حاملة الطائرات أيزنهاور في مرمى النيران
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
حاملة الطائرات ايزنهاور في مرمى النيران
احتمالات استهداف القوات الامريكية وأسطولها بالبحر الاحمر وبحر العرب، تفوق 50 بالمائة؛ لينتقل الاستهداف من البر إلى البحر بباب المندب وبحر العرب.
تظهر أمريكا نزوعا نحو التورط في عمليات واسعة بالبحر الاحمر؛ بعد أن استهدفت المجموعة القتالية لحاملة الطائرات أيزنهاور زوارق الحوثيين في اليمن.
تحاول أمريكا رسم معادلة دقيقة بالمنطقة تسير على حبل مشدود، غير أنها لا زالت مندفعة نحو مخاطرة كبيرة يرجح أن تفضي لاستهداف حاملة الطائرات أيزنهاور.
هجمات متوقعة، فالصراع في المنطقة بات مزمناً، يغذيه اعتماد واشنطن على قوتها الصلبة لفرض إرادتها والدفاع عن نفوذها؛ بعد عزلة سياسية ودبلوماسية، وإحباط وعجز كبير عن تفعيل تحالفاتها.
* * *
افادت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات (جيرالد فورد) ستغادر شرق البحر المتوسط في الايام المقبلة، لتعود إلى قاعدة نورفولك بولاية فرجينيا، بعد وصولها قبل أكثر من شهرين لردع التصعيد في المنطقة، ولم توضح الصحيفة إن كانت ستحل مكانها مجموعة قتالية أخرى أم لا.
التحرك الأمريكي شرق المتوسط تزامن مع تهديدات إسرائيلية متكررة بتوسيع عملياتها جنوب لبنان، في محاولة لدفع قوات حزب الله للتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني.
وكان آخر هذه التهديدات ما أطلقه ليبرمان رئيس حزب (إسرائيل بيتنا) المعارض؛ لينضم إلى القادة العسكريين وأعضاء حكومة الطوارئ في التهديد بإطلاق حملة عسكرية كبيرة ضد لبنان، الأمر الذي لا ترغب الولايات المتحدة بالتورط فيه، خصوصا إذا جاء بمبادرة من جيش الاحتلال الغارق في رمال غزة.
رغم ذلك؛ تظهر الولايات المتحدة نزوعا أكبر نحو التورط في عمليات واسعة في البحر الاحمر؛ بعد أن كشفت المجموعة القتالية لحاملة الطائرات داويت ايزنهاور استهدافها لزوارق تابعة لحكومة صنعاء التي يقودها الحوثيون في اليمن.
هجوم أمريكي جاء بعد اعتراضهم سفينة شحن تحمل بضائع للكيان الصهيوني، وتتبع لشركة ميرسك الدنمركية، ما أسفر عن سقوط 10 من المقاتلين التابعين لصنعاء، وفق ما أكده الناطق العسكري اليمني فيما بعد، محذرا من تصعيد قادم في البحر الاحمر.
الهجوم من ناحية أخرى جاء بالتزامن مع تسريبات عن نقل قوات أمريكية إلى قواعد ومعسكرات بالقرب من ميناء المخا اليمني، وتصريحات للادميرال براد كوبر قائد الاسطول الخامس الامريكي وقائد القوات البحرية للمنطقة المركزية في المنطقة قال فيها إن "الحوثيين لا يظهرون أي علامة على إنهاء الهجمات في البحر الاحمر" ملمحا إلى عملية واسعة تشارك فيها بريطانيا وعدد من الدول الاوروبية.
انسحاب حاملة الطائرات فورد من شرق المتوسط في ضوء التصعيد في البحر الاحمر حمال أوجه؛ فهو بمثابة إعلان عن رفض أمريكي للتصعيد الإسرائيلي جنوب لبنان ورفض التورط فيه، ومن ناحية اخرى يكشف رغبة امريكية في تركيز جهودها على البحر الأحمر لفصل المسارين عن بعضهما البعض، والحد من احتمالات توسع المواجهة واستهداف قطعها البحرية شرق المتوسط، وتوسيع الهجمات على قواعدها في سوريا والعراق.
