2024.. تطلعات لعام استثنائي في قطاع السياحة بفرنسا
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
تشهد فرنسا خلال 2024، عاما مليئا بالأحداث الدولية المهمة في مختلف المجالات الرياضية والثقافية وغيرها، ما يجعلها في مركز الاهتمام الدولي وهو ما سيكون له آثار على قطاع السياحة، حيث يتطلع العاملون في القطاع إلى "عام استثنائي" ويأملون الاستفادة من هذه الأحداث المهمة وتحقيق نتائج مرجوة تمتد على المدى القصير والمتوسط والطويل.
فمن بين هذه الأحداث الكبرى، تستعد فرنسا لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس، وأيضا دورة الألعاب البارالمبية في الفترة من 28 أغسطس إلى 8 سبتمبر 2024، وكذلك الاحتفالات بالذكرى الـ80 لإنزال نورماندي (وهي ذكرى إنزال الحلفاء على شاطئ نورماندي، شمال غرب فرنسا، خلال الحرب العالمية الثانية)، وإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام الباريسية، بعد تعرضها لحريق مدمر عام 2029، وهي أحداث يأمل الجهات الفاعلة في مجال السياحة الاستفادة منها وأن تعود عليهم بالنفع.
بالنسبة لمارسيل بينزيت، رئيس فرع المقاهي في جمعية الفنادق والمطاعم الفرنسية (GHR)، قال "هذا عام استثنائي، فهناك أحداث مهمة.. أتمنى بل وأنا على قناعة أننا سننجح ونحقق أمالا خلال هذا العام".
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "فرانس توريزم" جيسلان دو ريشكور، أن هناك بالفعل كثير من الطلبات للتوجه إلى العاصمة الفرنسية، مضيفا "بالنسبة لنا، إنها فرصة استثنائية بالفعل، وآمل أن نستفيد منها ".
ويتوقع مكتب السياحة والمؤتمرات في باريس أن يصل عدد الزوار إلى 11.3 مليون زائر خلال أولمبياد باريس و3.8 مليون خلال الألعاب البارالمبية.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية الفرنسية لخبراء السياحة باتريك فيسيريا: "هذا عدد أكثر بكثير مما نستضيفه في العادة"
ومن بين هؤلاء الزائرين البالغ عددهم 15.1 مليون شخص، 3.3 مليون لديهم تذكرة لمتابعة المنافسات الرياضية، وسيكون الغالبية العظمى منهم (13.9 مليون شخص) من الزوار الفرنسيين.
وأشار مارسيل بينزيت رئيس فرع المقاهي في جمعية الفنادق والمطاعم الفرنسية، إلى أهمية نجاح تنظيم الألعاب الأولمبية والاستفادة من نتائجها المرجوة قائلا: "أطلب من التجار أن تظل أبواب المحال مفتوحة خلال فترة الأولمبياد"، داعيا أصحاب المطاعم بشكل خاص إلى "منح إجازة على سبيل المثال بين عيد الفصح وبداية شهر يوليو" حتى يتمكن العاملون من التواجد بشكل كامل اعتبارا من 26 يوليو وحتى 15 أغسطس".
ويتخوف العاملون في مجال السياحة من بعض المسائل منها ما يخص التنقل وحركة المرور وقال الرئيس التنفيذي لشركة "فرانس توريزم": "خلال الألعاب الأولمبية، لا نعرف ما إذا كنا سنستطيع الوصول إلى مواقعنا السياحية، أو إذا كنا سنستطيع زيارة كل ما هو مفتوح كالعادة، خاصة مع "شبه إغلاق وسط باريس"، وهو قلق يشعر به أيضا العديد من السكان الباريسيين والسياح الذين سيتجنبون بالتأكيد العاصمة الفرنسية خلال دورة الألعاب الأولمبية. لكن في نفس الوقت، ستكون هذه الفترة "فرصة لإعادة اكتشاف وجهات أخرى في فرنسا"، كما يأمل الرئيس التنفيذي لشركة "فرانس توريزم".
لذلك، يأمل العاملون في قطاع السياحة الاستفادة على المدى المتوسط والطويل من هذه الألعاب الأولمبية وغيرها من الفعاليات المهمة التي سيتم تنظيمها في فرنسا. فقد أكد مارسيل بينزيت، في جمعية الفنادق والمطاعم على أهمية النتائج المرجوة من هذه الألعاب الأولمبية. وأعرب عن أمله في "أن يكون عام 2024 عاما استثنائيا، ولكن ينبغي أن يمتد آثار النتائج المرجوة من مثل هذه الأحداث لأعوام بل لعشر سنوات أو أكثر"، ما يعني "إذا نجحنا في تنظيم دورة الألعاب الأولمبية، فسوف نحظى بسنوات جيدة للغاية على المستوى السياحي في جميع أنحاء فرنسا، وليس فقط في باريس".
