تقرير فرنسي خطير حول سد النهضة
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
رصد – نبض السودان
قالت “لوبوان” الفرنسية إن الجولة الأخيرة من المفاوضات بين إثيوبيا والسودان ومصر انتهت يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، دون التوصل إلى أرضية مشتركة، مع اقتراب الموعد النهائي لاستكمال العمل بسد النهضة عام 2025.
وأوضحت المجلة -في تقرير بقلم أوغسطين باسيللي- أن مصر والسودان اللتين يعبرهما النيل الأزرق في طريقه نحو البحر الأبيض المتوسط، تريدان الحصول على اتفاق يلزم أديس أبابا باحترام شروط معينة لملء خزان السد (البحيرة الاصطناعية) وتشغيله.
ويأتي ذلك بعد أن تملصت إثيوبيا من معاهدة 1929 التي تمنح القاهرة حق النقض في مشاريع المياه بالمستعمرات البريطانية المجاورة، واتفاقية عام 1959 التي تعطي مصر والسودان 87% من مياه النهر.
استنكر بيان صحفي مصري “فشل الاجتماع بسبب رفض إثيوبيا المستمر قبول أي حل وسط فني أو قانوني من شأنه أن يحفظ مصالح الدول الثلاث”.
وجاء في البيان أن “مصر بذلت جهودا وتعاونت بشكل فعال مع دولتي الجوار لحل الخلافات الرئيسية والتوصل إلى اتفاق ودي” لترد إثيوبيا بأن “مصر احتفظت بعقلية الحقبة الاستعمارية وأقامت العقبات أمام جهود التقارب”.
وتتلخص مخاوف القاهرة الرئيسية في أن يقوم مسؤولو سد النهضة بقطع التدفق في حالة الجفاف، ويشاركهم السودانيون -كما تقول الكاتبة- نفس القلق رغم اعتدالهم في تعليقاتهم، ويقول مصدر مقرب من المفاوضات على الجانب الإثيوبي إن “هذه مسألة وجودية بالنسبة للشعب المصري لأن هذا هو مصدره الوحيد للمياه”.
ويحذر أحد المفاوضين السودانيين من أن “سعة التخزين الكبيرة يمكن أن تؤثر على كلا البلدين في اتجاه مجرى النهر، وهو أمر خطير للغاية”.
وسيكون السودان، حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض، هو الأكثر تضررا، لأن تنظيم تدفق النهر سيمنع الفيضانات الموسمية، والسد سيمنع وصول الرواسب، ويحرم المزارعين من الأسمدة الطبيعية، وفقا لهذا المفاوض.
ومن المحتمل أن يختل توازن النظام البيئي، رغم محاولات الحد من العواقب الضارة على البيئة “مثل إزالة الغابات عن المساحات التي ستغمرها المياه مخافة أن يؤدي تحللها لانبعاثات غاز الميثان” كما يقول مكديلاويت ميسي الباحث المتخصص بشؤون نهر النيل.
وأشار تقرير لوبوان إلى أن العودة إلى الوراء لم تعد ممكنة لأن المشروع يقترب من نهايته، بحيث سيتم الانتهاء من تركيب التوربينات المتبقية وهي 11 من أصل 13، ليبدأ تشغيلها جميعا بحلول عام 2025.
وتقول الباحثة المستقلة آنا إليسا كاسكاو “حتى بدون التوصل إلى اتفاق، يمكننا أن نعتبر أن مسألة سد النهضة قد حسمت”.
ورغم أن مصر -كما تقول الباحثة- ترغب في ضمان عدم قيام أديس أبابا ببناء المزيد من السدود على النيل الأزرق، فإن غياب أي اتفاق يعني أنه لا شيء يمنع إثيوبيا من ذلك. ومع ذلك، فإن التوصل إلى حل وسط من شأنه أن يسهل الاستثمارات الدولية التي تحتاجها الدول الثلاث لدعم المشاريع الوطنية والمشتركة التي يمكن أن تنشأ بفضل السد.