معادلة دقيقة تحاول أمريكا رسمها في المنطقة؛ تبين أنها تسير على حبل مشدود، غير أنها لا زالت مندفعة نحو مخاطرة كبيرة يرجح أن تفضي لاستهداف حاملة الطائرات أيزنهاور، خصوصا أن الهجمات الدموية للاحتلال على المدنيين الفلسطينيين، وسياسة التجويع والحصار المدعومة أمريكيا لاستهداف الفلسطينيين في قطاع غزة؛ تقدم مشروعية لهجمات الحوثيين؛ لتعززها هجمات ايزنهاور على القوات الحوثية المعترضة للسفن المحملة بالبضائع إلى الكيان الصهيوني.
ختاماً.. احتمالات استهداف القوات الامريكية وقطعها البحرية في البحر الاحمر وبحر العرب، وعلى رأسها حاملة الطائرات ايزنهاور؛ باتت مرتفعة؛ تفوق الخمسين بالمائة؛ لتنتقل دائرة الاستهداف من البر في العراق وسوريا؛ إلى البحر في باب المندب وبحر العرب..
هجمات متوقعة خلال الاسابيع والاشهر المقبلة، فالصراع في المنطقة بات مزمناً، يغذيه اعتماد واشنطن على قوتها الصلبة لفرض إرادتها والدفاع عن نفوذها؛ بعد العزلة السياسية والدبلوماسية التي واجهتها، والإحباط والعجز الكبيرين عن تفعيل تحالفاتها ومشاريعها السياسية في المنطقة والعالم.
*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اليمن الحوثي أمريكا كوبر البحر الأحمر بحر العرب حاملة الطائرات أيزنهاور الكيان الصهيوني حاملة الطائرات أیزنهاور فی البحر الاحمر فی المنطقة وبحر العرب
إقرأ أيضاً:
ثالثة الحاملات تشرد .. منطقة عمليات أمريكا المركزية بلا حاملة
وهي ثالث حاملة طائرات (بعد ايزنهاور، وروزفيلت) تشرد من منطقة العمليات الأمريكية المركزية بعد استهدافها من القوات المسلحة اليمنية بعدد من الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة.
وحسب تقرير المعهد البحري الأمريكي، فإن هذه هي المرة الثانية التي تكون فيها المنطقة المركزية للعمليات الأمريكية بدون حاملة طائرات، منذ معركة طوفان الأقصى، وتعود أبراهام لنكولن، إلى منطقة الأسطول السابع الأمريكي، تاركة الشرق الأوسط دون حاملة طائرات.
مغادرة حاملات الطائرات الأمريكية بهذه الطريقة، يشكل سابقة في تاريخ البحرية الأمريكية، التي تحرص على تبادل المواقع بين الحاملات بغرض الصيانة أو توفير استراحة للطواقم العاملة على متنها، ولا تمانع من خلو حاملاتها، لكن إن كان ذلك لصالح مناطق أكثر أهمية ، وفي الحالة التي نتحدث عنها، فإنها تسجل كسابقة، أن تترك منطقة عالية التوتر والأهمية الاستراتيجية في ظل استمرار العمليات اليمنية والحاجة الأمريكية لإظهار القوة والردع ، ولا يمكن تفسيرها إلا بأن هناك تهديدًا استراتيجيًا لحاملة الطائرات دعا لإخراجها من المنطقة المركزية.