لكن من الواضح أن النتائج المباشرة المرجوة من تنظيم الألعاب الأولمبية في عام 2024 "لن تكون كبيرة جدا"، حتى في الوجهات التي لا تتأثر بالأولمبياد في باقي الأراضي الفرنسية، لأن هناك تخوفا من وجود عدد كبير جدا من الزوار والمشجعين للمنافسات الرياضية، كما يتوقع المدير العام لشركة "برو توريزم". وفقا له، فإن تنظيم الألعاب هو حدث ممكن أن يستفيد منه قطاع السياحة على المدى القصير والمتوسط إذا استطاعت فرنسا تجسيد صورة جيدة. وبالتالي، "علينا أن نكون على قدر من الحيطة عند استضافة السياح وأن نكون قادرين على إدارة التنقل".
بالإضافة إلى ذلك، ستحتفل فرنسا هذا العام بالذكرى الثمانين "لإنزال الحلفاء في نورماندي" وهو حدث دولي من المنتظر أن يشارك فيه العديد من الشخصيات الدولية المهمة.
كما ستكون فرنسا على موعد في نهاية العام، مع إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام الباريسية المقرر في 8 ديسمبر القادم،وهو تاريخ مهم أيضا بالنسبة للعاملين في قطاع السياحة، حيث كانت الكاتدرائية تستقبل 13 مليون زائر سنويا حتى عام 2019، أي 30 ألف زائر يوميا"، حسبما أفاد رئيس الجمعية الفرنسية لخبراء السياحة باتريك فيسيريا.
لكن بالنسبة لرئيس شركة "فرانس توريزم"، فإن إعادة افتتاح هذه الكاتدرائية التاريخية الكبيرة، بعد حريق عام 2019، تمثل أيضا "تحديا حقيقيا" حيث نعلم أن وقت إغلاقها تأثر العالم كله بهذا الحادث المؤسف. وبعد أشهر قليلة من دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية، سيتم إعادة افتتاحها وهو الحدث المهم الأخير في عام 2024 الذي يبدو وكأنه "بداية انطلاقة جديدة لباريس".
جدير بالذكر أن فرنسا حظيت بلقب أكثر دولة جذبا للسياح خاصة في عام 2019 (قبل جائحة كورونا)، حيث استقبلت البلاد نحو 90 مليون زائر. وفي عام 2022، تصدرت فرنسا قائمة أكثر الدول استقبالا للسياح بواقع أكثر من 79 مليون سائح، تلتها إسبانيا في المرتبة الثانية بواقع 71 مليون و660 سائحا، وفقا لبيانات السياحة العالمية لعام 2022.
وفي خطاب بمناسبة العام الجديد، تطلع الرئيس الفرنسي إلى أن يكون 2024 عام "الفخر والأمل" للفرنسيين، وقال "مرة واحدة فقط في كل قرن يمكن استضافة الألعاب الأولمبية والبارالمبية، ومرة واحدة فقط في كل ألفية يمكن إعادة بناء كاتدرائية... 2024 هو عام العزيمة والاختيارات والتعافي والفخر. في الواقع، هو عام الأمل".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فرنسا خلال 2024 دورة الألعاب الأولمبية دورة الألعاب البارالمبية دورة الألعاب الأولمبیة قطاع السیاحة فی عام
إقرأ أيضاً:
برنامج بقيمة 75 مليون دولار.. بريطانيا تحارب العصابات الكردية لتهريب البشر في فرنسا
الاقتصاد نيوز — متابعة
كشفت شبكة "ذا ناشيونال"، عن اطلاق الحكومة البريطانية برنامجا عاما داخل العراق بقيمة تتعدى الـ75 مليون دولار يهدف الى مكافحة ما وصفتها بـ"العصابات الكردية لتهريب البشر في فرنسا".
وذكرت الشبكة في تقرير، أن "الحكومة البريطانية ستباشر برنامجها داخل العراق لمطاردة ما وصفتهم بــ "قادة عصابات كردية تسيطر على عمليات تهريب البشر من الشواطئ الفرنسية الى بريطانيا عبر القناة الإنكليزية".
وتابعت: "العصابات القادمة من كردستان العراق سيطرت بشكل شبه كامل خلال السنوات الماضية على عمليات تهريب البشر من فرنسا الى بريطانيا، حيث يهرب المدانون من تلك العصابات من أوروبا ويعودوا الى العراق"، موضحة، أن "الحكومة البريطانية ستعمل من خلال برنامجها داخل العراق على اعتقالهم بالتعاون مع السلطات العراقية".
يشار الى أن البرنامج الذي أطلقه رئيس الوزراء البريطاني كير سترامر، سيتضمن إقامة ما وصفه بحديث لشبكة "ذا ناشيونال"، "مراكز استخباراتية خارج حدود أوروبا" في إشارة الى العراق، تهدف الى متابعة واعتقال المسؤولين عن "عصابات تهريب البشر الكردية" العاملة في فرنسا والتي قال إنها تقاد من داخل كردستان العراق.