أكد عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في المغرب، أن التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي سقط بشكل لا لبس فيه ما بعد 7 أكتوبر، وفي ظل ما يقع على أرض فلسطين من جرائم دموية يقترفها جيش الاحتلال.

وأضاف حامي الدين في كلمة له خلال ندوة بعنوان "تحولات ما بعد عملية طوفان الأقصى"، نظمتها شبيبة العدالة والتنمية بفاس، ونشرتها صفحة العدالة والتنمية على "فيسبوك" اليوم، أنه لا يمكن أن تستمر أي علاقات مع دولة متهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد إنسانية، وتقصف المستشفيات والمعابر وشاحنات المساعدات وتقطع الماء والكهرباء والغذاء عن الساكنة المحاصرة.



وتابع: "من الناحية السياسية، حين تحطمت كل الأساطير التي بنتها إسرائيل عن نفسها، عسكريا وسياسيا".

وأردف، ومن ناحية ثالثة، فالتطبيع ساقط لأن المغاربة خرجوا في مسيرات مليونية يطالبون بوقف التطبيع، ويعلنون أنهم يريدون إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي.

فلسطين تحيينا

وأكد حامي الدين أن "فلسطين تزرع الحياة فينا وتحيينا من جديد"، مشددا على وجوب الاعتراف بالتقصير في حق فلسطين لمدة طويلة، كعرب ومسلمين، وقال: "كنا منهزمين نفسيا تجاه الوضع بفلسطين وهيمنة الاحتلال عليها، بما دفع إلى خلق علاقات تطبيعية مع عدد من الأنظمة، وعمل الاحتلال على تصفية القضية الفلسطينية".

وشدد حامي الدين، وهو أستاذ جامعي في القانون والعلاقات الدولية، أن عملية طوفان الأقصى ساهمت وأعادت طرح القضية الفلسطينية على المستوى العالمي في إطارها الصحيح، وهو أن القضية لم تبدأ منذ 7 أكتوبر، بل إننا أمام شعب عانى من احتلال إسرائيلي لمدة تزيد على الـ75 سنة، ولأكثر من 100 إن أضفنا لها الانتداب البريطاني.

ونبه حامي الدين إلى أن الاحتلال الصهيوني ليس كغيره من أنواع الاحتلال، لأنه احتلال إحلالي، حيث قامت إسرائيل بتدمير أزيد من 500 قرية ومدينة فلسطينية، وهجرت ثلث المواطنين، وأبادت الثلث الثاني، وأخضعت الثالث الباقي وما تحاول القضاء عليه أو تهجيره.

وعي دولي

ذكر عضو أمانة "العدالة والتنمية"، أن "الشباب في العالم الغربي أصبح أكثر تشوقا لمعرفة حقيقة ما يجري في فلسطين، حيث نرى العديد منهم صاروا أكثر إبداعا وحضورا وصراحة من العديد من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، والذين عبروا عن انحيازهم الواضح إلى الحقيقية التاريخية والدفاع عنها".

وأضاف، أن "أرقام مشاركة هؤلاء الشباب الغربي في الفعاليات الداعمة لفلسطين بالجامعات والمؤسسات الغربية مفرحة، وهي مؤشرات إيجابية لصالح مستقبل القضية الفلسطينية".

وأكد حامي الدين أن "عملية 7 أكتوبر، دفعت الكثيرين إلى البحث لمعرفة السر الذي يجعل الإنسان الفلسطيني يصبر كل هذا الصبر، ويقاوم ويضحي ويدافع بهذه الشراسة، ويسترخص دماءه وحياته كلها في سبيل الحرية والأرض والاستقلال".

جرائم صهيونية

وأضاف حامي الدين:  "إنه في مقابل صمود أسطوري وبطولي للمقاومة الفلسطينية، ولأزيد من 83 يوما، نجد أن جيش الاحتلال ارتكب ويرتكب عشرات الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ضد السكان الفلسطينيين، وعمليات إبادة لشعب أعزل"، مشددا على أهمية الالتزام وعدم الاستهانة بالمعايير والقوانين الدولية حتى وإن لم يتم تطبيقها حاليا على الوضع الفلسطيني.

وذكر حامي الدين أن إسرائيل فاشلة في الحرب، ولم تنجح سوى في قتل المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، وقصف المستشفيات ودور العبادة وغيرها، منبها إلى أن مشاهد الدمار والتقتيل أيقظت الرأي العام العالمي، وحاصرت إسرائيل والإدارات الغربية الداعمة لها.

واعتبر المتحدث ذاته أن التحولات الجارية سيكون لها أثر مباشر وآت على مستقبل العالم الغربي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

وأبرز حامي الدين أنه "جاء الوقت لنخضع مجموعة من القيم الغربية أمام النقد الصارم، ونعيد النظر والبحث في تاريخنا وتراثنا ومقوماتنا، حيث يركز الإسلام على الأخلاق، سواء في الحرب أو في السلم، وهي المعاني التي يحتاجها العالم اليوم بشكل كبير جدا".

وتشهد المغرب تحركات شعبية ضخمة تضامنا مع غزة ومطالبة بوقف الحرب التي يخوضها الاحتلال ضدها، بالإضافة إلى مطالبة السلطات المغربية بإنهاء التطبيع ووقف العلاقات مع دولة الاحتلال.