ويعتقد غشاو أيفيرام، المسؤول عن الشؤون الأفريقية بمعهد الشؤون الخارجية بإثيوبيا أن تسييس سد النهضة يشكل العقبة الرئيسية أمام إيجاد أرضية مشتركة، إذ لا ترى أديس أبابا في السد مجرد توفير الطاقة الكهرومائية، بل استعادة مجدها الماضي، كما أن مصر قد بنت هويتها على النيل، في حين أن السودان، الغارق في حرب بين الجيش ومليشيا قوات الدعم السريع، ليست لديه حكومة شرعية للتوقيع على اتفاق دولي.
المصدر : لوبوان + الجزيرة
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: تقرير حول خطير سد النهضة فرنسي سد النهضة
إقرأ أيضاً:
تطور جديد في ملف سد النهضة .. خبير يكشف التفاصيل
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، تطورات جديدة في سد النهضة الإثيوبي، موضحًا أنه تم غلق بوابة والإبقاء على فتح بوابة واحدة من المفيض العلوي فى سد النهضة.
وقال الدكتور عباس شراقي، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك إنه "كما هو متوقع يتم الآن تدفق مياه النيل الأزرق من خلال بوابة واحدة فقط بعد غلق البوابة الأخرى مع انتهاء موسم الأمطار وانخفاض الإيراد المائي اليومي عند سد النهضة إلى أقل من 100 مليون م3".
الكمية تكفي لتشغيل توربين أو اثنين على الأكثر لـ سد النهضةوأضاف الدكتور عباس شراقي أنه "مع استمرار توقف التوربينات الأربعة، وهذه الكمية تكفي لتشغيل توربين أو اثنين على الأكثر، ولكن لعدم التشغيل تم الإبقاء على بوابة واحدة فقط مفتوحة للحفاظ على مخزون سد النهضة ثابت عند منسوب 638 م، وإجمالي 60 مليار م3".
صور فضائية تكشف تطورات جديدة في سد النهضة.. وخبير يفجر مفاجأة صور فضائية تكشف توقف توربينات سد النهضة عن العمل.. وخبير يوضح تحديات جديدة وزير الخارجية السوداني يكشف عن السبب الرئيس لإنشاء سد النهضة صورة فضائية تكشف تطورا جديدا في تشغيل سد النهضة.. خبير يوضح التفاصيل وزير الري يكشف للسفير الألماني السبب الرئيسي في تعثر مفاوضات سد النهضةوفي منتصف نوفمبر الجاري، كشفت صور فضائية أن سد النهضة لم يكتمل، وأنه لا يزال متعثرا في ظل توقف التوربينات الأربعة عن العمل. كما رصدت الصور أن هناك استمرارا لتدفق مياه سد النهضة من بوابتين من بوابات المفيض العلوي الست، فيما تبلغ كمية المياه الممرة نحو 100 مليون متر مكعب يوميا.
وقال الدكتور عباس شراقي، قبل نحو أسبوع، إن استمرار تدفق مياه سد النهضة من بوابتين فقط من بوابات المفيض العلوي الست يعني أن المياه المتدفقة والتي تبلغ حوالي 100 مليون متر مكعب يومياً ستنخفض بنهاية نوفمبر الجاري، موضحا أنها قد تصل إلى 55 مليون متر مكعب يومياً وهذه يكفيها فتح بوابة واحدة.
وأضاف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن استمرار توقف التوربينات يعني عدم اكتمال سد النهضة كما زعم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد سابقا، وتساءل الدكتور عباس شراقي إذا كان بناء السد قد اكتمل، فأين فوائده من الكهرباء ومياه الشرب والزراعة، مضيفا أنه رغم وجود كميات من المياه في بحيرة السد حاليا تبلغ 60 مليار متر مكعب، إلا أنه لم تتم زراعة قيراط واحد حتى الآن ما يعني عدم توافر كهرباء من تشغيل التوربينات، وعدم وجود مياه تكفي لزراعة مساحات جديدة من الأراضي الزراعية.
وأكد الدكتور عباس شراقي أن مخزون سد النهضة ثابت عند منسوب 638 مترا، وإجمالي 60 مليار متر مكعب، منها 19 مليار متر مكعب جملة التخزين الخامس والذي استمر من 17 يوليو إلى 5 سبتمبر 2024.