحرب، وهذا ما يريده نتنياهو".
ويكمل، "هذا الائتلاف الحكومي ما يجمعه النزعة اليمينية المتطرفة والمصالح الايدولوجية، وبالتالي باعتقادي هذا لا يتأتى إلا في ظل كل هذا التصعيد الذي يجري في الضفة الغربية ولبنان وسوريا وقطاع غزة، وكل ذلك اعتقد جزء كبير منه لحماية هذا الائتلاف الحكومي".
الحرب وملف الأسرى
وعلى الرغم من تذرع نتنياهو وادعائه بأن عودة للعدوان على قطاع غزة إنما جاء بسبب رفض حركة حماس إطلاق الأسرى وفق زعمه، إلا أن عائلاتهم هاجمته ووصفت خرقه لوقف إطلاق النار بأنه "خطوة مروعة".
ودعت عائلات الأسرى إلى "وقف الحرب فورا والتفاوض لإعادة الأسرى"، مضيفين، "نسأل حكومتنا ماذا يمكنكم أن تفعلوا باستئناف القتال الآن ولم تفعلوه خلال 15 شهرا؟".
وتابعوا: "59 مختطفا ما زال يمكننا إنقاذهم وعلينا فعل كل شيء لإعادتهم ولا سبيل لذلك إلا بصفقة".
كما انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، نتنياهو عقب استئناف العدوان الوحشي على قطاع غزة، وقال في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "ما تشعر به الآن الأغلبية الساحقة من المواطنين الإسرائيليين تجاه نتنياهو، هو انعدام الثقة العميق بمن يعيد إسرائيل إلى القتال".
وأضاف أن الجنود الإسرائيليين "يحتاجون إلى رئيس وزراء يمكنهم الثقة به، رئيس لا يهتم إلا بأمن البلاد ومصير الرهائن، وهذا ليس هو الحال اليوم".
وتدفع معارضة عائلات الأسرى الإسرائيليين لعودة الحرب للتساؤل حول تأثير استئناف الحرب على غزة على هذا الملف؟
المختص بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات قال، "صحيح أن الشارع الإسرائيلي ما بعد المرحلة الأولى من الاتفاق بات أكثر تجييشا ومطالبة بضرورة استكمال اتفاق وقف إطلاق وإعادة جميع الأسرى، لكن نتنياهو ما زال يراوغ بشكل أو بأخر".
وتابع بشارات، "آلان بعد عودة الحرب، باعتقادي نتنياهو أمام سيناريوهين، الأول، وهو أنه يستطيع أن يعمل على عملية التسويق والخداع، واعتقد أن التصريح الذي صدر عن الولايات المتحدة بأن الضربات جاءت ما بعد استشارتها هي جزء من هذه العملية، حتى لا يظهر أن نتنياهو يسعى لمصالح شخصية وأن هناك تنسيق مع الإدارة الأمريكية، وبالتالي هو يستطيع أن يمتص نوعا ما موقف الشارع الإسرائيلي".
ويرى أن "هذا السيناريو صحيح أن فيه مخاطرة بالنسبة لنتنياهو، ولكنه ربما يستطيع أن يمتص أي ردود فعل داخل الاحتلال الإسرائيلي تحت أي مبررات مثل مبرر الوصول لإنجازات أو الضغط على حماس".
أما السيناريو الثاني وفقا لبشارات "فهو أن يكون هناك عملية تحرك فعلية وجدية من الشارع الإسرائيلي، لكن هذا الأمر حتى آلان لا يمكن أن نحكم عليه إلا بعد الأيام القليلة المقبلة، بمعنى في أي التوجهات سيكون هذا التحرك وشكله وحجمه، لأن ذلك سيُعطي مؤشر على مدى قدرة نتنياهو على التعاطي معها".
وأوضح، "أي إذا استطاعت عائلات الأسرى الإسرائيليين والمعارضة حشد تحرك كبير وضخم في الشارع الإسرائيلي، يمكن أن يؤثر ذلك بشكل أو بأخر على قرار نتنياهو".
ويكمل، "لكن هناك نقطة جوهرية وأخيرة، وهي أنه من المنظور الفلسطيني لهذا الملف، الأسرى الإسرائيليين سيكونون معرضين ربما للاستهدافات، وهذا الأمر سيجعل ملف الأسرى يتأجج في الداخل الإسرائيلي".
وخلص بشارات بالقول، "باعتقادي المقاومة هي أيضا لن تذهب لأن تُقدم تنازلات في هذا الملف، ولذلك اعتقد أنه سيبقى ضمن الملفات العالقة والشائكة وربما قد يكون له بعض الارتدادات".