وتوجد علاقات ديبلوماسية رسمية بين المغرب ودولة الاحتلال، حيث تقبل المغرب المواطنين الإسرائيليين على أراضيها، وأيضًا تقبل إسرائيل المواطنين المغاربة على أراضيها. والتقى مسؤولو البلدين عدة مرات، أبرزها عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز المغرب في عام 1986 والتقى بالملك الحسن الثاني.

وفي عام 1994 فتح كل من البلدين مكتب اتصال له في الأخرى. وفي عام 2003 اجتمع وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم بالملك محمد السادس في المغرب.

وفي 10 ديسمبر 2020، اتفقت إسرائيل والمغرب على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة برعاية أمريكية.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الاثنين "21 ألفا و978 شهيدا و57 ألفا و697 مصابا، ودمارا هائلا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة" وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغرب فلسطين علاقات المغرب فلسطين علاقات تضامن المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدالة والتنمیة

إقرأ أيضاً:

حزب الله يعلن إطلاق أكثر من 200 صاروخ على مواقع شمالي إسرائيل

قال حزب الله اللبناني، الخميس، إنه أطلق "أكثر من 200 صاروخ" على مناطق شمالي إسرائيل، معتبرا أن ذلك بمثابة "رد" على الغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل قيادي ضمن صفوفه، الأربعاء.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، انطلاق صافرات الإنذار في عدة مناطق شمالي البلاد، في أعقاب إطلاق الصواريخ من لبنان.

كما ذكر مراسل قناة الحرة، أن القصف المكثف من حزب الله على مناطق شمالي إسرائيل "امتد من الجولان وحتى عكا"، مضيفًا أن هناك "أضرارا وإصابات" نتيجة القصف.

????Sirens sounding across northern Israel???? pic.twitter.com/LXFjuEXS3A

— Israel Defense Forces (@IDF) July 4, 2024

وأوضح بيان لحزب الله، أنه "أطلق أكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع على 5 مواقع عسكرية شمالي إسرائيلي، هي مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة اييلايت، ومقر ‏قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة كتيبة المدرعات التابع للواء ‏السابع في ثكنة غاملا، ومقر قيادة الفرقة 210 (فرقة الجولان) في قاعدة نفح، ومقر ‏فوج المدفعية التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن".

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي، الأربعاء، غارات على مناطق قال إنها أهداف لحزب الله في جنوبي لبنان، "حيث تمت مهاجمة مبنى عسكري في منطقة شيحين، و3 بنى تحتية في منطقة بلاط. كما قصفت القوات لإزالة تهديدات في منطقة شبعا"، وفق بيان للجيش.

وقتل قيادي ميداني بارز في حزب الله ، الأربعاء، بالقرب من مدينة صور جنوبي لبنان، إثر الغارات الإسرائيلية. وقال البيان الصادرة عن الجماعة الموالية لإيران، الخميس، إن الهجمات الصاروخية الأخيرة "جاءت ردا على تلك الغارات".

ويعد هذا القيادي الثاني البارز الذي يقتل منذ 11 يونيو، حين قُتل القيادي طالب عبدالله، الذي كان كذلك قائد واحدٍ من المحاور الثلاثة في جنوب لبنان، في غارة استهدفت منزلا في بلدة جويا الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترا عن الحدود مع إسرائيل، إلى جانب 3 عناصر آخرين من الحزب. 

مقتل قيادي ميداني بارز في حزب الله بضربة إسرائيلية قتل قيادي ميداني بارز في جماعة حزب الله اللبنانية في ضربة إسرائيلية، الأربعاء، بالقرب من مدينة صور جنوب لبنان، حسبما نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين.

وردّ حينها حزب الله بوابل من الصواريخ التي أطلقها على عدة مواقع شمالي إسرائيل. ورصد الجيش الإسرائيلي من جهته حينها عبور أكثر من 150 قذيفة صاروخية من جنوب لبنان. وأعلن اعتراضه عددا منها، بينما سقطت غالبيتها في أراض خالية وأدت إلى اشتعال حرائق.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر في قطاع غزة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.

ويعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي، "دعما" لغزة وحركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007. بينما ترد اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.

وصعّد مسؤولون إسرائيليون في الآونة الأخيرة وتيرة تهديدهم بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان.

وخلال أكثر من 8 أشهر من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 494 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 307 على الأقل من حزب الله وقرابة 95 مدنيا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.

مقالات مشابهة

  • العدالة المائية.. كيف فقدتها فلسطين منذ 1948؟
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • حزب الله يعلن إطلاق أكثر من 200 صاروخ على مواقع شمالي إسرائيل
  • مخرج فلسطيني: لم يعد ممكنا الحديث عن فلسطين في هوليوود بعد 7 أكتوبر
  • طالما استمرت حرب غزة.. هكذا قلّل مستشرق إسرائيلي من فرص التطبيع مع السعودية
  • خبراء أمميون يدينون غياب العدالة في الضفة الغربية
  • «القاهرة الإخبارية»: تحويل 116 مليون دولار للسلطة الفلسطينية من عائدات الضرائب المحتجزة لدى إسرائيل
  • حزب الله يرد بعشرات الصواريخ على إسرائيل لاغتيال قيادي بجنوب لبنان
  • الموقف العربي والإسرائيلي من الدولة الفلسطينية
  • قادة جيش الاحتلال: توجد حالة من الإنهاك بين الجنود بسبب الخدمة المتواصلة