حكاية متحف التماسيح في أسوان.. يضم أنواعا ضخمة من عصر الدولة القديمة
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
في منطقة مطلة على نهر النيل جنوب مصر، يتواجد معبد كوم أمبو العريق، الذي يستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف حضارة المصريين القدماء، خاصة مع بداية إجازة منتصف العام، حيث يعد هذا المعبد وجهة سياحية رائعة تتميز بتصميمه الرائع وأثره الثقافي العميق.
وبجانب المعبد، يقع متحف التمساح المعروف أيضًا باسم «متحف التماسيح»، وهو واحد من أكبر المتاحف في العالم التي تخصصت لحيوان واحد فقط حيث يحتضن مجموعة هائلة من التماسيح المحنطة التي تعود إلى عصور قديمة ويعتبر وجهة شهيرة تستقطب المصريين والسياح من مختلف الجنسيات.
يقول الباحث الأثري محمود حماد إن المتحف يضم أكثر من 20 تمساحًا تم العثور عليهم في المنطقة المحيطة بمعبد كوم أمبو قديما و تتنوع التماسيح المعروضة في المتحف بين صغيرة ومتوسطة وضخمة الحجم، وهي التي يصل طولها إلى حوالي 5.5 متر معروضة في فاترينات زجاجية، بالإضافة إلى توابيت ولفائف الدفن التي تحتوي على ثمانية تماسيح أخرى.
يضم لوحات مومياوات وتوابيتويضيف في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن المتحف يتضمن نماذج لمقابر التماسيح، وعدد كبير من المومياوات والتماثيل المتنوعة للإله سوبك، إلى جانب لوحات نرديّة وتوابيت فخارية تحتوي على مومياء هذا الحيوان المقدس.
اقطع أثرية وتماثيل للإله سوبك
ويشير الباحث الأثري إلى أن متحف التمساح بداخله فاترينة زجاجية ضخمة تعطي لزواره انطباعًا بأن التماسيح بداخلها ما زالت حية وكأنها تتجول في رمال نهر النيل وتحيط بهذه الفاترينة مجموعة متميزة من القطع الأثرية، بما في ذلك تماثيل المعبود سوبك بأحجام وأشكال مختلفة.
ويؤكد أن زيارة المتحف تعتبر فرصة رائعة لاكتشاف الثقافة المصرية القديمة التي كانت تقدس التمساح وتعتبره قوة خارقة حيث يوفر المتحف فرصة للتعلم والتعرف على تفاصيل حياة التماسيح في مصر القديمة.
وتنشر الوطن أسعار تذاكر متحف التمساح وفقا لما حددته وزارة السياحة والآثار المصرية.
- 30 جنيها للمصريين من غير الطلاب.
- 10 جنيهات للطلاب والطالبات المصريين.
- 140 جنيها للزائرين الأجانب.
- 70 جنيها للطلاب والطالبات الأجانب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محافظة أسوان معابد أسوان آثار أسوان
إقرأ أيضاً:
القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.
راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.
عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.
هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.
• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.
كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.
حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.
فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.
اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.