ضعف البحرية الأمريكية
ورغم قوتها وفعاليتها، إلا أن هناك بعض النقاط التي يمكن اعتبارها ضعيفة، وتستغلها القوات المسلحة اليمنية، في عمليات الاستهداف، ويلاحظ أن السفينة لم تستطع الاقتراب من شعاع العمليات اليمنية، وعندما فكرت في الإبحار بالقرب من المياه اليمنية، باغتتها الضربة الصاروخية الاستباقية، قبل أن تصل إلى خليج عدن في الطريق إلى باب المندب.
بسبب حجمها الكبير، تتطلب حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن” الكثير من الموارد واللوجستيات لدعم عملياتها، كما أنها بسبب الحجم تعتبر من أقل السفن مرونة مقارنة ببعض السفن الأصغر، حيث يمكن أن تواجه صعوبة في المناورات في بيئات ضيقة أو عندما تكون السرعة المطلوبة عالية، وهذا بالضبط ما يعطي ميزة للصواريخ اليمنية، ويمنع الحاملة من القدرة على المناورة، والهروب أيضًا. لا سيما عند استخدام صواريخ بالستية فرط صوتية.
بعد هروب روزفيلت وقبلها ايزنهاور، كانت التقارير الأمريكية المنشورة على وسائل الإعلام الصحفية وغيرها، ومراكز الأبحاث ، قد طفحت بعناوين لأول مرة في تاريخ حاملات الطائرات، جاءت بصيغة التخوف من غرق هذه الحاملات، معلنة نهاية عصرها الذي بدأ في الحرب العالمية الثانية، وكان الفضل الكبير في ذلك هو للقوات اليمنية وصواريخها ومسيراتها .
ركز بعض تلك التقارير على نقاط الضعف التي تجعل حاملات الطائرات بلا معنى من انتشارها، فوصول صاروخ واحد إلى أحد الأبراج وتضرر الرادارات الرئيسية أو غرف التحكم بالاتصالات والهوائيات الخاصة بالسفينة، يجعلها عرضة للهجمات الجوية والصاروخية، كما يمكن أن يعطل تنسيق العمليات العسكرية على متنها، حسب بعض الجنرالات الأمريكيين.
أما وصول صاروخ فرط صوتي إلى غرفة المحرك النووي، فسيكون كفيلًا بتدمير الدرع الحامي للمفاعل النووي وغرفة المحركات، التي تشكل قلب السفينة لأنه يوفر الطاقة لتشغيلها وتشغيل الأنظمة، وعندما تصاب فعلاوة على تسرب الإشعاعات، فإن وقف المحرك وتعطيل الطاقة هو اسوأ ما يمكن أن يحدث لها.
بالإضافة إلى العيوب ذات الطبيعة الاقتصادية والمالية، مثل تكاليف الصيانة الدورية والإصلاحات، التي تصل في بعض الأحيان إلى أربعة مليارات دولار، ولكون الحاملة “أبراهام لنكولن” من فئة Nimitz، فهي تحتاج إلى تحديثات وصيانة دورية قد تكون معقدة نظرًا لعمر السفينة.
مثل هذه التحديثات يمكن أن تؤثر على جاهزيتها القتالية في بعض الأحيان.
على الرغم من أن السفينة مصممة لتحمل الهجمات الكبيرة، إلا أن صواريخ حديثة ودقيقة مثل الصواريخ الفرط صوتية أو الطوربيدات المتقدمة يمكنها استهداف نقاط ضعف مثل المفاعل، المخازن، أو منطقة القيادة، ما يؤدي إلى تعطيل السفينة أو إغراقها.
مع ذلك يبقى فشل أنظمة الدفاع متعددة الطبقات أخطر ما يمكن أن يهدد السفينة، ويمكن لهجوم متعدد الأسلحة، بين صواريخ باليستية فرط صوتية، ومجنحة، وطائرات مسيرة، أن يصيب النظام الدفاعي للسفينة بالشلل التام، وهذا هو سبب ابتعاد مثل هذه الحاملات الكبيرة والقوية عن مسرح وشعاع عمليات القوات المسلحة اليمنية.